مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.

مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.


10-31-2012, 07:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=410&msg=1351708479&rn=9


Post: #1
Title: مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 10-31-2012, 07:34 PM
Parent: #0


(A)


مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.

مسارات موغلة في التاريخ. بدأت بعصور غير مدونة. تبعتها أزمان تواتر فيها التوثيق وتعددت أشكاله واختلفت في دقتها وفعاليتها.
اتّسَمَ كلُّ دَهْرٍ بِسِمَاتِهِ الخاصّة. فذالك عصر حجري وآخر برونزي أو عصر حديدي. وأحياناً تنسب الأزمان إلى المهن التي كانت سائدة ما بين زراعة وصناعة وغيرها.
في أواننا هذا يعيش العالم مرحلة "العصر العقلي".

العقل هو المسيطر الأول الذي يحرّك كل شيء ويتحكم به. وكما ارتبطت القوة في الأزمان السحيقة بالعناصر الرئيسية التي سادتها ومنحت العصورَ أسماءها؛ فالعقل هو المسيطر اليوم على القوة. بل ومصدرها وملهمها. وسرّ قوته لا يكمن في الصدام ولا المفهوم التقليدي للـ "قوّة"، بل يتنوع مفهوم العقل للقوة بتنوع مواهبه ومساراته المتعددة: حساباً ومنطقاً وعلماً.

تسابقت الأمم في توظيف العقل وتحقيق أقصى استفادة مِنه. وتفننوا في ابتكار آليات جديدة وطرق جديدة لتطويع العقل واشتقاقه في عقول إلكترونية وأنظمة ذكاء صناعي ومحاكاة ونمذجة وتمثيل. وتربَحُ الأممُ اليوم معاركَ كاملة وحروبَ متكاملة بلا طلقة واحدة.

وكما أنّ لكل قاعدة شواذ. شاء ربّنا عزّ وجل أن يكون اختلاف عصر العقل واضحاً لدينا في السودان.

ابتلانا الله عزّ وجل بقادة يوزعون أسباب البلاء على الأرض والسماء، وينسون أو يتناسون أن أول بلاء مسلّط على رقابنا هو وجودهم.


رغم بضعة نجاحات ظاهرية؛ ومصادفات قدرية، وتوظيفهم لأساليب مجربّة على مدى التاريخ للسيطرة على الشعوب. أثبت القائمون بالأمر قدرتهم الفائقة على القراءة الخاطئة ثم المعالجة التي لا تتفق ولو مع قراءاتهم الخاطئة. للأسف لن يستفيدوا من أخطائهم لأنّهم لا يدفعون أي قِسْطٍ من أثمانها.



- يتبع -


Post: #2
Title: Re: مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 11-01-2012, 03:54 AM
Parent: #1

(B)
ورغم مرور ما يقارب مائة عام منذ معركة كرري.
لم يستفد السودانيون من دروسها شيئاً.
وما زالوا يمارسون الانتحار الجماعي.
لم يتعلموا بعد كيف يمارسون السياسة.
ولا كيف يخوضون معاركهم.
ولا كيف يختارون مواقفهم ويسيرون أمورهم.
ما زلنا نمجّد الخسارة.
ونعتبر الهزيمةَ انتصاراً.

Post: #3
Title: Re: مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 11-01-2012, 04:04 AM
Parent: #2

(C)
ما زالوا يتحدثون عن بطولات "المك نمر"
ولا أعرفُ له بطولة غير أنه غدرَ بضيوفه الذين آمنهم ثم هرب.
لم تكن له الشجاعة في المواجهة لا أولاً ولا آخراً.
وبهروبه فتح الباب أمام عدوّه ليتمكّن في الأرض. ويشكّل مستقبل البلاد منذ ذلك الزمان إلى اليوم.
لم يحسب خطواته ولم ينظر تحت قدميه ولم يهيء الأرضَ لمعركة ولم يثبت فيها.

Post: #4
Title: Re: مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 11-01-2012, 04:10 AM
Parent: #3



(D)

غيرنا يكسبون معاركهم بلا طلقة واحدة.

وبعضنا يخوض معاركَ غيرهِ أو يخسر معاركه بلا طلقة واحدة :)




Post: #5
Title: Re: مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 11-01-2012, 04:22 AM
Parent: #4


(E)

ومع تشكّل بدايات عصر العقل.

