الامر اسوء مما توقعنا ... سيخرج النظام من ورطته بطريقة واحدة وهى .....

يبدو ان الاضاع فى السودان اسوء مما كنا نعتقد ..
ويبدو ان الامر لا يتوقف عند محاولة انقلابية بسيطة ..
ويبدو ان الامور تسير نحو الاسوء والاسوء وواضح ان الانشقاق كبير جدا وخطير جدا لان المعلومات التى ترشح خطيرة جدا والاسماء التى تطرح حساسة جدا ويبدو ان شتاء السودان سيكون ساخنا جدا اكثر من ما توقعنا ...
خطورة الامر يكمن اولا فى اسماء قادة الانقلاب من الامنيين والعسكريين والمدنيين ..فاسم مثل اسم صلاح قوش مدير الامن السابق ليس بالاسم السهل لانه احد من ثبتوا اركان هذا النظام بكل ما يملك من خبرة اجرامية وصلت الى حد القتل والتعذيب والتشريد ..فتح بيوت الاشباح وادخل كل معارض فى المعتقلات وقام بتعذيبهم ابشع انواع التعذيب لدرجة وصلت الى استشهاد الكثير من المعارضين داخل المعتقلات وجنون البعض من شدة التعذيب واصابة البعض بامراض مزمنة جسدية او نفسية لان انواع التعذيب كانت تصل الى درجة اغتصاب الرجال داخل المعتقلات ... رجل بكل هذا الثقل لماذا انقلب فجاة ضد النظام الذى دافع عنه بكل ما يملك من اجرام ؟؟ وهل علاقة الرجل بالمخابرات الامريكية وتلقيه الاوامر من امريكا له دخل بهذا التحرك ؟؟؟
ثم خذ مثلا رجل بمستوى العقيد محمد ابراهيم الرجل المشهور عنه تعصبه للنظام لدرجة انه عرف باشرس الضباط الكيزان وكان رئيس الحرس الخاص بالرئيس وهو رجل المهمات الكيزانية الصعبة وكان مرشحا لخلافة عبد الرحيم محمد حسين .. مالذى يجعل رجل هكذا يكفر بالنظام ويسعى للانقلاب ضده ؟؟؟
ثم ان الشركاء فى هذا الانقلاب منهم رجال مؤثرين فى تنظيم الدفاع الشعبى وهؤلاء هم من كانوا يقدمون انفسهم باسم الشهادة للموت فى الحروب ضد التمرد وهم من انقذوا النظام من السقوط المبكر بارواحهم ... مالذى يجعل رجال قدموا ارواحهم من اجل النظام يكفرون به ويسعون للانقلاب عليه ..؟؟؟
ثم رجل بوزن الدكتور غازى صلاح الدين احد عرابى النظام وعقوله المفكرة القليلة بعد ان اصبح النظام شلة من الاغبياء .. ورغم ان متابعاتى غازى صلاح الدين انه كفر بالحكومة منذ فترة واصبح له رايى واضح كتبه اكثر من مرة واعلن فيه بصريح العبارة ان الحركة الاسلامية قد جنحت عن طريق الحق واتبع الفساد مسلكا بل سعى غازى قبل فترة لمقابلة الترابى وتوحيد الاسلاميين وانقاذ الحركة من بؤرة المؤتمر الوطنى وحكومة الانقاذ .. لكن رغم ذلك ما كان احد يتوقع ان يصل رجل بهذه المكانة داخل النظام الى درجة الانقلاب عليه ..
من الواضح ان الامر اكبر مما توقعنا بكثير بالاخص بعد الاخبار التى انتشرت اليوم وبشكل شبه مؤكد تخص وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين ومدير الامن الحالى محمد العطا .

اولا هناك اخبار تتحدث عن اختفاء مريب لمدير الامن الحالى محمد العطا وهو الرجل الذى اتى خلفا لقائد الانقلاب صلاح قوش ويعتبر من ابناءه وكان نائبا له قبل اقالته ...
وصلت الشائعات الى درجة انه تمت تصفيته جسديا واغتياله لكن هذه مجرد شائعات لا اظن انها حقيقية ..
لكن الاخبار الاكثر تاكيدا هو اختفاء بل وسفره الى جهة غير معلومة وهذا الخبر قابل للتصديق بالاخص انه اختفى تماما من الصورة ولم يظهر فى اى موقع منذ وقوع محاولة الانقلاب ولم يصدر عنه اى تعليق او لقاء فى الوقت الذى من المفروض ان يكون ظهوره مهما لانه يراس اكثر جهاز حساس وهو الجهاز الذى قام باحباط المحاولة وكشف العملية كلها ...
اين ولماذا اختفى الرجل ؟؟
هل كان شريكا فى العملية برمتها ؟؟
ام ان اختفاءه يتعلق بمهمة ما فى وضع حساس كهذا ؟؟
اسئلة ستكشفها الايام بظهور الرجل على الساحة او بالكشف عن موقعه ان كان مشاركا او معتقلا .

