الخساسة في الخدمة المدنية وطيبة السودانيين المزعومة !

الخساسة في الخدمة المدنية وطيبة السودانيين المزعومة !


03-06-2013, 03:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1362579530&rn=1


Post: #1
Title: الخساسة في الخدمة المدنية وطيبة السودانيين المزعومة !
Author: احمد سيد احمد
Date: 03-06-2013, 03:18 PM
Parent: #0

Quote:

حاطب ليل

حسادة سودانية

عبد اللطيف البوني
[email protected]

في برنامج عشرة الايام الذي تقدمه الاستاذة نسرين النمر بقناة النيل الازرق والذي كان مستضافا فيه رهط من قدامى الاعلاميين قال الاستاذ حمدي بولاد الذي اعقب الاستاذ حمدي بدر الدين في الحديث قال انه امضى عاما في مكتب حمدي بدر الدين يعمل معه في تحرير الاخبارحتى بعد ذلك سمح له بان يقترب من المايكروفون ويقول (هنا ام درمان ) ثم استطرد قائلا انه لايوجد اي تدريب وكل المطوب ان تنظر الي رئيسك كيف تعمل وتعمل مثله وقال ان هؤلاء الذين سبقوهم كانوا يضنون عليهم بالمعرفة ويستدرجونهم للاخطاء وكانوا معهم في غاية العنف واللؤم اعقبت الاستاذة يسرية محمد الحسن بولاد في الحديث وقالت كلاما مغايرا لما قاله وانها وجدت كل عون من اساتذتها الذين سبقوها ثم مضى الاستاذ الفاتح الصباغ في نفس اتجاه يسرية وكذلك الاستاذة فتحية ابراهيم ويبدو لي ان بولاد كان متضايقا من كلام الذين الذين اعقبوه واعتبره مجافيا للحقيقة وتجميلا للماضي ففجاة وبدون مقدمات طلب اغنية المصير لابراهيم عوض .
لقدو وجدت نفسي مائلا لكلام الاستاذ حمدي بولاد اذ انبثقت من داخل ذاكرتي المثقوبة عدة نمازج تعضد ما ذهب اليه بولاد اذ اذكر اننا عندما كنا طلابا في نهاية المرحلة الجامعية ذرنا مؤسسة حكومية كبيرة وسال احدنا مديرها وقد كان صفوفيا (راكنر) اي لم يكن خريجا جامعيا لماذا يعاكسون الجامعيين في التوظيف واثناء الخدمة فرد ذلك المدير بصراحة شديدة وقال انها غريزة حب الرئاسة واضاف ان الكرسي الذي يجلس عليه الان لم يصله بساهلة ولن يتخلى عنه بساهلة وزاد قائلا (يابنائي ما تشوفوا الموظفين النضفين ديل دا كلو من برا بس من الداخل كلهم نمور انهم يعيشون في غابة اسمها الخدمة المدنية)
اذن ياجماعة الخير انها الكنكشة التي تحيط بحياتنا احاطة السوار بالمعصم فان كنا نتهم بها السياسين لان كنكشتهم مكشوفة فان جماعة الخدمة المدنية لايقلون عنهم كنكشة خاصة الجيل الاول من رواد الخدمة المدنية لان هؤلاء اكتسبوا القيادة بالتجربة والتدرج الوظيفي وليس بالتعليم العالي والتدريب الحديث وكانوا قد تعرضوا في بداية السلم الوظيفي لالوان من القهر وما يمكن ان يسمى بالعنف الوظيفي ولكن في تقديري ان الامر قد اختلف الان بعض الشئ او على الاقل اختلاف مقدار فاصبحت القمة اكثر اتساعا واصبح المجندين للخدمة المدنية ياتون جاهزين ومؤهلين اكاديميا فحاجتهم لخبرة من سبقوهم ليست كبيرة لابل ان بعضهم يكون قد دخل الخدمة بتقنيات لم تكن موجودة قبلهم لكن هذا لاينفي اطلاقا ان تلك الظاهرة مازالت موجودة وبكثرة ويكفي ان نشيرهنا للاطباء الذين تخصصوا على حسابهم في الخارج واكتسبوا تقنيات طبية متطورة فهؤلاء عندما ياتون للبلاد تغلق امامهم كل الابواب في المستشفيات وفي الجامعات وللاسف هذا الاغلاق سببه قادة القبيلة الطبية فكم طبيب شاب جلس معي وهو يلملم اوراقه عائدا من حيث اتى ومن القصص المثيرة في هذا الصدد ان حامل دكتوارة من جامعة بريطانية عريقة طلب من ان يتدرب مع اختصاصي يحمل دبلوما من نفس الجامعة !!!
المجتمع السوداني ليس مجتمع ملائكة ففيه الكنكشة التي هي صراع بقاء ومن هذا ينجم الحسد ولكن هذا يحرم البلاد والعباد من خير وفير يتمثل في الخبرات المتقدمة وفي تقديري ان هذة سمة من سمات المجتمعات التقليدية المتخلفة لان المجتمعات الحديثة تحكمها العقلية المؤسسية ذات الضوابط التي تعطي كل ذي حقا حقه وان الكبير يمكن ان يتعلم من الصغير والعبرة لمن صدق وليس لمن سبق كما يقول المتصوفة . وتحية خاصة لجدنا ود الرضي صاحب اجمل حسادة والقائل (الله يكبرن الكبرني وسمحن)