Post: #2
Title: Re: مشروع إعادة تعمير السكك الحديدية: نحو رؤية إقتصادية/ Sidgi Kaballo
Author: Ridhaa
Date: 02-23-2013, 08:44 AM
Parent: #1
Quote: هذه مقالة كنت قد نشرتها في الميدان وقد تساهم في المناقشة الدائرة الآن عن السكة حديد
مشروع إعادة تعمير السكك الحديدية: نحو رؤية إقتصادية تقديم يدور الحديث منذ عام 1985 حول إعادة تعمير السكك الحديدية، ومنذ ذلك الوقت تكرر الحديث ووضعت بعض الخطط، والآن ثمة جهود مبذولة لإعادة إعمار السكك الحديدية. ولقد ظل الحديث دائما يدور حول: 1- توفير الصيانة والأسبيرات 2- تغيير الخطوط الخفيفة إلى خطوط ثقيلة وتظليط الخطوط، 3- زيادة القوة الساحبة بصيانة القطارات وإستيراد قطارات جديدة وتوحيد نوع القطارات المستعملة حتى تسهل الصيانة. 4- صيانة وزيادة عربات الركاب والبضائع. 5- إذدواجية الخطوط ويبدو أن هذا برنامج عملي، ولكنه في النهاية سيعيد إنتاج السكك الحديدية التي كانت موجودة مع بعض التحسينات الهامة والضرورية، وهذه الورقة تريد أن تطرح سؤالا هاما: هل تضمن هذه الإصلاحات خطوطا حديدية قادرة على منافسة سبل النقل الأخرى وتحقيق إقتصاديات السكك الحديدية القائمة على الإستغلال الأمثل للموارد البشرية والإقتصادية، بحيث تقدم نقلا أكثر كفاءة وأقل تكلفة. إننا ندعي في هذه الورقة أن البرنامج المقدم وهو برنامج مهم وضروري ولا إستغناء عنه، غير كاف لإخراج السكك الحديد السودانية من أزمتها الكامنة في تاريخ شبكة خطوطها وأسباب نشأتها، والتي تخطاها التطور الإقتصادي والإجتماعي في السودان، مما يتطلب إعادة النظر في شبكة الخطوط، بإضافة خطوط جديدة تجعل من السكك الحديدية نأقلا إقتصاديا منافسا ، تكلفته أكثر إنخفاضا، وزمنه أكثر سرعة، إلى جانب الصفات التقليدية الأخرى لتفوق النقل بالسكك الحديدية على سبل النقل البري الأخرى. إن مقترحات هذه الورقة تعتبر البرنامج التقليدي لإعادة إعمار السكك الحديدية شرط ضروري ولكنه غير كاف لنقل السكك الحديدية لتواكب متطلبات النقل في السودان في العقد الثاني للقرن الحادي والعشرين، إن المقترحات تنظر وتستشرف المستقبل، وتعيد للأذهان الخطط القديمة لتوسيع السكك الحديدية التي توقف تنفيذها منذ منتصف الستينات. |
|
Post: #3
Title: Re: مشروع إعادة تعمير السكك الحديدية: نحو رؤية إقتصادية/ Sidgi Kaballo
Author: Ridhaa
Date: 02-23-2013, 08:46 AM
Parent: #2
Quote: نظرة تاريخية عندما وقف اللورد كرومر في ساحة سرايا الحاكم العام التي تم تجديدها حديثا في 27 يناير من عام 1903 القى خطابا طويلا وقبل أن يختمه تقدم بخطته للسودان قائلا "ومن الأشياء التي أرومها للسودان عدا سكة حديد سواكن مد خط حديدي الى كسلا وإذا امكن الى حدود الحبشة ليس بقصد الوصول الى مدينة الراس البعيدة بل لفتح سوق تجارية لترويج حاصلات البلاد. ثم أريد أن أستثمر الجزيرة وأن أمد خطا حديديا الى الأبيض لجلب صمغ كردفان الى الخرطوم." (ورد النص في