الخبر الثانى وهو الاكثر خطورة ..
اخبار مؤكدة تقول ان هناك مذكرة داخلية من الجيش تطالب الرئيس باقالة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين .. وهذا الامر خطير جدا لانه يعتبر انشقاقا صريحا داخل الجيش الذى يعتبر احد مليشيات النظام بعد تصفية كل الوطنيين داخله ولم يبق به الا الضباط الكيزان ما يعنى ان محاولة الانقلاب وحدها ليست المزعجة بل ان السرطان سرطان الانشقاق قد وصل اكبر مؤسسة تحمى النظام ...
بعيدا عن حقيقة هذه المذكرة كان واضحا للجميع ان البعض غير راضى عن عبد الرحيم محمد حسين منذ مدة وتابعنا كيف ان الكيزان هم من هاجموا عبد الرحيم محمد حسين ووصفوه بالفشل ايام احتلال هجليج ثم توالت الضربات وخسر الجيش كثيرا امام حركات التمرد فى كردفان ودارفور خلال الايام الماضية وتلتها الضربات الاسرائيلية للمرة الرابعة ... بعض قادة الجيش يرون ان وزير الدفاع قد فشل فى مهمته وانه لا يستحق ان يكون على المنصب وان الرئيس يجامله حسب الصداقة التى تجمعهما .. والبعض الاخر يتحرك من اتجاه جهوى بحت لا اكثر وهم الذين يقفون ضد البشير وعبد الرحيم محمد حسين ..
فى الغالب من يقفون ضد عبد الرحيم من الكيزان ينطلقون من اتجاه جهوى لا اكثر فالمجموعةالاخرى التى تعرف بين العامة (بمجموعة الشوايقة) تريد اقالة عبد الرحيم لانه الزراع الايمن للبشير وبابعاده سيسهل التخلص من البشير لان عبد الرحيم احد اوفى رجال الرئيس والرئيس يحتمى به كثيرا ولا يثق فى اى شخص اخر غيره ليكون قائدا للجيش لان الرئيس يعرف ان ذهاب عبد الرحيم يعنى قائد جديد لا يضمن ولاءه كما عبد الرحيم ...
لانه بالعقل والمنطق لا يمكن ان نحمل عبد الرحيم محمد حسين وحده فشل الجيش وضعف وهوان السودان ضد الغزوات الخارجية بالاخص الاسرائيلية .. تدخل اسرائيل فى السودان سببه فى المقام الاولى سياسى بحت فاسرائيل لم تضرب السودان للانتقام من جيشه او خوفا من جيشه بل لان السودان يحمى جهات فلسطينية وايرانية ترى اسرائيل انها خطر على امنه ومصالحه وتابعنا قبل ايام المؤتمر الاسلامى الذى حضره كل مطاريد الدنيا من الارهابيين مما جعل جميع الدول العاقلة تتخذ موقفا ضد السودان وتصف هذه الخطوة بالتهور .. وهذا الامر لا يمكن ان يكون بامر من وزير الدفاع وانما هو امر سياسى مسؤول عنه فى المقام الاول رئيس الجمهورية والمؤتمر الوطنى ...
الامر الثانى وهو المهم

الامر الثانى ان بعض الكيزان يقفون ضد عبد الرحيم بحجة ضعف الجيش وخسائره وهروبه امام حركات التمرد .. وهذا الامر ايضا له اسبابه ولا يمكن تحميل وزير الدفاع وحده مسؤولية الفشل ..
كما قلنا من قبل الجيش السودانى هو الجيش الوحيد فى العالم الذى يواصل القتال منذ ما يزيد عن خمسين عاما دون توقف وقد وصل الى درجة الانهاك التام بالاخص فى عهد هذه الحكومة لان مناطق القتال توسعت وليس كما كان سابقا ضد الجنوبيين وحدهم الان هناك جبهة فى دارفور وجبهة فى كردفان وجبهة فى النيل الازرق وقد تعب الجيش من كثرة المواجهات .. كما ان الجيش نفسه لم يعد جيشا محترفا منظما وانما عبارة عن مليشيا وفى القتال يختلط الحابل بالنابل لان الكيزان يعتمدون اساسا على الدفاع الشعبى وجماعاتهم المختلفة مما يؤثر سلبا على حركة وتكتيك الجيش فى المعارك وهذا الامر اشتكى منه الجيش كثيرا .. الامر الاخير والمهم جدا هو ان الجيش اصبح رافضا للدخول فى حروبات عبثية تضيع فيها ارواح عناصره هباء فالكثير من الحروب التى يديرها الحكومة حروب عبثية لا داعى ولا حوجة للدخول فيها سوى حب الكيزان للدماء والفساد باشعال مثل هذه الحروب فالجيش يتسائل عن الذين يجلسون فى مكاتب وثيرة ويعلنون الحروب ليتكسبوا بينما هم يموتون فى معارك لا يعرفون اصلا مالداعى لها ولا اسبابها ولا الهدف منها .
هذه الامور مجتمعة تجعلنا نقول ان عبد الرحيم وحده ليس الفاشل وانما هو جزء من منظومة فاشلة اثبتت فشلها فى كل مرة طوال 25 سنة من الحكم فكانت النتيجة ما وصل اليه حال الوطن من انهيار فى كل شئ ..

