سؤال ميثاق الفجر الجديد: معانا .. ولا مع الخيانة؟

الآن حصحص الحق وتبلورت المواقف وانمحت المساحات الغبشاء الوهمية بين الحق والباطل.

إما هنا وإما هناك.

ولن يستطيع أقوى المنظراتية تنظيرا، إقناع (نملة) بعكس هذا المنطق البسيط.

معانا ... ولا مع الخيانة؟

وكفانا جعجعة لا تنتج طحينا.

لا إقصاء إلا لمن أراد أن يقصي نفسه.

لا عزل إلا لمن أراد أن يعزل نفسه.

لا خوف إلا على من ارتكب جرما.

سودان جديد نظيف مغسول بدم الشهداء.

يا معاهو ... يا ضدو!

ما ذكرته أعلاه هو الانطباع الأول الذي خرجت به من القراءة الأولى لميثاق الفجر الجديد.

الآن أعيد قراءة الميثاق، وسأكتب هنا ما وراء الانطباع الأولي.

التحية الاخ حامد..


سؤال مرة اخرى لأهل الجبهة الثورية ورعاة وثيقة الفجر الجديد..

***

الأخ حيدر الزين،

شكرا على المرور.

قرأت بوستك، وفي اعتقادي أن كل الأسئلة مشروعة شريطة أن ألا تكون تخذيلية أو تشكيكية او تصب في خانة (معارضة المعارضة)

هذه الوثيقة، "ميثاق الفجر الجديد"، ليست دستورا أو قانونا بحيث يحاكم انطلاقا من الصياغات واللغة.

المهم في هذه الوثيقة، من وجهة نظري، أنها قد فتحت بابا للأمل في تحرك الأحزاب السودانية التي تحاول النضال من الداخل لاسقاط النظام.

فإذا كان النظام بعتمد في إسكات صوتها المعارض على القمع المسلح، فإن هذه الوثيقة تقول للمعارضة الداخلية، إنكم أيضا لديكم سلاح يحمي نضالكم المدني.

الدستور والقوانين والصياغات اللغوية الدقيقة، لم يحن وقتها بعد. وذلك جسر يستحسن أن نعبره عندما نصل إليه وليس قبل ذلك.

أ

في اعتقادي أن أهم ما جاء به هذا الميثاق هو الأمل.

معظم الناس في السودان فقدوا الأمل.

وإنسان بلا أمل هو إنسان بلا حياة.

لهذا هرم الناس بسرعة ومرضوا وماتوا، كل ذلك بسبب فقدان الأمل.

جاء ميثاق الفجر الجديد فأعطى الناس أملا في الخروج.


وأمل السودانيين هو التخلص من الفقر والمرض وانهيار النظام التعليمي ومطرقة الجبايات وكذب السلطة ..إلى آخر مساوئ سلطة القهر الجاسمة على صدر الوطن.

ولهذا صار للأمل تعبير واحد حاسم هو:

إسقاط نظام المؤنمر الوطني.

وهذا ما جاء في أول ديباجة ميثاق الفجر الجديد:

Quote: تلبية لأشواق شعبنا في توحيد قواه الحية من أجل إسقاط نظام المؤتمر الوطني ...

الأمر الهام الآخر الذي جاء به ميثاق الفجر الجديد، هو إنهاء (حجوة أم ضبيبينة)، وأقصد تلك (المفاوضات)، التي يتسلى بها الصف الثاني في المؤتمر الوطني مع الأحزاب السودانية.

مرة مع المهدي،

مرة مع الميرغني،

ولما الأمور تنزنق، حتى مع الحركة الشعبية شمال نفسها.

مفاوضات ليس مقصود منها سوى التفاوض وكسب الوقت.

قال الميثاق:

Quote: وقد عقدت القوى الوطنية والثورية العزم على خوض نضال لا هوادة فيه لتحقيق تطلعات شعبنا في الديموقراطية وإنهاء الحرب ...

انتهينا،

قرقر نهي كما يقول أبناء عمومتنا الهنود.