عدت من السودان: حيوا معي نعمات عبدالرحيم وقيع

أثناء زيارتي الأسبوعين الماضيين للسودان من ضمن الطقوس التي نقوم بها نحن المغتربين زيارة الأصدقاء و الزملاء السابقين.وأثناء زيارتي للأخت المهندسة الزراعية إلهام الصادق في مبنى مجلس البيئة و صيانة التربة وجدت لديها كتاب معد للتوزيع بعنوان(مقالاتي و التنمية) و هو معروض للبيع لصالح الكاتبة و اسمها (نعمات عبدالرحيم وقيع الله).و من قرائتي لسيرتها عرفت أنها تخرجت متخرجة من قسم الاجتماع و تخصصت في الخدمة الاجتماعية و التنمية الريفية.إلى هنا و الأمر عادي .
و لكن عند قراءتي للإهداء شعرت بطعنة في الصدر و غصة في الحلق.كان الإهداء يفيض بالحزن النبيل و الوجع و إن كان وجع خاص و أليم.كان الإهداء كلمات موجهة لفلزة كبدها في كلمات مختصرة و بسيطة و لكنها تحمل شجن و ألم عميقين.فتوقفت عنده قليلا .ثم واصلت التصفح. من حيث محتوى الكتاب فقد تضمن مقالات نشرت متفرقة في صحيفة (الصحافة) و قد رأت أخيرا أن تقوم بطبعها.و قد تنوعت مقالاتها بين التنمية الريفية و الموضوعات العامة.و قدم للكتاب دكتورة بلقيس بدري .
أقول تصفحت الكتاب على عجل لكي أقيم محتواه.و لكن منذ الصفحة التي تحتوي على الإهداء تسمرت و استمررت في قراءة بقية المقالات حيث شدني ليس المحتوى فقط بل بالإضافة لأهمية الموضوعات كانت الكاتبة تمتلك مقدرة مدهشة على التعبير البلاغي الناصع و مقدرة على صياغة الجملة بلغة تنبض ليس بالبلاغة و البيان فقط بل بالصدق و المشاعر الإنسانية الدافئة.
و قد كان الإهداء كما يلي:
إهداء
إلى ابنتي (رنده) في عليائها أهدي هذا الجهد.
إليك.. يا من منتحتني أحاسيس الأمومة.. و عرفتني دفء المشاعر و حرارة الحب العميق.
إليك يا من فرحتني زمناً،ظللت فيه أكافح..أعمل..أقتني..أتسوق..أدخل..أخرج.كل ذلك من أجلك. فلماذا حيرتني!!

أعرف انك احببتني كثيراً.. إلا أنني أحبك أكثر و أكثر إلى أن ألقاك.
أمك
نعمات عبدالرحيم وقيع الله

حقيقة لقد شدني الإهداء الباكي من الأم المكلومة، و كذلك محتوى و تنوع المقالات التي كتبت بأسلوب يدل ليس على العلم و الخبرة فقط بل على معاني المسئولية و الاهتمام بقضايا الوطن و التنمية و الفقر. فبحثت عن وسيلة اتصال للكاتبة تكون موجودة في الكتاب إلا رقم هاتف محلي كنت متيقن أنه لن يجيب .و استغربت لغياب أي بريد إليكتروني.و دخلت النت علني أجد أي شيء يدلني على الكاتبة أو أين هي و لم أجد ما يشفي غليلي.
فرجعت إلى الدوحة الجمعة الماضية.
و أول أمس توكلت على الله و اتصلت على رقم الجوال المكتوب في الكتاب (00249912415777) و كنت على يقين بأنها ضربة لازب.و لكن خاب ظني و جاءني الصوت كأنها صادر من أعماق بئر. و بعد التحية و التعريف لم تسعها الفرحة و هي تجد أن ما كتبته و نشرته قد وجد من يتفاعل معه و يستجيب له. و لم تخفي فرحتها و امتنانها و وعدت بأن تذهب للتو لعمل بريد إليكتروني بعد أن لمتها على التقصير.
الكاتبة موجودة في الأبيض كما عرفت منها و من أسرة معروفة و لها إخوة نالوا حظا كبيرا من التعليم و يتبوأون مناصب كبيرة.
و الآن عرفت أن بالسودان كنوز مدفونة و أبطال منسيون.و لكن مشكلة السودان هي ضعف التعامل مع وسائل التواصل و الانترنت سواء للكتابة أو الإطلاع أو النشر.فهذ مشكلة كبيرة.
الأخت نعمات لقد أيقظت في وعيا و احاسيس و شجون حفظك الله و رعاك.
إن شاء الله سأورد في بوستات قادمة بعض ما ورد في تلك المقالات.
لك التحيةالاستا>ة نعمات عبدالرحيم

اتصل علي بعض الإخوة علهم يحصلون على نسخة من الكتاب المشار إليهفاتصلت على الاخت إلهام الصادق و عرفت أن النسخ التي لديها قد نفدت.أرجو من لديه أي معلومة عن المكتبة التي توجد فيها نسخ الكتاب الإتصالأو الكتابة إلي.

يا سلام ..لمثل هؤلاء ترفع القبعات