Post: #1
Title: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشير
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-10-2012, 11:30 AM
Parent: #0
التجاني يوسف بشير 1910 أو 1912 – 1937م
الاحتفاء والاحتفال بصاحب إشراقه، الشاعر الفذ التجاني يوسف بشير واجب يقتضيه الوفاء .. ورغبة لبعث العبقرية الشعرية البكر في وطن تتناوشه المحن الجسام. شكراً الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد .. فقد ظلت مطالبتك في خيط ذكرى الشاعر محمد عبدالحي بأن اقترع خيطاً بمناسبة مئوية صاحـب إشراقه تصيح بي. غير أن سؤال هل أستطيع؟ قد عصف بذهني، ولا أمتلك أدوات بعض الوفاء لمثل التجاني مما جعلني أتردد في فتح هذا الخيط المرة بعد الأخرى. التجاني عالم من الفلسفة والشعر الرقراق .. وقد حلت مئوية مولده . ولد في العام 1910 أو 1912م وعاش لـ 27 أو 25 عاماً .. وجاء العام 2012م ومرور مئة عام على مولد التجاني .. فاليحتفل أهل السودان بهذه الذكرى العطرة .. ذكرى هذه الروح القلقة المبدعة :
أنا إن مت فالتمسني في شعري تجدني مدثرا في رقاعه
|
Post: #2
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-10-2012, 11:39 AM
Parent: #1
إن صح مولد صاحب (خلوة الصبي ) التجانى يوسف البشير العام 1912 على خلاف فى ذلك!!! يصادف هذا العام الميلادى 2012 الذكرى المئة لميلاد هذا العبقرى الحاذق البصير بالقريض كماوصفه خدنه شيخ شعراء السودان عبدالله الشيخ البشير (توفى العام 1994)فى حديثه القديم ببرنامج (من الأدب القومى) الإذاعى والذى شاء حظه (الضمير يعود لصاحب إشراقة رحمه الله )العاثر أن يكون إنتماؤه لأمة جاحدة فظة غليظة القلب مثقوبة الذاكرة هى الأمة السودانية التى لاتحفل كثيرا بمولد او حياة او رحيل مبدعها مهما تعاظمت عبقريته الجماليه فى عصر لا يشهد كثيرا ميلاد شاعر-حسب شهادة إبن خلدون السودانى للسمندل محمد عبدالحي(1944-1989)- (أنظر صحيفة السياسة السودانية 1987) فى قامة صريع الغوانى والجمال التجانى يوسف البشير (1912-1937) كمايتجلى الأن فى الساحة الشعرية السودانية العقيمة والركيكة رغم نعيق الفضائيات ونهيق المهرجانات وعواء الصحف السوداء(حسب قاموس إبن بيرق فى رثاء المجذوب )
من مثالب صاحب (إنشودة الجن ) التجانى (1912-1937) مولده فى أمة جاحدة وضحلة الذاكرة هى الأمة السودانية عبر حقبها المختلفة !!!لكن رغم ذلك صرف المولى-جل شأنه - عبر التأريخ الجمالى للسودان القديم نفرا صالحا (كجن الأحقاف ) من قومه عملوا ماوسعهم قديما رغم عدم وجود ثورة المعلومات الحالية وقتها على إضاءة شموع على قبره الموحش (الضمير يعود للتجانى ) فذاكرة التأريخ الشعرى السودانى على ضحالتها حفظت لنا أن جماعة الأدب السودانى برئاسة شيخ شعراء السودان المعلم والشيخ المعمم صاحب مطولة (المسيد)عبدالله الشيخ البشير(حدق فى الموت العام 1994) وصحبه قد أنتبهوا لتخليد التجاني يوسف بشير العام 1962 حين مر ربع القرن على رحيله الفاجع العام 1937 بداء الرئة (داء الشعراء الرومانسيين فى ملل ونحل وأمم مختلفة فأذكر التونسى الشابى والمصرى الهمشرى والرومانسى الإنجليزى السادس جون كيتسJohn Keats والذى حول قومه أصحاب الذاكرة الحية نزله القديم شمال غرب لندن إلى متحف ومزار يقصده المحبون من كل فج عميق ليشهدوا نتفا من مخلفاته كماخلدوا منزلا قديما كان يقم به مع صديق له جنوب جسر لندن بمنطقة Southwark وللتذكير شهد الربع الثالث من هذا المنبر العام الماضى 2011
شكرا محمد عبدالجليل على الذاكرة الوفية وللذكرةى شهد الربع الثالث للمنبر العام الماضى 2011 بوستا هاما لمحمد عبدالجليل إحتفالا بذكرى (صاحب حديقة الورد الأخيرة ) محمد عبدالحي وفيه جرى ذكر لذكرى مئوية التجاني الأولى(1912-2012 ) ويامحمد عبدالجليل دعنا (نكسر قبر التجانى )
|
Post: #3
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-10-2012, 12:01 PM
Parent: #2
تحية مجددا محمد عبدالجليل فى مئوية التجاني (1912-2012)
وللتذكير فقد قام الكاتب والدبلوماسى السودانى د.خالد محمد فرح فى مقال قديم ممتع بموقع سودانايل فى يناير 2012 بالتذكير بذكرى مئوية التجانى حين قام بجرد الأحداث الثقافية الهامة فى هذا العام 2012 ومنها مرور قرن على مولد التجانى...
