الموتي والاحياء في جاليات المهجر الامريكي

كثير من الناس يعيشون علي هذه الارض و لكنهم اموات في عرف
اهل العلم و المعرفة.فالنصابون المحترفون احياء في نظر انفسهم و لكنهم اموات في نظر ضحاياهم...والسكاري علي الدوام عيشتهم رهينة
الساعات التي يمضونها في الصحو....اما الحشاشون علي العكس , فهم
احياء طالما ظلت السيجارة متقدة و الشيشة عامرة و الكحة مستمرة..
المقامرون يعيشون لحظات الربح و لكن ساعات الخسارة هي الموت
بعينه...الحاسدون اموات في ثياب احياء..ال ( الوطنجيون) وال
( الثورجيون) يعيشون ساعات المظاهرة لكن مع انتهائها يوسدون
التراب, فيموتون دون ضجة بانتظار مظاهرة اخري...

وعلي مر التاريخ كان هناك من يدعي انه يمتلك زمام امر الناس وان
مصائرهم وحيواتهم رهن اشارة من اصبعه او زنده ... وكان هنالك
علي الدوام من يصدقه وظلوا كذلك الي ان ظهرت اجهزة المخابرات
الحديثة فاعطتهم صلاحية احياء الناس او اماتتهم و ظهرت علي الفور
مصطلحات مثل الشفافية والديمقراطية ومكافحة الارهاب والشيوعية
والايديولوجية والجيوبوليتكية والجاسوسية..
ومن الغرابة بمكان ان ينتصر لاؤلئك الشاذين في المجتمع اناس يمكن
يبيعوا كل شيئ لقاء حتي مجرد وهم او وعد بتحسين الاحوال...
ومن هذا المنطلق يصير النصاب شريفا و المدعي الاجوف قائدا
مرموقا وتصبح اللصوصية والتسلق ذكاء ونباهة ويسمي الامي
وشبه الامي ( ناشطا) في مجتمع نخره السوس وانتشر فيه هؤلاء
واؤلئك انتشار البثور علي الوجه الحسن فغدا دون وجه او هوية..
وهم بذلك يعطون وجها قاتما للبؤرة التي نعيش فيها...لاننا اوصلنا
انفسنا الي هذا الدرك فان كل شيئ اصبح معكوسا , اذ يسابق الاعرج
ويتقدم صفوفنا الابلد..
وبما ان اعلاهم صوتا اضعفهم حجة..فان اولئك النفر من المصفقين
تغدوا عقولهم اصغر من عقول العصافير فهم مع الموجة يغنون
ويهزجون ومع الصراخ ترتفع وتيرة التصاقهم بالدابة التي تقودهم..
وجلهم في ذلك الامر يظنون انهم وصلوا الي قمم السحاب .
قد يسال من لا يعرف هذا المقام عن اولئك فسوف يجدهم ينخرون
جالياتنا وتجمعاتنا , يخلخلون الاعمدة و يقتلعون الاوتاد..فهم في
مقدمة الصفوف قسرا, يصحبون الاموات الي قبورهم بدعاوي الترحم
عليهم...وتراهم في الحفلات والاحتفالات يسدون الافاق ويزاحمون
الناس بالكتوف و يصدعون الرؤوس بالغث من الكلام ... وفي
الاعراس هم صانعو التاريخ ... مع ان اوزانهم جميعا لا تزيد علي
قيراط من الحجارة المتاكلة ولكنهم اذا جلسوا الي من لا يعرف حقيقتهم
تظاهروا بانهم بناة عصر الحرية وانهم قيادة مرتجاة لهذه الامة المنكودة
وان سفر الخلود قد اقيم علي كواهلهم, فان تخلوا عنا ربما نموت دون
ان يودعنا احد..لقد شبعنا من هؤلاء و اجمل ما يمكن نقدمه لهم زوجا
من الاحذية المهترئة والتي لو ضربت بها رؤوسهم العطنة لصاح
النعال باي حق اضرب..انهم بؤر الشر و سوء الطوية ونبذهم واجبا
اخلاقيا ووطنيا بل و انسانيا في المقام الاول...

", يخلخلون الاعمدة و يقتلعون الاوتاد..فهم في
مقدمة الصفوف قسرا, يصحبون الاموات الي قبورهم بدعاوي الترحم
عليهم...وتراهم في الحفلات والاحتفالات يسدون الافاق ويزاحمون
الناس بالكتوف و يصدعون الرؤوس بالغث من الكلام ... وفي
الاعراس هم صانعو التاريخ ... مع ان اوزانهم جميعا لا تزيد علي
قيراط من الحجارة المتاكلة ولكنهم اذا جلسوا الي من لا يعرف حقيقتهم
تظاهروا بانهم بناة عصر الحرية وانهم قيادة مرتجاة لهذه الامة المنكودة
وان سفر الخلود قد اقيم علي كواهلهم, فان تخلوا عنا ربما نموت دون
ان يودعنا احد..لقد شبعنا من هؤلاء و اجمل ما يمكن نقدمه لهم زوجا
من الاحذية المهترئة والتي لو ضربت بها رؤوسهم العطنة"

هشام عثمان سلامات ياخ
الواحد ليهو زمن ما قرا صفعة فى "قفا" كضابين الزفة...
لكن الاولى بالصفع ياصديقى ثلة الصامتين ومطأطئى الرؤوس الذين وسعوا لهؤلاء بنفاقهم ومصالحهم الصغيرة.

