سارة الجاك وعادل سعد يفوزان بجائزة الطيب صالح للأبداع الروائى( بالصور)

أنتهى قبل قليل المؤتمر الصحفى لجائزة الطيب صالح فى نسختها العاشرة
وسط حزن متعاظم برحيل الاستاذ الصحفى والاديب ورئيس سكرتاريا الجائزة
الاستاذ الفقد العظيم
(أحمد الطيب عبد المكرم) والذى رحل اثر علة لم تمهله ظهر الخامس من اكتوبر

ووسط هذا الحزن الكثيف تم الاعلان عن الفائزين فى الدورة العاشرة لمهرجان الطيب صالح للابداع الروائى الذى ظل يقيمه مركز عبد الكريم ميرغنى الثقافى منذ عشرة اعوام

وكانت الجائزة الاولى مناصفة بين
الاستاذه القاصة والروائية الشابه ساره حمزة الجاك عن روايتها( خيانتئذ)

وقد فازت سارة الجاك قبل ذلك بجائزة الطيب صالح للقصة للادباء الشباب

كما فاز الروائى الاستاذ عادل سعد بالجائزة الاولى مناصفة مع سارة الجاك عن روايته
( أتبرا خاصرة النهار )
وفاز كذلك بالجائزة التقديرة الثالثه الاستاذ عباس احمد محمد عن روايته( نخل بلا اكمام )
كما فازت رواية ( مصرع عزيز ) للاستاالروائى محمدهارون عمر بالجائزة التقديره الرابعه

لجنة التحكيم من :-
دكتور مصطفى الصاوى
الاستاذ الروائى منصور الصويم والدكتور اسيا وداعة الله

الصور وباقى التقارير بعد قليل

الاخ صلاح السلام عليكم
هذه اللجنة هل هى نفس لجنة العام الماضي ؟

عفوا لخطأ تقنى وردت المداخلة لأكثر من مرة

لا هى ليست اللجنة ذاتها ؟؟؟
ولكن ماذا يضمر سؤالك ؟؟؟

لأخ صلاح شكرا للإفادة
شئ جيد ان تتغير اللجان
ما يضمره سؤالى هو ان لجنة سابقة كانت قد منحت الجائزة لكاتب ورد فى حقه إتهام مثبت بسرقات أدبية
مما وضع أهليه اللجنة على المحك

لذلك جاء سؤالى

بالاتصال الان تلفونيا بمنصور الصويم قال لى بالحرف
الواحد اننى لاول مرة اشارك فى لجنة تحكيم
والروائى منصور فازت روايته ذاكرة شرير بالجائزة على ما اذكر فى الدورة الثالثه

عموما من تقصد
ولعلمك يا وليد الدورة السابقه انا اول من نشرها فى عموم المواقع السودانيه
حتى ان بعض الاصدقاء الصحفين طليوا منى بعض المعلومات
عموما الارشيف موجود وسوف اتصل يالدكتورمصطفى الصاوى حاليا
للتأكيد عن اى لجنة تحكيم تتحدث ؟؟؟ وفى اى دورة ؟؟؟

سارة الجاك وعادل سعد يتسلمان الجائزة الاولى

بسم الله الرحمن الرحيم
مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي
جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي
كلمة سكرتارية الجائزة
الدورة العاشرة 2011 -2012م
الأحد 21/10/2012م

