غزه ... ( بين حِجارة السِجْيِل ، و عنان السماء ) .

غزه ... ( بين حِجارة السِجْيِل ، و عنان السماء ) .


11-17-2012, 07:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=410&msg=1353176406&rn=0


Post: #1
Title: غزه ... ( بين حِجارة السِجْيِل ، و عنان السماء ) .
Author: أيمن الصاق آدم
Date: 11-17-2012, 07:20 PM

نصف الكوب

أيمن الصادق
[email protected]

غـزه .. ( بين حجارة السِجْيِل ، وعنان السماء ) .

يري الكثير من المراقبين ( العرب ) ، وبعض الاراء ، ان ما يجري الآن بقطاع غزه ، ما هو الا جزء من الدعايه الانتخابيه ورساله للناخب الاسرائيلي ... !!
هذا –برأيي – لا يعبر عن الواقع ، وجاء من وجهة نظر المتعاطفين مع القضيه الفلسطينيه ... التي كانت في السابق قضيه العرب الاولي واليوم اختلفت المواقف وتبدلت ، وتعددت منافذ الرؤيا لها ، واتجاهات الوقوف منها ، وكثرت الايادي الخفيه والظاهره ، وصارت الانظمه تشتري وتبيع ، وتضلل الشعوب ( وكله بإسم القضيه الفلسطينيه) .
ويحدث هذا للأسف ( تأرجح المواقف ) بدعم من الفلسطينيين أنفسهم ، بإنقسامهم وتعدد حركاتهم ، وفصائلهم ، وكتائبهم بأجنحتها المختلفه .
ولا اعتقد ان الناخب الاسرائيلي بهذه الدرجه من السذاجه التي تجعل عملية قصف غزه والتلويح – من قِبل الجيش الاسرائيلي – بغزوها بريآ ، عاملآ يؤثر في قراره عند قيامه بالتصويت ...
هل عرف هؤلاء ماهية القضايا التي تهم المواطن الاسرائيلي ؟؟ ،والبرامج الانتخابيه للمرشحين ؟؟ ـــــــــــ بالطبع لا ..فالقضايا التي تهم الناخب الاسرائيلي هي استقرار الحكومه،وغلاء المعيشيه ...وإن ٌذكر الامن يكون في ذيل القائمه ،لانهم يثقون تمامآ أن ايآ من جاءت به الانتخابات لن يتواني في حماية المواطن الاسرائيلي ، ورأيتم كم هو غالي عند مقايضة الأسير الشهير " جلعاد شاليط " بالف !! – ولامقارنه - ( وكان مكسبآ كبيرآ للجانب الاسرائيلي )...ورساله مفادها " المواطن أولآ ، هو الأهم والأغلي .
اليوم استمعت لمسئول أمني اسرائيلي – القائد أترخاي ادراعي - يقلل من خطورة الصورايخ الحماسيه ( الايرانيه ) لمواجهتهم لها بمنظومة " القبه الحديديه " ( وهي نظام دفاع جوي متحرك ) ... التي يقال عنها انها تعطي حصانه للكثير من البلدات الاسرائليه لايقافها اكثر من خمس وثمانين صاروخآ أٌطلق من قطاع غزه باتجاه اسرائيل منذ ان بدأت عملية " عامود الغيمه بالعبريه او عنان السماء " ( وهو اسم العمليه الاخيره للجيش الاسرائيلي التي بدأت بمقتل القيادي في كتائب عز الدين القسام " الجعبري "
ولا تنسوا سادتي أن المجتمع الدولي يبرر تصرفات الحكومه الاسرائيليه تجاه الفلسطينيين في غزه باعتبار ان من حقها حماية مواطنيها من الاعتداءات الارهابيه ، بل وذهب نتنياهو الي ان حماس ترتكب جريمتي حرب ، باطلاقها الصورايخ تجاه المدنيين الاسرائلين ، وبإحتمائها بالمدنيين الفلسطينيين ( كدروع بشريه ).... ونتنياهو نفسه هو الذي خاطب اجتماع الجمعيه العامه للامم المتحده في 23/ سبتمبر / 2011 بعقلانيه ومنطق - ولخصت تلك الجلسه في موضع آخر - وهي التي طلب فيها محمود عباس من المجتمع الدولي الإعتراف بالسلطه الفلسطينيه واعطائهم مقعد ، واجتهد محمودعباس في استعطاف المجتمعين ، وقاطعوه بالتصفيف عدة مرات (وكان التعاطف واضحآ علي وجوه مناديب دول اميركا الجنوبيه وغيرهم ) ،.. و جاء بعده نتنياهو مخاطبآ عقول الجميع ، ونسف تلك العاطفه التي أثارها محمود عباس بحديث منطقي ، ومعقول ابتدره بقوله ان اسرائيل هي تلك الدوله الصغيره التي تحاول حماية نفسها من الاسلام الجهادي الذي سيطر علي الجوار ، وسعي الي اظهار اسرائيل مظهر المظلوم ... ولم يفت عليه التذكير ببعض العمليات والتفجيرات الارهابيه ( كمدريد وبالي ولندن ) ... ورأيتم كيف ان اوباما طلب من الجانب الاسرائيلي ردع حماس بعيدآ عن المدنيين الفلسطينيين ( وتقليل الاضرار المدنيه ) ...
إذن.. اسرائيل تنتصر دبلوماسيآ وعسكريآ ( لا يمكن حسمها حسب المعطيات ) ، ويصاحب ذلك تقدم علمي كبير ( وهذا سلاح آخر عجزنا عن إمتلاكه ) و ليس له مثيل في المنطقه ، وأيضآ يفتخرون بانهم الديمقراطيه الوحيده هنا ( وبتحدِ ) ( أصحيح هذا ؟؟ّ!! ) ، وتلاحق كل من تعتبره يهدد أمنها وفي اي مكان !! ـــــــ يُقابل هذا بتشرذم ، وضعف في المواقف العربيه – الهزيله والباهته - التي لم تبارح منذ سنوات عبارات " ندين ، نشجب ، نستنكر " مع تعاظم الخلافات وعمقها داخل المكون السياسي الفلسطيني ... وتضارب مصالح من ( يدّعون وقوفهم مع الفلسطينيين ) ...
مطلوب وسائل أخري ،وتبني افكار وطرق جديده للتعاطي مع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ( وللحق ... ليس العربي الاسرائيلي ) ، وللمقاومه عــدة صــور ... فليتم اعتماد تلك التي تعالج الامور بصوره صحيحه وتحقق المنفعه ، ودعونا نتفق ان المواجهه العسكريه ستكون خسائرها فادحه ، وتقلل المكاسب ( وليكن الله في عون الغزاويين ) الذين يكتوون بنار الحصار ، ويأملون ان لا تنقطع عنهم امدادات المياه والكهرباء التي تأتيهم من إسرائيل !!!.

قولوا يا لطيف .

الجريده