شكرا يوسف الكودا .. ليت الوسطية الإسلامية تحل محل الغلواء الإسلاموية

لولا ميلي يسارا ... وعلى نحو يبعدني من حياض الإستكلاف الديني في معرض
السياسة, لكنت ... هناك ... لكن الحوجة لبديل سياسي إسلامي مقبول, أكبر من رفدي
الشخصي ومن مراداتي السياسية ومن مرامي الفكرية ... بالطبع

والحوجة لحزب وسط إسلامي في السودان, تقتضيها موجبات التاريخ والواقع.

فالتصريف الديني لشئون الحياه في سوداننا متجذر ومتوارد بطريقة يلتقي فيها المنبع
والمصب. ويحضر فيها الغيب لتحديد الحاضر والمستقبل, وتتقاصر فيها إرادة الناس
لحيث يوكلون عجوزاتهم ومفروقاتهم وما نقص عن الإنجاز, إلى سماء هي لحسبهم
خارطة طريق وخاتمة مطاف... فمن ينكر عن شعبي هذا ... فليراجع نفسه ومقادير
إفتهامه للمعية السودانية

وبأثر من عاليه توالت تجبرات الدين على السياسة, وأفرزت عقابيل الإنتهاك والإعتداء
على الناس وعلى حقوقهم بإسم الله عز وجل. فيما الخالق الجليل يصدق قولة نبينا الكريم
محمد { ص } وإقراره بكوننا كبشر { أعلم بشئون دنيانا } بل وأخال أن إرادة الخالق
قصدت فعلا أن يتولي الإنسان وبمحسوب عقله وثيابه أمر دنياه. تكليف واضح المعالم
والمقاصد. لكن من البشر من به عتو ومن ترتاضه المجازفة ومن يحرق روحه إختلاف
آليات وتعدد محاور إنجاز رسالة الإنسان على الأرض

الإنقاذ ... صورة طبق الأصل لما أنف ... بل نسخة جزافية لا ترى السودان الكبير غير
{ دبوسة } في خارطة الخيلاء الإسلاموي العنيف. لقد إختطت الإنقاذ بالدم الغزير
وبالخط العريض مفارقتها الكبيرة للوجدان السوداني. وما أطال في أيامها وما فوض
في فوها إلا ذكر الدين وإستغلاله سياسيا بين البسطاء وعموم من به نزع وحمية للدين

فيما معروضنا السوداني يوآلف بين مساقات التدين والإحتفاء بالدنيا. وهذا لحسب تاريخ
طويل طال فيه نفس الدعوة الصوفية, بل وأخرج من أثقاله نوبا وطورا وأجراسا وصفافيرا
وأزيئة خضراء وبيارق وعالم بحاله, يؤكد في موجد رسالته تماهيه العالي مع حيثيات
التواقع مع القلب والوجدان والمشاعر الإنسانية

وحتى لمن لم يحتف بالبيرق الصوفي, إختار لنفسه أن يكون وليا لعهده باللله, وكريما
متواضعا مع الناس.وفي كل الأحوال لم يكن هناك إحتباس من شاكلة, هي لله, وإنما
تداعي سمح متواضع بسيط تجاه النفس كناطقة والمجمتع كنطاق

دعاوي وغلظة وإمرة وعتو الإنقاذ, كمعبر هجومي عن صلف وأحادية ودموية الإصولية
الإسلامية المستحدثة, تنيخ بعير العقل الإسلامي الراشد لجهة مكانه الشاغر. مكانه
الطبيعي بين أهل السودان. مكانه المتين بين العقل والقلب, بين الفرد والمجتمع, بين
الحاضر والمستقبل, بين الجامع والشارع, بين كتاب الدين ومكتوب الفيزياء, بين
المثابرة للإنجاز وتحضير الجناز ... أي ... السودان الذي نعلم

لموجب تضاريس الصراع, ذي المرجعية الدينية الراجحة في سودان اليوم, أرى أن ثقلا
إسلاميا سياسيا جديدا لا بد وأن يحل محل الحركة الإسلاموية في جامع ومتفرع أحوالها.
أتطلع لمسرب إسلامي سياسي معافي من أوجاع الوله بالسلطة والتغرم بالقيادة والتقزم
تجاه مفاعيل العصر.

عجبني جدا أن يوقع رئيس حزب الوسط الإسلامي, الأستاذ يوسف الكودا مذكرة تفاهم مع
قادة الجبهة الثورية ومشروع الفجر الجديد. فهنا بارقة أمل لإلتقاط قفاز التحدي { الديني }
الذي تزعم الإنقاذ إحتكاره, وهنا إستهلال وطني ينصب مكونات الأمة السودانية قبالة أحلام
شعب مؤجلة, لكنها ما تزال مرتجاه ... فلنرى.

ومرحب بآراء القراء

Quote: فالتصريف الديني لشئون الحياه في سوداننا متجذر ومتوارد بطريقة يلتقي فيها المنبع والمصب. ويحضر فيها الغيب لتحديد الحاضر والمستقبل, وتتقاصر فيها إرادة الناس لحيث يوكلون عجوزاتهم ومفروقاتهم وما نقص عن الإنجاز, إلى سماء هي لحسبهم خارطة طريق وخاتمة مطاف... فمن ينكر عن شعبي هذا ... فليراجع نفسه ومقادير إفتهامه للمعية السودانية! عجبني جدا أن يوقع رئيس حزب الوسط الإسلامي, الأستاذ يوسف الكودا مذكرة تفاهم مع قادة الجبهة الثورية ومشروع الفجر الجديد. فهنا بارقة أمل لإلتقاط قفاز التحدي { الديني } الذي تزعم الإنقاذ إحتكاره, وهنا إستهلال وطني ينصب مكونات الأمة السودانية قبالة أحلام شعب مؤجلة, لكنها ما تزال مرتجاه ... فلنرى.

السلام عليكم،
رااائع والله يا حيدر،
ونظرة عاقلة إلى سياق واقعنا السوداني!
وليت الرافعين شعار العلم والمنهج العلمي،
ينتبهون إلى أن الوطنية -رؤيةً أو ممارسة- لا تستورد من الخارج،
بل تستننبت من أرض الواقع نفسه!

Quote: السلام عليكم، رااائع والله يا حيدر، ونظرة عاقلة إلى سياق واقعنا السوداني! وليت الرافعين شعار العلم والمنهج العلمي، ينتبهون إلى أن الوطنية -رؤيةً أو ممارسة- لا تستورد من الخارج، بل تستننبت من أرض الواقع نفسه!

الجميل ... صلاح عباس فقير ... تسلم,

شكرا على حبرك عاليه,

والكتابة بقت مسئولية,
خاصة لجيلنا الذي يشهد
ما يحدث, فليتسيد العقل
ولنتوفر بأحرى ما يقتضي
وطن في مفترق الطرق.

وتقبل وافر تقديري