مرحبا باتفاق الدولتين ، ونتمنى له الصمود

لاغنى لشقي السودان عن بعضهما هو ما أكّدته كل شواهد ما بعد الانفصال ،، فكلاهما يحتاج الآخر وكلاهما لاينفصل عن الآخر .
المضحك المبكي في الاتفاق أن طرفي الموضوع هما صانعا المشكلة وابطالا بالحل غير أن الشمال بالفعل يحتاج الاتفاق كما الجنوب ، فتوقف التدفق النفطي ، وخنق التجارة البينية أضرا كثيرا باقتصاد البلدين وكان لهما الأثر البالغ في الحياة المعيشية العامة
ونواصل ....

الاتفاق كان شجاعا جدا رغم أنه ولد تحت عدة ضغوط منها الاقتصادية ومنها مواجهة العقوبات إضافة لضغط الإنفاق الحربي ، ما جعلنا جميعا نتساءل ما إن كانت الضغوط أم القناعات هي السبب الرئيسي في توقيع الاتفاق

ونواصل ....

إتفاق الضغوطات لن يصمد ولكن اتفاق القناعات يحمل كل مقومات الصمود ..
لقد لفت نظري إهابة والي العاصمة المتكررة في قنوات التلفزة بالجمهور للذهاب لاستقبال البشير في المطار ، وهي إهابات منعت المراقبين من قراءة حالات التدفق العفوي الذي يعطي مؤشرات قرائية مختلفة للاتفاق ، فقد تم حشد القوى السياسية والحزبية لاعطاء الاتفاقية دعمها السياسي ولكن هل ستصمد الاتفاقية ؟؟؟

ونواصل ...

.

رغم دعمنا الكامل للاتفاقية إلا أن الشكوك لازالت تساور كل مراقب حول صمود الاتفاق ، خاصة في أول وأهم بنودها وهو فك الارتباط بين الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب وربيبتها قطاع الشمال ، وما إن كانت دولة الجنوب ستغامر بالتضحية بحركة قطاع الشمال التي تخوض مع الحكومة حروبا ضارية في جنوبي كردفان والنيل الأزرق ما يفقدها مصداقيتها أمام حلفائها الآخرين في أبيي والمناطق الحدودية الأخرى وجبال النوبة ومختلف المناطق الحدودية المتنازع عليها ما يجعل الأمر أقرب للانتحار السياسي الغبي ؟؟؟

ونواصل ...

التيارات المتشددة في الشمال والتي ترفض أي تقارب مع حكومة الجنوب ومنها تيار ات قوية محسوبة على المؤتمر الوطني كمنبر السلام العادل وغيره ، هل ستصمت وتدع الاتفاق يمر بسلام لاسيما وأنها تمرّست ونجحت في إفشال أكثر من قمة سابقة بين سلفاكير والبشير بطرق مباشرة وغير مباشرة

ونواصل ...

المناطق الحدودية المتبقية بقبائلها المتفلتة ومصير تحكيمها المجهول ، إضافات لما ولدته أحداث الفترات الماضية من أحقاد وثأرات وتصنيفات بين القبائل ، هل ستوفر تلك القبائل جوا ملائما لصمود الاتفاق ؟؟؟

غياب الخطة الحكومية الواعية من قبل الحكومتين في خطط المحافظة على صمود الاتفاق ، فالحكومتان كانتا تفكران بعقل ( الزنقة ) وهما توقعان على الاتفاق ، ماجعل كل طرف يقدم تنازلات مواقفية قد تكون مؤلمة ، ولم تتطرق أية حكومة لما بعد الاتفاق واكتفت بالتغني بمحاسنه وتمجيد قدراته الخارقة للخروج بالحكومتين من المأزق الاقتصادي
ونواصل ....

لو لم تتم إحاطة الاتفاق بدعم شعبي مطلق ويتم تشجيع قيام منظمات مجتمع مدني تهدف للاشراف والمتابعةوالمحافظة على صمود الاتفاق فإن الاتفاق لن يصمد أبدا ، ومن مصلحة جميع الأطراف أن يصمد الاتفاق على الأقل حتى تنفرج الضائقة المعيشية التي يعيشها شعبا الدولتين ، وحتى يتمكن السودان الشمالي الذي لازال يئن من ثقل عقوبات دولية ظل يرزح فيها منذ أمد من كسر طوق العقوبات عبر تنشيط التجارة البينية مع الجار الجنوبي الخالي البال من عقوبات دولية قائمة أو محتملة ، وهذه النظرة كانت تصاحب المفكر الاستراتيجي الشمالي في فصل الجنوب ، ومهما كان رأينا حولها فإن الجنوب قد إنفصل والبكاء على اللبن المسكوب لايجدي نفعا ، فدعونا من أجل السواد الأعظم من أهلنا أن نحاول الاستفادة من كسر تجربة العقوبات عبر لجنوب هذه المرة باستراتيجية أفضل ونظرة سياسية ثاقبة

ونواصل ....

بالتأكيد الاتفاق لم يكن سهلا كما يظن البعض ، وبالتأكيد دخلت فيه الروح المجتمعية السودانية قبل السياسية ، وهذه هي الخطورة ، فالروح الاجتمعاية السودانية روح حيية تعودت على لمجاملات حتى لو كانت تسبب ضررا ، والروح المجتمعية السودانية هي ما أوقعتنا في شرور الاستفتاء بنيفاشا والذي انفقست بيضته عن دولة أخرى قائمة ، وخوف كبير من دويلات تتبع

ونواصل ...