متى تتحركون حتي متى تصمتون ؟

متى تتحركون حتي متى تصمتون ؟


11-11-2012, 10:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=410&msg=1352670028&rn=0


Post: #1
Title: متى تتحركون حتي متى تصمتون ؟
Author: مبارك عبدالرحمن احمد
Date: 11-11-2012, 10:40 PM

متى تتحركون حتي متى تصمتون ؟
بقلم مبارك عبدالرحمن اردول
بعد ان غادرنا الاستاذ الصحفي والناشط تومو كرسنر في صبيحة 4 يوليو 2011 لحضور حفل استقلال دولة جنوب السودان، وبعد ان عاش قلبه معلق بين السماء والارض وتوقع ان يموت في كل لحظة ويكون في اعداد مفقودي الحرب الاهلية في السودان، وبعد ان ترك الالاف من شعب جبال النوبة يسقطون واحد تلو الاخر في المجازر التي يرتكبها النظام، وبعد ان شاهد العشرات من جثث ضحايا القصف الجوي تتطاير امام اعينه، وبعد جري و(تخندق) معنا في خنادنقنا حاميا نفسه من شظايا القنابل البرميلية.
وبعد ان زرف الدموع كثيرا لتلك الماسي، وجد الاستاذ كرسنر مسئولا في الامم المتحدة يتحدث بغبطة في موتمر صحفي يقول انهم نجحوا في تطبيق اتفاقية السلام الشامل واستطاعوا ان يصلوا الي نهاية مشاكل السوادن المعقدة بتامين انفصلال الجنوب (بنظرة الخواجات السطحية والمالوفة لخبايا الصراعات في السودان)، فجن جنون الاستاذ كرسنر وسال ذلك المسئول المبتهج، كم عددا من الضحايا تريدونه ان يصل حتي تلتفتوا وتتحركوا لايقاف معاناة شعب جبال النوبة ؟ هل تريدون عشرة الالاف؟ ام تريدون مائة الف ام مليون، حتي تقولوا ان هنالك كارثة انسانية وجرائم ترتكب في جبال النوبة ؟.

ويظل السوال الذي طرحه الاستاذ الناشط كرسنر قائما الي اليوم نسالكم عنه، الم يصل عدد الضحايا الرقم المطلوب والمسموح به عندكم؟ الم يصل الموتى من القصف الجوي الي رقم يفوق من ماتوا في ليبيا على يد القذافي؟ اولم يصل عدد المحاصرين والمهددين بالجوع عددا يمكنكم من اتخاذ قرارا بالتدخل الفوري للاغراض الانسانية؟ ما الذي يحرك هذا العالم ؟ اهو الضمير الانساني ام المصالح الاقتصادية ؟.
لقد شاهدنا نماذج لتدخلات عسكرية ضد انظمة ودول كثير بمبررات ومظلات مختلفة منها يقال دواعي انسانية وثانية ارهاب واخري دمار شامل وثالثة حماية شعوب اصلية، تدخلوا في البوسنة والهرسك في كسوفو في ليبيا في العراق في افغانستان، وكذلك ضغوطات سياسية واقتصادية ودبلوماسية لاجبار انظمة على التخلى عن سياساتها او تنحي زعماءها مثلا نظام الابارتيد في جنوب افريقيا او نظام الرئيس بن على التونسي ونظام الرئيس على عبدالله صالح ونظام الرئيس المصري مبارك وغيره.
التساؤل مازال قائما هل نظام البشير افضل حالا من الانظمة اعلاه؟ ام انه نظام لا يرعى الارهارب؟ او نه نظاما ديمقراطيا يعامل مواطنيه بانسانية و يحترمهم ويضع له مكانة خاصة؟. لماذا تبرد المضاجع كل ما ذكر انتهاكات نظام البشير؟ ويثورون ضد اخرين يشبهونه بل يفوقهم احيانا، ما الذي يجعلهم ساكنيين ومدافعين للنظام مرة ومتواطئين معه مرة اخرى؟ فكل عناصر المعادلة مكتملة وكذلك المكونات متوفرة ولكن النتائج تبدوا غير متطابقة، فمتي تتحركون وحتي متى تصمتون لهذا النظام الذي يكمل كل حلقات التامر عليه؟.