طلاب دارفور!!

من غيرهم أعطى لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر؟

وكما اليوم يدور من الظلام الى النور
والحال يدور بين الظلم والعدل..

كذلك طلاب دارفور يدورون من بطولة الى بطولة ويرتاحون على نار التقابة وفى يدهم لوح وحرف وآية..

فى بداية الثمانينات من القرن المنصرم..
وفى خرطوم آنذاك ومازالت الكؤوس مترعة والصالات صاخبة
وشيش كباب وصالة غردون والفندق الكبير وجعفر نميرى..

كان هناك رابطة إقليمية منهمكة لتنظيم رحلتها السنوية وقد اختلفوا على الفنان..
وكان البرالمة فى جامعة الخرطوم قد يبس مصرانهم من العدس والفول فتحركوا فى مظاهرة صاخبة يهتفون: عدس وفول مامعقول..

وكانت هناك كاسات مترعة بالليمون وأفواه تفيض بالنكات التى تضحك الجكس عندما يحين الأصيل..

وهنالك اجتمع شباب يتدارسون أمر حاكم إقليمهم ويرفضون الوصاية..

وكان سمن نميرى مسكوبا على عسل الطيب المرضى..
ولم يكن الأخير مرضيا عنه من أهل دارفور..

هؤلاء الشباب هم رابطة دارفور بالجامعات والمعاهد العليا..

سلكوا كل الطرق الحضارية مع نميرى ولم تفلح..
فأجمعوا على فرض دريج حاكما على دارفور..

وتحركوا من كل حدب وصوب
وامتلأت بهم حدائق مايو
وقالوا وفعلوا مايريدونه
ولم ينفضوا إلا ودريج حاكما والطيب المرضى منقولا..

أما أبناء دارفور النخبة والصفوة فقد شاهدتهم يجوبون ردهات وزارة الصحة بالخرطوم يغرون الأطباء للذهاب لدارفور
كانوا يدفعون لمن يوافق حق الإقامة فى فندق بالخرطوم وتذكرة الطائرة وحوافز خارج ما تدفعه الحكومة..
لم أر غيرهم فى الوزارة آنذاك من الأقاليم الأخرى..

السامريون اليوم يعرفون من يستهدفون
ويعرفون أن ضرب الشرس سيخيف الحملان الوديعة..

سنهتف جميعنا اليوم هنا وهناك
وسينتهى يومنا بمراسم دفن الشهداء
و نلتقى عند شهيد آخر
ودارفور لاتبخل ببنيها!!

شكرا دارفور
جنحتم للسلم فجنحوا للحرب

مالم يعطوكم إياه بالسيسى
يؤخذ من بحر الخليل!!