ود. خالد محمد فرح سفير السودان بأرض بودلير وموليير وهوغو كاتب راقى يكتب فى الأحداث (يحزننى توقفها كرها) وسودانايل ويبدو من عمق وسعة مرجعيته وتعدد موضوعاته وتنوعها أنه ينتمى لطائفة نادرة من الدبلوماسيين السودانيين أنقرضت الأن ويندج تحت رايتها قديما المفكر الكونى جمال محمد احمد الذى تمر مئويته الاولى بعد نحو 4 اعوام و محمد المكى إبراهيم (له عدة مقالات فى مرور نصف قرن على وفاة التجانى )...صلاح احمد إبراهيم (له دراسة عن التجانى فى ربع قرن على رحيله ")وعمر عبدالماجدو نورالدين ساتى فله التحية فى ذكرى التجانى . كما قام موقع سودان للجميع بتكريس بوست نادر ورفعه فى الأسبوع وع الاخير لشهر شباط 2012 إحتفال بمئوية التجانى وتخصيص صفحات لجزء من خرائده
فلتكن دعوة مفتوحة لقراء البوست لزيارة صفحات التجانى يوسف بشير بسودانفور اول وهو موقع رغم (الحدة ) يمتاز بكتابات نوعية تتجلى فى رسومات الاستاذ عبدالماجد محمد عبدالماجد (ليس عضو بهذا المنبر ) على الموبايل وكذلك ذكريات إرثه الشفاهى وهو اى عبدالماجد خلطه معرفية نادرة تتكون من التعليم والفنون والموسيقى والشعر يسبقها التواضع الشديد فى عصر متكبر .. كذلك يعج سودان فور اول بكتابات (بالقطارة ) لكنها راقية وممتعة لأبعد درجة للقاص المقل عادل القصاص (مقيم بملبورن باستراليا ) أرجو زيارة هذا البوست الشهير بسودانفور اول فى ذكرى مئوية التجاني
|
Post: #4
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-10-2012, 12:22 PM
Parent: #3
المقتبس أدناه بشرى طيبة من البروف :عبدالله على إبراهيم بقرب صدور طبعة منقحة من ديوان إشراقة (الذى احطوطب بعد أن أعشوشب) او كماقال فى مقاله القديم عن التجانى ب( أنس الكتب ) صد العام 1985 عن دار نشر جامعة الخرطوم (لها الرحمة فى ذكرى مئوية التجانى )
Quote: ##كنت استنكرت، وأنا غي غيبتي الشيوعية، البؤس الذي انتهى إليه ديوان التجاني يوسف بشير "إشراقة" من خلال هرج الطباعة وأوهامها. وكتبت مقالة في المعنى صوبت ما استطعت من تلك الأغلاط. وكان عنوانها "كيف احطوطب عشب إشراقة؟" ناظراً إلى بيت للمحجوب. ثم حدث أن عثرت أسرة التجاني في منتصف السبعينات على مخطوطة للديوان بخط التجاني. ورأينا فرج تخضير "إشراقة" بها. وتناصرنا على العمل عبد الحي وأنا. ثم أصابت عبد الحي نازلات. وتفرقنا. وعلمت من عزيزنا المجتبى في المجلس القومي للفنون والآداب أنهم أما فرغوا من طباعة النص الصحيح أم في طريقهم. وهذا نبأ سعيد. ووجدت من قريب من صوب من الديوان البيت القائل: أصنغي أيتها الشمس الأهلة وأنفخي من روحك الطاهر فيها وقفي مزهوة منها مدلة موقف المُطفل من غربتيها والصحيح "غُر بَنيها" وهو أصغر بنيها. والمطفل هي الأم. ولا معنى لغربتيها فتأمل. هل ستصدق أيها القاريء إن قلت لك إننا طبعنا تصحيحي لديوان التجاني على رونيو الشيوعيين السري؟ واللا نحن شيوعيين السكرتير العام! |
