التجربة السودانية بكل فشلها تتكرر فى المحروسة : يناير زى اكتوبر

هل كان المجتمع المصرى الذى عاش كل تاريخه القريب والبعيد فى ظل الديكتاتوريات
مستعدا لهذا التحول السريع الى الديمقراطية ؟؟
لا اعتقد ان المجتمع المصرى الذى عاش طوال حياته كل معانى الكبت والتغييب بالاخص فى الفترة
الاخيرة لا اعتقد انه كان قادرا على استيعاب هذا القدر الكبير من التحول .
ربما كان على المصريين استصحاب التجربة السودانية بكل مرارتها رغم ان الظرف السودان كان
اكثر انفتاحا وافضل حالا على الاقل من حيث المدة الزمنية وقدرة الشعب السودانى فى الوقوف امام
الديكتاتوريات بل وازاحتها وان طال امدها لكن بالرغم من ذلك فشل السودانيون فى اغتنام فرصة
العمر عقب الانتفاضة فى وضع قطار السودان على سكة ديمقراطية معافاة يضرب بها المثل فى المنطقة ..
ايا كان الحزب وايا كانت قدراته لا اظن ان حمل ارث ثقيل استمر لسنوات من الادارة العسكرية الغبية
لشؤون البلاد مهما كان حجم الحزب ومقدراته لا اظن انه قادر على الحمل والصمود امام كم المشكلات المتراكمة
ان كانت سياسية او اقتصادية او امنية .. ما يعنى واقعيا فشل هذا الحزب وهذا الامر يلقى بظلاله تلقاءيا
على الشعب البسيط جدا فى وضع مقارنات بين الماضى والحاضر ..

بعيدا عن ماضى اكتوبر البعيد امامنا تجربة ليست بالبعيدة فى ابريل 85
حين سقط حكم المشير النميرى بانتفاضة شعبية بعد عناء استمر ل16 سنة تحمل
الشعب السودانى كل اعباء تلك السنوات من قهر واستبداد وضعف فى المقدرات
الاقتصادية وانهيار للخدمات والكثير من المرارات المتبادلة بين الاطراف جميعها
مقابل كل هذا الارث يبدو واضحا ان الفترة الانتقالية التى استمرت لمدة عام تقريبا
لم تكن كافية لاعداد شعب يقبل هذا التحول بالشكل المطلوب وكذلك اعداد الاحزاب نفسها
فى مجابهة القادم وبدلا من الالتفات للمشكلات الكبيرة اتجهت الاحزاب لاعداد نفسها بالانتخابات
القريبة جدا اى انها اهتمت بنفسها وانشغلت عن الوطن بكل مشكلاته ..
كانت هناك مشكلة الجنوب بكل اعباءها
كانت هناك المشاكل الاقتصادية بكل ثقلها
كان هناك التردى فى كل اشكال الخدمات
كان وكان
لكن احدا لم يلتفت لكل ذلك
حتى الاحزاب فى ظل التنافس المسعور للوصول الى الحكم نست انها حين تفوز لن تذهب الى جنة القصر
بل الى جحيم المشكلات .

بل كان الاهم من كل ذلك تحقيق عدالة ناجعة تمحى المرارات وتكون عظة وعبرة لمن يعتبر
ووضع محاذير قوية لعدم تكرار التجربة لمرة ثالثة بحيث لا يعود العسكراو لا يفكر فى العودة
ويعرف الكل مكانه الطبيعى ..
كل هذا لم يحدث او حدث جزئيا ولم يكن بالشكل المطلوب

كان طبيعيا ان تفشل الاحزاب فى حمل هذا الارث الثقيل
وكان طبيعيا ان لا يتحمل الشعب وفقا لمقدار الوعى ومرارة سنوات الضيم ان يحدث الملل
وكان طبيعيا ان يستغل امثال الترابى وضع كهذا لينعى لنا الديمقراطية فى ساحة الجامعة التى
شهدت جذوة الانتفاضة نفسها
وكان طبيعيا ان تاتى الجبهة الاسلامية فى ثوب العسكر
ببساطة لانها وجدت من المبررات ما يمكن ان ينطلى على وعى شعب بسيط

