عيون السقف الأربعة

عيون السقف الأربعة

مائدة القوام, شامخة عصية كحزنها المقيم ,تحكم ربط الثوب على خاصرتها ..
تجره الى الأسفل فلا يزعن لمحاولتها تغطية ساقيها الجميلتين .
عند مخاطبتها ,تضطر وئام ذات الست سنوات أن تلوي غصن عنقها قليلا ترجع رأسها الى الوراء ..
تبصر حينها أعين أمها المشفقة المحبة وأعين السقف المحدقة فى وجه السماء بجرأة غير مشفقة لمن هم هنا أسفلها..أسفل الحياة
..أربعة ..قام ابنها الكبير قبل السفر للجامعة بمحاولة ترقيعهم بجزء من مشمع الأرض لكن سرعان ما طارت قطع المشمع.
اليوم نهاية الأسبوع أعادت عد ما جمعت للمرة الرابعة..تركت منه قدرا ضئيلا خبأته بأحد الأكواب بالرف,
ودست البقية بمظروف يصل مع سائق البص الى ابنها ..تشتري لوئامها دمية صينية رخيصة أثر الحاحها من بائع متجول بمحطة البص.

غرفة واحدة بباب يُحكم اغلاقه من الداخل بجر نصف محتويات الغرفة بعزم كفين نسائيين كل ليلة,
حوش صغير,باب الزنكي الخارجي, شجرة جوافة تلقى بدانتيلا ظلالها البديعة وثمرها الذي ثقبته مناقير الطير..
غير الطير الذي ينقر عقولهم ..أفئدتهم ..ينقر ثديها مع حفنة النقود ..تردد بحزم.. أبيع الطعام فقط ,
لم يعد أنين الباب ذي بال..بل أصبحت طرقعاته المزعجة نغم يومي اعتاده الجميع..
تنال صفحته الواحدة قرع الأصابع المتلهفة للقيمات بعد صلاة الفجر كل يوم ..
ووخزة من طرف الكانون وهي تعد آنيتها ونارها لبيع العشاء أمام البيت.

وئام تقترب من صيرورة الأشياء..
تطرح على الصفحات البيضاء والجدران معادلاتها الرقمية البسيطة ,حروفها وخطوطها الملتوية , تأملاتها ورؤوس شخوصها ..
وملامح متخيلة باهتة له..لم تبرح ذاكرتها منذ أن رأته آخر مرة فى الثانية من عمرها ,
تعيد ترتيبهم على الكراسة.. تتلمس شعر أمها الناعم الذي خاطته لها على رأس الدمية عقب سقوط الشعر الذهبي,
تحاول عد عيون السقف الأربعة فلا تفلح تزداد قناعة بتفسيروالدتها أن أعين السقف تنام فى الليل كما ينام الجميع,
تتعالى ضحكات أمها بالخارج وتودع بحرص حفنة الجنيهات بصدريتها بعد أن تدس يدها تحت الثوب ..
تداعب الجميع.. تسهم تارة ,تتسلل دمعه من عينهاأخرى, تمسحها بصورة مضطربة كخطيئة..
تتعمد الانشغال والانغماس فى محادثة الآخرين,
كانت توهم الجميع أنها راضية والحمد لله مستور الحال كما تررد وكان الجميع يوهومونها أنهم يصدقون .

