العدل . ….. قوام الدين و ميزان العمل وأساس الحكم

العدل . ….. قوام الدين و ميزان العمل وأساس الحكم


01-11-2013, 05:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1357878579&rn=4


Post: #1
Title: العدل . ….. قوام الدين و ميزان العمل وأساس الحكم
Author: خالد المحرب
Date: 01-11-2013, 05:29 AM
Parent: #0

العدل يشعر للناس بالاطمئنان والاستقرار،
العدل قيمة ضرورية عمل الإسلام على إرسائها بين الناس، حتى ارتبطت بها جميع مناحي تشريعاته ونظمه، فلا يوجد نظام في الإسلام إلاّ وللعدل فيه مطلب .
العدل أكثر من مجرد الالتزام باللوائح والقوانين والأنظمة فتلك تملك من الزواجر ما تلزم به المسلم والكافر على السواء لكن عدل المسلم ينبع من دينه .
بعث الله رسله وأنزل كتبه ، لنشر العدل بين الأنام ، قال تعالى:(( لقد أرسلنا رُسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)) والقسط : العدل ، وكل مكلف هو صاحب موازين في أفعاله وأقواله وخطراته فالويل له إن عدل عن العدل ومال عن الاستقامة ، والعدل وهو قوام الدنيا والدين ، وسبب صلاح العباد والبلاد. فما هو العدل وما أنواعه ، وما ثمرته ، وكيف طبقّه المسلمون في حياتهم ؟؟ وكيف نحققه نحن في حياتنا اليومية والعملية ؟
المراد بالعدل إعطاء كل ذي حق حقه ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، من غير تفرقة بين المستحقين . فالعدل هو الإنصاف، وإعطاء المرء ما له، وأخذ ما عليه. وقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تأمر بالعدل، وتحث عليه، وتدعو إلى التمسك به، يقول تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى} [النحل: 90]. ويقول تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} [النساء: 58]. والعدل اسم من أسماء الله الحسنى وصفة من صفاته سبحانه.
والعدل له منزلة عظيمة عند الله، قال تعالى: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} [الحجرات: 9]. وكان الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول: عمل الإمام العادل في رعيته يومًا أفضل من عبادة العابد في أهله مائة سنة.
وقد حُكي أن أحد رسل الملوك جاء لمقابلة عمر بن الخطاب، فوجده نائمًا تحت شجرة، فتعجب؛ إذ كيف ينام حاكم المسلمين دون حَرَسٍ، وقال: حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر.
فالعدل أساس الملك، فقد كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز-رضي الله عنه- يطلب منه مالاً كثيرًا ليبني سورًا حول عاصمة الولاية. فقال له عمر: ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل، ونَقِّ طرقها من الظلم.
وأمر الله تعالى بالعدل لتوزّع به الأنصبة والحقوق، وتقدر به الأعمال والأشخاص، إذ هو الميزان المستقيم، الذي لا تميل كفته، ولا يختل وزنه، ولا يضطرب مقياسه، فمن رام مخالفته، وقصد مُجانبته، عرّض دينه للخبال، وعمرانه للخراب، وعزته للهوان، وكثرته للنقصان، وما من شيء قام على العدل، واستقام عليه ، إلاّ أمن الانعدام، وسلم من الانهيار. فعندما تختفي أنوار العدل عن البشر ، يغشاهم الهرج والمرج ، ويتفشى الظلم بينهم بشكلٍ فظيع، حيث تجد القويّ يفتك بالضعيف ، والقادر يسلب حق العاجز ، والغالب يُريق دم المغلوب ، والراعي يهضم حق المرعى ، والكبير يقهر الصّغير ، ولا يخرجهم من هذا الوضع المشين ، إلاّ “العدل” فهو سعادتهم ، وقاعدة أمنهم واستقرارهم .
فالعدل يشعر للناس بالاطمئنان والاستقرار، وحافز كبير لهم على الإقبال على العمل والإنتاج، فيترتب على ذلك: نماء العمران واتساعه، وكثرة الخيرات وزيادة الأموال والأرزاق، ولا يخفى أن المال والعمل، من أكبر العوامل لتقّدم الدّول وازدهارها ، بينما في المقابل تكون عواقب الاعتداء على أموال الناس وممتلكاتهم ، وغمطهم حقوقهم، هي الإحجام عن العمل ، والركود عن الحركة والنشاط، لفقد الشعور بالاطمئنان والثقة بين الناس. وهذا يؤدي بدوره إلى الكساد الاقتصادي، والتأخر العمراني ، والتعثر السّياسي
يقول ابن خلدون: [اعلم أن العدوان على الناس في أموالهم، ذاهب بآمالهم في تحصيلها واكتسابها، لما يرونه حينئذ من أنّ غايتها ومصيرها، انتهابها من أيديهم، وعلى قدر الاعتداء ونسبته يكون انقباض الرّعايا عن السّعي في الاكتساب، والعمران ووفوره ، ونفاق أسواقه إنما هو بالأعمال، فإذا قعد الناس عن المعاش ، كسدت أسواق العمران، وانتقصت الأموال، وتفرق- الناس في الآفاق، وفي طلب الرّزق، فخفّ ساكن القطر، وخلّت دياره، وخربت أمصاره، واختل باختلافه حال الدّولة]
و العدل قيمة ضرورية عمل الإسلام على إثباتها، وإرسائها بين الناس، حتى ارتبطت بها جميع مناحي تشريعاته ونظمه، فلا يوجد نظام في الإسلام إلاّ وللعدل فيه مطلب، فهو مرتبط بنظام الإدارة والحكم، والقضاء، وأداء الشهادة، وكتابة العهود والمواثيق بل إنه مرتبط أيضاً بنظام الأسرة والتربية، والاقتصاد والاجتماع، والسلوك، والتفكير، إلى غير ذلك من أنظمة الإسلام المختلفة وهذا يدل بوضوح على أن الإسلام ضمن قيمة العدل في جميع مجالات الحياة، بل إنه ركز كافة أهدافه على ضوئها، مما شهد له التاريخ على سلامة المجتمعات التي حكمها، من الانهيار الخطير في الأخلاق ، وأمنها من اضطراب الموازين والمعايير ، وصانها من دمار النفوس، وخراب العمران.

