|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
على فضيلة تدعو لها الديانات، فيضانات على جسد مسجىّ من الهموم والضياع والعوز،اهون من عوز الروح، على الخطاب الذي يوزعه القلب على الأنحاء، على كل متخاتل يخادع الجسد بالوقوف اما هزيمة التاريخ للحواس! وانسداد الدروب على كل جلطة ترهق ذات المجال وذات الفكر، والصلاة بصوت مسموع، وبجلباب طاهر من شوائب الليل ، وبقع الجعة.
bld
green
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
كان سلبا لفحولة وانتصاب على قوائم العادة، تجد نفسك مشبعا بنغم او نفس او اغنية، تاخذك اكثر وابعد، تحدد لك خياراتك، انت على حافة السرير، تغالب بعضا منك ان يكف عن العصيان، تحاول ان تنهض لاتقدر، تحاول مرة اخرى، من تحت الأغطية، ترتفع وتنخفض فيك الحياة، أتصل على (فاتو)، هاتفها مغلق، اظنها مازالت تحتسي سمها الاسود في الاوتيل، وتطارد حصانا في الأنحاء! من داخل الغرفة يعلو صوت التلفاز،من قناة الوثائقية،ك(عز..قوم.. قوم سيب النوم).. يرد بصوت نائم لم تنحل فية قسوة الواقع: صاحي من الصباح!؟ قوم جيب حمره،،هكذا باسمها المتواري! يرد عزيز ومازال في حالة شبه النوم: حمرة عديل بتلك الريمة والضباب الكثيف؟)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
ستمطر بعد قليل..تحرك ياعزوز..، كان ذلك يوم الاربعاْ، سيدخل (عبده) في ثبات طويل حتى صباح السبت، ويتم عمله الإداري من تحت الأغطية، ويمارس صوفية عميقة ويزكر الصالحين، ومكاشفي القوم..ياحي ياقيوم..يقفز عبده فجأة من السرير الذي يواجهني، يعانقني كأني قدمت من سفر طويل: (والله يا الحبيب ..أعفي لي).. ماذا هناك لسنا متخاصمان ياعبده، يصر على العفو، فأقولها مستحسنا عدم السؤال عن السبب، وحولنا غرف موزعة على الانحاء غاصة ببنغاليون وهنود وباكستانيون وبنجاب، يتعاركون على النافذة خاصتنا، فضولهم اكثر من دخلهم الشهري بمرات عديدة!بفضولهم القديم وملامحهم المتعادلة، لاهي تعابير خصام او ملامح فرح، وجوه ممردة، صفٌر بلا ملاريا!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
فضولهم يسبق كل شيء، وعندهم معنا آخر، يسبق لديهم باقي الحواس، بلاهة وتعد على خواطر انسان ذكر إلهه في حالة غفلة، سكر يستشف من خلالة رائحة انه حي، وانه راحل، يفزع (عبده) فجاة من خوف الكحول الى الخوف من المجهول، الى الخوف من الخلق والتكوين ،نقاء الالهة، يصيح بصوته الملحون: حيي.. قيوم.. الحي .. قيوم، يأخذ معه نشوة يوم الأربعاء حتى السبت، راقدا ممددا، يسمع وقع خطوات (عزيز) عائدا بالقنينة: (ضعها في الثلاجه، تبرد شويه )، يخرج (عزو) ليحضر (الحمره)، الحمره: زجاجة طويلة العنق من نوع (ماك اندروز)، بول أناث الأبل الحبالى، أو الشاى الزنزباري الثقيل! القدر ممتليء باللحم، والمرق، والبهار تسلية اللحم على الزيت، لونا رائقا وعابثاً على القدر، على زجاجةٍ طويلة العنق،تسري دون مسرى ،( فالفهم أس البلاء للعارف بدروب مبتلاه)! رائحة القدر البارد تنشر نسماتها على وجه الرقود في الغرفة الباردة، بالكاد يتسلل الشعاع الذي يأتي عبر النافذة من إتجاه لا اعرفه!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
