التعليم تأمر بحرق كتب للمعونة الأمريكية تدعى سودانية «حلايب وشلاتين»

الخريطة الأصلية لمصر والخريطة المعدلة مفاجأة من العيار الثقيل فجرتها كتب أطلس تقوم بطباعتها المعونة الأمريكية، إذ ادعت هذه الكتب أن منطقة حلايب وشلاتين سودانية وليست مصرية، وهو الأمر الذى يوحى بالتنازل عن هذا الجزء من البلاد، تلك الكتب كشفت النقاب عن المحاولات الأمريكية للتدخل فى المناهج المصرية، وهو الأمر الذى يؤثر على الهوية الوطنية للطلاب.

الدكتورة إيناس القاضى مستشار الدراسات الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم، كشفت أن الولايات المتحدة الأمريكية وزعت معونة للمدارس المصرية، تتمثل فى كتب أطلس ومجسمات للكرة الأرضية، لا نعلم كيف وصلت إلى المدارس والمكتبات المدرسية حتى الآن دون فحص تلك الكتب والمجسمات أو حصر عددها، مشيرة إلى أن تلك الكتب «أطلس العالم للأطفال الناشئين» والمجسمات، تحتوى على رسومات ووسائل تعليمية رائعة، ولكنها تتضمن خرائط لإفريقيا وآسيا خاطئة، ومخالفة حدود مصر الجنوبية مع السودان، حيث نسبت الخرائط منطقة حلايب وشلاتين إلى السودان لا مصر على خلاف الحقيقة، موضحة أنه طبقًا لاتفاقية 1899 فمن المفترض والمتفق عليه أن خط الحدود السياسى بين مصر والسودان يتطابق مع دائرة عرض 22 درجة شمالًا، أما منطقة حلايب وشلاتين فتديرها السودان من الناحية الإدارية فقط نظرًا إلى وجود قبائل تقطن بها، وبالتالى تعد منطقة رعى وأعشاب، ولذلك لا يجوز إنسانيًّا تقسيمها، لكن سياسيا فإن حلاييب وشلاتين تتبع مصر.

القاضى أوضحت أن تلك الكتب والمجسمات وصلت إلى المدارس العامة والخاصة والأجنبية والدولية، لكن أغلب كتب الأطلس وزِّعت على المدارس الخاصة والأجنبية، وجميعها غير مطابقة لحدود مصر والسودان. مشيرة إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على كتب الأطلس والمجسمات فى خطأ الحدود، ولكن تدرس مادة تسمى «مادة الاقتصاد» فى المدارس الدولية بها خرائط غير مطابقة بالنسبة إلى خط الحدود المصرية السودانية، وتضع أيضا حلايب وشلاتين ضمن خط حدود السودان، مؤكدة أن اشتمال الخرائط هذا الخطأ أمر مقصود من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لصنع أزمة سياسية على المدى البعيد بين مصر والسودان.

القاضى أكدت أنها أثارت تلك المشكلة وعرضتها على وزير التربية والتعليم، وطالبته بسحب الكتب من المدارس فورًا وإعدامها، وهو الأمر الذى شدد على فعله الوزير، وأشارت إلى أنه تم إرسال فاكسات إلى كل المديريات التعليمية تتضمن تعليمات بتشكيل لجان مكونة من مدير المدرسة وأمين المكتبة والموجه بالإدارة التعليمية، لفحص الكتب المدرسية المقررة على طلاب المدارس، خصوصا فى ما يتعلق بمادة الجغرافيا، وأيضا فحص الكتب والخرائط التى تحتوى عليها المكتبة المدرسية لإعدامها فورًا فى حال احتوائها على خطأ فى خط حدود مصر، وذلك على مستوى كل المدارس العامة والأجنبية والخاصة، موضحة أنها قامت بحصر 17 كتابًا أجنبيًّا ما بين أمريكى وألمانى وفرنساوى، وكلها متعلقة بمادة الاقتصاد التى تحتوى على منهج الجغرافيا، والتى تدرس بالمدارس الدولية والأجنبية المخالفة لخط الحدود بين مصر والسودان، لتوزيعها على كل الموجهين العموم على مستوى الجمهورية، فى الاجتماع الذى تعقده يوم الأربعاء الأسبوع المقبل، ومطالبتهم بإعدام تلك الكتب فورًا.

محمد السروجى المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، أشار إلى أن الوزير أمر بمصادرة الكتب، بعد أن تلقت الوزارة بلاغات بوجود كتب بها خرائط مغلوطة على غير الواقع للحدود الجنوبية بالبحر الأحمر، وعلى الفور تم تكليف إرسال خطاب إلى المديريات لتصحيح الخطأ.

فى ذات السياق، أرسلت وزارة التربية والتعليم تعميمًا إلى المديريات التعليمية بضرورة تأكيد أن الحدود المصرية بصفة عامة، خصوصا حدود مصر الجنوبية والمتضمنة منطقة حلايب وشلاتين بخط عرض 22 درجة شمالًا، بحصص الدراسات الاجتماعية بجميع المراحل التعليمية، وبجميع المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الجمهورية.

وأكدت الوزارة فى بيان رسمى صادر عنها أمس الثلاثاء، على خلو الكتب المدرسية الخاصة بمادة الدراسات الاجتماعية من أى أخطاء تخص الحدود المصرية، كما شددت الوزارة على اتخاذ الإجراءات القانونية ومصادرة أى خرائط أو صور ترد بالكتب أو الأطالس الخارجية غير المدرسية على غير النحو المعترف به.

http://tahrirnews.com/