إخواني وأخوتي الضيوف، تحية طيبة مباركة من عند الله.
يدور الزمان دورته هكذا أنقضى عقد كامل منذ انطلاق فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي العام 2002م، التي ظلت جذوتها متقدة منذ أن منح الراحل الطيب صالح هذا الشرف لهذا المركز وبرعاية كاملة من صديقه ومؤسس وراعي مركز عبد الكريم ميرغني الرجل القامة محمود صالح عثمان صالح..
وها نحن اليوم في عشرية الجائزة ندخل عهداً جديداً بنفس العزم والقوة والإيمان بقيمة وأهمية الثقافة في حياة الناس..
وفي البدء.. كان مثل هذا اليوم هو من أيام احتفالاته وحضوره الطاغي بكامل حساسيته وشفافيته وسمته الجميل ووجدانه البصير .. رحل عنا الجمعة 5 أكتوبر أخونا وزميلنا وأحد ركائز هذا العمل ورئيس سكرتارية جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي أحمد الطيب عبد المكرم، ورفَّ مثل طيف جميل ثم مضى على عجل .. كان أحد أبرز الناشطين في مجال النقد والصحافة والأدب، عرفته الأوساط المحلية والإقليمية مجوداً ومعطاءً وصاحب فردية لا تخطئها الأعين.. كان ركيزة أساسية من ركائز العمل الثقافي في السودان قل أن يجود الزمان بمثله، كان سمحاً وسط عالم تسوده الفوضى والقبح وتمجيد الطيش .. وبرحليه أفقرنا جميعاً .. رحل بلا جلبة أو ضوضاء، لقد مشى على هذه الأرض هونا مثل بقية النفر الأبرار الذين يجيئون إلى هذه الحياة ويودعونها .. ويبقى من المرء الأحاديث والذكر .. لقد ذهب أحمد عبد المكرم إلى حياة أفضل بلا أدنى ريب ولرب رحيم أرحم منا جميعاً .. ما أوسع الحزن .. ما أضيق الكلمات ... رحمة الله عليك وسلام عليك يا أحمد ونور الله قبرك وبرزخك .. ومشيئة الله لا ترد ولكنك باقٍ هنا ولا أحسب إلا أن روحك الآن حاضرة معنا .. هنا في مدارها النوراني.
لنترحم جميعاً على فقيدنا أحمد عبد المكرم..
أخوتي أفضل ما يمكن أن نقوله اليوم هو الأرقام تتحدث عن السنوات العشر التي شهدت ملحمة الاستدامة في غياب العون الذي يتدفق من حولنا فاقداً الحساسية والشفافية في العمل الذي يذهب إلى فائدة الناس كل الناس ..
ولا أقول إن جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي قد أحدثت حراكاً، بل زلزالاً على مقياس أعلى المعايير في العمل الأهلي الثقافي، أو ما قدمته الدولة والحكومات في هذا المجال في عقد من الزمان، حمل أصحاب الروايات الفائزة من المبدعين إلى مصاف العالمية، حيث ترجمت أعمالهم إلى اللغات الحية العالمية، وصاروا نجوماً في سماء الثقافة والأدب.

وقبل أن أحيلكم إلى تقرير لجنة التحكيم لهذه الدورة، أقف لأقرأ ما تم إنجازه في عشر سنوات:
• لقد شارك بالتأليف الروائي 187 مؤلفاً.
• فاز بالجائزة الأولى 12 كاتباً.
• فاز بالجائزة التقديرية 25 كاتباً
• قام المركز بطباعة ونشر الأعمال الفائزة بالجائزة وعددها 10 عشرة روايات، وسيتم طباعة ونشر الأعمال الفائزة لهذه الدورة.
• وانعقدت مؤتمرات علمية للرواية السودانية بلغت تسعة مؤتمرات، تمت طباعة أوراق المؤتمرات الخمسة الأولى في مرجع ضخم يعد الأول من نوعه من جهة تخصصه (بحوث في نقد الرواية السودانية)
• احتفت وكرمت الجائزة عشرة من المبدعين.
• أقامت سكرتارية الجائزة حوالي 45 ندوة ومحاضرة ضمن برنامجها الثقافي المصاحب
• شاركت في لجان تحكيمها15 من النقاد والأدباء وأساتذة الجامعات.
• انعقد في الأسبوع المنصرم المؤتمر العلمي التاسع للرواية السودانية واحتفل بالروائي المبدع إبراهيم إسحق.
• تتويجاً للعشرية الأولى سيتم عقد ندوة كبرى بعنوان الرواية العربية والإفريقية في مرحلة ما بعد الاستعمار.