يسقط على ارضية الغرفة المغطاة بمشمع ذو تربيعات بلون بني، ولون كريم متوزعا على الوسط وتاركاً اللون البني على الجوانب، وارجل الأسّرة السوداء تضغط على اركان المشمع المسجىّ، زخرفة سوقية بلا أدني انصياع لحاجة اللون!وعبث يماري ويماهي حالة الغرفة الضيقة ذات الاسّرة الثلاثة، والأغطية الجاثية على المشمع الذي يغطي الأرضية، ويجعلها مربعة ومريعة بنية وعالقة، بظل هيكل السرير على تربيعات مشمع الأرض، الغيوم بالخارج لاتعطي الشعاع الوحيد ان يطلي ارضية الغرفة بطلاء شعاعي مستمر! ولاتملّكة حياة يربأ بها عن السقوط على الارض المغطاة بالمشمع غير السميك. فالغرفة مع ضيقها واسرتها الثلاثة، لبت حاجتنا للتناوم حينا وللنوم حينا آخر!ووصلات الكهرباء وشواحن الهواتف النقالة ممددة على الأرض، وجوار باب الغرفة، يفتح عليها باب المطبخ، فكلما فريًّ البصل،عبثت رائحتة بخياشيم النيام! والحمام الملتصق بالمطبخ اعلى فتحة السقف، تنقل كل مخاضات الخروج وبصوتها الحقيقي، والمطبخ تغلي قدوره بلهب البوتجاز اليقيني الحريق! يؤذن المؤذن، اذهب الى الصلاة في مسجد الشيخة سلامة، الصلاة التي تفرج عن كل الهموم، يتأخر احيانا الحصول على النقود، تلك مبتغانا، سنذهب الى مضمار سباق الخيل، نرشح ايها سيفوز، اولها وثانيها وثالثها، لا املك نقودا هذا الصباح وفي سائر الأيام، وب 50 فلسا شربت شايا بالحليب، وسعره فوق ذلك بمقدار ربع درهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
هزهز العامل الهندي رأسه علامة ايجاب ونفي في نفس الأن! قلت له بصوت خبيث: (زبون سوداني)! بدأ يصب الماء الحار على الكوب الورقي (متروس)، أي املأه تماما، لا أدري من أين أتت كلمة (متروس) لكن على العموم ، مهم أن اتعاطى شايا هذا الصباح، فالصباح يوعدنا بالجديد ولايوفي! اتخطى بقالة الأيراني الى بقالة الأسد، وسوبر ماركت آخر، أشتري جريدة(الخليج) بدرهمان احضرهما.. واحملها في يدي مسافة خمس دقائق، يقول ثلاث دراهم، اضرب الطاولة ذات الطلاء المتيبس بقبضتي. أرد عليه بانجليذية لن يفهمها الى يوم القيامة: انا صحافي ، (عذرا..عذرا.كنت لظنك اشتريت صحيفة(جولف نيوز)، اساعدك في أن احول همهماته الى لغة منطوقة،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
، والى حديث يمكن أن نتناوله، واخرج غاضبا، اتخذ لي موقعا في المقهى المجاور مقابلا له، اولئك الناس يستصغرون شاننا، نحن الذين اتينا من افريقيا ! أحيانا يستخسرون صلاتنا في المسجد،نوع من الشراكة ، لايريدوننا ان نعبد الله معهم، غريبون عباد الله ، يختصرون الحياة حولهم، ولايدرون ان غيرهم ممتليء بحس الصلاة، والتوبة والغفران، وندعوا نفس دعائكم طلبا للمال والغفرة ،وللمال الذي نحتاجه وتمضي به حياتنا. أغوص في مكالمة هاتفيةأتية من زميل والباب موارب، والظلمة منتشرة على انحاء مختلفة، لا انعكاس على زجاج سيارات متراصة،بثوب سوداني، كان ذلك اول العام الميلادي، يمكنك ان تحيي الناس مجانا في هذا اليوم فلا يوآخذونك! سلمت عليها مددت يدي، سقط منها مفتاح سيارتها، وانسربت الى ذلك البيت الكبير، مبعثر الغرف، وذهبت ببسمة متراسمة على شفتيها. فجأة ماج عطر المتزوجين من الأنحاء،وأرعدت في مسيس الظلمة رغبةٌ، هل اتتبع الخطوات الى اي غرفة ستدخل؟ اترصد في الصباحات، ومنتصف النهارات، متى ستخرج. خرجت ..عادت .. لم نلتقي على الباب! ثورة العشب اخضر دون نهديك نساء يتقطرنّ من فتحة المصعد يتجهنّ الى أسفلك مثل دورة الشتاء مثل جنة تزاحمت عليها كواعب النساء يخرجنّ مثل الماء من صنابير معطلة خرجنّ بأثدائهنّ المكورات على الملأ ... يزحمنّ بالضياء مسارب الندى وافعوان رغبة يطّل فجاة اتحسس ياقة القميص (سوستة) البنطال حالجه وشيء الملبدّ الوبيل يستحثني على الوقوف ويشهر عصيانه على قماش (الجينز)! ... في محطة التعاون لاتعاونون حتى فتحة البنطال سمراء باستدارة الفصول حين تقمعين شهوتي وتنصبين نهدين في عتامة الفخاخ الشراك والغة بسمها الزعاف ويستدير زندك وينطلق .... نطوف حولك مثل حجيج غرباء باعدت بينهم ظل المرايا في سراب قد يطول ... ... ليس للسمراوات غير شنقنا في حبال اصواتهنّ الحادة ورموشهنّ الابرية الصاعقة .. عالقات ببالون الهوى الصريح بأفخاذ بضة مستوفذة دائرةٌ بعطرها على مسام جسدى الصريع ناثرة ... ... عيونها لاتخشى الرغبة الواجفة بل تستعير حمياها من ردفٍ تعلل بتنورة ناصلة مساحة للفرجة حين تستدير حولك راحلة ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
-2-
انت الأن اكثر هدوءاً في العاصفة، الخيانة ان نجد انفسنا في مواضع مالاتهواه عواطفنا، اليوم اقسى من ان تنسى ليلاته النهار! وانت تكتب، تكتب ، بكل قوتك، ووقودك الوقت، وحبرك هو الغرابة التي انت فيها، ترحل هكذا من مكان الى مكان، ليس لك من الورد سوى الشوك! تعيش بعمقك في حياة ضحلة، ضمني أيها الجسد، كبلني أيها السجان، ايتها الذكرى الباقية ، والناقل الذي يسري بين مكانين، بين امدرمان والامارات، من افريقيا الى آسيا، من أشهى حقول التبريح، إلى أدهى حبكات الحياة وتصاويرها. امقتك ايها الشبح النهاري،الذي اسمه الحياة، الدروس المجانية والعوز في الانتظار، لوظيفة غير محتملة وغير اكيدة ايضاً. ذهبت الى مضمار الخيل، يوعد المرء نفسه بالخروج من متاهة العوز ، برهان الأحصنة، مراهنون ومراهنات، وباحثون عن الحب، في قتر الدراهم،والفحول الذين انقطعوا عن الأتيان بالفعل المفرح لدي النساء! جعلوهن ينقلنّ وجوههنّ الغلمة، الشبق اقوي من ان تترصده بين الحاجب والرموش، والفم الباغم من غير ارتياب، ( العين ما يملاها سوى التراب)، الاباطيل تسوقنا حين نسخر من انفسنا ومن حظوظنا،الرهان يستحر والسجال بين خيول نحيلة الأرجل، حظك مضيعًّ مثل حبكّ في أي بلاد الله ، تسقي وروده الرياح فقط، هي التي تنعت وصفها لحبوب اللقاح، بأنها مخادعة وهوائية!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
بذلك المرتب القليل، هل اعود للمرة الثالثة خائبا، رحلت أمي وسبقها ابي، بقى اولئك الأخوة والاخوات، الذين تمتلكهم عمتي بسحرها الاسود، كسرت اسنانها الامامية، وهي تمشي بحقد على المرضى الذين هم رقود على الأسرة النحيلة الأرجل. تدربت كممرضة بعد ان فشلت في ان تحصل على زوج، وبغطرسة ملوك روما القديمة، تأمر امي المسكينة، وتدفن لها وريقات مثلثة وملفوفة بخيوط سوداء، وبها خصلات من شعر أمي الذي لا أخطئه، تحت شجرة منزلنا