مدونة على شاهــد قبر محمد إبراهيم نقــد .... الامام الصادق المهدي

مدونة على شاهــد قبر محمد إبراهيم نقــد .... الامام الصادق المهدي


10-22-2012, 09:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=410&msg=1350938127&rn=3


Post: #1
Title: مدونة على شاهــد قبر محمد إبراهيم نقــد .... الامام الصادق المهدي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 10-22-2012, 09:35 PM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم
مدونة على شاهد قبر محمد إبراهيم نقد
بقلم: الإمام الصادق المهدي
21 اكتوبر 2012م

قال نبي الرحمة (ص): "اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ" وظيفة هذه المقولة أن نجعل من محاسنهم بوصلة تربوية للأحياء، وأن نترك الحساب الكلي للعالم بالسرائر، القائل: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ).
الإسلام دين الإنسانية، (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) تكريم لكل البشرية.
وقف النبي (ص) لجَنَازَةٌ، فَقِيلَ: إِنَّهُ يَهُودِيٌّ؟ فَقَالَ: أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟، إذا رأيتم الجنازة فقفوا.
وديننا يثمن مكارم الأخلاق من حيث هي، لذلك ألزم النبي (ص) نفسه بحلف الفضول المبرم قبل الإسلام وقال: "لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ".
وثمن مكارم الأخلاق حتى المعروفة قبل الرسالة، وقال: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ".
وديننا يعلي شأن العدل من حيث هو، لذلك قال ابن تيمية: إن الله لينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة على الظالمة وإن كانت مؤمنة.
وبعد ذكر لأهل الكتاب جاء في القرآن: (وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ).
بعد هذه المقدمة وعلى ضوء ما أعرف من سيرة الأستاذ الراحل أسدد دينا له:
فإن وفاء الحر للحر ذمة وإن ذهبت في المجد شتى مذاهبه
أقول بأنه:
المناضل في سبيل الوطنية والعدالة الاجتماعية الذي لا كل ولا مل ولا تزحزح ناشطاً من الركاب للتراب.
الاشتراكي الذي لم يمنعه التزامه بالانفتاح على الآخر بلا تعصب.
الحداثي الذي لم يمنعه التمسك بالتحديث من إدراك محمولات التراث الروحي والثقافي والوطني لمجتمعه.
الحزبي المدرك لحدود الحزبية وأهمية التوجه القومي لبناء الوطن.
المثقف المبرأ من استعلاء كثير من المثقفين، حتى كأن رتبهم العلمية صيرتهم اكليروسا تجب له السمع والطاعة.
المتواضع، الذي لا تدل بساطة سلوكه ومظهره على نفاسة مخبره.
المحاور الذي مهما اختلفت معه وجادلته لن تخسر وده.
المتفرغ للعمل العام بفدائية ولكن لم يجففه تيبس بعض المتفرغين.
لي مع الراحل مواقف كثيرة أذكر مهما:
قبل حل حزبهم بواسطة الجمعية التأسيسية اجتمعنا بهم: الأمير نقد الله بصفته وزير الداخلية وأنا، في دارهم وقلنا لهم إنها موجة استقطبت أغلبية النواب من كل الأحزاب ولم يبق لمعارضيها كلمة ويستحسن الانحناء للعاصفة تجنبا للصدام، وكان هو من القائلين بالتجاوب.
وفي سجن كوبر صلى معنا الأعياد، وصام رمضان، وشارك في كل الأنشطة بلا انتقاء.
وبعد سقوط حائط برلين طلبت اجتماعا معه ومع زملائه وناشدتهم مراجعة الموقف من الدين والديمقراطية كمنهج للتقدمية السودانية يتجاوز التجربة السوفيتية، وفي وقتها لم يقبلوا مقولتي، وقلت لهم لأهمية الأمر أسلمكم رأيي مكتوبا وردوا علي كذلك، وقد كان. وبعد عامين التقينا بعد ما حدث من تطورات وبكل شجاعة أدبية اعتذر عن سلبية الموقف من مناشدتي.
عندما زار المرحوم دارفور التقاني وقدم تنويرا عن رؤيته عن الوضع في دارفور واتفقت معه أن يقدم تنوير زيارته لقيادات وكوادر حزب الأمة في داره وقدم تنويرا وفيه ملاحظته: أن كثير مما يدور في دارفور هو فوران على السطح ولكن القواعد ما زالت تدين بالولاء لحزب الأمة وكيان الأنصار. وهذا من الخصال الحميدة التي زينت شخصية نقد أن يكون رئيس حزب ويقوم بتنوير كوادر حزب آخر في داره ويقدم شهادة لصالح حزب الأمة وهو رئيس حزب سياسي آخر.
أقول ونحن في هذه الساحة: إن بلادنا بعد ربع قرن من التخبط والصدام تواجه الآن استقطابات حادة: بين فقه الإفراط وعلمانية التفريط، وإثنية عربية أفريقانية، واجتماعية بين جزيرة من الأغنياء ومحيط من الفقراء، هذه الاستقطابات الحادة تؤججها عوامل داخلية وروافع خارجية إذا لم نحقق تغييرا يتجاوزها لبناء الوطن وفق هندسة قومية جديدة سوف تدمر الوطن.
هندسة كان فقيدنا مؤهلا فكرا ومزاجا للمشاركة فيها بعقله وقلبه، ولكن المعاني التي جسدها سوف تكون حاضرة رغم غيابه على حد تعبير شكسبير: إن البعد يمنح المشهد سحرا.
أرجو لحزبه وقيادته أن يمضوا في ذات الطريق الذي انتهجه في حياته.
العالم كله يتجه لنبذ الفكر الإقصائي، ويتحلق حول آفاق توافقية، فالفكر الصحوي الإسلامي يصالح الأصل بالعصر، ولاهوت التحرير يصالح الاعتقاد المسيحي بحركة العدل الاجتماعي، ومنظومة حقوق الإنسان صارت ثوبا يغطي الإنسانية كلها بمواثيقه ومعاهداته، وأدوات المساءلة الدولية: محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، عوامل توحيد للقيم والمبادئ الإنسانية.
كان الفقيد أيقونة في محراب سودان الحرية، والعدل، والتنمية، والسلام، ونشهد له في هذا المجال خيرا، ونسأل له الرحمة، ولأهله وزملائه حسن العزاء: (وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ). لقد كان خيرا حسن الأخلاق، وما خالف به الإحسان فأمره للرحيم الرحمن القائل في الحديث القدسي: "إنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي"، ما جيره البصيري مادح نبي الرحمة:
لعَلَّ رَحمَةَ رَبِّي حينَ يَقسِمُهَا تَأتِي على حَسَبِ العِصيَانِ في القِسَمِ