سادتي.. في الختام وباسم سكرتارية جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي وباسم مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي أشكركم على حضوركم هذه الفعالية المهمة، ونعد بكل العزم والإصرار أن تتواصل مسيرة الجائزة تكريما لهذا الوطن وإنسانه جيلاً بعد جيل.

وكل عام وأنتم بخير،،


سكرتارية جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي

بسم الله الرحمن الرحيم

تقرير جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي
الدورة العاشرة
2011 – 2012م

يُشكل تحكيم الأعمال الأدبية تحدياً كبيراً للجان التحكيم في مجال مسابقات العمل الإبداعي، فهو يعتمد نظرياً على تطبيق مقاييس متفق عليها مسبقاً، وفي ذات الوقت يعتمد أولاً على الذائقة، وثانياً على إعادة تقييم تلك المقاييس من خلال واقع تطبيقها على أعمال لم تكتب أساسً لتطابق تلك المقاييس خاصة تلك التي ترتاد آفاق التجريب. نسوق هذا القول ونحن إزاء النسخة العاشرة لجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي والتي رفدت الساحة الثقافية بالعديد من النصوص المتميزة، واكتشفت العديد من المواهب الشابة في مجال الإبداع الروائي والقصصي، إضافة للدراسات النقدية عبر مؤتمراتها العلمية التي تصاحب الجائزة منذ تأسيسها. فالرواية باتت ذات وجود فعَّال في وقتنا هذا، وأضحت ركناً ركيناً من أركان الإبداع، وعمدة أساس من أعمدة ترقية الوعي الثقافي والنهوض بمكونات الذوق العام.

بلغت النصوص التي تقدمت لنيل شرف الفوز في الدورة العاشرة (21) نصاً تكاد تفي بالغرض المنشود الذي أقيمت الجائزة من أجله، ومقارنة بالدورات الأخيرة السابقة تكاد تكون أفضل حالاً من حيث الكم، حيث تباينت صعوداً ونزولاً، ووصلت في الدورة الأولى إلى (30) ثلاثين نصاً، والدورة الأخيرة لم تبتعد كثيراً عن ذلك الرقم.

تفاوت النصوص التي تقدمت للمسابقة بين الطول والقصر، واختلفت في تقنيات الكتابة، وأفرزت فضاءات متباينة عبر تقاطع الأزمنة والأمكنة، وثوت فيها هموم حياتية معيشية، والإحساس الحاد بالاستلاب والقمع، وقضايا العرق والتحولات الاجتماعية، وسادت في معظمها الأيدلوجية الصارخة، هذا على مستوى المضمون في محاولة للإمساك بجوهر الفن الروائي من كتابها وهم ـ يتدرجون في سماوات الإبداع الروائي ـ لتحقيق خلاص الإنسان بين هذا وذاك.
سعت اللجنة لطرح مجموعة من الأسئلة على تلك النصوص:

• هل تحصلنا على الرواية التي تُلبي ملامح الرواية الحداثية بما تحتوي من دهشة؟ أو تلك التي تشتغل على الفن الروائي وفقاً للخصائص والمعايير المتبعة لكن لها إضافاتها وخصوصيتها لنحصل على راوية باذخة ذات فضاء مفتوح يمكن أن تُقرأ وفق لمستويات متعددة؟ هل تحصلنا على رواية ذات أفق تجريبي تملكت وعيها الجمالي؟ وإلى أي مدى تجاوزت القص التقريري، والنبرة العالية واستنساخ نماذج سابقة؟