المستأجر في حي الثورة، ارتحل أبي أولا ثم لحقته أمي، وعمتي وعمتى الكبري والصغرى، توفوا كلهم بطريقة غامضة، قال جارهم الجنوبي الذي ينتمي لقبيلة الدينكا:(بيت ده فيهوشيطان... ثلاثة ناس يموت بالطريقه ده؟). أستوقفني كلامه، بل وركض في ذاكرتي بتلك الطريقة التي حدثت بها هذه الوفيات، نترك كل ذلك الالم أو أتناساه، أبحث عن الرزق في آسيا، تخيل حصاد تسونامي، جعلهم يزدادون عددا، تسيل انوفهم، ما أكترثت يوما إلى مايظنه الناس بي،أظنها علاقة غير ملائمة لما تتمناه من أقاربك وارحامك. سأذهب وسأقوم بتدريس اطفال البدو الثلاث، لم يبقى لي إلا أن التقم أطباق الارز، وقطع الدجاج المشوي مخلوطاً بلبن الأبل، تستغرب لأنك لم تذقها، وطلبت منها المزيد! حينها سأكون بعيدا عن دبي، عن (فريج المرر)،حي داعر واستثنائي، تشرب القهوة على احضان مومسات اثيوبيات، وارتريات، وجنسيات أخرى ،وواقفات في مداخل الأبنية الصعلوكة، مومسات حديثات العهد ، وعابرات طريق من (كازاخستان)، (تركمانستان)، ومن دول جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق،نسوة كثيرات، وتجار عملة، افرغهم مطار دبي:رحم لايمل الأستيلاد! الازقة ضيقة،والجوارب الطويلة، والتنورات أسفل.. أسفل سافلين!حلمات عالقة بغلالات حريرية، مثل شوكة بوصلة، ترنو نحو اتجاه الشمال. رأسك يدور، وانت تجلس مقاصدا ومتجها ناحية فندق(سان ماركو)، امرأة روسية على الشرفة، في الطابق الثالث، غسلت ملابس داخلية ، وعلقتها في اتجاه الريح، واخذت واحدا بين يديها تحركه في فراغ البلكونة، لتلحق به نسمه هبت من جهة الشرق، تعّلقه على سياج الشرفة، تسرع الريح فترميه على الأرض من الطابق الثالث، تنظر اليه من علٍ مثل خريطة سطل الماء في الصف الثالث الأبتدائي! تحتار أول الامر،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
ولكن حيرتها لم تطول، نزلت الى البهو، والى الشارع بعريها الكامل، ورفعت سروالها من على الارض، بأن فرجها مقلوبا، صافرات من هنا وصافرات من هناك، كما يفعل رواد السينما حينما يقطع عامل التشغيل بعض المشاهد الحميمة، وتعود واثقة كان سروالها لم يقع من الشرفة بالطابق الثالث،وكأن عريها كيداً تخفيه عن القماش! ومن يومها صرت أرى شوارع حيي(فريج المرر)، سراويلا حمراء وبرتقالية، ومؤخرات ناتئة، ولا أغبن من العناق المتكرر في شرفات الأبنية المتراصفة، ونساؤه الافريقات المتساهلات، واللاتي يعطينك اي شييء بلا كثير عناء، وأهونهنّ صينيات وتايوانيات لفظتهنّ مصانع الكتّان، والالبسة القطنية، بعشرة دراهم يمكنك أن تنال منهنّ، ماأقسى الفقر، وما أقدم تلك المهنة على وجه الأرض، في الشارع، وفي الدكاكين والحوانيت، وعلى الأركان، متكئات على الابواب الجانبية ، تطول عندهنّ اعمدة دخان السجائر، يتلاقى الدخان، يلتحم مع دخان تبوغ تباع قبالة البرلمان في الخرطوم، مقعدون وخريجي حروب افريقية، يقتاتون من اطرافهم التي ذهبت مع الحقد. نظراتهنّ تنزلق على سراميك الحوائط اللامع، لكن أين أنا؟ رفيقي الذي أجهدته كثيراً، احتياجي غادر الطعام الى الشراب، جعة باردة، ونساؤها الافريقيات، كأنهنّ خرجنّ من فتوق الاقمصة، واسكيرتاتهنّ القصيرة يجررنها الى اسفل كلما جلسنا بعد وقوف، بسمرتهنّ حين يجدنّ الراحة هنا، ويسرفنّ في الطعام،وياتين الى محطة(السبخة) بأقنعة الاعشاب على وجوههنّ. ولكرامتي الشخصية، تغدو الصحراء افضل خياراتي، الرمل الذي يتآمر علىّ، كل شي حول ذلك المبنى الساكن يخي، المجلس هنا على الباب الرئيس، ومجمع النساء يبعد بحوالي مئتان من الامتار، غلاف وفصول من الابعاد، سنوات بل وعشرات قرون على كساد زامل سلعة العفة، النظر اختلاس، والمصافحة بالايدي حرام، وثاني ويل أول الموبقات! سأدوس على عفتي التي لم انسج لها بكارة، سأمضي قاطعا ثلاثمائة كيلو مترا أرضي، في اتجاه الغرب، ولكني في نفس الأثناء أقطع في الوعي ثلاثمائة مليون تبرير، لقنينة من نوع(ماك أندروز)، ولغلالة حمراء تسقط من الطابق الثالث لفندق (سان ماركو)!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
من عالم اول يوزع مغرياته على من له مال، يغسل بها حزنه، (الحزن يُغّسل بالمال هنا!)، نوع جديد من من الغسيل، نوع جديدٌ من تبييض الشعور ! هذا السكون الذي يشتري كل ضوضاء عند نفق(الشندغة)! سأذهب اليهم وبكل خوفي ، او عدم رغبتي، أحس برقابتهم لي دون أن يفصحوا، ساتحوّل الى معلم صبيان بلا كرباج، سأتأمل في شعورهم السوداء، وضجرهم من الأستذكار، والجلوس والاصغاء لتعابير وجوههم المحاديدة، وترديدهم لصوت السيارات بضغط الوقود المتقطِّع. يقتلني هذا الهدوء، والوسائد المكومة على المجلس الشرقي الذي أُعٍّد على ذوق كبير، وبتماثل لوني للوسائد والسجاد العجمي السميك، والتلفاز القابع في الركن، اضافة للديكور عندما أحنُّ إلى سماع الأخبار، اسرع بكبسة زر، من وضعه المركون والشاشة التي تجهزّ على الركن الجنوبي الغربي بمساحة 51 بوصة مسطحة. وجدت مقررات المدارس كما تركتها بعد آخر مراجعة امتحان قل عيد الأضحى، في الثالث من شهر ديسمبر 2007م، وجدت الكتب على حالها، فقط علاها قليل من الغبار، يا للاولاد الكسالى!عندما كنا في عمرهم، لم يهدأ لنا الكون ولم نهدأ له، حركناه بطفولتنا الشقية، وبعفوتنا، وبتوتير عضلاتنا وتشنجاتها، ومطاردة أمي لي على طول مساحة فناء منزلي، والذي هو حجم ملعبي كرة سلة. سأذهب اليهم أنه خياري الوحيد، في عالم تنتهي فيه الخيارات، الفان من الدراهم، وكمية من الارز، وقطع الدجاج المشوي، ولبن الأبل، وصوت الريح، يالها من قيمة غذائية، سينثقب سروالي من كثرة مجيء بنت أبليس الى مخدعي! في هذا الكساد، لن ترى وجه إمرأة إلاّ في التلفازن وتراها على استحياء، تشاهده بتلذذ، وترفضه ف نفس الأثناء، رغبتهم ورغبتك، الصغار مبجلون، لهم الكلمة الاولىن ثم كلمة الأم التي حبلت بهم، ويأتي صوت الاب متهالكاً، ضائعاً من الهزيمة، ومتذوقاً لحلاوة النسب من فتاة القبيلة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
