Post: #1
Title: الميوزيَميّة و الموميائيّة باستيل المَعرِفَة و الإبدَاع
Author: وليد زمبركس
Date: 02-02-2013, 11:23 PM
فكرة البوست تقمّصتنى روحها عندما كنت مستمتعًا الليلة الماضية حدّ الثمالة و أنا أستمِع إلى الحوار الذى أجراه الأستاذ بدر الدين الأمير مع االراحل المقيم الأستاذ مصطفى سيد احمد و الذى تحدّث فيه أستاذنا االجميل عن تجربته الغنائيّة و بعض المتاعِب التى واجهته كمبدع يؤسّس لمدرسة تختلف عمّا كان مألوفًا من فن إعتاد عليه المبدعون و أحبّته الجماهير فى ذلك الزمان و قد أحسست بالمعاناة التى واجهها أستاذنا الرّاحل المقيم مصطفى سيد احمد و كيف أنّه قفز فوق سور الثوابت الإبداعيّة بهدف تأسيس مملكة غنائية لم يسبقه عليها أحد هادمًا بذلك كل أنماط العادات و التقاليد و التبعيّة الدّوغمائيّة التى كثيرًا ما تسقّف ( من سقف ) سماء الإبداع و تؤطّر ( من إطار ) الفن و تحصِرَه بين زوايا لا يمكن تجاوزها إلّا بعد صراعٍ مرير مع تلك الثوابت التى يريد لها أصحابها أن تظل أنموذجًا يحتذى به رغم عجزها عن الصمود فى مواجَهَة كل ما هو جديد . الميوزيمية و أعنى بها تحويل العقل إلى متحف ( مَتحَفَة أو تتحيف العقول ) عقل متحفّز لقبول كلّ ما هو قديم ( كأنّه متحَف ) و بالتالى يرفض كل أنماط الحداثة لا لأنّه يرتكِز على حجج موضوعيّة ترفض الحداثة لذاتها بسبب عِلل تنبَثِق منها و إنّما رفضه للتحديث يأتى بسبب قناعَة راسِخَة ترى أنّ الإبداع يكمُن فى القديم و كل ما هو سابِق فى الزّمن فهو جيّد و بالتالى يكون مُفَضّل على كلّ جديد . الموميائيّة ( لا أعنى بها التنكرز الموميائي وسرعة جفاف جثث حديثى الوِلادة ) و لكن أعنى بها محاولات ذهنية واعِيَة لفَلتَرة المَعرِفة و تصنيفها و تقييمها و ترتيبها حَسَب الأسبقيّة الزمنيّة بحيث تكون المَعرِفة السّابِقَة فى الزّمَن ذات قيمَة نَفعِيّة أكبر كما المومياء التى تكتَسِب قيمتها كلّما مرّ عليها الزّمن و بالتالِي تكون الإكتشافات الحديثة أقلّ قِيمَة من إكتشافات الماضي ممّا يجعل أفكار الماضي تجِد قبولًا أكثر مِن أُطروحات التجديد و الحداثة و الأفكار المُعاصِرَة . أمّا الباستيل فأعنى به سِجن الباستيل رمز الطغيان و الظلم فى زمانه و إن كان لا يضاهِي فى السوء سجون عصرِنا الحديث إبتداءً من غوانتانامو و صولًا إلى الصين و السودان .
شكرًا لكم جميعًا و سأعود لاحقًا لمواصلة ما ابتدَرتُه من نِقاش . التعديل بسبب أخطا إملائية و طباعيّة
|
|