ان كانت فترة العسكر فى السودان 16 سنة بالتمام والكمال
فان تجربة العسكرة فى مصر مستمرة لما يقرب ال60 سنة منذ عهد عبد الناصر 52
وبالطبع معاناة 95 مليون مواطن مصرى يعيش معظمهم تحت خط الفقر ويعانى من ازمة اقتصادية
وازمة انسانية تتمثل فى ابسط حقوق الانسانية السكن والعيش اكبر بكثير من مشكلة السودان حينها
بما يقدر بال24 مليون مواطن وبازمات اخف مما فى مصر الان ..
رغم ذلك تكررت التجربة بحذافيرها بل وكانت اسرع من التجربة السودانية لان الفترة الانتقالية
لم تصل الى عام وانتقلت الاحزاب بكل هذا الارث الى صراع الانتخابات .
ايا كان الحزب الذى سياتى كان متوقعا ان الارث اكبر من احتماله
لكن ما حدث فى السودان حدث فى مصر
وان كان هنا عبر الدبابة فهناك عبر صناديق مفخخة باسم الدين

كانت مصر فى حوجة ماسة الى فترة انتقالية لا تقل عن اربعة اعوام
ليست بالضرورة ان تديرها المؤسسة العسكرية على الاقل حكومة من العقول المصرية
العامة ليتحمل الجميع مسؤولية بناء الدولة والتهيئة لمرحلة الديمقراطية لتعمل
الاحزاب والمنظمات على تنظيم نفسها فى المقام الاول وتوعية شعب اغلبه يعيش فى امية
القراءة والكتابة دعك من الامية السياسية واعداد دستور متفق عليه ..
لم يحدث كل هذا
وكان الطبيعى ان ياتى الحزب الاكثر تنظيما واستعدادا والاكثر استغلالا لامية الشعب وميله الطبيعى
لفطرة التدين ومسوح الدين ويسهل اللعب على عاطفته وعقله .
ثم اضف الى ذلك عقلية الاحزاب الاسلامية البعيدة كل البعد عن الواقعية والعقلية بل اقرب الى التهور
السياسى والانغلال على احلام عاطفية فجة واستغلال كل ذلك فى قيادة الشعوب نحو الهاوية .
وكان طبيعى ان تندلع الازمات تلو الازمات لان الاخوان لم يصدقوا ان الفرصة اتتهم حين صعودا
راسيا من قاع السجون الى قمة الهرم وكان طبيعيا ان يستغلوا الوضع اسوء استغلال بدا من ازمة الدستور
الذى تحول فجاة الى صورة غبية من التلاعب بعواطف البسطاء وصارت صناديق الدستور صراع بين الدين والكفر
كما سوقوا له وكان طبيعيا ان يمر الامر بعيدا عن كل مصلحة تخص الوطن ومواطنيه وبدلا من حل الازمة
تحول الحزب الحاكم نفسه الى اكبر ازمات مصر التى يصعب حلها .

ان كانت التجربة السودانية قد افضت حتى الان الى انقسام وطن فشل المستعمر نفسه فى تقسيمه
واندلاع الحروب فى كل اطرافه وانهيار اقتصاده وخدماته وهروب شعبه الى جحيم الاغتراب والهجرة
وامتلاء سجونه بسجناء الراى وامتلاء القبور بالشهداء .. هذا حتى الان فقط ولا ندرى مع استمرار
التجربة ما هى المصائب القادمة .
تجربة مصر التى تقودها نفس العقول الغبية التى تدير السودان وبنفس العقلية والتهور لن تكون افضل
حالا من السودان بل هناك وحتى اللحظة ما يشابه تطابق النعل للنعل

الاخ هشام تحياتى

مصر ماشة فى نفق مظلم مع هؤلاء الكيزان

يعنى ببساطة كدة ماسكين درب ناس قريعتى راحت

القراءة لمستقل المحروسة ماشة فى حرب اهلية عدل

مودتى

Quote: الاخ هشام تحياتى مصر ماشة فى نفق مظلم مع هؤلاء الكيزان يعنى ببساطة كدة ماسكين درب ناس قريعتى راحت القراءة لمستقل المحروسة ماشة فى حرب اهلية عدل مودتى

احمودى تحياتى ومرحبا بك فى الحوش
تماما .. يسيرون فى درب اخوتهم فى السودان
هؤلاء لا يملكون عقلية يديرون بها مدرسة ابتدائية دعك من دول بكل هذا الارث والتاريخ والاعباء
حفظ الله مصر والمصريين وما تبقى من السودان والسودانيين

الاخ هشام باخى نسيت اهنئك بالزواج

وانشاء الله بيت مال وعيال وربنا يسعدكم ويهنيكم

Quote: الاخ هشام باخى نسيت اهنئك بالزواج وانشاء الله بيت مال وعيال وربنا يسعدكم ويهنيكم

اشكرك يا عزيز