الحزن الطافح في وفاة محمود عبد العزيز.. هل يبكي الشعب نفسه ؟؟؟؟؟؟

(1)
محمود عبد العزيز فنان صعد في سماء الفن السوداني منذ ان كان طفلا يغني لبرامج الاطفال فأثبت جدارته وأصبح رقما ..... هذه حقيقه لا يستطيع إنكارها احد ...
ومحمود عبد العزيز خلق لنفسه قاعده جماهيريه ضخمه وخاصة في اوساط الشباب وهذه حقيقه اخري ساطعه كسطوع الشمس ....
ومحمود عبد العزيز تغني بأغاني رائعه وجميله ليس فيها إسفاف ولم يكن من فناني الهشك بشك مثل بعض فناني جيله وهذه حقيقه ثابته .....
ومحمود عبد العزيز تغني من روائع فن الحقيبه مقلدا فأضاف لتك الأغاني الخالده من نكتهه ونفسه لذلك إختلف عن الآخرين .....وهذه أيضا حقيقه ثابته أخري ..
محمود عبد العزيز فنان كامل الدسم ...... ولا غرابة في ذلك !!!!
وإنما الغرابة في هذا الحزن الطافح وهذه البكائيه التي لم يشهدها فنان قبله فهل الشعب السوداني يبكي محمود عبد العزيز أم يبكي نفسه ؟؟؟؟؟
فهل كان محمود عبد العزيز يستحق كل هذا الحزن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

(2)
الحقيقه أن الشعب لا يبكي محمود عبد العزيز .................... بل الشعب يبكي نفسه !!!
الشعب يبكي الفقر والجوع والمرض والمذلة والهوان ....
لذا كان الشعب مهربه الي الحزن لينفس مافي القلوب من كبت ومذله ....
وكان الحزن طافحا وطامحا في اوساط الشباب ....لانه شباب عاطل ومحبط تحاصره كل غيلان الفقر والفاقة والفراغ والمستقبل المظلم ....فلم يجد بدا من الهروب الي الاحزان فكان أن نفث حزنه وآلامه في رمز من رموز الغناء ورمز من رموز الشباب الذي تشبه به الشباب في غناءه ومظهره ولبسه وحتي في طريقة مشيته .... فهم لم يجدوا مهربا من قسوة الحياة إلا ان يدفنوا احزانهم وآلامهم في غناء محمود عبد العزيز وفن محمود عبد العزيز وحياة محمود عبد العزيز وأخبار محمود عبد العزيز ....
ومن رأي المئات من الشباب يتوسدون الثري ويلتحفون برد الشتاء القارص أمام مستشفي رويال كير في ضاحية الرياض بالخرطوم أبان مرض محمود عبد العزيز لم يستغرب حالات الهستريا والبكاء والحزن الجنوني عند وفاته .....

(3)
لقد مات من قبل فنانون كبار من رموز الفن السوداني وهم أعطوا أضعاف عمر محمود عبد العزيز فنا وغناء جميلا فأثروا وجدان الشعب ... ولكنهم لم يجدوا ما وجده فقد محمود عبد العزيز من حزن جنوني وهستريا باكيه ولم يكن ذلك جحودا من الشعب لهؤلاء الرموز ولكن القلوب التي حزنت كانت عاقله وهادئه ....
أما القلوب التي حزنت لمحمود عبد العزيز فهي قلوب شابه والشباب عنيفون في حزنهم وفي فرحهم وفي كرههم فلنعذر هؤلاء الشباب ....


(4)
ويبقي القول المهم أن حكومتنا هي الأكثر فرحا بمرض محمود وبموت محمود معا ....ففي نظر هذه الحكومه فإن أي شئ يشغل الشعب السوداني ولو ليومين او ثلاثه فهي في صالحها وصالح بقاءها الأبدي في الحكم الذي يخطط له دهاقنة الإنقاذ ....
فهي أي الحكومه من تغذي وجدان الشعب ووجدان الشباب بفارغ القول وبفارغ الخطط وبفارغ الملهاة عبر مخطط طويل النفس جندت له العديد من القنوات الفضائيه وجندت له الإعلاميين من فئة محبي المال ليسبحوا صباح مساء ببرامج فارغه عن الغناء ومسابقات الغناء ونجوم الغد الذي يخرج كل عام 1977 فنانا ...
والمخطط يسير وفق ما خطط له دهاقنة الإنقاذ فالشعب السوداني أصبح شعبا فارغا يبحث عن اخبار الفنانين ويتابع مهرجانات السياحه والفساد في بورتسودان ويقتطع من قوته لا ليصلي الفجر حاضرا في بورسودان ولكن ليحلق بغناء ستونه مجروس واحمد بورسودان وغيره من أشباه الرجال ....
ومخطط دهاقنة الإنقاذ هو إلهاء الشعب وتغييبه عن الفساد الإخلاقي والإجتماعي والإقتصادي والزراعي في ظل حكومة كل همها أن تحكم السودان وإلي الأبد !!!!
رحم الله محمود عبد العزيز وأكرم نزله وجعل الجنة مثواه ومرقده ...





منقول
هذا المقال كتبه الأستاذ (أبومعين) في منتديات رمال كرمة

أحيانا يجد الإنسان في البكاء متنفسا للأحزان المتراكمة

ولكن هذا لا يجعلنا ننكر أن محمود كان رمزا من رموز الغناء السوداني
ولا ننكر تربعه في قلوب الملايين من من معجبيه شيبا وشبابا

نسأل الله أ يرحم فنان الشباب محمود عبدالعزيز رحمة واسعة

كلام جدير بالتأمل ..
هل كان محمود ملاذا لاشواق واحزان الجماهير في عصر مات فيه كل شيء ؟
رأينا من قبل رحيل مصطفى سيد احمد والعظيم محمد وردي ورأينا كيف اقام الحزن سرادقه لكننا لم نرى الحزن يشق جيوبه ..
هل كان محمود وهما اختلقناه او اكذوبة عشناها بمحض ارادتنا ؟
فقد جف الزرع والضرع ولم يبق الا انين الثكالى ..

حبيب بلدو تحياتي ليك ..

شكراً لمرورك أخي عبدالله ادريس والتحية ليك أيضا

نعم أخي محمود كان رمزا وملاذا لأشواق وأحزان جيل كامل من الشباب... وكما ذكرت في عصر مات فيه كل شيئ
لم يكن محمود وهما ولا أكذوبة ولكن وفاته فجر الحزن المكبوت والمتراكم في نفوس شباب يعيش الضياع الحقيقي
وأمامهم مستقبل قاتم ومظلم لا يُرَى فيه بصيص أمل في الأفق
ربما سكب الدموع في محمود يجلي ويغسل بعضاً من أحزان هذا الشعب المكلوم

up