المصدر : سودانايل قبل أيام عديدة والإشارة جرت فى سياق مختلف يهمنا منها قرب صدور إشراقة منقحا
|
Post: #5
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-10-2012, 01:14 PM
Parent: #4
قال صاحب "إشراقه " التجانى يوسف بشير وهو " بصير بالشعر" في خريدته الموسومة " على قبر حبيب" مخاطبا "جدثا" بصوره مجاز مرسل علاقته المحلية أو النسب :
يا رقه في الثرى تذوب ونضرة للردى تنشر وفتنة هاهنا تغيب وعالما من الهوى تكسرا أأنت عوفيت يا****** ذاك قبر الحبيب "يكسرا"! وكل حصبائه قلوب تموج من حوله وتزخر ! *** هنا جمال الحياة يطوى هنا عيون الهوى تنام هنا سهام الفضاء نشوى وها هنا طاسه ووجام أصاب رماحه وأشوى فعوجل الشرب والمدام وهذه كأسه تروى من خمرها الأرض والرجام
إلى أن يقول "سقت قبره الرياح " مخاطبا صاحب " الجدث": يا لوعة تملأ الصحارى وطلسما يزحم القبورا كيف اتخذت العراء دارا ولم تكن تأمن القصورا؟ وكيف أقطعتها ديارا وكيف وسدتها الصخورا ! وكيف تستنفر العذارى ينثرن من حولك الزهورا !!• "أنظر ديوان إشراقه صفحه 141 وما تلاها – الناشر دار البلد – الخرطوم -1999 • *تنبيه: أسقطت عمدا كلمه من قصيده التجانى اعلاه لورودها بصوره خاطئه بالديوان الأمر الذى يؤكد صحه مقوله العالم الجليل برفسر عبدالله على ابراهيم فى كلمته القديمه عن التجانى ب"انس الكتب" التى تؤكد كيف " احطوطب "اشراقه" بفعل الطباعه الفاسده بعد ان أعشوشب!!! نأمل فى إصدار الطبعة المنقحة من إشراقة تدارك مثالب الطباعة الفاسدة علما أن شاعر أمتى محمد المكى إبراهيم رشح فى مقال القديم ( التجانى هل سيبقى معنا نصف قرن أخر ؟؟؟ بجريدة الأيام 1987 رشح صاحب المسيد (عبدالله الشيخ البشير ) شيخ شعراء السودان لتولى تنقيح طبعة جديدة من إشراقة لكن شاء المولى ان يحدق شيخ عبدالله فى الموت قبل تحقيق تلك ألأمنية العزيزة
|
Post: #6
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-10-2012, 02:14 PM
Parent: #5
رحم الله التجاني يوسف بشير ورحم الله الشيخ عبدالله الشيخ البشير ..
تحياتي لك يا أحمد الأمين وأنت تعود بقوة لخيط مئوية التجاني تنثر الإشارات العميقة لما كتب في سودانفوراول وسودان نايل وغيرهما من المواقع الجادة ولمقال د. عبدالله علي إبراهيم ووعده بقرب صدور طبعةمنقحة من ديوان إشراقة. لعلك تهيء لخيطي المتردد ليصبح إضافة توثيقية حقيقية لشيخنا التجاني .. ولن أعبأ بقول صديقي جعفر بأن الوقت غير مناسب فلو كنا نحسن توثيق وقراءة مبدعينا لدرءنا عن بلدنا مواسم الجراد، فالتسر الخيوط كلهامئوية التجاني وإنتفاضة يونيو/يوليو .. وسؤال لماذا أصبح السودان دولتين والحرب مستمرة والضرائب تلهب ظهور أهلنا ورمضان على الأبواب .. ولا زال الحنين ..
