نجم فريق القطن الكاميروني اسماعيل بابا فى مدينة شندي

حظى فى الرياضة قليل من حيث ممارستها رغم أهميتها للذين هم أمثالى وصديقي الاستاذ عبدالرحمن الامين رئيس التحريرخصوصا ونحن من جيل (كرة الشراب) على أيامنا تلك والآمال عراض والاهاب غض..

ثم تجدني فى فترة لاحقة شديد الاعجاب بفريق الهلال وذا على أيام كابتن مصطفي النقر وعصبية القبيله الهلاليه حيث كنت احتسب المباريات بالدقيقة وبالركلات المرفوعه وبهدف عبدو الشيخ (ريفيرا) حين غادر المريخ ليصيب مرماه بهدفه الشهير...

نكتب وقد ولجت سوح الصحافة ..أكتب وياللحظ فى الادب والثقافه وهى بضاعة ثمينة سوي أن الطلب عليها قليل مقارنة بصحائف الوراقين فى مجال الرياضة..

ومن عجب ان كرة القدم عندنا لاتعود بفائدة علينا سوي الاحتكاك وهدر الأموال وحراق الروح بينما رياضات أخري تحوز السبق وتحصد الجوائز والدولة والاعلام عنها فى شغل شاغل..

كنت ارجو أن يكون عنوان ماأكتبه هنا هو(الرياضة ..فن وأدب ) وهو ما أملاه لقاءخاص فى مدينة قروة الكاميرونية مع لاعب القطن الجميل اسماعيل بابا بحضوره وذوقه وحسن استقباله وفد قناة النيل الازرق واهتمامه بالكرة السودانية ورغبته الملحة أن يلعب موسما فى واحد من الأندية السودانية والسيد ياسرابوالعباس رئيس الجالية بالكاميرون يفتح خطا ليلعب لفريق أهلي شندي...

الرياضة عند الشعب الكاميرونى هدف مهم فى التربية الاجتماعية والوطنية حيث يمارسون عند كل صباح صنوفا مختلفة من الرياضات رجالا ونساء من كل الأعمار حيث الطقس والمناخات والخضرة التي تلتف حول المدن وتزدهى الحياة والروح كما الطل على الورود..

الرياضة عند شعب الكاميرون باب للوحدة الوطنية ولذا فان معظم لاعبيهم المحترفين خارج البلاد لايرضون بالتجنس بالغا مابلغ الاتفاق من ميزات وخصائص وهذا أمر يلحظه المراقب الحصيف وقدرفدت الكاميرون بعض الفرق الدولية بعدد من أميز اللاعبين..

اسماعيل بابا فى شمال الكاميرون يحكى الى كاميرا قناة النيل الأزرق تجربته وحياته ويشير بيده الى صورة والدته التي تتوسط الجدار بين صوره مع الفريق الوطنى ومع فريق القطن وهو يقول أنها كانت من وراء نجاحاته بدعائها وصلواتها ومسبحتها والأوراد..

الانتماء الى الشعار وتعميق الشعور الوطنى واحدة من أهداف كرة القدم او هكذا يجب أن تكون ولكنها في بلدنا تقوم لها ادارات تصطرع فى لاشيء وقبض الريح ..ليس ثمت منجز ايجابي لصالح تطوير اللعبة ولا فائدة ثم من الاقتتال الذى نشهده كل صباح على صفحات الصحف ...

من المهم جدا العمل علي احياء مشروع الرياضة للجميع ولقد اصطخب الناس قبل فترة حول الرياضة للناشئين وهو مشروع واعد رغم انشغال الاسر السودانية بمهمات لقمة العيش التي لا تدع مجالا لملاحظة ابداعات ومواهب النشء الرياضية وتعزيز ورعاية ميولهم بما يعود بالنفع والفائدة على المجتمع...

الزملاء فى الصفحات المجاورة وفى الصحف الرياضية يزيدون الامر وبالا بالانحيازات الشخصية الى الادارات والأقطاب عوضا عن واجباتهم الضرورية لحفز الوعي والدفع نحو الافضل لتطوير الرياضة واصحاح الحياة من حولنا...

الناس عند اشراقة كل صباح يطالعون كتابات تقتطع من وقتهم ومن جيوبهم والبطون الضامرة وهم يصحون على أمل أن تنهض كرة القدم بنقد الكاتبين وتصويبهم الى مراق أفضل بين الامم من حولنا...

الكاميرون تجعل للفرد طفلا يافعا مدرسة للفوتبول وفق خطط مدروسة وتمويل مرسوم وتخطيط لا يتعارض والدراسة الاكاديمية وهو ماجعل اللاعب اسماعيل بابا واضرابه يتفوقون فى الحياة العامة باتساق مع تمهرهم فى لعبة كرة القدم...

ممايجدر ذكره ولقد زرت مدينة قروة الكاميرونية أن أشير الى جانب مهم جدا..هو أن الفن السوداني كان سفيرا للسودان فى دول الجوار الافريقى بلامنازع وحقق أهدافا ونقاطا ثمينة...

فى مدينة قروة شمال الكاميرون بلد الرئيس السابق احمدو هييجووعيسي حياتو مايزال الشعب الكاميروني يحتفظ بتسجيلات نادرة للفنانين السودانيين تغنوا فى ضواحي المدينة خصوصا الموسيقارمحمدوردي الذى تغني قبل عقود فى زفاف ابنة الرئيس احمدو هيدجوو وأطرب الناس وكان لحضوره دور كبير لتوثيق علاقتنا بالكاميرون...

الفن السوداني فى دول غرب افريقيا جواز مرور سارى المفعول الى مئات السنوات الضوئية وكذا الفلكلور السوداني والاصدارات الفكرية ...

الاتجاه افريقيا الى تلك الشعوب له مايعززه من الروابط الاجتماعية والثقافية والعادات والسحنات والوجدان المشترك ولكن النخب الحاكمة على امتداد السنوات فى تاريخنا الدائري العجيب ترنو الى شرق المتوسط بلا بصيرة ولاهدي ولاكتاب منير وكان يمكن للسودان أن يكون قائدا لافريقيا وحاديا لنهضتها بلامنازع والسلام...
°°°°°°°°°°°°°°°°
صحيفة القرار=الخميس 25اكتوبر2012