السودان بلد المليون مؤتمر .. حسرة الجماهير المضاعة

بسم الله
والصلاة والسلام على رسول الله
الذي لم توقد فيه بيته نارا شهرا ..العاصب على بطنه حجرين من الجوع

لا أدري إن كانت أقلام الغيورين من أبناء شعبنا المغلوب قد تطرقت لهذا الإسفاف المالي المستطير المتعلق بالمؤتمرات الإقليمية والعالمية ..
بحيث لاينفض مؤتمر حتى ينعقد آخر .. مؤتمرات من كل نوع ..حتى لم يبق إلا مؤتمر لبن الطير !!....
بما في ذلك من صرف هائل .. ومأكلة لانهاية لها .. وإضاعة لوقت موظفي الدولة .. وثمرات متوهمة تذر الرماد في العيون ..
مثل مؤتمر العمال يدعم الذي يدعم موقف السودان .. كلها تخرج بتوصيات تتضمن دعم موقف السودان !! وصورة البلاد في ناظر العالم الخارجي كما هي لم تبارح !! ..
وإن كانت بعض هذه المؤتمرات مهمة فالغالبية مضيعة للوقت وإهدار للمال وشغل للناس بما لايدعم الإنتاج والإقتصاد ..
إنّ هذه المؤتمرات تستنزنف موارد البلاد وتزيد من تدهور ميزان المدفوعات .. وتجعل من إدعاءات الحكومة بخفض الإنفاق العام
عبثا غريبا .. ومساومة للعمال -الطبقة الدنيا الكادحة- في مدخولهم ومعاشهم إجراما إقتصاديا فاحشا ..
أين البرلمان الغارق في المخصصات ؟؟ أوقفوا ماكلة المؤتمرات .. هذه السمة غير الوطنية التي ربما يشجع عليها معتادي لحس
المال العام الذين لاتمتليء بطونهم .. ولابد من هذا الكلام الصعب الذي لا( بنلاك ولا بنبلع ) حتى ترعوي السلطة لصوت العقل
( إن كانت فاعلة !! في شيبتها ) .. وتوقف الصرف العبثي على المال العام .. وتصرف الأجهزة الأمنية في المال العام .. بنك أم درمان الوطني المسمى ببنك الرئيس .. لايخضع للمراقبة ..وإن تم التفتيش عليه ترمى تقارير التفتيش في أطابير البنك المركزي !! يقول ذلك مسئولي البنوك الكبار في المناسبات العامة وهم مستهدفون في معيشة عيالهم !! أين انت من عمر.. يا عمر ؟؟؟ لاخير فينا إن لم نقلها ..
لقد كل الناس وكلت أقلام الإعلاميين والنقاد في الوسائط وعامة الناس في كل محفل ومقام وبحت اصواتهم من الكلام عن الفساد والتصرف في المال العام طوال حكم الإنقاذ.. وزبانيتها منشغلون عن إحتجاجات الناس بالتهليل والتكبير ( لا للسلطة لا للجاه ) ( لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء ) !! ..نفاق عظيم .. وغش فظيع .. وسكوت على سرقة قوت الجماهير ( كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ) شريف ( الولاء قبل الكفاءة ) الذي يتقاضى راتب الجهاد ومخصصاته وميزاته في الدنيا قبل الآخرة .. ومع ذلك فهو موعود بأنّ روحه ستكون في قناديل معلقة بالعرش في حواصل طير خضر وانه سيشفع في سبعين من اهل بيته !! حتى إنحرفوا بالجهاد عن طهارته وصدقه إلى براثن الولاء البغيض ..
وربما نحن نختلف عن الكثيرين .. في تاميننا على أنّ الجهاد فرض باق وعبادة عظيمة لحفظ بيضة الدين وحوذة الوطن وحرمة أهله
ولكن ليس على طريقة الترابي ( الذي... رمتني بدائها وانسلت ) ..
ونختلف عن الكثيرين الذي لايرون إلا العيوب ( وعين السخط تبدي المساويا ).. وعلى شعورنا بالغبن العظيم على تفشي الفساد وتحويل البلاد لعزبة مقفولة للمحاسيب .. وتحويل البلاد لساحة حرب ومنابر وفتن لانهاية لها .. وإضاعة الجنوب وفتح الباب لتضييع غيره .. والإجهاز على السكة حديد ومشروع الجزيرة والصناعات الضخمة القائمة .. والحكم الولائي المفرط المبدد لموارد البلاد والمكرس للولاء البغيض المفرق لصف أبناء الوطن الغامض لحقوقهم ..وضياع حقوق المواطن الأساسية ( حرية التعبير ، والمساواة في فرص التوظيف والإستثمار ، والمساواة في فرص الإدارة والقيادة .. والمن على نفسه واهله وماله إلخ ) .. وحرية الصحافة والقضاء المستقل والتحرير والنشر والفكر .. إلخ .. ومع وجود كل هذه الدواهي نقول للإنقاذ أحسنت في الإتصالات والبترول والتعليم العالي والسدود والطرق والكباري وحصاد المياه والتصنيع والتجميع .. وغيرها ( برغم العيوب الملازمة لكل نشاط بشري ) . ولكن نسبة المنجزات المحسوسة هذه إلى حقوق المواطنين المعنوية المضاعة كالقطرة إلى البحر المحيط .. وهذا خلاصة ما يجب أن تفهمه حكومة الإنقاذ الديكورية ذات المساحيق الباهتة .
أوقفوا عبث المؤتمرات .. أوقفوا الماكلة ..
على الجهاز التشريعي سن التشريع الذي يهذب المؤتمرات بما يحفظ حرمة موارد البلاد .. وما فائدة تشريعات في أيدي لا بلا ورع ؟ ..
يا برلمان الهناء والسرور
لعل هناك فئة في السلطة تقتات على هذه المؤتمرات
يجب تتبع منابع هذا الفساد طالما البلاد لاتجني ثمرات ملموسة من هذه العبث وتخسر خسائر باهظة من ورائها.. فهل من مجيب ؟
والله المستعان وعليه التكلان
ركابي
فداسي