حوته انسان جميل الدواخل بسيط فى الشكل ولكنه عظيم فى المضمون , ملهم لابناء جيلنا ولولاه لما كانت لسنوات العنت و المشقة فى السودان بريق أمل و نسمة صيف تهب لتزيل ما يعلق بالمزاج من مشاهد لا انسانية يومية تعود عليها الانسان السودانى و خاصة ابناء جيل حوته , فى بدايات ظهوره على مسرح الغناء السودانى لم يجد الكثير من النقاد تفسيراً للفانلة ذات الاكمام الطويلة التى كان يرتديها و طريقة قذف يديه باهمال و لا مبالاة و هزّة الراس بعنف اثناء ادائه لاغنياته المدهشة , كان تعبيرا صادقاً عن معاناة أجيال تفتحت اعينها على ظلام الهوس الدينى الدامس , اداء حوته الدرامى هو ترجمة لانفعالات من يعيش معهم من شباب السودان المقهور , لم يتغنى باغنية من اغانى الكبار الا وكانت له الافضلية فى الاداء اكثر من صاحب الامتياز الاول فيها , صوته أدهش الموسيقيين العالميين فى البومه الذى لم يجد حظاً وفيراً فى الانتشار (سكت الرباب) , لقد أدى رسالته الحياتية بكل نجاح و اقتدار و تميز , بعد رحيل حوته أن التحدى الذى يواجه الشباب كبير فى انتاج مبدع آخر يملأ الساحة التى تعتبر فارغة تماماً برحيل (حوته).