لماذا اعارض حكومة المؤتمر الوطني

مقدمة
لم يلقنا أحد الاجابة على السؤال الذي كنا نُسأله كثيرا في طفولتنا الباكرة في تلك البلاد البعيدة - أيهما افضل هذه البلاد ام السودان؟
- كانت اجابتنا انا واخوتي الصغار دائما قاطعة وسريعة وواثقة : السودان طبعاً !
كان لطفولتنا الباكرة في السودان طعما يعرفه كل من نشأ يمضي يومه طفلا بين لعب البلي وكمبلت ونصب الشراك للعصافير ، وكان أكبر همنا حينها : ساعة الاستحمام والمسيح بالجرسلين !
هكذا كانت الصورة مرسومة في دواخلنا : سودانا جميلا واجمل بلد في العالم !
انا من دون اخوتي لم اكن لأنسى ساعة قدم (أمن نميري) عند المغرب لأخذ ابي عاما خلف القضبان اسوة بالمغضوب عليهم من (ناس الجبهه)
اذكر عندما عيرني احد اقراني الصغار حينها بأن (ابوك مسجون) ،،، لم احس بان تلك اهانة ويا للعجب - (والعجب لانني كنت في السادسة او السابعة وكنت مدركا تماما لمعني السجين السياسي)
لم يكن هذا الحدث ليعكر صفو وجمال الصورة التي رُسمت بداخلي عن (السودان) ، ربما لأنني علمت انهم كانو يعاملون معاملة حسنه ، حتى انه كان هناك تلفاز! وتوزع لهم الجرائد اليومية - هكذا حدثنا ابي
اصدقكم انني حتى السادسة او السابعة عشر لم اكن اعلم ان السودانيين قبائل مختلفة ! - بل كنت اظن ان كل السودانيين عبارة عن سودانيين - وفقط!
- علاقتي الواقعية الواعية بالسودان : كانت عندما عدت للدراسة الجامعية في السودان - الشقيق

- رغم ايماني بأن اسبابي - تُعاش ولا توصف وانه ليس من راى كمن سمع (قرأ) - الا انني سوف اكتبها رغم فقر اللغة ومسكنة البلاغ
- سوف احاول قدر الامكان الالتزام بالتسلسل التاريخي - ولا اعد بذلك !
- ليس من الحكمة توقع قصص مثيرة
- سوف اتحدث عن ما عشته شخصيا او ما عايشته - فقط

قبل العودة
مصعب كان حدادا ماهرا ، هكذا عرفته ، كان سودانيا شهما وكريما ، يعول اسرة قوامها هو ، زوجته ، وابنتهما الصغيرة .
كنت مستغربا من نظافته الفائقة ونظامه ولباقته في الحديث مع الزبائن ، والمامه بالكثير من المعرفة - كانت فكرتي عن (الصنايعية) مرتبطة بالابرول المتسخ بالزيوت والشحوم
لكن لم يدم استغرابي طويلا ؛
علمت في احد اللمات السودانية والتي كانت في منزله تلك المرة : انه كان ظابطا في الشرطة برتبة رائد - احيل للصالح العام ،،،
لم اكن حينها اعلم ما معني - احيل للصالح العام !
افترض انه ربما يكون ذلك بسبب خطأ ارتكبه او بطلب منه - ربما !
لم أأبه كثيرا لاحالته (للصالح العام) ،،، فذلك لم يكن حينها بالشئ المهم والمفهوم بالنسبة لي !
المهم صار امره مفهوما عندي - فقد كان ظابطا
-------------
* مصعب كان في منتصف الثلاثينات على ما اذكر !

الوريف أيمن محمود
سرد جميل ..
متابعين ..

عبد الحفيظ فخر الدين

Quote: الوريف أيمن محمود سرد جميل .. متابعين ..

اهلين يا عبد الحفيظ - صدقني الوريف هذه اكثر مما استحق !

