مثلث الشر: القاعدة - حزب الله - إيران

نرى في ساحة الصراع السياسي الطائفي الديني

تطفو على السطح صراعات بين السنة والشيعة

وكلها حركات إسلام سياسي سواء كانت سنية أو شيعية

وكثير من المهتمين بالشأن السياسي على الجانب الآخر من هذه الجماعات والحركات يناقشون كل واحدة منها كظاهرة بمعزل عن الأخريات

بل في كثير من الأحيان يقرون إختلاف هذه الجماعات والكيانات الطائفية

لكن إذا حاولنا النظر للأمر من زاوية أو زوايا مختلفة

سنجد أن هذه الحركات أو الكيانات هنالك قاسم مشترك بينها

وهذا القاسم المشترك هو التطرف

وتاريخ التعاملات السياسية بينها يثبت ذلك

فإلى هناك:

بغض النظر عن إختلاف النظريات الدينية والمذهبية بين تلك الكيانات حيث أن الجماعات الشيعية ترتبط بحزب الله من ناحية وبنظام إيران من جهة أخرى

والجماعات السنية الإرهابية ترتبط بتنظيم القاعدة

إلا أنها تشترك في أنها متطرفة وتستخدم وسائل متشابهة تصب في خانة الإرهاب

والعلاقة بينها لا تأتي بمحض الصدفة وإنما تؤيد وجودها علاقات إرتباطات بدأت ما بين ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي

بين حزب الله وقيادة الثورة الإيرانية من جهة

والجماعات الإسلامية المصرية وحركة الجهاد الإسلامية المصرية من جهة أخرى

وفي أواخر الثمانينيات تم حشد الشباب العربي من قبل تلك الجماعات الإسلامية وحركات الجهاد الإسلامي

لكي تتلقى تدريبات عسكرية في مواقع على الحدود الباكستانية الأفغانية

وسميت بمعسكرات الجهاد

وذلك بغرض تجهيزها وإعدادها للمشاركة في الحرب مع الأفغان

وبعد نهاية تلك الحرب

إنتشر هؤلاء الأفغان العرب كما تمت تسميتهم في باكستان

وأتى النظام الإسلامي في السوداني ليمنح هؤلاء الأفغان العرب حق اللجوء إلى الأراضي السودانية

وتم بناء معسكرات لهم

وهذه المعسكرات دعمتها إيران بالتدريب من كوادر وعتاد

(لاحظ إيران الشيعية تدعم الجماعات الإسلامية السنية)

ومن هذه الجماعات خرجت علينا "القاعدة"

ولقد كانت هنالك قيادات رفيعة المستوى من أعضاء الثورة الإيرانية متمثلة في قوات القدس

تشرف على تلك الجماعات، وهي نفس الجهة والكيان الثوري الذي أشرف على تدريب حزب الله وحماس

وجماعة الجهاد الإسلامي في ثمانينيات القرن الماضي أيضاً وفي معسكرات داخل إيران

وفي منتصف التسعينيات عندما إنتقلت قيادات القاعدة من السودان إلى أفغانستان

كانت هنالك محاولات لتقنين العلاقة بين أسامة بن لادن والإيرانيين.

وبعد حرب أمريكا على أفغانستان في 2001 كانت قيادات القاعدة تتجه مرة أخرى إلى إيران

وإلى قوات القدس بالتحديد وتمت الإتصالات من قبل القائد الثاني للقاعدة وهو أيمن ألظواهري

وذلك بغرض إيجاد مأوى لقيادات القاعدة في إيران

ولقد تم ذلك وبمساعدة من حزب الله ايضاً

وكما أن حزب الله لم يبخل بإيواء عدد لا بأس به يصل إلى 20 من قيادات القاعدة وذلك في بيروت

وعلينا أن نفهم العلاقة المعقدة جداً بين هؤلاء الأعداء الطائفيين والبحث في القواسم المشتركة التي تجمعهم

والتي بالتأكيد ليست دوافع دينية حيث أن الخلافات الدينية الطائفية بينهم تصل إلى أقصاها من خلال الإتهام بالكفر

فهل التطرف هو القاسم المشترك بينها ؟؟

................... نواصل

فوق حتى نأتي