غياب سودانير وهواننا على الأريترية

بدأت الرحلة من وكالة الراجحي للسفر والسياحة بجدة. فقد أعيا البحث صديقي محمد بشير ليجد لي حجزاً من جدة إلى الخرطوم لقضاء عطلة عيد الأضحى.
في غياب سودانير, كانت الخيارات منحصرة في طيران ناس (التي افترت على الناس بأسعارها الخيالية), والقطرية عن طريق الدوحة (ودي ما بتتهبش), والخليجية عن طريق البحرين, واليمنية عن طريق صنعاء (وإن طال السفر), والكينية عن طريق نيروبي, والإثيوبية عن طريق إديس, والأريترية عن طريق أسمرا. أما السعودية فلابد من الحجز قبل دهر.
غابت سودانير فغابت معها رحلات السعودية الإضافية التي كانت تسير بدافع المنافسة. غابت سودانير فأصبحنا مشردين في خطوط لا تمنحنا من حسن المعاملة إلا القليل.
بعد مشاورات ومفاضلات بين ساعات محطات التوقف هنا وهناك, مكرهٌ حجزت ذهاباً بناس وبسعر 1500 ريال, والعودة بالإريترية بـ 900 ريال. يعني التذكرة التي كانت تكلف 1300 ريال ذهاب وإياب في حضور سودانير أصبحت بـ 2400 ريال و (بشلهته).
لشركة ناس للطيران كل الحق في استغلالنا بعد أن خلا لها الجو.
ناس في كل بلاد الدنيا المحترمة يسمح لها بالهبوط في المطارات النائية والفرعية فقط ولا تحلم بالهبوط في مطارات العواصم إلا الخرطوم.
ناس مفيدة جداً للركاب المنظمين العارفين بعد عدة شهور وفي تاريخ محدد مواعيد ذهابهم وعودتهم. هؤلاء يستطيعون الحجز وبأسعار مناسبة جداً. أما بني السودان, ولهواننا على الناس وعلى أرباب العمل, فلا خيار لهم في غالب الأحيان إلا المقاعد أم 1500 ريال ذهاب فقط.
المهم, انقضت الإجازة وحان وقت العودة. وأنا في مطار الخرطوم اتصل بي أحد الأصدقاء وكان قد عاد بالأريترية. نصحني بشراء ساندويتشات وعصير وماء لأنه الأريترية لا تقدم سوى الماء واحتمال كوب من عصائر الصودا. وقد صدق فبعد أن أقلعت طائرة الإيربص الأنيقة جالت بيننا المضيفات يوزعن البيبسي والسفن أب.
نزلنا في مطار أسمرا الذي يشبه في كآبته مطار الخرطوم, غير أن اللوفتهانزا الغائبة عن مطار الخرطوم كانت تستعد للإقلاع من مطار اسمرا. وبعد انتظار قصير تم أخذنا لمبنى الترانزيت, وحالنا (زي لما ياخدوك بعد انتهاء الحفلة عشان تبيت في صالون الجيران). لا يوجد في المطار غير الشاي والبسكويت. بحثنا عن مكان لقضاء ساعات الترنزيت الخمس. وجدنا صالة نائية اتسعت لتعبنا فنام الركاب بين الكراسي على الأرض المفروشة بالموكيت. قام أحدهم وبحث عن مفتاح النور ليطفئه. سويعات من البرودة غير المتوقعة والنوم غير المريح قضيناها في تلك الصالة.
انطلقنا مجدداً في رحلة تبدو أكثر ترتيباً من سابقتها. المناديل المعطرة, والمضيف ذو الشارات المتعدده (شكله لواء ضيافة), والابتسامات الموزعة بسخاء يمنةً ويسرة.
ما أن أقلعنا والجوع قد أخذ منا مأخذاً حتى جاء سعادة (اللواء ضيافة) يحمل بيده قارورة ماء وفي اليد الأخرى أكواب بلاستيكية. فقط ماء لاغير. الحمد لله أنني كنت أحمل كتاباً. أما الآخرين فقد استسلموا لنومٍ عميق حتى أعلن الكابتن هبوط الطائرة في مطار جدة.
لو واحد فكر يسافر للسودان بالأريترية عليه مراعاة الزوادة ومخدة صغيرة للتوسد عليها في صالة الترانزيت والتأكد من وجود الماء بالإبريق في حمام صالة الترانزيت بأسمرا.
وسفراً طيباً وعوداً حميداً

صباح الخير يا ولّي

لماذا لا يتم الدعوة لتأسيس شركة طيران يكون مقرها احد دول الخليج ( حتى نحتال على الحظر الاقتصادي) وتكون سودانية ميةالمية وتعمل على نقل الهاجرين والمغتربين السودانيين من والى السودان من جميع انحاء العالم؟

أسامة يا أخوي
نهارك سعيد
القصة ما حظر ولا شي ,, القصة سوء إدارة مزمن وعدم اهتمام بالمصالح العامة ,, لو كان أدوها لي زول كنت تلقاها شغاااااالة لندن الخرطوم .

يا وليد
لو الموضوع ادارة برضو فكرة الشركة المقرها الرئسي برة السودان السجمان ده كويسة ، على الاقل الناس البرة السودان منظمة وعملية .
الطيران وشركاتو ياوليد بزنس والبزنس عاوز ناس جادة .
اقتراحي لا يزال قائما .

Quote: لماذا لا يتم الدعوة لتأسيس شركة طيران يكون مقرها احد دول الخليج ( حتى نحتال على الحظر الاقتصادي) وتكون سودانية ميةالمية وتعمل على نقل الهاجرين والمغتربين السودانيين من والى السودان من جميع انحاء العالم؟

اتفق مع الاخ اسامه


مع تحياتى للاخ وليد صاحب البوست

الأخ بشير شكراً على المرور
طبعاً الفكرة جيدة وأظن القروش الدفعوها لمحترفي المريخ الرواكيب ممكن تعمل التأسيس.