لقد كشفت تلك النصوص عن ضعف التأسيس النظري في معرفة الكتابة الروائية، والتباسات بصدد الأجناس الأدبية، وعدم التمييز بين الواقعي والمتخيَّل. جاء بعضها أشبه بالمقال، إضافة لعقبة اللغة في الكثير من النصوص التي تقدمت للجائزة والأخيرة جزء من الخبرة الروائية، وغيابها يؤدي لإعاقة التعبير والتواصل، وعلى المستوى الدلالي ـ كما أشرنا ـ يلاحظ ضغط الواقع الاجتماعي والسياسي علي بعض تلك الكتابات مما مضى بها بعيداً عن الفني ورحابة الخيال والتخيُّل. رغم ذلك فقد وضعت اللجنة يدها على بعض الروايات التي تجاوزت ما سبق، وأكدت أن هنالك أصوات جادة توافر لها محمول فني ومعرفي وثقافي وروائي أتاح لها القدرة على كتابة مغايرة لبَّت شروط الإبداع الروائي ومتحت من التاريخ، والتراث، وحاورت العديد من النصوص، واشتغلت على كافة أنساق الكتابة الحداثية، وحافظن على رؤيتها الفنية الخاصة بها.

آليات عمل اللجنة:
• عمد أعضاء اللجنة فور تلقيهم نصوص المسابقة والتي بلغت (21) نصاً في 19/7/2012م ، إلى قراءتها وفقاً للشروط المتبعة: روائية العمل، الفكرة الناصعة، رسم الشخصيات، التوتر السردي، الأسلوب الروائي والتقنيات ووجهة النظر، تماسك العمل.
• قادت القراءة الأولى إلى كتابة كل عضو قائمة منفصلة تحتوي النصوص التي يرى استبعادها، والنصوص التي يرى تميزها، والتي سوف تذهب لقائمة طويلة وتعاد قراءتها.
• بعد القراءة الأولى المتعمقة، والمتأنية، رأت اللجنة استبعاد النصوص التالية لافتقارها للحد الأدنى من الشروط الأساسية وهي:


الرقم الرقم الكودي
1 3/10

2 4/10
3 8/10
4 10/10
5 11/10
6 13/10
7 16/10
8 17/10
9 20/10

اتسمت تلك النصوص إجمالاً بعيوب تتصل بضعف الفكرة، وضعف البنية السردية، والتناول المُباشر، وغياب العمق الفكري، والأخطاء اللغوية، والإسقاط الاجتماعي والسياسي دون الركون لرؤية فنية أو مقاربة سردية، لذا لم تستطع النفاذ من الذاتي إلى الموضوعي، ومن سجن اليومي والمعيشة، والوقائع إلى رحابة المُتخيَّل، وباتت في مجملها مجرد استنساخ للواقع وصدى لعوالم روائية سابقة لها.
• بعد تلك القراءة توفرت للجنة قائمة طويلة (Long list)
تمت قراءتها في ضوء معايير الدقة، والأحكام، والتماسك والشكل الفني وهذه النصوص هي:
الرقم النص الرقم الكودي
1 الرسالة إلى مؤمني توكتو 1/10
2 فلاة أم قناطير 2/10
3 حريق النيل 5/10
4 سيرة قذرة 6/10
5 العاصفة 7/10
6 الباشبوزق (فئران السد) 9/10
7 حمير الصافي 12/10
8 الضلع الأعوج 14/10
9 مصرع عزيز 15/10
10 خيانتئذ 18/10
11 أتبرا خاصرة النهار 19/10
12 نخل بلا أكمام 21/10