نعوم شقير: جغرافية تاريخ السودان، طبعة دار عزة 2007 ص 1342). رغم أنه تمت محاولات سابقة في 1870 لبناء خط سكك حديدية من حلفا محازي لنهر النيل كخط تجاري إلا أن تلك المحاولات توقفت وباءت بالفشل بعد بناء 56 كلم ولم تنجح محاولات لإستئناف تلك الجهود في 1880 وقد حاولت القوات الإنجليزية المصرية الإستفادة من الخط الممتد بمحاذاة شرق النيل من حلفا لبناء مواقع متقدمة لحملة الفتح ولكن مقاومة الأنصار مما دفع الجيش الإنجليزي المصري الغازي بقيادة اللورد كتشنر يقررالأستعاضة عن ذلك الخط بأن ينشأ خطا مباشرا بين وادي حلفا وابوحمد يمر عبر الصحراء.ووصل ذلك الخط عطبرة في 1988 ودخل الخرطوم في آخر عام 1899. وأمتد الخط للبحر الأحمر وفقا لخطة كرومر في 1906 ولودمدني في 1909 ليصل الأبيض في 1911 وكان لوصول السكك الحديدية للأبيض أثر إقتصادي مباشر بحيث أصبح الصمغ العربي الوارد من كردفان هو أول صادرات السودان حتى عام 1920 عندما بدأ القطن إحتلال ذلك الموقع. رغم أن تطورا مهما قد حدث بقيام مشروع الجزيرة ومن ثم قيام شبكة خطوط المشروع إلا أنه لم تجري أي محاولات بأن تصبح تلك الشبكة جزءا من شبكة السكك الحديد القومية أو أن تطور خارج نطاق خدمة مشروع الجزيرة لقد حدث التطور الأكبر ، للسكك الحديدية، في العهد الوطني بمد خط الغرب إلى نيالا وذلك على ثلاث مراحل: 1- امتداد خط عرديبة/ بابنوسة بطول 364 كيلومتر ووصل بابنوسة في ماية 1957م 2- خط بابنوسة/ الضعين ووصلها عام 1958م 3- خط الضعين / نيالا ووصل نهاية أبريل 1959م. كما تم إكمال ذلك الخط للجنوب كما يقول هاشم محمد أحمد " امتداد بابنوسة/ بحر العرب/ أويل/ واو: بدأ من بابنوسة في مارس 1959م واكتمل في فبراير عام 1962م بما في ذلك بناء كبرى على نهر اللول. وهو اول كبرى سكة حديد يتم تصميمه وتنفيذه وتركيبه بأيادي سودانية تحت توجيه فني سوداني من مهندسيين وفنيين وعمال مهرة. وبهذا اصبح لدينا خط يصل الميناء بأقصى نقطة في الجنوب ببحر الغزال بمسافة 2226 كيلومتر." (جريدة الأيام) وأكمل العهد الوطني امتداد "خط سنار/ الدمازين تم تشييده من الناحية الغربية للنيل الأزرق على ثلاث مراحل متقطعة امتدت لسبع سنوات وطوله 227 كيلومتر بدأ التشييد عام 1952م واكتمل العمل في شتاء 58/1959م وآخر سبعة كيلومترات كانت من نقطة قبالة مدينة الروصيرص في الشرق وحتى محطة الدمازين الحالية قرب خزان الروصيرص الذي لم يكن قد بدأ تشييده بعد" (هاشم محمد أحمد، مرجع سبق ذكره) نلاحظ أنه خلافا لخط الشمال الذي بني لأسباب حربية، فإن الخطوط الأخرى في غالبيتها قد صممت لربط البلاد بالميناء والتصدير وكانت الخطوط تقوم على مبدأ تجميع الصادر في الطريق، ولم يتغير ذلك كثيرا خلال العهود الوطنية، فخط الغرب كان يقوم على نفس المبدأ (أصبحت نيالا سوقا كبيرا للمحصولات الزراعية (الفول والسمسم والصمغ العربي) بل أن الخط يمر بين القوز والسهل الطيني، يجمع بين منتجات مختلفة |
|
|