فالنوثق جهد القدرة .. وللوطن رب يحميه وشعب خلاق
|
Post: #7
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-10-2012, 06:12 PM
Parent: #6
تحية محمد عبدالجليل فى ذكرى مئوية التجانى وأسعد بالتردد كثيرا على خيطك التوثيقى فى ذكرى التجاني
Quote: ولن أعبأ بقول صديقي جعفر بأن الوقت غير مناسب فلو كنا نحسن توثيق وقراءة مبدعينا لدرءنا عن بلدنا مواسم الجراد، فالتسر الخيوط كلهامئوية التجاني وإنتفاضة يونيو/يوليو .. وسؤال لماذا أصبح السودان دولتين والحرب مستمرة والضرائب تلهب ظهور أهلنا ورمضان على الأبواب .. ولا زال الحنين |
أنا كذلك لن أعبأ و الوقت غير مناسب فى مئوية التجانى (1912-2012 ) نستعيد تأمل مقال قديم –متجدد للروائى والمؤرخ الإجتماعى الثبت شوقى بدرى - سادن الذاكرة الجغرافية والأخلاقية والنفسية القديمة والحديثة لمدينته ومدينة التجانى يوسف بشير أم درمان - رغم عدم عضويته أى شوقى بالمنبر لكنى أتابع كتاباته بمنابر ومواقع أخرى وهى كتابات رغم سرعة إيقاعها أحيانا – كتابات جزلة تثرى المعرفة أينما كانت وهى بمثابة البعاق (بضم الباء) عهد هرون الرشيد وسطوة بغذان \بغدان \بغداد يأتينا خراجها كقراء حيثما كتبها !!!!!و كماقال الرشيد عهد سطوة بغذان . شكسبير وادي النيل التجاني يوسف بشير شوقي بدري Quote: صادف ان شاهدت يوم الثلاثاء 25 سبتمبر حلقة عن الشاعر السوداني التجاني يوسف بشير. ورجعت بي الذاكرة الى موضوع كنت قد كتبته قبل عشرة سنوات و نشر في جريدة الخرطوم . وأول من حببنا في التجاني يوسف بشير هو أستاذنا في مدرسة الأحفاد وصديق التجاني ورفيق دربه الأستاذ الشاعر الرائع والفيلسوف والدرويش المتجرد عبد الله البشير مؤلف نشيد الأحفاد الذي كنا نبدأ به اليوم الدراسي :
فتية للعلم في الأحفاد يحدونا الأمل للعلا للمجد للأخلاق نسعى لا نمل للإخاء الحر نسعى للتفاني في العمل شعل كالشهب نمضي في احتقار للكسل
وهو كذلك مؤلف نشيد النفير الذي كان يردده كل السودانيون بعد الاستقلال :
بيدينا نبنيك يا بلدنا اقسمنا لازم نبنيك صممنا وحبك يسندنا بأرواحنا والمال نفديك وطن أجدادنا يا بلدنا مثوي أولادنا يا بلدنا فيك أمجادنا يا بلدنالم أري أحدا مسكونا بحب التجاني وتقديسه مثل الأستاذ عبد الله البشير والذي علي تمكن من الذهاب إلي مصر والدراسة في دار العلوم و هذا ما لم يفعله التجاني.
