نبيل شتيوى الله يرحمه ويكرم وفادته

نبيل شيوى الله يرحمه ويكرم مثواه
كان اخا لكل أبناء العزوزاب ببوسطن ولآخرين خارج أبناء العزوزاب
لم يغضِب احدا ولم يغضَب من احد
كان اخا بشوشا تلقاه على الدوام ضاحكا مرحا يتلفاك بصدر رحب ومداعبة أخ أخوان ساهم بوقته ومال عند المحن وبل وفى الافراح
أغلبنا فى امريكا وفى بوسطن بالذات من زملاء نبيل القدامى عشنا معا ما يساوى نصف عمرنا او يزيد
قضينا مع بعضنا زمنا يساوى او اطول من الزمن الذى قضيناه مع اهلينا فى السودان
اصبحنا الاهل وأى اهل! اصبحنا نعرف حتى كل صغيرة وكبيرة عن بعضنا
أشياء نعرفها عن بعضنا اكثر مما يعرفه اهلونا عننا
سكنا سويا واكلنا عيش وملح سويا بل ولبسنا سويا
كانت مجموعتنا كالمجموعة الاستكشافية التى استكشفت الطريق لمن أتى بعدنا الى بلا المهجر
بدأنا رحلة المجهول للبحث عن هوية فكنا سببا ان نذلل الطريق ونعبده لمن جاء بعدنا
فتعلمنا كيف نجد المسكن
كان مسكننا فى 1988 و1989 كان عبارة زحمة اللوان فى شقة من المفترض ان يسكن فيها شخصين او ثلاثة فقط لكننا كنا نسكن فيها كأمة كاملة عدد كبير
لم يكن هناك محال لامتلاك سرير لكل شخص لوحده لضيق المكان فى نظر من يرانا وليس فى نظرنا لاننا كنا سعيدين بزحمتنا كنا نشعر بالامان لاننا كنا فى بلد لا نعرفه ولا يعرفنا
كنا نفترش الارض بكل سعادة وقبطة حتى كنا نحس اتنا من رحم واحد هى رحم العزوزاب
حتى استطاعت المجموعة ان تكون نفسها كما يقولون بعد ان نسينا طريقة النوم على السراير
كونا نفسنا والحمد لله بعد ان جازفنا أكتسبنا خبرة فى كيفية ايجاد عمل لم يكن امامنا دليل يكفينا جميعا
فقد كان من سبقنا قلة منهم اولاد التلب ومجدى شريفة الذى نحب ان نناديه بذلك الاسم ومحمد زبير سلك
عانينا حتى اصبح لكل عمله ولكل سريره بعد ان تحسنت دخولنا المالية ووجد الكثيرون العمل رحلنا فى عدة شقشق لدرجة انه اصبح لكل واحد فينا سرير منذ ان فارقنا العزوزاب ولكن للاسف كنا نقع من السراير فى بادى الامر لاننا فقدنا عادة كيفية الرقاد عليها والتعود عليها..

دعتنا الحاجة الماسة والمعاناة الى تكوين منظمة هى الاولى من نوعها فى امريكا اسميناها رابطة ابناء العزوزاب
بل هى اشبه برابطة الاسرة الواحدة من ام واب واحد
كان لنا شرف تكوين تلك المجموعة ومعناالمرحوم نبيل وهو من ضمن مؤسسيها
تأسست تلك الجمعية فى شقتنا (1120) وذلك كان عنوان الشارع وأصبحت نواة لكل الخير الذى شمل كل السودانيين بعد ذلك وبذرة طيبة لاعمال كثيرة نشأت بعد ذلك التجمع
بل وكانت هذه الرابطة بذرة لانشاء مجتمع الجالية السودانبة الحالية فى بوسطن
الجالية التى فى دارها نقيم الآن عزاء فقيدنا وحبيبنا نبيل
الدار التى كنا ننوى ان نقيم فيها فرح اكمال نصف دينه
لكن الله عجل بدعواه شهيدا إليه ليعطيه بإذنه تعالى احسن مما كنا نتوقع ان نهديه
سيهبه الله حورا عينا وعينا جارية وفاكهة كثيرة ومقاما خير من مقامنا
بإذن الله
كان نبيل الله يرحمه بشوشا على الدوام
لا يعرف المصائب الكبيرة ولا يعطيها قيمة
يهون عليك مصيبتك ويبسطها لك حتى تجد ان هم المصيبة قد خفت وطئتها عليك
حتى مصيبة مرضه والتى كانت سببا فى رحيله عن دنيايا كان يقلل من شأنها
عندما يرى قلقك على مرضه كان هو الذى يصبرك ويقلل من اهمية مصابه كانك انت المصاب وهو المعافى
كانت الدموع تنهار من حوله أثناء مرضه وفقده لساقه وهو يبتسم مقللا من شأن فقده احدى اطرافه الهامة التى يمشى عليها
الحديث عن حبيبنا نبيل شتيوى لن ينتهى هذه بداية
.......
فمصيبتى جلل
توفى لى اخوة بهذا المرض الخبيث
شقيقتى هويدا عبد العظيم واختنا آمال عفيفى السكرتيرة العام للجالية ببوسطن من قبل واخى نبيل شتيوى شيتيوى رفيق دربنا الذى توفى صباح امس
انا لله وإنا اليه راجعون
اللهم الهمنا الصبر

انا لله وانا اليه راجعون
اللهم ارحمه واغفر له
والهم اهله وزويه الصبر الجميل

إنّا لله وإنّا إليه راجعون
"يا ايتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية وادخلى فى عبادى وادخلى جنتى"

اللهم أرحمه وأسكنه فسيح جنّاتك
اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقّه من الخطايا والذّنوب كما يُنَقّىَ الثّوب الأبيض من الدّنس
اللهم أغسله بالثلج والماء والبرد
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله
اللهم أجمعنا وإيّاه في مستقرّ رحمتك
اللهم إنّا نسألك بإسمك الأعظم أن توسّع مدخله
اللهم آنس في القبر وحشته
اللهم ثبّته عند السُّؤال
اللهم لقّنه حجّته
اللهم باعد القبر عن جنباته
اللهم أكفه فتنة القبر
اللهم أكفه ضمّة القبر
اللهم أجعل قبره روضةً من رياض الجّنّة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه ، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته
اللهم ألحقه بالشُّهداء
اللهم أفتح عليه نافذة من الجّنّة وأجعل قبره روضةً من رياضه

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

صدقت والله اخي محمد النيل ، فقد كان كما قلت ..
عاشرته في العزوزاب وعرفته لسنوات قبل هجرته لأمريكا ..
وكان لوفاة والدته - رحمها الله - قبل حوالي الشهر اثر بالغ فينا جميعا ..
ما لبث ان لحق بها رحمة الله عليهما ..
نسال الله له المعفرة والرحمة والعتق ..
والبركة في اسرته واخوته ..

ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

ولا حول ولا قوة إلا بالله