الـدرس 45

الـدرس 45


11-10-2012, 11:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=410&msg=1352543074&rn=0


Post: #1
Title: الـدرس 45
Author: أيمن الصاق آدم
Date: 11-10-2012, 11:24 AM

نصف الكوب

أيمن الصادق
[email protected]

الــدرس 45

في الحادي عشر من سبتمبرالماضي ، تحدثت هنا عن الانتخابات الامريكيه ، وفي مقارنه بين الممارسه الديمقراطيه والسياسيه بين ( الديموقراطيات العتيده ) ، ( وانظمتنا السياسيه القائمه ) .. وكيف ان الناخب في الاصل هو صاحب قرار ، واتجاهه ، ورأيه يؤثران علي نتائج الانتخابات ونحن هنا ( مجرد جسور ) يستخدمهما الساسة للعبور !! ...
تابع العالم بأسره أضخم وأهم وأروع عُرس انتخابي ديمقراطي ( الانتخابات الامريكيه ) في السادس من نوفمبر الجاري ... وحقآ كنا ننتظر هذا الحدث ففيه من الدورس ما نحن بحاجة اليه ، فالحدث مثير لكل شئ ( كل شئ ) للعاطفه والتفاعل مع ما تشاهده ،و الثوره علي الواقع ويضع داخلك العديد من الاستفهامات وعلامات التعجب .. طبعآ في الاثناء – وللمفارقه - يحتفل الرئيس الكمروني بالعام الـــ 30 له في الحكم !!!!
رأينا كيف كانت الحملات الانتخابيه – التي علي رأسها متطوعين - وكيف تدار ، والشفافيه التي تتسم بها ، والافصاح عن المبالغ التي تم جمعها من ( التبرعات ) وكيف تصرف ... والهدف من كل هذا هو اقناع الناخب ، عبر طرح البرامج ، وبيان مدي قدرتهم علي ادارة البلاد في الفتره القادمه ورؤيتهم حول مختلف القضايا والموضوعات – الداخليه والخارجيه – التي تهم الناخب ، وترتبط بالدوله ،، ( ويشهد الله لم نشاهد ترهيب ، ولم نسمع بارهاب او تكفير وتخوين !! ).... وكان الامر واضحآ تمثل في السعي نحو اقناع الناخب باحترام وواقعيه ومنطق ، و بإنتقاد سياسات الخصم وطرق معالجتة للامور ، ويبلغ الاختلاف ذروته ليميل الي السخريه ( الموضوعيه ) ... مع الايمان والاتفاق من جميع الاطراف ان الهدف واحد ( وهو المحافظه علي اميركا ) بلد قوي (محترم ) بين الشعوب وآمن .
ابهرتنا تلك السلاسه التي سارت بها العمليه ، ليكتمل المشهد باعلان النتائج التي رحب بها الجميع ، وبادر" مِت رومني " الي الاتصال بــ بخصمه الفائز في الانتخابات " باراك اوباما " مقدمآ التهنئه له ولاسرته والديمقراطيين ، ومتمنيآ " ان يوفقه الله في قيادة الأمه !!!!!!! " هذا ببساطه اعلان ، ورساله انه يحترم خيار الشعب ، ويعبّر عن تشابك ايدي الجميع للعبور لمرحله اخري من التاريخ.
حديث " اوباما " في خطاب النصر كان قويآ ، وموزونآ كان ملهبآ للمشاعر ، عكس حبه الكبير ( لعائـلته وأميركـــا ) ولم ارَ رئيسآ يتحدث عن عائلته ، وبفتخر بها امام الحشود كأوباما ... وكيف انه يعتبر ان الممارسه الديمقراطيه ارث وركيزه اساسيه في اميركا ، ولم يفت عليه التعاطف مع اولئك الذي يعرضون انفسهم للمخاطر من اجل الحصول علي فرصه للتحدث عن قضاياهم ، وممارسة حقهم في التصويت ... ( في اشاره الي مواطني بلاد القهر والكبت ) ... ويفتح ذراعيه للمهاجرين بقوله اميركا ارض تحقيق الاحلام ... ولاطفال اميركا لهم ان يحلموا بان يصبحوا مهندسين ، واطبا ، بل ورؤساء ( وسيتحقق الحلم ) ، وحتي فوزه بالفتره الاولي كان له معانٍ وأفصح عن صوره جميله لمجتمع اميركا ومفهوم المواطنه ، وياتي تجديد الثقه فيه هذه المره لفتره ثانيه ليعكس لنا الكثير أيضآ ... شكره كان عميقآ لزوجته ميشيل التي قال انه وفي تلك اللحظه يحبها أكثر من ذي قبل ( حب ؟!!!) ولجو بايدن (نائبه) ، ولفريق حملته الذي وصفه بانه افضل فريق علي الاطلاق ، وشكر الناخبين وقال انه تعلم منهم الكثير ، وبهم جاء الي فترة رئاسية ثانيه ، مع مد يده لرومني والجمهوريين لانه يريد ان يري اميركا بلدآ آمنآ غير مثقل بالديون ومحترم ، ومتقدم علميآ وتكنولوجيآ !!!! .
بقي ان اقول : اوباما سيبدأ فتره جديده في تاريخه واميركا " يناير المقبل "، وبعدها – ان سارت الامور بصوره طبيعيه – سيخرج من البيت الابيض " عملآ بمبدأ إتاحــــة الفرصـــه لغيره " واحترامآ للدستور ... ( ولن يخلد ) ...
شكرآ للشعب الامريكي ، قدم درسآ آخر ،واتاح لنا الفرصة للتأمل والتعجّب ..

الجريده