بعد العودة
- تعرف ؛ ابوك ده بالميت بعد ما يرجع أكيد حا يعملهو محافظ والا والي على الاقل ، ابوك من قدامى الجبهه الاسلامية وانسجن عشانها ! - يا اخ ده منظم من ايام الجامعة !
هكذا تحدث ابن عم لي مستبشرا بعودة عمه الذي يتمناه : ذو منصب كبير وحظوة في الحكومة !
وهذا ما لم يحدث مطلقا - والحمد لله كثيراً انه لم يعمل في الحكومة بتاتا من قريب او بعيد

واصل أيمن ، أتابع كلماتك باهتمام

Hani Arabi Mohamed

Quote: واصل أيمن ، أتابع كلماتك باهتمام

شكرا يا هاني

في حلتنا : أكل الذئب يونس
نعم - أكله كله . لم يترك لنا حتى قميصه ، والكل شهود ، جهاراً نهاراً
حضر الذئب في عربته البيضاء - وأخذ صديقنا ابا ذر الغفاري - جارنا العزيز
خالد كان شاهدا وأيضا حواية ووليد وحاج سليمان ، كلهم رَاوْا الذئب يأخذ أخانا ... ولم يروه يعيده !
والدة غفاري (رحمها الله) ظلت تنتظر - كما ظللنا جميعا - وأكثر
ماتت بحسرتها ولكنه لم يعد !
سألت عنه طوب الارض والذئب ، سألت أمير المؤمنين عمر أيضا
24 عاما عجاف !
عزيزي غفاري . . .
ان كنت معنا علي الارض او في السماء فلك حبي ....لأنك احببتني دون ان تراني ....ولك اعتذاري ...لأنه مابيدي حيلة الا الكلام .
واعلم أنني لن انساك مادمت حيا وساأحدث عنك ابنائي واحفادي بأن شياطينا قد سرقوك من امك...وليحذروا الشياطين .
وساحكي لهم عن قصتك الخرافية وعن انا قد خذلناك ياشهيد.
عزيزي ابو ذر ...
ان الشياطين مازالوا يحكمون بالدجل ومايزال المشردون مشردين ,والخانعون خانعين ,وقسمت البلاد والعباد ,وكبرت كرش الجلاد ,ومازالت كلماتك تمدنا بالامل بغد جديد يكب فيه الاشرار في مزبلة التاريخ
.
.
أنت يا صديقي هناك ... غفاري ... أشتاق اليك كثيرا
إخفض جناح الذل عن كتف الصبايا
الراحلات إلى السراب ..

وأرفع شراعك سوف تدفعه
رياح هادئات
نحو سرداب مهاب ..

لو أن لي صحو الحقيقة
لأمتثلت لهيبة الوعد القديم
وقلت للأشواق كوني ألف باب ..
طب حيا أو حيا في قلوبنا
أيمن

* أدعو لضرورة فتح كل الملفات المتعلِّقة بانتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت خلال السنوات الماضية
-------------
قد قال لوركا يوماً
أن عظام الضحايا سوف تفضحهم

يا سلام يا أيمن
يديك العافية






__________________

أسمع برّة دي كانت وين؟ أوعى تطلع لينا شهادة عربية كمان :)

Quote: أدعو لضرورة فتح كل الملفات المتعلِّقة بانتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت خلال السنوات الماضية

أن عظام الضحايا سوف تفضحهم

محمد البشرى الخضر

Quote: يا سلام يا أيمن يديك العافية

الله يعافيك
---------
انا لو شهادة عربية البقعدني مع الناس ديل شنو ؟!!

