*** ما عـنـدنا أكـل للحـرامـيـة ( الطاهر ساتي)***

ما عـنـدنا أكـل للحـرامـيـة ( الطاهر ساتي)

** حكاية اليوم فاجعة، ونهديها لاي مخرج سينمائي لينافس بها الهنود..أحمد جعفر، مواطن سوداني، وموظف بشركة أرامكس العالمية، ويقطن بحي أبوأدم بمحلية جبل أولياء..عادت زوجته من منزل جارتها ذات ظهيرة، وتفاجأت بلص يتجول في غرف المنزل، ويحطم الدواليب والشنط، ويجمع كل ما هو غال وخفيف الوزن ..فصرخت بكل ما في حبالها الصوتية من قوة ورنين : (الحراااااامي)..!!

** وبالتأكيد تعجبك مروءة أهل السودان حين تلامس آذانهم تلك الصرخة وتلك الصفة، فالكل يصبح شرطياً أو صاحب المال المسروق..وكالعهد بهم دائماً في مواقف النجدة، كان شباب الحي ورجاله والمارة عند حسن ظن تلك الزوجة..تسابقوا من كل بيت وشارع إلى مصدر صوتها، وأحاطوا بمنزل أحمد كاحاطة الجيش الحر بمعاقل بشار الأسد، وكانت الزوجة أمام دراها، واللص بالداخل يرتجف ويبحث عن مخرج..فالدخول إلى اللص مغامرة غير مأمونة النتائج، قد يكون مسلحاً، وكذلك في تركه يهرب هوان في ثقافة أحفاد المهدي والتعايشي، فما الحل ..؟؟

** لم يدم تفكيرهم طويلاً، لقد غامر اللص وقفز بأحد أسوار المنزل، وأطلق ساقيه للريح حاملاً - بقوة عين غريبة - كل ماهو غال وخفيف..وعينك ما تشوف إلا الغبار..سباق ضاحية، شارك فيه كل الحي ونصف الحي المجاور، واللص يتقدمهم بمسافة تظهر كل ملامح الوجه حين يلتفت إليهم..وتقزمت المسافة، ثم تقزمت، حتى (قبضوه).. وهنا،عينك ماتشوف إلا النور..كل أنواع الركل وبعض فنون التاكندو، تلقاها اللص مصحوباً بالشتائم والأسئلة المستفزة التي من شاكلة (تاني تجي المولد؟)..وأجلسوه بينهم، وبما سرقه (مالاً وذهباً)، وإتصلوا بأحمد ..!!

** جاء أحمد وشكرهم على مروءتهم، وإقتاد معهم اللص إلى (كشك بسط الأمن الشامل)، وهذا حولهم إلى قسم الشرطة بالكلاكلة القلعة، وهناك دونوا بلاغهم بالرقم (1747)، تحت المادة (174)، وأودعوا اللص في حراسة القسم والمال والذهب - كمعروضات - في خزينة القسم، وغادروا القسم لحين موعد المحاكمة بمحكمة الكلاكلة ..ومن هنا يبدأ التشويق والإثارة، يا سادة العدل والداخلية والشرطة.. بعد أسبوع، إتصلوا بأحمد ليستلم أمواله وذهب زوجته، بحجة (ماعندنا ليها خزنة)، فاستلمها حائراً.. فالعدل يقتضي بأن تلك المقتنيات هي معروضات المحاكمة..وهذا ليس مهماً، تابع - أدناه - ما يدهش كل قوانين الأرض ..!!

** أخطروه بموعد المحكمة (3 يناير 2013)، فذهب في الموعد، ووجد القاضي والحاجب والمتحري والشهود ولم يجد اللص..(فكيناه بالضمانة، ماعندنا أكل للحرامية)، هكذا كان الرد حين سأل القاضي والشاكي عن المتهم .. حسناً، فأين الضامن؟، هكذا سأل مولانا وأحمد؟..(فتشنا عليه وما لقيناه، عايزين جلسة تانية)، هكذا كان الرد..وقد كان لهم ما أرادوا، رفعت المحكمة تلك الجلسة، ثم أعلنت عن جلسة أخرى، كان موعدها (10 يناير 2013)، وكذلك حضر الشاكي أحمد ليجد الكل حضوراً ما عدا (المتهم والضامن).. فسلموه ورقة تكليف بتبليغ وإحضار اللص والضامن - أو أحدهما- يوم (17 يناير 2013)، حيث موعد ( الجلسة الثالثة) ..!!