أحمد التجاني يوسف بشير الكتيابي من بيت الكتيابي , بيت ديني كبير في أم درمان . ولد سنة 1910 وهو يمثل العقد بعد توفيق صالح جبريل ، وعقدين بعد الأستاذ عبد الله البنا . شعره عميق بنكهة خاصة لا يخلو من مرارة . درس القرآن في خلوة عمه محمد القاضي الكتيابي . ثم انضم إلي المعهد العلمي الذي بدأ في مسجد أم درمان الكبير وصار جامعة أم درمان الإسلامية . ولأنه صاحب شخصية مميزة وموهبة عظيمة ، قابل الحسد وعدم الفهم . واصطدم بزملائه وبعض مدرسيه من أصحاب العقول الآسنة وما أكثرهم الآن. وبسبب هذه العقول الآسنة والوشاية طرد التجاني من المعهد العلمي الذي كان يحبه . اشتري التجاني ديوان أمير الشعراء احمد شوقي بمبلغ ضخم 80 قرشا وكان مبلغا ضخما حينها . فالعم سليمان النيجيري صاحب المكتبة الوطنية المواجهة لسينما الوطنية أم درمان كان يبيع الكتب في كيس يحمله علي ظهره في بداية حياته وكان يدفع ريالا كبيرا (عشرون قرشا) كل شهر للعم سليمان ثمنا للديوان فسخر منه بعض زملاءه قائلين له " هذا المبلغ يمكن أن يشتري كتابا دينيا أو مصحفا" . وزعموا أن التجاني قال أن ديوان احمد شوقي خيرا من المصحف و الحقية أن رد التجاني قد حُرِّف . وشهد البعض ضد التجاني. إلا أن زميله الأستاذ عبد الله البشير كان يقول " إن التجاني قال أن مقارنة شعر احمد شوقي بأي شعر آخر تماثل مقارنة القرآن بأي كلام عادي" . وطرد التجاني من المعهد . وفق هذه الوشايات وقديما كان لنا نشيد في المدارس الابتدائية من تأليف التجاني يوسف بشير اذكر منه:
يا معهدا زاخرا بالحياة ليهنك إن الحياة العمل فسر بنا نحو غاياتنا تجدنا خفافا نعاف الونيوفي قصيدة أخري يقول :
ودعت غض صباي تحت ظلاله ودفنت بيض سني في محرابه كما صور لنا الخلوة قائلا :
هب من نومه يدقدق عينيه مشيحا بوجه في الصباح ضمخت ثوبه الدواة وروت رأسه من عبيرها الفياححاول التجاني الهجرة إلي مصر طلبا للعلم ولكن أهله أرجعوه من محطة القطار وكان يمني نفسه بالذهاب والدراسة في مصر فقال:
مصر يا مهبط الحضارة والنور ويا مبعث الهدي كل ساع ا كان يجد كثيرا من العنت والمضايقات الشخصية والحسد . ووصف شعره بالغموض كما اضطر للعمل في شركة سنجر التي تبيع ماكينات خياطة الملابس وبدأ يقتنع بمصيره دون رضي فقال:
أتنكر عيناك هذا المصير ويجحد حسنك هذا المرد وكما ذكر مبارك إبراهيم صديق الشاعر ومن المولعين بشعره والذي ساعد في إخراج ديوان الشاعر (إشراقة) في عام 1955 .، ذكر إن عمل التجاني في سنجر كانت فترة الهام بالنسبة للشاعر ، إذ كان التجاني يقابل حسان اليهود والأرمن والنصارى كزملاء في عمله . أو عند تحصيل أقساط الشركة ، لأن الأقباط والأجانب كانوا اغلب الزبائن فقال التجاني :
آمنت بالحسن بردا وبالصبابة نارا وبالكنيسة عقدا منضدا من عزارا وبالمسيح ومن طاف حوله واستجارا إيمان من يعبد الحسن في عيون النصارى
كما قال كذلك :
درج الحسن في مواكب عيسي مدرج الحب في مساجد احمد
مات التجاني في السابعة والعشرين من عمره . وبالرغم من تعاسته وعدم فهم الآخرين له ، وداء الصدر الذي قضي عليه وهو في شرخ الشباب ، وانه من بيئة حي السوق وسط المباني الطينية بعيدا عن الحدائق والقصور اخرج أ جمل الشعر قائلا: وعبدناك يا جمال وصغنا لك أنفاسنا هياما وحبكما غني للنيل :
أنت يا نيل يا سليل الفراديس نبيل موفق في مسابك
وهي رائعة الفنان عثمان حسين