سأعود لا مفر لي ، لاراحلة ولا زاملة، اعيش بلا نقودا أتطوع بالطهي لمذاقات البامية، واللحم المطهي بالصلصة، والتوابل والجزر. في المطبخ المطل على الحمام، اغرب مطابخ العالم، يتحوّل الى معمل احياء دقيقة، يأخذ من كائنات الحمام ، ويبعثرها مع التوابل، وفصوص الثوم، وعلب الجعة الفارغة، تقرقع بالالمونيوم، مسترجعة الصنع تحت قدميك،تزغلل عيونك ويخرج المكبوت، يالله ياحي .. يا قيوم..أصلح لي شاني كله، ولاتكلني الى نفسي طرفة عين)..حيي قيوم..حيي قيوم، تتبعثر الأدعية والارتجاج على أرض رطبة من بلاط أسمنتي بلون عجينة الذرة الرفيعة،وطعم الكسرة المرة! تتراص وجوه الهنود على الملاح التائه، الذي يجدف داخل الغرفة، احدهم راه، أبتسم، رجعت دماؤه الى وجهه، فالذي خطر على باله كأنه كارثة (بوبال)، وأصطنع حكمة الرجوع القهقري، تأكد إنها (الحمرة)، من نفس نوع الزجاجة السابقة ، طويلة العنق. صار عددنا أكثر من عدد الأّسّرة داخل الغرفة الضيقة، وعلى الفاقة التي تقبع على سقفها طن من الاسبستوس، متثلم الحواف، وبتمويه كرتون خشبي، يخفي بها حاجة من وضعوه. سيفوتني الكثير هنا، أرض النور والسراويل الخليعة، والفتيات اللاتي يقبضن على مؤخراتهنّ، ويتركنّ الصدور! سأذهب بحزني وخيبتي ، وفجوري وتقواي، معبأ على قناني بلاستيكية،سأرتد اليهم مثل كرة إصتدت بعارضة معدنية، وتوهمها المشجعون الحالمون هدفا ينتظرونه، ليكيدوا للحّكم! أبحث عن غذاء للعزلة، لا بأس من توصيل خط انترنت بمبلغ يساوي 150 درهما، وحاسوبا بحالة متوسطة، سأنقطع عن عالم الناس داخل حجيرتي، سيتور لي مالن سأدع به لأختي في امدرمانن لتشتري به قليل من الطوب الأسمنتي، الطابوق هو الحل، الخريف الماضي أمهلنا لنحسن من أخلاق مسكننا ذو الحائط المنحول، والمنخور باتجاه المطر وانصبابه، واذا زاد الأمر وامكن شراء طابوق لصالون منزلنا، يكون هذا العام قد أثمر أو اثمرت أنا نفسي!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
في الخارطة هذا العام لا يلوح زواج بالطريقة المعروفة، اللهم إلا أذا تضافرت جهود، وتمشدقت وصحت بأعلى صوتي ، بأني من التيار الفلاني ، لا أختلاط..لا حفل..لا دستة من ثياب النوم، من الذي يدعها تنام كما قال رجل قبيلة الدينكا جار أعمامي المراحيم! بهذا التكتيك يمكن أن تنجز زواجا بسعر القيمة، لكن تصنيفك المعرفي سيتراجع الى ما بعد المائة. اعود بصوت حركة داخل المجلس الشرقي، الأب الثمانيني المتجلد باوحال الأبل، شرطي متقاعد ولود، آخر العنقود ثلاث سنوات، رفاه في توزيعات العافة على جسد متصلب وعنيد، سيتخطى المائة بسهولة، ولاقي لهواياته في السباق استحسان، يا لظروفي التي عبرت بي من اتجاه البحر الأحمر إلى الربع الخالي! طوفون فوق بحيرة النفط بفصل من الشك والريبة، اني غريب ونازح، اني تبقيت من سائل النخل التي أثمرت وعدا وصغارا لأب ثمانيني، يأمل في المزيد، ذرية يقوى بها ساعد القبيلة . البرد قارس وجاف، والصدى يتردد بين اطراف المبنى الضخم الخالي على الدوام، مبناً بُنّيّ للضيوف الذين ياتون على عجل أو بتودةٍ،ادير زر التلفاز العملاق، أتحلق حول قنواته المختلفة، الوقت واقفاً مثلما تركته امس، الطباخ أتى لي بصينية بها طبقان ماعرفتهما، اكلت الذي لم أعرفه، والآخر عبارة عن معكرونة وسيعة القطر،كأنها خرطوم مياه، وخليط من لحم مجفف وخضروات، وضعت اللحم بين اضراسي إلاّ ان طعمه وصلابته لم تأت حسب رغبتي، أزدرته ورفضت المزيد منه،الطبق الذي أستسغته ولم أعرفه كان طحيناً أو كأنه خبز جاف، تم سحله ودرسه فتحوّل الى حبات كبيرة وصغيرة إلا انها لينة وبطعم كالطحنية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
