!قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!

!قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!


02-07-2013, 05:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1360253183&rn=5


Post: #1
Title: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-07-2013, 05:06 PM
Parent: #0

الحمد الله،
هذه سانحة للفكر والتدبر في حياتنا ومصيرنا،
وذلك من خلال قراءة متدبّرة لنصوص الحكم العطائية،
المنسوبة إلى ابن عطاء الله السّكندريّ،
نمدّ أيادينا ونحن في خِضم هذا الواقع المتلاطم الأمواج،
عسى أن نجد في نصوص هذه الحكم،
جِزعَ شجرة أو خشبة أو قارباً للنجاة،
يرسو بمسيرة حياتنا إلى برّ الأمان،
نفعل ذلك بقلوبٍ ملؤها التفاؤل برحمة الله عز وجلّ،
التي لا يحدّها حدّ، كلا ولا يقيدها قيد،
اللهم إلا اليأس والقنوط!
فارحمنا اللهمّ برحمتك، واسترنا بمغفرتك،
وأعنّا على السير في طريق طاعتك!
واملأ أرواحنا باليقين
آمين!

Post: #2
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-07-2013, 05:10 PM
Parent: #1

وقبل سوق نصوص هذه الحكم، أقف وقفةً عجلى،
عند صاحبها -متيحاً المجال لمن أراد أن يزيد-
مقتصراً من سيرة ابن عطاء الله، على ما ثبت من أنه:
قد جمع بين بحري الفقه والتصوف!
ويبدو من خلال نصوص (حكمه) التي اشتهر بها،
أنَّ علمه الشرعيّ، وإخلاصه، قد جعلاه راسخ القدم،
بعيداً من الوقوع أو الولوغ في ذلك المستنقع الآسن،
الذي ولغ فيه أعلام بارزون من أهل التصوف،
مستنقعِ الفلسفة الفيضية، الأفلـ وـطـ ينية!
عاش ابن عطاء الله في أواخر القرن السابع الهجري،
وأوائل القرن الثامن.
اشتهر بهذه الحكم، وحُقّ له أن يشتهر بها!
وستجدون مصداق ما أقوله عندما تطالعونها
وتتفكَّرون في معانيها ودلالاتها!
أما قراءتي لهذه الحكم،
فستكون كما ذكرتُ قراءة واقعية،
أي من واقع هموم الإنسان المسلم الذي يعيش في هذا العصر!
فإلى نصّ الحكمة الأولى من الحكم العطائية:

Post: #3
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-07-2013, 05:19 PM
Parent: #2

يقول ابن عطاء الله:
من علامات الاعتماد على العمل:
نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!

نعم:
من علامات الاعتماد على العمل:
نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!

في متن هذه الحكمة خمسة مفاهيم أساسية،
تكاد تغطي بشمول دلالاتها،
كل أبعاد حياة الإنسان الواقعية، وهي:
|العمل| |الاعتماد| |الرجاء| |الزلل|.
أما المفهوم الخامس، فلم يحضر بلفظه،
ولكن بمعناه، وهو مفهوم |الموقف الحيوي|،
وسأسميه بهذا الاسم، حتى يكون مصدراً للحيوية،
ودافعاً للتعامل معه بإيجابيّة!

Post: #5
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-07-2013, 05:26 PM
Parent: #3

من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!



الموقف الحيوي يعني أيّ موقفٍ
من مواقف هذه الحياة، يمرّ بك،
وبالتالي يستثير فيك قوى الفكر والانتباه،
من أجل الاستجابة له بطريقة صائبة وملائمة!
ومن المفيد جداً أن ننظر إلى المواقف التي تمرّ بنا،
على أنها سلسلة من حلقاتٍ مترابطة،
يؤثر بعضها في بعض!



من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!
من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!

Post: #6
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-07-2013, 05:30 PM

من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!
من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!





لنبدأ من هنا:
أحياناً، تجد نفسك وقد اجتاحك نوعٌ من الهمّ والغمّ،
لا تعرف له مصدراً مباشراً،
لكنك بقليل من التأمل واستحضار بعض الأحداث القريبة،
يتبيّن لك: أنّ الأمر يتعلّق بموقفٍ سابقٍ مرّ بك!
طيّب، (الموقف الحيوي) الّذي يمرّ بك، يقتضي
منك أن تبذل في مواجهته (عملاً) وفي الغالب
عملاً مركباً: فكرياً (عقل) عاطفيّاً (قلب) حركياً (جسد)!
وبحسب ما بذلته من جهدٍ وعملٍ، في مواجهة ذلك الموقف
يُقال في النهاية: إنّك قد وُفّقت فيه، أو قد أصابك (الزّلل)!
إذن، هذه ثلاثة مفاهيم: الموقف الحيوي، والعمل، والزلل،
بقي مفهومان: الاعتماد والرجاء!





