إقفال مجلة «الآداب»... والورثة الصغارمن أحزان أهل الثقافة@

إقفال مجلة «الآداب»... والورثة الصغارمن أحزان أهل الثقافة@


02-09-2013, 08:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1360439145&rn=0


Post: #1
Title: إقفال مجلة «الآداب»... والورثة الصغارمن أحزان أهل الثقافة@
Author: زهير عثمان حمد
Date: 02-09-2013, 08:45 PM



بأسىً مضاعف تلقينا نبأ إقفال الزميلة «الآداب»، المجلة البيروتية العريقة، في عيد ميلادها الستين. نقول إن الأسى مضاعف لأن هذا الإقفال جاء في زمن الربيع العربي، الذي يفترض أنه زمن ازدهار لا انحسار، ولأنه تزامن أيضاً مع موجة إقفال واحتجاب العديد من المجلات الثقافية الأخرى، إضافة إلى خنق أبرز مجلة ثقافية في مصر ألا وهي «أخبار الأدب» التي حوَّلها الحكم «الإخواني» إلى منبر للشعوذة الثقافية والدعاية الدينية المبتذلة. وهنا لا بدَّ من الاعتراف بأن بقاء «الغاوون» شبه وحيدة بين المجلات الأدبية ذات الانتشار العربي (نستثني طبعاً المجلات التي تفوح روائح النفط والغاز من بين صفحاتها) بات يعني المزيد من الإحساس بالمسؤولية، وهذا ما نأمل ترجمته في الأعداد المقبلة تحديثاً وانفتاحاً على روح العصر. وفي تجربة «الآداب» ثمة كلام كثير يمكن أن يُقال في سبب إقفالها، لكننا بحكم تجربتنا في «الغاوون» التي تجاورت أعدادُها مع أعداد «الآداب» في أكشاك الصحف لخمس سنوات مضت، نستطيع القول إن سبب التراجع الكبير في أعداد قراء «الآداب» يكمن في السياسة التحريرية العجيبة التي قضت على ما تبقّى من قراء للمجلة، حيث قام رئيس تحريرها سماح إدريس بتحويلها من مجلة عابقة بمختلف صنوف الآداب والثقافة إلى نشرة سياسية بليدة. وحقيقةً لا نعرف ما هو السرّ الذي دفع سماح إلى تخريب مجلة لديها هذا الإرث الكبير بهذه الطريقة الصبيانية عبر الإصرار على تحويلها من منبر أدبي مشهور إلى منبر سياسي مغمور. لا نعرف كيف تكون مجلة تحمل اسم «الآداب» ولا ينشر فيها رئيس تحريرها إلا السياسة. كان على سماح إدريس أن يكون أكثر تواضعاً في كلمته الأخيرة فيعترف بأنه هو من يتحمّل مسؤولية إقفال المجلة، وليس القراء. كان عليه أن يعترف بأنه أجبر لاعب الشطرنج المحترف على التحوّل إلى لاعب كرة قدم من الدرجة العاشرة. لقد كانت «الآداب» في عهد سهيل إدريس مثالاً للمجلة الناجحة، وباتت في عهد سماح مجرّد حكاية عن الإرث الكبير والورثة الصغار.

*منقول عن مجلة الغاوون