بالداخل تتراقص ظلال شجرة الجوافة الوحيدة فى فضاء الحوش
على وتيرة رقص الأفكار والأسئلة العديدة بالرأس الحقيقي الوحيد الموجود بالغرفة..
منتصف النهار,طرق مخيف على الباب ..يكاد على أثره أن يهوي وقلبها ..
تركض بعد أن أنزلت رجلها على خط الحجلة المرسوم على الأرض..تفتح الباب,
سيل من الجنود يتقافزون كالضفادع المزعورة عن ظهرعربة بوكسي ,أزاحها أحدهم وكأنه يزيح دمية ,
الأم وهو يقفون خارج الغرفة وقد أصابهم وجوم بل أضحوا كالتماثيل للحظات ,
انهالت أعقاب البنادق عليها وعليه ..على ظهرها ..صدرها ..عينها..أي موضع استطاعت وصوله..
تقلص طولها الفاره..لم تضطر وئام للي عنقها ورفع رأسها لرؤية وجه والدتها لأنهم أتوا به اليها ..دنوا به قريبا من الأرض ..
كان يشبه الذي تعرف..انهالت الشتائم والسباب البذيء..
_أنا .. كنا..ن..قف
_وليك عين للكلام ..يا ... بيتك مفتوح لل..
جُرا كرتام أثاث لا قيمة له ,القيا فى ظهر العربة وتحركوا الى حيث لا تعلم وئام.
ظلال الشجرة ظل لجندي ضخم يحمل بندقية ..طرقعات الباب المألوفة وقع البنادق على ظهريهما.
ركضت الى الحجرة ..حاولت أن توصد الباب جيدا سحبت ودفعت ما استطاع كفاها الصغيران تحمل ثقله,
ثم اتكأت بجسدها النحيل على ما جمعت .
حدًقت بالسقف..تعد عيونه الأربعة ..واحد ..اثنان!!..ثم..واحد.. اثنان!!..
ثبتت يد الدمية المخلوع بمكانه ,ضمتها برفق ,قبلت شعرها كثيرا و نامت. ثقل اضافي على كومة الأشياء .


تمت

يامرحبا بك مرة اخرى في المنبر

شكرا كتير للطفك .. قلنا نسلم ..وحمد لله على سلامة عودتك برضو ..أذكر غيابك لفترة

مرحباً بالدكتورة والعود أحمد ... ونتابع

رووووووز / مش رووز واحدة بس !
حديقة كااااملة فاحت وعمت حوش بكري وكل الأمكنة ,,
وانا اقول ريحة القرنفل وزهور البنفسج المفردة في الديار دي جاية من وييين؟
يا سلام ياخ طلة حنيييينة جنس محنة
وكتابة طاااااااعة لمن تشرق
الزيك ما المفروض يمشي من هنا يا روزتنا وحبيبتنا
الزيك المفروض يتحكر وسطنا عشان نفرهد من خدارو
هلا وحبابك واليوم السعيد اللينا جابك
متابعين بي إستمتاااع حد الدهشة
واصلي يا غالية
السلام ليك وعبرك لكل الأسرة الكريمة

أستاذنا العزيز أبو بكر لعلك بخير وأهلنا ..سعيدة جدا بشوفتكم هنا..دمت


سوما الحبيبة ..غمرتيني بحنيتك وحلاوة كلماتك الطالعة من القلب
تأكدي أنها وصلت ..ممتنة كتير حبيبة ..يا ريتني قدر الكلام دا ..
أتمناك دائما بخير ومحبة ..سلامي للأولاد والبلد

هي جارتنا (أ)

هي جارتنا(س)

هي جارتنا (ن)

هي كل الحروف الأبجدية

فهل نختلق سواها

الصمت ..الصوم ..

هدوء ..

Quote: عيون السقف الأربعة

دخلت وعيناي تحلق على أجنحة الفضول ..لرؤية أعين السقف الأربعة ..

خرجت وقلبي غارق في الأسى ...رسالتك وصلت كأبهى ما يكون الوصول ...


التحية والتقدير ، أخت روزمين ، لقلمك ، شاعراً وقاصا ورساماً ..
بل التحية والتقدير لروحك .. المبدعة خلف كل ذلك ...ومرحبا بالعودة ...
---------------------------
وسلامي لك في البدء والختام ...

استقرت روحك على عينين لم تذقا النوم بعد ..
فسامحنا على الرهق الجديد
شكرا العزيز ..ابراهيم فضل الله ..على وجودك هنا
ووجود كتاباتك الفارهة فى سمواتنا ..شعرا وأدبا ..

المحبة والتقدير