سمت نصوص القائمة الطويلة عن سابقاتها، وتميزت بالانتقال من الذاتي للموضوع، وأمسكت بالفن الروائي، وحاولت في مُتخيِّلها السردي اللحاق بآفاق التخيُّل والحرفية الروائية، بالطبع هذا تبعاً لخصوصية كل متسابق وقدراته الإبداعية، فقد تباينت ما بين الاقتراب من آليات وتقنيات الرواية في شكلها الفني المتعارف عليه وبين انسياقها وراء الصور الحكائية، وعكس الواقع في صور فوتوغرافية، والنزعات التقريرية في بعضها، ثم الأيدلوجية السافرة دون وجود أصوات متعددة تُعبر عن صراع الأصوات كأيدلوجية داخل النص، وما وضح هو أيدلوجية الكاتب وليس شخصياته، وما استطاعت تلك النصوص ــ وإن تفوقت على السابقات ــ في خلق أو بناء واقع مواز يرتاد أفق الرمز، ويشتغل على الاستيهامي بعمق وقوة.
وتبقى الإشارة إلى أن تلك النصوص في بدايات تأسيسية في طور التكوين وأظهرت قدرات عالية في الحكي والحدوتة، بل والتسلسل الدرامي في بعض الأحيان.
• القائمة القصيرة (Short List)
استهدفت القراءة الثالثة حصيلة المفاضلة بين نصوص القائمة الطويلة وصولاً للتنافس على (لائحة القائمة القصيرة)، والتي سوف تتضمن العمل الحائز على المركز الأول، وعلى الفائزين بالجائزة التقديرية، وارتكزت المُفاضلة على عوالم الروايات، وأماكنها، ومناطق القوة والضعف في كل رواية، والوقوف على دقائق العمل من ناحية الجدة، والابتكار، والحبكة الروائية، وبناء الشخصيات، وحركة الزمن والتشويق، بل الإمتاع بُغية اختيار النص الفائز بالجائزة، واختيار نصيين آخرين للشهادة التقديرية.
القراء الثالثة، وما صاحبها من نقاشات بين أعضاء اللجنة وإعادة قراءة بعض النصوص وفقاً للمعاير أعلاه أفضت إلى اختيار (4) روايات على لائحة القائمة القصيرة وهي:
الرقم النص الرقم الكودي
1 أتبرا خاصرة النهار 19/10
2 خيانتئذ 18/10
3 نخل بلا أكمام 21/10
4 مصرع عزيز 15/10