تذكرت مفتاح الغرفة الملحقة، كان قد وضعه الأستاذ السابق تحت السجادة، طوال هذه الفترة التي تزيد عن الشهر، لم يقترب أحد من الغرفة، لم يحرك الفضول أي احد من أولئك الناس ليعرف ماذا ترك الأستاذ السابق؟ ماذا بها؟ ولكني أسأل ماهو الشيء الذي يجعل اولئك الناس مشغولين إلى هذا الحد، الحد الذي لايتمكنون فيه من الاحاطة بأشياؤهم وممتلكاتهم؟ الوالد بملامحه الصلبة وتأثير الجندية السابق، والتقاعد عندهم يعني حياة جديدة واسترخاء ، ليل الرمل البارد،وامل جديد ليس على قرار حياتنا هناك، الابل والجمال نقطيع للتباهين وتقديم صاحبها على كل الناس، بنها ذو القوام الثقيل. الوقت متيبساً وواقفا، ماذا سنفعل به؟ ليس ما يستدعي تلك العجلة، اللبن والأرز والدجاج والبية المدللون، لايرعون كوباً إلى افواههم، الخادمة السريلانكية، والطباخ البنغلاديشي، نحيل و دائم التدخين والشرود، هو ي مملكته التي لايعرف فيها غير لغة عربية ولا لغة انجليذية، فقط لغته الام التى أتى بها إلى هنا، وسيعود بها، لافكاك،(شاهين شاه)أسمه كما نطقه لي بعد أن حرت كي أتخاطب معه، تركونا وحدنا ، وثالثنا التلفاز الوسيع الشاشة، يجهز اللبن المخلوط بالشاي الأسود، ثم يندفع به إلى المجلس الملاصق لغرفتي، مع كوبان من اللدائن، تلك الاخرى لم يحدث أن شربت بها، أظنها عنوان لكرم. ولكن في سجن بارد الشعور، ووافر الطعام والدثار، والفرش الذي اضطجع عليه، لانجوم أمّد بصري اليها، ديكور يزين سقف الغرفة بشكل مستطيل، وكثير الأستقامة والاستعدال! ويشخص إلى رسامة المكان، مثل الذي يقول لك: ( كل الذي امامك، لاترنو إلى خلفك)، حينها كنت أساعد صديق للحصول على درجة البكالاريوس، وكان عنوان بحثه عن السجون، رافته بكاميرا أشد عنفا من بندقية كالاشينكوف، في دقتها وشدة وضوح صورها، كان يرافقني ضابط من ضباط السجن برتبة ميجور، اسمر اللون والفكرة، قال بصوت تعود إلقاء الاوامر: ( لاتصوب الكاميرا إلا اذا أشرت لك بالتصوير). font>
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: newbie)
|
ont size="5">
صورت مشاهد لم تكن في حسبانه، انها الفكرة التي يرنو بها كلٌ حسب فكرته واعتقاده. عبده وسيكم كأخوته، إلا ان بعض الرومانسية والنرجسية قد اختلطتا عند بداية عمامته، التي يقع طرفها على الشمال، وهو أكبر أبناء المرأة الرابعة لوالده، ويجر إلى صفوف الدراسة برغبة امه، والتي تقول أنها تعبت فيه كثيرا، وأنه املها الوحيد، وهو غير عابيء بالذي يدور حوله من العالم، يشعر فقط بالملل وحب السيارات، وبدلية مراهقة ومكالمات على هاتف من نوع حديث، ولايخفي شبقاً وزفارة الفاظ عندما يكون المكان خاليا من والديه. الاوسط مبارك، وهو على شهامة وحب للسيارات، ولفواصل رقص يقيمها فجأة أثناء الدروس، وتصفيق متراكم، ويراكم على جواله أغاني بلده( وين يا اغلى العرب ناوي). font>
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: newbie)
|