من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!
من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!

Post: #7
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-07-2013, 05:36 PM
Parent: #6

من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!

من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!





الرجاء هو باختصار:
رجاؤك رحمة الله عزّ وجلّ،
في كلّ لحظة من لحظات حياتك!
فمن أراد التوفيق في حياته،
فليعلّق رجاءه بالله عز وجلّ دائماً!
وبالتأكيد: لن يُخيِّب الله رجاء عبده أبداً!

أمَّا الاعتماد على الشيء،
فهو جعلك إيّاه أساساً وعمادا لتحقيق ما تريده!
بالتأكيد نحن -وقد رأينا بأعيننا فعل السنين فينا،
وقد علمنا أنّه لم يُخلّد أحدٌ من السّابقينا-
لا نريد إلا رضاء الله عزّ وجلّ والدار الآخرة،
والله عزّ وجل يقول:
{فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً
ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}!
فالعمل الصالح إذن: هو سبيل النجاة!





من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!

من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!

Post: #4
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: Masoud
Date: 02-07-2013, 05:19 PM
Parent: #2

السلام عليك يا صلاح
السلام على السكندري الهمام

Post: #8
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-07-2013, 06:11 PM
Parent: #4

وعليكم السلام
أخي مسعود،
تابع معنا هذه الرحلة الجميلة بإذن الله!

Post: #9
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-07-2013, 06:19 PM
Parent: #8

green
من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!





قلنا: العمل الصالح هو سبيل النجاة،
وهذا العمل رهينٌ بكلّ موقفٍ يمرّ بك:
فعند انبثاق الفجر، وسماعك صوت الأذان،
تكون مطالباً بالصلاة، استجابة كلية لهذا النداء!
هذا هو الواجب عليك في هذا الوقت،
وعند لقائك بأيّ إنسانٍ في حياتك؛
تعمد إلى إظهار البشر والمودّة، والسلام والابتسام،
وسائر ضروب التواصل الإنساني!
هذا هو واجب هذا الوقت،
وعند توجّهك لعملك تسعى إلى أن يكون متقناً مجوّدا!
وإذا أساء إليك أحدهم بالقول أو بالفعل،
تجتهد في أن تكون استجابتك للموقف، استجابة شرعيّة:
فلك أن تردّ على الإساءة بمثلها وبقدرها،
بدون أن تجهل فوق جهل الجاهلينَ!
ولك أن تستثمر الموقف بكليّته لتوجّهه نحو أفقٍ آخر!
وهذا هو الأفضل:
{فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنَّه وليٌّ حميم}
{وما يُلقّاها إلا الذين صبروا، وما يُلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيم}
وهكذا في سائر المواقف الحيوية التي تمرّ بك!





من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!

Post: #10
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-07-2013, 06:32 PM
Parent: #9

من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!





هذه الحكمة من حكم ابن عطاء الله،
تغطي في شمولها كافّة جوانب حياة الإنسان،
بيد أنّها تلقي الضوء على لحظةٍ إنسانيّة معيّنة:

عندما يُصيبك الزَّلل، بأن تكون استجابتك على أحد المواقف
استجابة خاطئة، فتستسلم لتأنيب الضمير القاسي،
وتُسوّل لك نفسُك:
أنّ هذا هو الموقف الصحيح في مقابل الخطأ الّذي أخطأته!
فتمتضي سوطاً يلهب ذاتك ويغرس في روحك بذرة انكسار!

فهنا يقول لك ابن عطاء الله: لا،
لا ينبغي للزّلل أن يورثك شعوراً بالخيبة والندم،
يظلّ يقتات من روحك ومن ضميرك بلا رحمة!
وحدوثُ ذلك منك، علامةٌ على وجود خللٍ كبير فيك،
ألا وهو أنك قد جعلتَ اعتمادك،
فيما قمت به من عملٍ،
على العمل نفسه، وعلى نفسك!
والواجب عليك، بعد أن اجتهدتَ في القيام بالعمل،
وفقاً للشروط الموضوعية التي يقتضيها الموقف الحيوي:
أن تتوكّل على الله عزّ وجلّ، وتُفوّض الأمر كلّه إليه!
أما إن كنت قد قصّرت في توفير هذه الشروط، كلها أو بعضها،
فثمّة مجال للمراجعة،
بل إنّ باب المراجعة مفتوح دائماً،
في أيّ لحظةٍ رغبت في الأوبة،
مرحباً بك!