ما نريد التوصل اليه حسب رؤيتى للمسألة ان الكيزان والجهويين منهم بالاخص لن يتركوا عبد الرحيم محمد حسين وسيضحون به ويحملونه الفشل وهذا ما سيضع الرئيس المريض والذى وضح انه فقد السيطرة على جماعته امام موقف حرج جدا فما ان يعتقل ويضحى بالمزيد من قادة الجيش والكيزان ويحتفظ بعبد الرحيم او يضحى بعبد الرحيم ليحافظ على وحدة الصف داخل نظامه ..
الصعب فى الموضوع ان ايا من القرارين لن يكون سهلا على الرئيس
اولا اذا ضحى بقادة الجيش وبعض الكيزان من اجل عبد الرحيم سيزيد من الانشقاقات التى اصبحت واضحة اصلا وفى ذلك خطورة على كل النظام
الثانى ان يضحى بعبد الرحيم من اجل هؤلاء وهنا المسالة اخطر ليس للصداقة التى تجمعه بعبد الرحيم ولكن لكن عبد الرحيم اوفى رجاله ولا يثق فى غيره وان قام باقالته سيضع الجيش كله بيد المجموعة الاخرى التى تريد اسقاطه من السلطة

لذلك نتوقع ان الايام القادمة ستكون صعبة جدا على النظام الحاكم لانه بدا يتاكل من الداخل ...
السؤال هنا كيف يخرج النظام من هذه الورطة وكيف يوحد الصفوف ؟؟؟
هذا السؤال ساجيب عليه فى المداخلة القادمة وارجو ان تتذكروا كلامى جيدا

لكى يخرج النظام من ورطته سيرتكب نفس الغباء الذى ارتكبه فى كل مرة يقع فى ورطة ....
كلنا يعرف ان النظام عندما يقع فى ورطة داخلية يختلق مشكلة خارجية او داخلية لتوحيد الصف ولم الناس حوله ... عليه فانا اتوقع واحد من امرين :
1- يسختلقون مشكلة مع دولة جنوب السودان فى منطقة ابيى وسيدخلون فى معركة وهمية يموتوا فيها الكثير من البشر ويضحون بالكثير من الناس ومن حقوق البلد من اجل ايهام البسطاء والسذج بان السودان مستهدف وسيتغنون بالجهاد وحشد الاغبياء تماما كما فعلوا فى هجليج .
2- او يدخلون فى معركة شرسة مع حركات التمرد فى كردفان ودارفور وربما يتعمدون بخسارة مدينة كبرى مثل كادوقلى او الفاشر والتضحية بالبسطاء فيها ومن ثم الهتاف باسم الجهاد ضد التمرد وما الى ذلك من مسرحيات معروفة
واكثر ما اخافه ولكن لا اتوقعه هو اثارة غضب اسرائيل بتحرك جديد تجعل اسرائيل توجه ضربات جديدة وعنيفة لكسب تعاطف الداخل والخارج ..

هشام عباس: سلام

قراءتك وتحليلك, للموقف. ينم عن متابعة, وحس عالي. لنظام الاسلامويين الكارثي
علي شعبنا وبلادنا.
استنتاجك, من خروج النظام, اختلف معك فيه. لان الحلقة ضاقت وجدا, علي قيامهم باي مناورة
مماذكرت.
والايام حبلي, بظهور, المزيد من لجاجاتهم وخصوماتهم. وقد عهدها شعبنا. الله يستر علي دماء شعبنا
لان طرفي الصراع هذه المرة, يمتلكان , اسلحة. واسلحة مخفية في اطراف العاصمة .



مودتي هشام