في مثل هذا اليوم كنّا في الغيب وشكراً لمن جعله لنا ذكرى وحسره

في مثل هذا اليوم كنّا في الغيب وشكراً لمن جعله لنا ذكرى وحسره


10-20-2012, 05:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=410&msg=1350748808&rn=0


Post: #1
Title: في مثل هذا اليوم كنّا في الغيب وشكراً لمن جعله لنا ذكرى وحسره
Author: البحيراوي
Date: 10-20-2012, 05:00 PM

هذه الأمسية بالنسبة لنا أهل السودان أينما وكيفما كنّا تُمثل ذكرى لحدث جلل كان له صُنّاع وآباء وضحايا وفوق ذلك ذكريات تتعدد مستويات الإحساس بها والتعاطي معها .
بالطبع صدق من قال من رأي ليس كمن سمع وأضيف لها من عاصر ليس كمن جاءته الذكريات عبر المشافهة ممن عاصر تلك الحقبة من تاريخ السودان الحديث .
ولعلي هنا أذكر استاذي أتاذ اللغة العربية بمدرسة خور طقت الثانوية المربي الفاضل يوسف محمد يوسف ونحن في المستوى الثاني من ثمانينيات القرن الماضي حين كانت مايو تترنح وشمسها قد دنت للغياب فوجد كثيرون فرصة العجز الذي لازم أيامها الأخيرة فإنهارت قبضتها الأمنية وتراخت في متابعتها لمن يعارضها ، بيد أنها لم تكن تعطينا عطلة عن الدراسة مثل ما تفعل في الخامس والعشرون من مايو إحتفاءاً بنفسها . فكانت حصة العربي هي أول حصة في ذلك العام الدراسي وتصادف ذلك اليوم مع ذكرى أكتوبر المجيد فخصص لنا استاذ يوسف بداية الحصة وجزء كبير منها لسرد أحداث ذلك اليوم وكيف أن الجماهير تحدت الدكتاتورية وخرجت لتهتف بسقوط الشمولية وتبارى شعراء ذلك الزمان في رسم وتجسيد تلك الملحمة السودانية وتجلى ذلك في الملحمة لهاشم صديق وفنان السودان العظيم محمد اللمين .
ونحن كنّا نتابع بإعجاب وشقف شديدين ذلك السرد مع استاذ يوسف حتى أعلن عمنا خالد عليه الرحمة نهاية الحصة بجرسه البايلوجي آنذاك وسرت فينا أحاسيس الثورة وكأننا نتغمص شباب وشابات ذلك العهد الثوري الذي صنعه أبناء السودان .

ونحن في تلك النشوة من إنشراح وإندياح أستاذ يوسف في التعبير بالزهو بما صنعة ابناء السودان من معجزة في ذلك الزمان . كانت الأسئلة تتدفق علينا من كل حدبِ وصوب عمن هم الآباء ووقود تلك الثورة العظيمة !!! وكيف إنتهت في براثن مايو من جديد ؟ وصعد نجم السودانيين من بركان ثورى آخر حين إنفجر قي أبريل ضد مايو فسقطت كما حطام السفينة بفعل ثورى أخر سبق الربيع العربي الحالي بكيفية وزمان أبعد مما نراه الآن .
ولم نهنأ كثيراً برياح الثورة السودانية الأبريلية حتى جثمت فوق صدورنا الإنقاذ بذلك الإنقلاب غريب الأطوار كما هو معلوم بالضرورة ثم ما لبث أن جرت مياه غزيرة تحت جسور السودان المتعدده حتى اليوم فتبدل من تبدل وخرج من خرج وظل من ظل !! ثم بقيت ذكريات الثورات السودانية تتداولها الأجيال والجهات بكثير من الكلام وقليل من التقييم الحقيقي .
ويقيني أن هناك من هم من زملاء المنبر من لديهم الحضور الذاتي والتاريخي في تلكم الأحداث الجسام التي جرت على السودان في ثوراته الموؤدة !! وليس كل عناصر الثورات السودانية وجدت مساحة للتعبير عن دورها في صناعتها وخسارتها في آن واحد بينما النخب والقوى السياسية التي ساهمت في الصناعة والخسارة لم تُحاسب بعد !!

على القرشي الرحمة وكافة شهداء تلك العهود والأمل يسكننا بثورة جديدة بفهم جديد يا قوى يا عزيز

بحيراوي