الجزيرة أخرجت ( المهووسين) من جحورهم ولكن لمصلحة من؟

حدث ذلك في ظرفية زمكانية ذهبية تشهد فيها المنطقة ضعضعة سياسية كبري قدمت اليهم ( الجزيرة) بتقنياتها وامكاناتها المادية والفنية المهولة كوسيط اعلامي له الصوت الاعلي في المنطقة كل المغريات و مشهيات الاستحواذ علي السلطة وهو ما حفزهم للخروج من جحورهم السرية لتحقيق احلامهم القدسية في دولة الاسلام الكبري وقد وجهتهم توجيها ذكيا عند ظهور ارهاصات الثورة اي ما اسموه ب ( الربيع العربي) لسرقتها وقد نجحت في احداث الاختراق المطلوب ونجحوا في المهمة ( المقدسة) وحازت بسبب ذلك ثقتهم واستطاعت ان تلتقيهم بعد ذلك في مخابئهم وجحورهم بعد ان وصلتهم فيها بكل يسروهي تجري اللقاءات الحساسة مع اخطر كوادر الهوس الديني في المنطقة حيث من الممكن الان رصدهم بكل سهولة عند اللزوم بعد ان بانت ( عوراتهم) ولكن لمصلحة من...هل لمصلحة حكام (الحاضنة) ام لمصلحة ( المهووسين) أم لمصلحة شعوب المنطقة ام لمصلحة اخرين من اصحاب اجندات كبري؟

؟

من وجهة نظري ان (الجزيرة ) نجحت في انجاز امر هو لحد ما لمصلحة المنطقة كلها اي فتحت القمقم حيث يختبئ (العفريت) الذي كان جله مختبئا مدفونا لاسباب امنية تحت الارض وسرعان ما خرج منها بسبب هذه المشهيات المشبعة لاحلامه في انجاز (المدينة الفاضلة) وقد عرفتنا بشكله وحجمه وقوته ووسائله وبقية احلامه وأوضحت لنا في بعض من ملامحه عجزه البائن لاول وهلة في ادارة الدولة بتفاصيلها ودروبها الشائكة والوعرة التي ستمتحن شعاراته وصدقيتها في محكات معلومة وهو امر مفيد لقوي الاستنارة في الضفة الاخري للتعرف علي طبيعة خصمها( العفريت) ومكامن ضعفه وشروره حتي تستطيع صرعه سياسيا وفكريا في سياق الصراع السلمي الديموقراطي
الذي ينبغي ان يدجن بالياته ( العفريت) ويحجمه في حجمه الطبيعي تحت الشمس كي لا يرجع الي القمقم مرة اخري وحتي لو رجع لن يكون مؤثرا في اي حراكات مستقبلية لانه قد انفضح أمره ولن يفيده الرجوع الي القمقم سوي
انه سيعبر عن فشله المدقع في عجزه عن المواجهة للآخرين تحت الشمس لانه تأكد لكثير من المخدوعين والمضللين بخطابه انه لا يملك الصدقية في الحلول ولا يملك سوي شعارات للتضليل كي يصل بها الي السلطة وعندما وصل السلطة عجز في تحقيق الحلم ولذلك مهما طال رقاده مرة اخري لن يحقق سوي تكرار الفشل وفاقد الشئ لا يعطيه.
وايضا أفادت ( الجزيرة ) اصحاب الاجندات الكبري في المنطقة بأن منحتهم فرصة تاريخية نادرة في التعرف علي هذا ( العفريت) بكامل تفاصيله بالصوت والصورة واللون وهو امر سيجعلهم يبنون استراتيجياتهم الطامعة في المنطقة
بناء علي خلفية إدراكهم الجديد لطبيعة هذا ( العفريت) وبالتالي سيوظفونه بكل وسائل التدجين لتسخيره في تنفيذ بعض اجنداتهم والتي حقق كثيرا منها في هذا الحراك الثوري في المنطقة وهو ما اسماه اصحاب الاجندات الكبري بالربيع العربي ولكني اقول انه (الربيع الغربي) لانه ربيع جاء في مصلحتهم بالدرجة الاولي محققا لكثير من تطلعاتهم الشرهة في المنطقة واما في المنطقة العربية لا اعتقدانه اكثر من ( ابو الضليل) اي مجرد سحابة صيف عابرة وبعد ذهابها لن تحصد المنطقة منها غير الفشل والخراب ولكنها حتما ستتصدي لهم لطالما خرجوا الي دائرة الضوء حيث لا تستطيع العيش فيه الخفافيش!
واما الفائدة التي ستجنيها حاضنة ( الجزيرة) وهي فائدة مادية ومعنوية عظمي ستعزز مكانتها لدي اصحاب الاجندات الكبري كأعظم وكيل في المنطقة يجسد تطلعات واحلام الكبار العظام في المنطقة وهو امر يعطيها الحظوة الكبري من بين عشرات المتقربين ملقا وزلفي من الواقفين في طابور الطاعة والولاء لكسب ود جبابرة العالم الكبار.



 

اتمني ان اطلع علي وجهات نظر اخري مغايرة حتي نستفيد من التثاقف في هكذا امور عامة تهم الجميع المتساكنين في هذا الوطن البيت الاكبر بلا استثناء في تحقيق تطلعاتهم الخاصة والتي حتما ستتأثر بهذا الحراك حتي لو ادمنوا الفرجة التي لن تعفيهم عن ضرورة الالتزام بالاهتمام بامر البيت الكبير حيث ملزمون بكل مخرجاته ولو كره المتفرجون حيث ستتأثر احلامهم الصغيرة بهذا الحراك وهوبالتالي امر له تداعياته وآثاره المباشرة علي بيوتاتهم الصغيرة والتي ليست أكثر قداسة من البيت الكبير ( الوطن) لانه بانصلاح احواله تنصلح احوال بيوتاتنا الصغيرة وليس العكس وهنا مكمن الوطنية الحقة.