أولا: النص 19/10 المعنون بـ (أتبرا.. خاصرة النهار)
استطاع الكاتب في هذا العمل أن يقدم نصا يحقق قدرا كبيرا من الشروط الفنية للعمل الروائي من حيث البناء واللغة والشخوص والموضوع. اختار الكاتب لهذا العمل عنوانا دلاليا مختزنا بالشعرية يحيل إلى مرموزات اجتماعية تاريخية سياسية مختزتة في الذاكرة الجمعية السودانية، ووفقا لإستراتجية العنوان القائمة على خلق الحافزية وتنشيط المقروئية لدى المتلقي وفق الكاتب في اختياره لهذا العنوان المحتشد بالدلالات. من حيث البناء والاشتغال على تقنيات الكتابة نجح الكاتب إلى حد كبير في تقديم كتابة سردية تعتمد التنويع التقني بداية من اعتماده على العنونة الداخلية الجاذبة المرفقة بالمقولات الفلسفية أو الحكمية ذات الارتباط بمضمون العمل الروائي، إضافة إلى نجاحه في بناء الشخوص رغم تعددها وتداخلها السيري والتاريخي، هذا مع تبادلية وتعددية في الروي ما بين أكثر من صوت راو. الرواية من حيث البناء اعتمدت بناء روائيا متشابكا ومعقدا يتضافر سرديا دون إخلال بمضمونها ودون تشتيت لصوتها الحكائي أو تمييع لبنائها الشخوصي مع اعتماد لغة تتوزع ما بين الخشونة النثرية والشعرنة السردية. من حيث الموضوع استطاع الكاتب أن يحفر في التاريخين الاجتماعي والسياسي لمجتمع عطبرة (رمزيا تعني السودان)، وذلك بالاشتغال على المسكوت عنه مجتمعيا وتاريخا من خلال دلالات الأسماء والألوان والسير المخفية للعبيد والجواري والأدوار الأمومية المغيبة عمدا في التاريخ الاجتماعي السوداني، إلى جانب اشتغال الكاتب – ربما لأول مرة في الرواية السودانية – على سيرة النقابات العمالية السودانية والبدايات الجنينية لتكونها بأبعادها الأيدولوجية والمهنية وربما الاثنية. الرواية إلى جانب كل ذلك قدمت عرضا تاريخيا مهما لمجتزأ من تاريخ ثورة 24 والتفريعات الاجتماعية والسياسية التي انبثقت مع نهايات هذه الثورة المهمة مجتمعيا وتاريخيا ما يتوافق مع النسق الروائي لهذا العمل. بصورة عامة نجح الكاتب من خلال التركيب البنائي الناجح لمجموعة من الشخصيات الروائية وسرد حكاياتها المتداخلة؛ نجح في تقديم عمل روائي متماسك من حيث البناء واللغة وطرائق الكتابة، مما يؤهل العمل لنيل الدرجات (9).
ثانيا: النص 18/10 المعنون بـ (خيانتئذ)
في هذا العمل نجح الكاتب في تقديم صورة سردية روائية للذات الأنثوية في مقابل الذات الذكورية المهيمنة مجتمعيا. هذا النجاح تحقق من خلال تطويع الكاتب تقنيات الكتابة المتعارفة بصورة تجعلها ذات خصوصية والتحامية سردية بهذا العمل. اعتمدت الرواية في سردها على راو عليم إلا أن الكاتب استطاع أن يخرج بهذا النمط السردي المتعارف عليه إلى رحاب أكثر انفتاحا بخلق ما يمكن أن أسميه الراوي المتواطئ داخلا وخارجا (داخل المتن وخارجه) إضافة إلى مسحة الغموض التي غلَّف بها الكاتب هذا الراوي مما خلق حالة تشويقية – ثرية - محفزة على القراءة. الرواية في بنائها التشييدي استفادت من مجمل الفنون المجاورة (شعر، تشكيل، دراما) واستطاعت أن تشحذ بها العمل سرديا وبنائيا دون إخلال بالسياق الروائي. الرواية من خلال تقديمها لقصة سماح التراجيدية قدمت عرضا كرنفاليا طقوسيا نسويا يكاد يغطي كافة شرائح المجتمع السوداني، كما