من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!

Post: #11
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-07-2013, 06:34 PM
Parent: #10

انتهى التّعليق على نصّ الحكمة الأولى!

Post: #12
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-08-2013, 07:21 AM
Parent: #11

عاااااااااااااااااااااااااااااااااااالياً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

Post: #13
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: ديامي
Date: 02-08-2013, 08:18 AM
Parent: #12

شكرا الأستاذ صلاح على افتراع هذا الخيط

حول حكم ابن عطاء الله

قراءتي لهذه الحكمة تتلخص في الآتي :

لا تعتمد أيها العبد الفقير إلى ربه إلى عملك من صلاة وزكاة وصيام و........ألخ

لأن اعتمادك عليها سيققل رجاءك في الله ، إذا حدث لك أي اخفاق في حياتك.

وليكن اعتمادك على الله فقط دون غيره فقد روي عن المصطفى صلى الله عليه وسلن

أنه قال : لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ". قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ،)

Post: #14
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: أحمد محيي الدين جمال
Date: 02-08-2013, 09:09 AM
Parent: #13

مولانا / صلاخ فقبر
رفيق الدرب المغربي
نحن في انتظار شرح نصوص باقي الحكم العطائيه
لهذا العالم الجليل
وربنا يجعلها في ميزان حسناتك
وجمعه مباركه

Post: #15
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: أيمن محمود
Date: 02-08-2013, 09:32 AM
Parent: #14

شكرا كثيرا

في انتظار المزيد

Post: #16
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-08-2013, 03:28 PM
Parent: #15

الإخوة الأعزاء
ديامي،
أحمدمحيي الدين،
أيمن محمود



شكراً جزيلاً لكم!




شرّفتموني بالحضور!

وحفزتموني على المتابعة!

Post: #17
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-28-2013, 05:25 AM
Parent: #16

الحكمة الثانية:

إرادتُك التَّجريدَ مع إقامة الله إيَّاك في الأسباب:
من الشَّهوة الخفيَّة،

وإرادتُك الأسبابَ مع إقامة الله إيَّاك في التجريد:
انحطاطٌ عن الهمَّة العليَّة!

Post: #18
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: أبوبكر عبد القادر العاقب
Date: 02-28-2013, 11:31 AM
Parent: #17

تحيتي لك الأخ صلاح والمتداخلين ،، ولكم من الود أجزله

"من علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرّجاء عند وجود الزّلل!"

ربما لو قرأنا هذه الحكمة معكوسة قد نضيف مزيداً من الضوء على معناها ويكون ذلك كما يلي "إذا زللت وأخطأت في عملك فنقص رجاؤك لرحمة الله فاعلم أنك معتمد على عملك لا على رحمة الله"

وتمس الحكمة أيضاً بعدأً آخر آمل أن تتطرق له وهو موضوع الرجاء نفسه الذي يمثل أحد الجناحين اللذين يطير بهما قلب السالك إلى ربه ،،،

Post: #19
Title: Re: !قراءة واقعيّة في نصوص الحِكَم العطائيَّة!1!
Author: صلاح عباس فقير
Date: 02-28-2013, 07:50 PM
Parent: #18

سلام الله عليك أخي أبوبكر العاقب،
قلت:
Quote: ربما لو قرأنا هذه الحكمة معكوسة قد نضيف مزيداً من الضوء على معناها ويكون ذلك كما يلي:
"إذا زللت وأخطأت في عملك فنقص رجاؤك لرحمة الله فاعلم أنك معتمد على عملك لا على رحمة الله"

صدقت أخي،
وتقريباً كان هناك مراعاة لهذه القراءة العكسية: لو لاحظت عند الكلام عن الشق الأخير من الحكمة،
كان في اهتمام كبير بلحظة الزلل!
Quote: وتمس الحكمة أيضاً بعدأً آخر آمل أن تتطرق له وهو موضوع الرجاء نفسه الذي يمثل أحد الجناحين اللذين يطير بهما قلب السالك إلى ربه ،،،

حقيقةً، كنت اليوم أراجع ما كتبته فشعرت فعلاً بأن مفهوم الرجاء، يحتاج إلى وقفة كبيرة جداً!
عموماً: اليوم شعرت بقناعة كبيرة: أن الموضوع يستحق مزيداً من الاهتمام، وإعادة التحرير بحيث يكون مستقطباً لآراء
ورؤى الآخرين!
أشكرك جزيل الشكر، وارجو أن لا تنقطع!