تحياتى

Quote: لكن الاولى بالصفع ياصديقى ثلة الصامتين ومطأطئى الرؤوس الذين وسعوا لهؤلاء بنفاقهم ومصالحهم الصغيرة.

You said it right ya محى الدين ابكر سليمان....
and add to them the bystanders, who by their coward silence let those scumbags continue their parasitic ugly act...

Thanks ya Doctor for sharing your thought on one of the most factors in dragging us down...

mohamed elgadi

دكتور هشام
سلامات
وبينما انا مغادرا ارض الوطن ( طالما ان الموضوع لة علاقة بالمهجر والموتي والاحياء منهم!!! ) ...سلمني احد الرفاق دفترا ( سجل بة ما كان يخصنا علي كل الاصعدة ) وفي تقدير صديقنا هذا وتعريفة للموت
انة ظاهرة يترك فراغا في غرف المنزل وباطنة في غرف الروح !!!!!
غرف الروح هذة
اعتقد ان صديقنا اياة كان يقصد بها ( اثر هولاء الموتي في بعث الروح علي من بقي علي قيد الحياء؟؟؟)
ويا زول دمت طيبا....

دكتور هشام
كثير من الناس يعيشون علي هذه الارض و لكنهم اموات في عرف اهل العلم

لا حياة ولا موت نحن بين الاثنين

الاستاذة هدي...تحياتي وشكرا لمرورك من هنا..
الموت في عرف اهل الباطن من المتصوفة هو ميلاد في حيز جديد..
موتانا في هذا المقام هم حفنة من الشخصيات الماساوية التي جعلت
صنعتها الاساسية ان تمني النفس بالاماني البعيدة.. فئة استمرات
تسلق حوائط العمل العام مع ان الواحد منهم قد عجز في حياته الفعلية
حتي عن قيادة امر نفسه الواحدة.. يرهقون انفسهم صعودا اذ اقعدهم
فقر الخيال و انسداد البصيرة عن تبصر الممكن والسعي العقلاني
لاتحقيقه, وادراك المستحيل و النائ بالنفس عنه...

((وبينما انا مغادرا ارض الوطن ( طالما ان الموضوع لة علاقة بالمهجر والموتي والاحياء منهم!!! ) ...سلمني احد الرفاق دفترا ( سجل بة ما كان يخصنا علي كل الاصعدة ) وفي تقدير صديقنا هذا وتعريفة للموت
انة ظاهرة يترك فراغا في غرف المنزل وباطنة في غرف الروح !!!!!
غرف الروح هذة
اعتقد ان صديقنا اياة كان يقصد بها ( اثر هولاء الموتي في بعث الروح علي من بقي علي قيد الحياء؟؟؟)
ويا زول دمت طيبا.... ))



الحبيب .. ابو النجا..
ربنا يكتب سلامتك حلا وترحالا.. وانت عارف طبعا اننا حانفتقدك
وسيظل مكانك شاغر الي ان تعود..
الشاعر عاطف خيري عرف الموت تعريف بديع وطريف في ان
(( الموت ان يستلقي الرجل بعيدا بينما حذائه جالس بالبيت))...

العزيز د.محمد القاضي
طبعا ال bystanders والجالسون علي التلة يشاهدون الحريق
مواقفهم مخذية و ضارة وهم كعب اخيل منظوماتنا ولكن احيانا قانون تناقص الغلة في الاقتصاد ( العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة ) ينطبق هذا القانون
علي البشر كما ينطبق علي السلع..
دمت بخير

Quote: ثلة الصامتين ومطأطئى الرؤوس الذين وسعوا لهؤلاء بنفاقهم ومصالحهم الصغيرة.

الرفيق الاعز/ محي الدين ابكر.. التحايا و الاشواق
هؤلاء منهم من زهد ومنهم من جبن ومنهم من غرق في وحل المجاملات
بميوعة عاطفة سودانية حتي تكاثرت ونمت واستطالت هذه الفطريات
واضحت اغلبية.. وقديما قيل ان عشرة حمقي هم عشرة حمقي , ومئة
احمق هم مئة احمق ولكن عشرة الاف من الحمقي هم كتلة جماهيرية.


او كما قال الامام علي: الرجرجة قوم اذا اجتمعوا ضروا, واذا تفرقوا لم
يعرفوا...