سرني بعد كتابتك عدم احتفاءك بالاطراء ......مما جعلني انظر الي كتاباتك كضافة حيقيقة للمنتدى وللثورة السودانية ...........اتمني الا تكون معارضتك للمؤتمر الوطني مبنية علي مررات شخصية فحسب.......فتلك المرارات الشخصية تعد بنظري صفارات انذار لتأملات بعيدة تقودنا الي اكتشاف ما وراء بياض الاسنان .....ورقة الحديث .....فان نجحنا في ذلك سنكون اكثر حصانة من التلوث بزيوت المشروع الحضاري .....فنعتق عقولنا ضد الهوس الكذب والنفاق باسم الدين باسم العلم باسم الوطنية .........
دمت يا أيمن ومتابعين حلاوة السرد ........

>b>
الاخ ايمن محمود

لك التحية والتجلة

عنوانك وسرد الممتع شداني للقراءة
فالعنوان جذبني لمعرفة شىء ما والسرد الممتع افهمنى انك لا تكره الدين بسبب هؤلاء او تربط الدين بكراهيتك لهؤلاء وهذه حالة نادرة هنا
فكل من يتحدث بصراحة عن معارضته يربط ذلك بكرهه للدين الاسلامي
وما ذلك الا لان المعنيين رفعوا شعار الدين كرمز لهم
فاسأوا له
ولذلك تعودنا الربط بين الدين والحكومة فى الكراهية
وذلك خاطىء
لان الدين ليس ملك لهم
ولانهم هم من اخطأ ووظف الدين لخداع الاخرين وتحقيق مآربهم

اتمنى ان تكون المعارضة دوما هكذا دون زج الدين فى مسألة الكراهية هذه
فالدين برىء من جرائم اولئك

لك مودتي

سلام يا ايمن
اتابعك دائما اعتبرك اهم الاضافات لسودانيز اون لاين عقل كبير وفكر مرتب

ibrahim alnimma

Quote: اتمني الا تكون معارضتك للمؤتمر الوطني مبنية علي مررات شخصية فحسب....

هذا الوطن يخصني ويخصك ويخص كل السودانيين ، مراراته ومرارات اهله هي مراراتنا الشخصية – انه الوطن يا صديق !

قرشـــو

Quote: انك لا تكره الدين بسبب هؤلاء او تربط الدين بكراهيتك لهؤلاء وهذه حالة نادرة هنا فكل من يتحدث بصراحة عن معارضته يربط ذلك بكرهه للدين الاسلامي

اسمح لى ياقرشو ، لا اعتقد ان هذه حالة نادرة ، الكثير من السودانيين يدركون ان هؤلا فقط من يتحمل وزر السوء الذي يمثلونه ، الدين والوطن والشعب برئ منهم ، من الخطاء ان نعتبر ان هؤلاء يعبرون عن روح الدين الاسلامي او عن الانسان السوداني ! ، بل هم يعبرون عن شريحة من السودانيين .

معاذ حسن

Quote: اتابعك دائما اعتبرك اهم الاضافات لسودانيز اون لاين عقل كبير وفكر مرتب

شكرا يا معاذ على حسن الظن

Modthier Hassan

Quote: يا سلام يا ايمن انا لى عشر سنوات اتابع سودانيز من ضمن الجمهور كما ترى لقد هزنى وابكانى الذئب الذى اخذ اغلى صديق لى فى الجامعه له المغفره والرحمه واسكنه جناته

مخزي جدا ما حدث – ومؤسف هذا الصمت على مثل هذه الجرائم – لا بد من كشف الحقائق ومحاسبة المذنب .

بوست يستحق المتابعة ..

ممتع يا هذا ..

بوست إذا فتحته حتما ستتابعه للنهاية !!

--------------------------
شكرا يا أيمن

سرد مبالغة
واصل يا ايمن
طعم ولون
يا وطن عز الشدايد



كل يوم تتفتح اعيننا علي رهط من العمالقة يختزنون احرف الوجع ويتفائلون بصبح يزين احرفهم بنكهة البرتقال

تقبل مروري

تحية لك ولزوارك أخي أيمن ،

شهادة من شاب ينحدر من ظهر رجل عرفناه ينظر إلى الأمور برويَّة

متابعين.

