مأساة التدين فى وطننا المنكوب

مأساة التدين فى وطننا المنكوب


11-06-2012, 02:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=410&msg=1352206965&rn=1


Post: #1
Title: مأساة التدين فى وطننا المنكوب
Author: moaz elsir
Date: 11-06-2012, 02:02 PM
Parent: #0

http://www.elwatannews.com/news/details/68259
أرسل الشاعر الفلسطينى الكبير مريد البرغوثى تويتة موجزة لكنها معبرة كالنواة عندما تعبر عن كل الخلية، يقول البرغوثى «سائق التكسى مشغّل القرآن. قلت له يا ريت تشغل العداد برضه. وقف السيارة وقال لى تفضل انزل. ليس مهماً ما حدث بعد ذلك»، ثم تبعها بتويتات أخرى قائلاً «الدين شجرة قوية الجذع والفروع، إن تمسكت بقشرتها فقط، سقطت عنها. هذا الإفراط فى مظاهر التدين العلنى أعمى الكثيرين عن رؤية الشجرة ذاتها»، «التديّن الحقيقى هو تشغيل العداد»، «الدين كما يتعلمه سائق التكسى من شيوخ الفضائيات هو أن يشغّل القرآن/ الدين كما يجب، هو أن يشغّل العدّاد. نادراً ما رأيت سائقاً يشغّل الاثنين».
أوجز الشاعر فى لقطة على «تويتر» مأساة التدين فى وطننا المنكوب، المهم الطقس، المهم المظهر، المهم الفاترينة حتى ولو كان المعروض فى الفاترينة قد أصابه العطب، المهم الصراخ والشو واستعراض العضلات وليس المهم الفعل نفسه، المهم الخارج المظهر أما الداخل الضمير فهو فى ذيل القائمة.
السائق يسرقك ولا يشغل العداد، يسب الرائح والغادى ويمارس النميمة على خلق الله والغيبة على من هبط من التاكسى منذ دقائق ويأكل لحم أخيه حياً ولا يبالى ولكن المهم المصحف على التابلوه والزجاج الخلفى مكتوب عليه «إلا رسول الله» والكاسيت يلعلع بقراءة الحذيفى والسديسى بأعلى صوت، ولكن عند طلب الأجرة أذن من طين والأخرى من عجين والعداد نائم يشخر ملتحفاً بالفوطة الصفراء!، تدخل محل العصير فتجد صاحب المحل يعلق يافطة كبيرة فى مدخل المحل «وسقاهم ربهم شراباً طهوراً»، وعندما يداهم مفتشو مكتب الصحة هذا المحل لا تجده شراباً طهوراً على الإطلاق وإنما شراب منتهى الصلاحية يسبب الدوسنتاريا لشاربيه!، وعندما تدخل على موظف فى مصلحة حكومية تجد فوق رأسه لافتة فى برواز ذهبى مكتوب عليها «إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير، وحبب الخير إليهم»، عندما تريد منه قضاء حاجتك -المادية بالطبع لا البيولوجية- تجده يدفعك إلى الرشوة دفعاً عبر تعطيل الورق وجعل يومك فى هذه المصلحة أسود من قرن الخروب!، وعندما تدخل عيادة طبيب الأسنان المزدحمة يخبرونك بأنه يصلى العشا وعندما تصاب بفيروس «سى» تعرف أن هذا الطبيب الورع كان لا يعقم أدواته!!.
تجد نفسك فى مجتمع مظهرى من الحواة والبهلوانات يتاجرون بكل شىء وفى أى شىء وبالطبع أهم تجارة عندهم هى تجارة وبيزنس الدين، الحلاق يعلق لافتة «نحن نقص» ويسرقك فى الأجرة، والساعاتى «ويسألونك عن الساعة» ويبوظ ساعتك ولا يصلحها، ومحل الحواوشى «كلوا من طيبات ما رزقناكم» ويصيبك بإسهال وانتفاخ، والترزى «وكل شىء فصلناه تفصيلاً» وهو يسرق القماش ولا يتقن مهنته!!.
الشكل هو الهدف والمظهر هو نهاية المطاف عندنا أما الجوهر فهو زائدة دودية علينا أن نجرى جراحة عاجلة لإزالتها قبل أن تفضحنا وتنفجر.