Post: #2
Title: Re: مدونة على شاهــد قبر محمد إبراهيم نقــد .... الامام الصادق المهدي
Author: ناظم ابراهيم
Date: 10-22-2012, 09:50 PM
Parent: #1

الاخ عمر تحايا طيبه

قابلت الامام مرة واحدة فى ندوة لمركز الدراسات السودانيه فى القاهرة قبل سنوات طويلة ولاحظت تواضعه وحميميته فى المبادرة بالسلام على كل الحضور باحترام وود فترك ذلك اثرا طيبا فى نفس وجعلنى اكن له احترامى على المستوي الشخصى.

مقال فصيح ومعبر وملئ بالصدق

شكرا لك وللامام الصادق المهدى

Post: #3
Title: Re: مدونة على شاهــد قبر محمد إبراهيم نقــد .... الامام الصادق المهدي
Author: اكرام الصادق الحسن
Date: 10-22-2012, 10:36 PM
Parent: #2

الرحمة للعم محمد ابراهيم نقد

والشكرا للامام الصادق المهدي للشهادة الصادقة

Post: #4
Title: Re: مدونة على شاهــد قبر محمد إبراهيم نقــد .... الامام الصادق المهدي
Author: Egbal Elmardi
Date: 10-23-2012, 00:21 AM

Quote:


فإن وفاء الحر للحر ذمة وإن ذهبت في المجد شتى مذاهبه
أقول بأنه:
المناضل في سبيل الوطنية والعدالة الاجتماعية الذي لا كل ولا مل ولا تزحزح ناشطاً من الركاب للتراب.
الاشتراكي الذي لم يمنعه التزامه بالانفتاح على الآخر بلا تعصب.
الحداثي الذي لم يمنعه التمسك بالتحديث من إدراك محمولات التراث الروحي والثقافي والوطني لمجتمعه.
الحزبي المدرك لحدود الحزبية وأهمية التوجه القومي لبناء الوطن.
المثقف المبرأ من استعلاء كثير من المثقفين، حتى كأن رتبهم العلمية صيرتهم اكليروسا تجب له السمع والطاعة.
المتواضع، الذي لا تدل بساطة سلوكه ومظهره على نفاسة مخبره.
المحاور الذي مهما اختلفت معه وجادلته لن تخسر وده.
المتفرغ للعمل العام بفدائية ولكن لم يجففه تيبس بعض المتفرغين.
لي مع الراحل مواقف كثيرة أذكر مهما:
قبل حل حزبهم بواسطة الجمعية التأسيسية اجتمعنا بهم: الأمير نقد الله بصفته وزير الداخلية وأنا، في دارهم وقلنا لهم إنها موجة استقطبت أغلبية النواب من كل الأحزاب ولم يبق لمعارضيها كلمة ويستحسن الانحناء للعاصفة تجنبا للصدام، وكان هو من القائلين بالتجاوب.
وفي سجن كوبر صلى معنا الأعياد، وصام رمضان، وشارك في كل الأنشطة بلا انتقاء.
وبعد سقوط حائط برلين طلبت اجتماعا معه ومع زملائه وناشدتهم مراجعة الموقف من الدين والديمقراطية كمنهج للتقدمية السودانية يتجاوز التجربة السوفيتية، وفي وقتها لم يقبلوا مقولتي،
وقلت لهم لأهمية الأمر أسلمكم رأيي مكتوبا وردوا علي كذلك، وقد كان. وبعد عامين التقينا بعد ما حدث من تطورات وبكل شجاعة أدبية اعتذر عن سلبية الموقف من مناشدتي.
عندما زار المرحوم دارفور التقاني وقدم تنويرا عن رؤيته عن الوضع في دارفور واتفقت معه أن يقدم تنوير زيارته لقيادات وكوادر حزب الأمة في داره
وقدم تنويرا وفيه ملاحظته: أن كثير مما يدور في دارفور هو فوران على السطح ولكن القواعد ما زالت تدين بالولاء لحزب الأمة وكيان الأنصار.
وهذا من الخصال الحميدة التي زينت شخصية نقد أن يكون رئيس حزب ويقوم بتنوير كوادر حزب آخر في داره ويقدم شهادة لصالح حزب الأمة وهو رئيس حزب سياسي آخر.
أقول ونحن في هذه الساحة: إن بلادنا بعد ربع قرن من التخبط والصدام تواجه الآن استقطابات حادة: بين فقه الإفراط وعلمانية التفريط، وإثنية عربية أفريقانية، واجتماعية بين جزيرة من الأغنياء ومحيط من الفقراء،
هذه الاستقطابات الحادة تؤججها عوامل داخلية وروافع خارجية إذا لم نحقق تغييرا يتجاوزها لبناء الوطن وفق هندسة قومية جديدة سوف تدمر الوطن.
هندسة كان فقيدنا مؤهلا فكرا ومزاجا للمشاركة فيها بعقله وقلبه، ولكن المعاني التي جسدها سوف تكون حاضرة رغم غيابه على حد تعبير شكسبير: إن البعد يمنح المشهد سحرا.
أرجو لحزبه وقيادته أن يمضوا في ذات الطريق الذي انتهجه في حياته.
العالم كله يتجه لنبذ الفكر الإقصائي، ويتحلق حول آفاق توافقية، فالفكر الصحوي الإسلامي يصالح الأصل بالعصر،
ولاهوت التحرير يصالح الاعتقاد المسيحي بحركة العدل الاجتماعي، ومنظومة حقوق الإنسان صارت ثوبا يغطي الإنسانية كلها بمواثيقه ومعاهداته،
وأدوات المساءلة الدولية: محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، عوامل توحيد للقيم والمبادئ الإنسانية.
كان الفقيد أيقونة في محراب سودان الحرية،
والعدل، والتنمية، والسلام، ونشهد له في هذا المجال خيرا، ونسأل له الرحمة، ولأهله وزملائه حسن العزاء
: (وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ). لقد كان خيرا حسن الأخلاق، وما خالف به الإحسان فأمره للرحيم الرحمن القائل في الحديث القدسي: "إنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي"، ما جيره البصيري مادح نبي الرحمة:
لعَلَّ رَحمَةَ رَبِّي حينَ يَقسِمُهَا تَأتِي على حَسَبِ العِصيَانِ في القِسَمِ







حقيقةً كان نقد أيقونة في محراب سودان الحرية،
وماشين في السكه نمد من سيرتك للجايين
ماشين في السكه نمد من سيرتك للجايين
ماشين في السكه نمد من سيرتك للجايين
ماشين في السكه نمد من سيرتك للجايين
ماشين في السكه نمد من سيرتك للجايين
ماشين في السكه نمد من سيرتك للجايين



Post: #5
Title: Re: مدونة على شاهــد قبر محمد إبراهيم نقــد .... الامام الصادق المهدي
Author: Egbal Elmardi
Date: 10-23-2012, 00:23 AM
Parent: #4

شكراً يا أستاذ عمر ...
وشكراً للسيد الصادق

Post: #6
Title: Re: مدونة على شاهــد قبر محمد إبراهيم نقــد .... الامام الصادق المهدي
Author: اكرام الصادق الحسن
Date: 10-23-2012, 06:32 AM
Parent: #4

فوق