** الزميل أيمن محمود..
** سلام وجُمعتك مُباركه وصباحك خير..
## نشكر لود أبوبكر أن جعلك عضواً فى هذا الحوش الجامع لكل الوان الطيف السودانى ,, فعلاً أنت إضافه لهذا الجمع ,, مُتابعه لكل مايدونه كيبوردك ,, فهؤلاء أبعد مايكونون عن الدين الإسلامى بل هُم يسئون لهذا الدين بسلوكياتهم البعيده عن الإنسانيه ناهيك عن الدين ##
(ودام الود بيننا)
(ابو محمد فؤاد) - الماكيكى..

الجنجويد
الرجل الذي يركب جوادا ويحمل مدفعا رشاشا !
أول مرة اسمع هذا المصطلح كان من الشاب الدارفوري (محي الدين) ، اخبرني حتى قبل ان يخرج هذا الاسم الى القنوات الفضائية والاعلام ، وهو القادم الجديد للخرطوم والهارب من الويلات في دارفور
- وهو شاهد عيان ، شاهد وسمع الجنجويد بثا مباشرا في قريتهم
(نحن جيش على عثمان)
هكذا كانو يخبرون الاهالي من على ظهور خيلهم عندما كانو يجوبون القرى
في البداية كانو يكتفون فقط (بارهاب الناس بخيولهم واسلحتهم) .... أعملو حسابكم ( نحن جيش على عثمان) !
كان ع .ع يوزع الاموال عليهم (شخصيا) يعاونه في ذلك ب . ا.ح
لاحقا تطور دور الجنجويد لقتل البشر وحرق القرى
- احد الطلاب في جامعة الخرطوم حينها - ورده الخبر : ابوك ، امك ، اخوتك .... جميعهم تم قتلهم في قارة من قارات الجنجويد
* الجنجويد ميلشيات شبه منظمة كانت تعمل على فرض سطوة الحكومة المركزية على اقليم دارفور، وقد ارتكبت عمليات اغتصاب وإبادة جماعية ضد السكان وهي من الأسباب المباشرة لتفجر قضية دارفور

الانتنوف
في العام 2005 ، سمحت لي فرصة الانفراد بأحد الذين على علم بما يحدث في دارفور ، وقد طفحت حينها غارات الطائرات العسكرية الحكومية على قرى المواطنين في دارفور
لست من الذين يقتنعون ويبنون قناعاتهم بدون تأكد ، لذلك سألت مجالسي (وهو من اقاربي )
يا اخي في كلام كتير عن انو الطيران بضرب القرى في دارفور ؟
- الحقيقة لم اتوقع انه سيجاوب مباشرة ، ولم اكن لأستغرب لو انه تهرب من الاجابة
ولكنه فاجأني وكانه كان ينتظر ان أسأله هذا السؤال : آيي والله صحيح !
كانت اجابته وبكل صدق مفاجئة بالنسبة لي لسببين - السبب الاول انها كانت سريعة وبدون اي تردد - السبب الثاني نبرة الاسف والالم البائنة فيها - ( آآي والله )
نظرا لتفاجئي بالاجابة : رددت عليه السؤال بصيغة اخرى ( ربما لم يسمعني جيدا في المرة الاولى )
- يعني في طيارات بتطلع من الخرطوم وبتمشي تضرب القرى بتاعة الناس في دارفور عشوائيا كده ؟!
ايوه الطيار بيطلع ما محدد هدف عسكري معين ، بعبئ طيارتو وبتوكل على غرب دارفور ، اول قرية بتلاقيهو (ما انضربت قبل كده ) بفضي فيها وبيرجع !!

الاخوة

Quote: تيسير عووضة محمد كابيلا محمد حسن عبد القيوم عبدالرحمن أحمد السعادة عبدالكريم أحمد الامين

سعيد بوجودكم ومشاركتكم