اشتغلت بقصدية سردية على موضوعات المسكوت عنه مجتمعيا (السرراي، العبيد..الخ) مع ربط كل ذلك مع التاريخي (السودانوي) في حالة تداخل ما بين الحاضر الآني والماضي التاريخي. كما قدمت الراوية في فضائها المترامي وصفا مكانيا حقق درجة عالية من الجمالية الفنية سواء من خلال الوصف الاستعادي المتماسك أو من خلال الوصف المكاني التفسيري والنفسي والدلالي. الرواية في صعودها الحكائي الناجح شرحت وبتركيز عال ما يمكن أن أطلق عليه قضايا الجندر من خلال مواجهة درامشعرية بين شخوص الرواية المتنوعة مع تقاطعات الراوي المنحاز حينا والمحايد حينا آخر. بصورة عامة نجح الكاتب في تقديم عمل روائي محتشد موضوعا وشخوصا ومتفرد تقنية من بين نصوص المسابقة، مما يؤهله لنيل الدرجات (9).
ثالثا: النص 21/10 المعنون بـ (نخل بلا أكمام)
ما يلفت في هذا العمل البناء التشييدي الضخم الذي أسس عليه الكاتب روايته، فالرواية تقترب في عدد كلماتها من الـ (40) ألف كلمة أو تزيد، وهذا يؤشر مقرونا مع النجاح النسبي لتقنيات السرد وبناء الشخوص والاحتشاد المكاني والزماني، التاريخي والفلكوري الإحالي؛ يؤشر على بدايات تأسيسية سليمة لمشروع روائي ناجح إذا غيض للكاتب الاستمرار في كتابة الرواية. العمل رغم كلاسيكيته التقنية إلا أنه اعتمد موضوعة ملفتة ومهمة وتستحق التوقف وهي قضية التهجير لسكان حلفا القديمة وما أنتجه من إشكالات اجتماعية مكانية وشروخ في الذات النوبية الحلفاوية في تقاطعها الطيفي الواسع داخل منظومة المجتمع السوداني شمالا وجنوبا. الرواية عانت في كثير من فصولها من السيطرة المحكمة للراوي العليم الذي يتواري في مرات كثيرة ليحل مكانه صوت الكاتب مقدما شروحاته وتبريراته الشخصية، كما قدمت الرواية بعض التناقضات في بنائها الحكائي في ما يتعلق بالأرض ومدى ارتباط الإنسان بها (السهولة التي هربت أسرة عبد الجبار دون ابداء أي مقاومة تذكر)، كما اخطأ الكاتب في بعض استدلالاته العلمية والتاريخية (وجدتها- ارشميدس وليس نيوتن). رغم الهنات التي صاحبت هذا العمل ورغم تقليديته (بداية وسط نهاية) إلا أنه يستحق التنويه والإشادة، مما يؤهله لنيل الدرجات (8).
رابعاً: النص 15/10 المعنون بـ (مصرع عزيز)
في هذا العمل اقترب الكاتب بدرجات متفاوتة من بناء عمل روائي مكتمل الأركان وإن لازمه الإخفاق في بعض فصول ومقاطع الرواية. الرواية تناقش موضوعات أخلاقية عبر شخصيات تتوزع ما بين الخير والشر وذلك من خلال شخصية محورية تمثل الراوي، تتجاذب هذه الشخصية أخلاقيا مع شخصيات أخرى يتباين حضورها الفني بين العمق والتسطيح. وفق الكاتب إلى حد كبير في عنونة فصول العمل الداخلية رغم كثرتها التي تبدو في بعض المرات وكأنها زائدة وغير مبررة (35 عنوانا داخليا). عانت الرواية في بعض فصولها من طول الحوارات (مسرحة) ومن المباشرة المصحوبة بالحضور الأيدولوجي للكاتب إلى جانب شيوع إحالات دلالية قد تبدو سلبية (اللون والصور الذهنية). العمل رغم نبرته الخطابية الأخلاقية يؤشر على إمكانيات سردية قابلة للتفجر والتحقق. مما يؤهله لنيل الدرجات (7).

قرار لجنة التحكيم:
أجمعت لجنة التحكيم على أن تمنح الشهادة التقديرية للدورة العاشرة لجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي لروايتي:
الرقم النص الرقم الكودي
1 نخل بلا أكمام الأستاذ/ عباس أحمد محمد 21/10
2 مصرع عزيز الأستاذ/ محمد هارون عمر 15/10

ووفقاً لما تقدم تمنح لجنة التحكيم بالإجماع جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورتها العاشرة مناصفة بين روايتي:

الرقم النص الرقم الكودي
1 أتبرا خاصرة النهار الأستاذ/ عادل سعد يوسف 19/10
2 خيانتئذ الأستاذة/ سارة حمزة الجاك 18/10

توصيات اللجنة:
1. إقامة دورة تدريبية في فنيات السرد الروائي تتولى أمرها سكرتارية الجائزة.
2. إعداد كتاب عن الجائزة وإنجازاته في العشر سنوات التي مضت يكون بمثابة وقفة للتقويم وإرتياد آفاق المستقبل
3. إصدار الجزء الثاني من وقائع الجلسات النقدية التي صاحبت الجائزة مع إثبات الحوار الذي دار حول الأوراق.
4. العمل ــ ما أمكن ــ على نشر النصوص التي فازت بالجائزة التقديرية طيلة عمر الجائزة.
5. إقامة مائدة مستديرة تصم كتاب راسخين من السودان والعالم العربي أو الأوروبي أو الأفريقي ــ إذا توفر هذا ــ لمزيد من الحوار الخلاق والمثمر بين الأجيال.
6. إعداد بيبليوغرافيا الرواية بالسودان بالتعاون مع الجامعات أو الجهات ذات الصلة تحت إشراف سكرتارية الجائزة.
لجنة التحكيم:

د. آسيا وداعة الله
دكتوراه في الأدب العربي الحديث والنقد.
أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية – جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا

د. مصطفى الصاوي
دكتوراه في النقد والأدب. مشرف أكاديمي في جامعة السودان المفتوحة

الأستاذ/ منصور الصويم
كاتب وصحفي


1 أكتوبر 2012م

خلونا فى المفيد؟؟؟ و بعيدا عن عقلية الهمز واللمز
الرواية التى اثيرعنها الكثير هنا فى المنبر هى ( قونقليزا ) لهشام ادم

Quote: المؤتمر العلمى التاسع والمصاحب لهذه الدورة كان محورة دراسات نقدية حول ادب الاستاذ الروائى والقاص ابراهيم اسحاق ولم يحضر المؤتمر نسبة لوفاة والده فى منطقة ودعه بغرب السودان لوالد الرحمة والمغفرة ولاستاذنا ابراهيم عظيم التجلة والاحترام

متوكل السلام عليكم
بسؤالى هل هى لجنة العام الماضي؟ لم أكن أقصد ها بعينها ولكن كان مقصد سؤالي هل اللجنة يغشاها التحديث والتغيير أى هل يذهب بعض أعضاءها وينضم إليها آخرون ؟
اما الشق الخاص بالروائي المتهم فهى كما تعلم حادثة وقف عليها الجميع

ما ذا تقول يا متوكل فى تلك اللجنة التى منحت الجائزة فى ذاك العام ؟

ألف مبروك وشكراً صديقي صلاح لإيراد الخبر

مبروك للحبيبة سارة الف مبروك
يا للجمال والروعة ان تصلالابنة العزيزة سارة الى مصاف هذه الجائزة واتمنى لها ان تحوز الاعلى
تحياتى لكما يا صلاح
والبركة فينا وفيكم فى الحبيب احمد الطيب
له كل الرحمة والمغفرة

سلامٌ ومحبة


نبارك لسارة الجاك وعادل سعد
فوزهما
ونترحم على الفقيد النبيل
أحمد عبد المكرم

شكراً صلاح

تحياتي واحترامي

ســـارة الجاك فى حوار تلفزيونى بعد اعلان الجائزة





الاستاذه زينب بليل الروائية




الاستاذ الشاعر عبد الله شابو

ســـارة الجاك فى حوار تلفزيونى بعد اعلان الجائزة





الاستاذه زينب بليل الروائية




الاستاذ الشاعر عبد الله شابو

ســـارة الجاك فى حوار تلفزيونى بعد اعلان الجائزة





الاستاذه زينب بليل الروائية




الاستاذ الشاعر عبد الله شابو

ســـارة الجاك فى حوار تلفزيونى بعد اعلان الجائزة





الاستاذه زينب بليل الروائية




الاستاذ الشاعر عبد الله شابو

ســـارة الجاك فى حوار تلفزيونى بعد اعلان الجائزة





الاستاذه زينب بليل الروائية




الاستاذ الشاعر عبد الله شابو

ســـارة الجاك فى حوار تلفزيونى بعد اعلان الجائزة





الاستاذه زينب بليل الروائية




الاستاذ الشاعر عبد الله شابو

ســـارة الجاك فى حوار تلفزيونى بعد اعلان الجائزة





الاستاذه زينب بليل الروائية




الاستاذ الشاعر عبد الله شابو