** أي - فجأة كدة - تم تحويل الشاكي أحمد إلى رجل مباحث مناط به مهمة البحث عن المتهم الهارب تحت ستار (ماعندنا أكل للحرامية)..أوعليه البحث عن ضامن مجهول العنوان..سادتي : وزير العدل، وزير الداخلية، مدير عام الشرطة، بعد التحية والإحترام، أفيدكم بأن الشاكي أحمد لم يعد يبحث عن المتهم الهارب، ولم يعد يسأل عن ضامن مجهول العنوان، بل يسأل نفسه والناس والحياة سؤالاً مخيفاً فحواه : إن كان هكذا حال القانون في عاصمة بلادنا، وهكذا حال أجهزة الدولة المناط بها مهام حماية وتطبيق القانون في عاصمة بلادنا، فما الذي يمنع الناس - في قلب البلد وأطرافها - عن الإحتكام إلى قانون الغابة ..؟؟

الــرابــط

الأكل لهطوهوا الحرامية الكبار ما تركوا لحرامية البيوت الصغار حاجة يأكلوها

سلام ابوالحسين ....... وتحياتي موصولة لكاتب المقال الاستاذ الطاهر ساتي

Quote: وأودعوا اللص في حراسة القسم والمال والذهب - كمعروضات - في خزينة القسم، وغادروا القسم لحين موعد المحاكمة بمحكمة الكلاكلة ..ومن هنا يبدأ التشويق والإثارة، يا سادة العدل والداخلية والشرطة.. بعد أسبوع، إتصلوا بأحمد ليستلم أمواله وذهب زوجته، بحجة (ماعندنا ليها خزنة)، فاستلمها حائراً.. فالعدل يقتضي بأن تلك المقتنيات هي معروضات المحاكمة..وهذا ليس مهماً،

في الحتة دي ناس البوليس ما غلطانين وحتى لو عندهم خزنة مافي مايمنع تسليم المعروضات للشاكي
بعد ان يتعهد بعدم التصرف فيها لحين البت في القضية ، بالطبع بعد ان يتم وصفها بتفاصيلها الدقيقة
ووزنها وتقييمها مادياً كم تساوي وتصويرها وتضمن كل هذه المعلومات والصور في يومية التحري
ويلتزم الشاكي باحضارها امام القاضي يوم المحاكمة. الشرطي القال ماعندنا خزنة مفروض يتحاسب
علي جهله وتخريجه الغلط لاجراء قانوني صحيح لاغبار عليه !!!

Quote: أخطروه بموعد المحكمة (3 يناير 2013)، فذهب في الموعد، ووجد القاضي والحاجب والمتحري والشهود ولم يجد اللص..(فكيناه بالضمانة، ماعندنا أكل للحرامية)، هكذا كان الرد حين سأل القاضي والشاكي عن المتهم .. حسناً، فأين الضامن؟، هكذا سأل مولانا وأحمد؟..(فتشنا عليه وما لقيناه، عايزين جلسة تانية)، هكذا كان الرد.

الضمانة حق يعني إطلاق سراح المتهم بالضمانة حق من الحقوق التى كفلها له القانوني
وبالتالي ما عشان هو حرامي يستلزم ذلك عدم اطلاق سراحه بالضمانة لكن هذا الحق مشروط
بشروط قانونية ملزمة اول حاجة لازم يكون التحري قد اكتمل مع المتهم تاني حاجة يكون مافي خشية
من هروب المتهم حال اطلاق سراحه بالضمانة تالت حاجة يكون في ضامن كفء موثوق به معروف
العنوان اقامة وعمل ويفضل ان يكون مقيم بدائرة الاختصاص يبقي الموضوع ما عندو علاقة بوجود أكل
في الحراسات من عدمه !!! في هذه الواقعة تحديداً (الحرامية) بصفة عامة هم من نوع المتهمين الذين يخشي
هروبهم حال اطلاق سراحهم بالضمانة اما اذا لم تكن هناك خشية وهي اسباب يقدرها الشرطي المتحري وضباطه
وتقارير المباحث فيجب عند الافراج عنه الالتزام بضوابط وشروط الضامن والضمانة ومن الواضح ان هذا الاجراء
لم يتم ولم يجري الالتزام به على النحو الصحيح اذن السؤال من هو المسؤول عن ماحدث :
1- وكيل النيابة الذي صدق بالافراج بالضمانة.(مسئولية مباشرة)
2- رئيس القسم المعني (مسئولية إشرافية)
3- رئيس فرع الجنايات بالقسم المعني (مسئولية إشرافية)
4- الضابط الذي مرر توصية الافراج المقدمه من المتحري للنيابة (مسئولية مباشرة)
5- المتحري الذي رفع التوصية بالافراج عن المتهم (مسئولية مباشرة)
6- الضابط او اى فرد قام باجراءات الضمانة (معاينة الضامن وبطاقته وبياناته) وتسجيلها في دفتر الضمانات (مسئولية مباشرة)

يا جنابو عمر نحنا بصدد حالة اختلط فيها حابل استهتار من امنوا العقوبة حال مخالفتهم الاجراءات القانونية مع نابل من تولوا امورا هم ليس اهلا ولا مؤهلين لها


يوم من الايام ماتبقى من السودان حينهار فوق رؤوسنا

التحية (للوجيه) ابوحسين

عفوا فاتني ان القي السلام على الاخ اسامة


الفوضى والفساد يضربان باطنابهما في جهازي الشرطة والمرور شانهما في ذلك شان الكثير من المرافق


مرة اخرى التحية للوجيه المستهدف ابوحسين