Post: #2
Title: Re: العدل . ….. قوام الدين و ميزان العمل وأساس الحكم
Author: صلاح عباس فقير
Date: 01-11-2013, 05:42 AM
Parent: #1

مرحباً أخي خالد وجمعة مباركة1
نعم هذا هو قوام الدين وحقيقته!
فليت الجاهلين بالدين والمعادين له يفهموا هذه الحقيقة،
ولا يخلطوا بين حقيقة الإسلام وحقيقة نظام الإنقاذ!
شكراً لك!

Post: #3
Title: Re: العدل . ….. قوام الدين و ميزان العمل وأساس الحكم
Author: الشامي الحبر عبدالوهاب
Date: 01-11-2013, 06:03 AM
Parent: #2

Quote: العدل يشعر للناس بالاطمئنان والاستقرار،



جمعتك مباركة ابا الخلد

Post: #4
Title: Re: العدل . ….. قوام الدين و ميزان العمل وأساس الحكم
Author: أشرف الرحال
Date: 01-11-2013, 06:21 AM
Parent: #3

Quote: وكان الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول: عمل الإمام العادل في رعيته يومًا أفضل من عبادة العابد في أهله مائة سنة.


الاستاذ خالد ،، جمعة مباركة

استغرب من الحكام المسلمين الم يقرأ احدهم اية قرآنية او حديث شريف عن العدل والظلم للرعية وإلا لماذا الذي يحدث الان في كل البقاع الاسلامية من عدم اقامة دولة العدل ورفع الظلم


مودتي

الرحـــال