كان السودانيون يشكّلون عصراً خاصاً عنوانه "غياب العقل".



Post: #6
Title: Re: مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 11-01-2012, 07:21 AM
Parent: #5

(F)
تاريخنا رواية من نسج الخيال.
صاغه كتّاب مهرة.
ملأوه بالحبوب المهدئة التي تزيل أثار التصدّع
وببعضٍ حبوب الهلوسة التي تجلب لقارئيهم بهجةً وسروراً وهمياً.

Post: #7
Title: Re: مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 11-02-2012, 05:35 AM
Parent: #6


(G)
في جل أرجاء العالم
يلعب بعض الناس القمار.
ربما لأجل المتعة.
أو الفوز.
وبعضهم يلعبه بحثاً عن الخسارة.


(H)

وبعض السياسيون يدخلون في حسابات يعلمون سلفاً أنها خاسرة.
هل يبحثون فعلاً عن الخسارة ؟



Post: #8
Title: Re: مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 11-02-2012, 06:57 AM
Parent: #7


(I)
ولله في خلقه شؤون.

(J)
صبي في العاشرة من عمره
يذهب إلى حيث يلعب من هم في الخامسة عشرة.
يكيلهم سباباً.
يُهِيلُ عليهم تراباً.
ثم يكملها رميةً بِحَجر.
يصبرون عليه، ينادونه يا هذا: العب بعيداً.


(K)
يعود الصبي غداً ليكرر نفس ما فعل بأمس.
وهم يعيدون القول: اذهب؛ والعب بعيداً.

(L)
وبعد شهر من الصبر.
يتعرض ابن العاشرة لضرب مبرّح.

(M)
وبعد شهر من الاستشفاء في المنزل ومراكز الطب.
يعود ابن العاشرة ليكيل السباب لذوي الخامسة عشر.
ويُهِيلُ عليهم تراباً.
ثم يكملها رمية بحَجر.

(N)
فهل يصبرون ؟





Post: #9
Title: Re: مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 11-02-2012, 10:20 PM
Parent: #5

Quote: ومع تشكّل بدايات عصر العقل.

كان السودانيون يشكّلون عصراً خاصاً عنوانه "غياب العقل".


للأسف الشديد يبدو أن أبناء السودان قد فضلوا المواصلة في حالة الغيبوبة الفكرية التي بدأت منذ تكوّن ما يسمى الآن بتاريخ السودان الجديد و الذي و إن تجوّلنا بين سطوره فقد لا نجد إلا القليل مما يمت للواقع السوداني بصلة,
أما غالبه فما هو إلا نسيج من الخرافة المغلّفة بالجهوية و العنصرية التي تمازجت مع مصالح شخصية لفئات صنفت نفسها ضمن النخبة التي تسيطر على زمام الأمور و تفرض وصايتها على الوطن و أهله.


شكراً هاني على هذه القراءة الواقعية لما يحاول الكثير منا تجنبه و الهروب منه.

Post: #10
Title: Re: مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون.
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 11-22-2012, 01:04 PM

e: مسارات – قراءات في مآل ما كان وسيكون. x

Quote:

Author: رانية عمر عبدالله

Quote:


Quote:


Author: Hani Arabi Mohamed


 ومع
تشكّل بدايات عصر العقل.



كان السودانيون يشكّلون عصراً خاصاً عنوانه "غياب العقل
".









للأسف الشديد يبدو أن أبناء السودان قد فضلوا المواصلة في حالة الغيبوبة الفكرية
التي بدأت منذ تكوّن ما يسمى الآن بتاريخ السودان الجديد و الذي و إن تجوّلنا بين
سطوره فقد لا نجد إلا القليل مما يمت للواقع السوداني بصلة,

أما غالبه فما هو إلا نسيج من الخرافة المغلّفة بالجهوية و العنصرية التي تمازجت مع
مصالح شخصية لفئات صنفت نفسها ضمن النخبة التي تسيطر على زمام الأمور و تفرض
وصايتها على الوطن و أهله.





شكراً هاني على هذه القراءة الواقعية لما يحاول الكثير منا تجنبه و الهروب منه.



شكراً جزيلاً رانية على
مشاركتك


للأسف ما زلنا نصر على
أن نسوق بلدنا إلى أسفل سافلين


ويساهم كلّ منا بطريقته
الخاصة في ذلك


مشاركة أو معارضة أو
صمتاً


أو التفافاً أو غير ذلك