فجيعة تنتظرني إذا نظرت خارج حجرتي، أو إذا دخلت بابٍ غير ذلك الباب المواجه للناحية الجنوبية. أغلق علىّ بابي بالمفتاح، وانا بالداخل، التف بالغطاء السميك، وأتقوقع على حالي الداخلي، والحكاك الذي ألم بباطن يديّ وقدميّ، تنتح كل يد، وبثور تثور فجأة، خالتي(محاسن) حدثت لها نفس الحساسية في الخرطوم،قالت أنها من صابون البدرة الرديء، هذه الأيام الماركات غير عالمية، ياتيك لبن من الصين، ومرسيدس من أستراليا، وسيارة رياضية من السودان، هذا اللا معقول! لكنها أستدارت على حكيكها ، وقالت: (ده عمل، عملتو واحدة جارتها، ذات الكتف المائل، والعين الحولاء)! حولت نظري ناحية الكتب المبعثرة على طاولة قصيرة، كتب بناء الشخصية، ومقدمة البحث العلمي، القياس والتقويم، التقنيات التربوبة، هذه الكتب ورثها معلم قبلي هنا، وأظنه ورثني لها دون وصية مكتوبة، ولا أظن أن الله فتح عليها من يقرأها، أو يري ما داخلها. هل كان بداخلها رسوم أطفال أو صور عارية أو فوازير. أناس يهرون من الكتاب، ستعود عليهم الامية ولو عد حين، سنفد النط، سترع امريكا يدها، سينعشم وحش الامية ، والغبار الصحراوي، ستنقلب الروايات على رواتها،والمغتربون الأوائل، والنعمة التي كانوا يرفلون فيها. وانا داخل غرفتي المغلقة، وبرودة الجو بسبب أتساع الغرفة، طولها يزيد عن الخمسة امتار ونص، وكذلك عرضها، وانا اتوسط المتاهة أحيانا وأحياناً أخرى على حافتها، يلتصق بها حمام وسيع، حوض بانيو، انى أحزاني داخل الحوض الوسيع، أتأمل أوراكي، وجفا بشرتي وكعبي رجليّ، والشعر النابت على صدري، حوض ابيض من الألياف الزجاجية، مكان كثير البياض والوسائد الضخمة، والسجاد المزركش، والمتحيز جيدا للون الغرفة وطلائها، اتمدد على البساط، فراشي على الأرض، مثل تمساح الدميرة الذي بطر به الموج، وضاق به النيل، وصار يبحث عن متعته في الرمل غير عابيء بأحابيل الصيادين وشراكهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: روايتي( ملاك مريمي)- مصطفى بشار- الجزء الاول (Re: mustafa bashar)
|
أرفع رجليّ، وانا مضطجع على بطني، لافورة في البطن، أين سيكون أتجاهها. غرفة مغلقة على نفسها بطلائها، والصدى المقيت حين أرد على هاتفي النقال. أنقلب على جانبي الايمن وعلى اليسار، كل التجاهات واحدة، لكن يري بي خيالي إلى أنحاء بعيدة، زميلتي في الدراسات العليا(سللي)، الأرملة الجميلة، وإبنها الوحيد الذي بلغ الثامنة من العمر، تكفلت به جدته، وفي الجلوس على الجوار في قاعات المحاضرات، (هاجر) صديقتي الأخرى، أو قل التي عبثت بها في مكتبي وبين اوراقي و دفاتري، لم أكن الاول، ولم أكن الأخير، عرفت عندها الوانامن المتعة، ما كنت أدرك أن هذا الحب يمكن، أن يدرسّ في السرائر، وفي المقررات العاطفية، والتي كانت تغير على مايبدو من (سلمى)، لدرجة أنها قالت: ( والله دي عروس جاهزة، وعشان ماتتعب كتير، عندها ولد في المدرسة). لم أستنكر هذه العبارة في وضعها الاول، وكرت في أنها مضحكة، ولكن هل لازمني قصور ما في غددي السفلى؟ حتى أستعين بطفلها الجاهز! يبدو أن حاجتها لي تتطل أن أفرغ مافي أنابيبي ادخارا لها!! لكن كل هذا والغرفة على رتاج فولاذي، واضواء مصابيح توزع الضوء حتى لايبقى هناك ظلاً لأي شييء تحتها، ِ حيكت مهارة توزيع الضوء بإبداع عجيب ، والهدوء العاصف، والريح التي تغشى النوافذ الزجاجية، يصير الهدوء عريضاَ أمام عينيّ.
| |
|
|
|
|
|
|
|