ويذكر زرياب المغني الأسود والزرياب طائر اسود جميل الصوت . ويحن إلي المربد منتدى الشعراء في جنوب العراق وهو في أم درمان لم يغادرها ويقول :
قم يا طرير الشباب غني لنا غني يا حلو يا مستطاب أنشودة الجن وامسح علي زرياب واطمس علي معبد وامشي علي الأحقاب وقف علي المربد
التي غناها المطرب سيد خليفة .. كما غني للخرطوم وغني لتوتي وشمبات ولم يمدح أي يشر . ولكنه رثي الشيخ أبوالقاسم هاشم رئيس المعهد العلمي الذي طرد منه التجاني. الشيء الذي لا يعرفه الكثيرون ، هو أن التجاني كاتب عميق وناقد أدبي وسياسي . عمل كمصحح وكاتب في مجلة ملتقي النيلين مع العم سليمان داؤود منديل وكتب في مجلة الفجر لصاحبها عرفات. ثم عمل صحفيا في مجلة أم درمان مع مؤرخ السودان الأستاذ محمد عبد الرحيم . إلا أن المرض اشتد عليه ومات في عمر طرفة ابن العبد صاحب المعلقة والشاعر الانجليزي اللورد بايرون والشابي التونسي الذي يلقي تعظيما عظيما من أهله واسمه يطلق علي الشوارع والمعاهد والأطفال وهنالك إحتفال سنوي باسمه أما التجاني فلم يجد سوي الإهمال إلا في المناسبات المختلفة كالمهرجانات في بداية الستينات الذي ابتدره الأستاذ عبد الله البشير وآخرين، وكان تعرض منه دقائق معدودة في الجريدة الأخبارية في السينما . وأطلق اسمه على حديقة تقع إلي الشمال من سوق الخرطوم 2 تعاني الإهمال والجفاف. في مهرجان عام 1946 أقيم في مدينة القاهرة وصفه الأستاذ الدكتور إبراهيم ناجي بأنه شكسبير وادي النيل وأشاد به الدكتور مظفر سعيد من جامعة الأزهر . وقال عنه الأستاذ أحمد غلوش انه نابغة الشعراء أما نحن في السودان فنكاد نذكره ، كما تعودنا مع نوابغنا . وربما لأنه جاهر بالشك وله قصيدة بعنوان "يؤلمنى شكي" . وأحرق أهله كثيرا من قصائده وكتاباته خوفا من أن يوصف بالجنون أو الإلحاد وما وصلنا عن طريق ديوانه "إشراقة" . و ليس كل قصائده التي ذهبت إلي مصر وبقيت هنالك لسنين واخذ البعض بعض قصائده ونسبوها إلي أنفسهم . أعظم قصيدة للتجاني حسب رأي هي" القمر المجنون" وهي تدعو لتعليم المرأة ونهضتها . والقدماء لم يكونوا يعترفون لشاعر إلا بعد أن يأتي بحكمة . هذه القصيدة عميقة مليئة بالحكم الفلسفية . اصنعي أيتها الشمس الأهلة وانفحي من روحك الطاهر فيها وقفي مزهوة منها مدله موقف المطفل من غر بنيها
لسوء الحظ البيت الأخير كتب خطأ في طبعة 1955 وأعيد الخطأ في طبعة بيروت 1980 وحفظه الناس (من غربتيها ) وضاع المعني الجميل . ونحن حفظنا من الأستاذ عبد الله البشير وسمعنا من آخرين ممن عاصروا الشاعر , من (غر بنيها) . والمطفل هي المرأة كثيرة الأطفال وغر بمعني صغير وبنيها أبناءها والمرأة عادة تزهو بآخر أطفالها . حتى كلماته أخطأنا فيها ولم نهتم. نحن لم نكن نستحق التجاني . |
المصدر: مجلة سودانيات الألكترونية لمنشئها الراحل المقيم المناضل خالد الحاج...العدد 2 أكتوبر 2007 وفى ذكرى مئوية تجانى نترحم على روح المرحوم خالد الحاج الذى ومض كبرق مفجرا ثورة معرفية رائعة عبر موقعه سودانيات تمثل كنزا معرفى للثقافة السودانية له الرحمة .. ملاحظات على مقال شوقى بدرى : يلاحظ تنويه شوقى بدرى بفضل شيخ شعراء السودان عبدالله الشيخ البشير فى تعريفهم كطلاب بثانوية الاحفاد بشعر التجانى يوسف بشير ويؤكد حب وتعلق شيخ عبدالله بشعر التجانى وهنا يتطابق مع شهادة محمد المكى قديما (الأيام 1987 ) الذى نوه كذلك بمعرفة شيخ عبدالله بشعر التجاني لشيخ عبدالله شيخ البشير كتاب نقدى عن التجانى يوسف بشير .. ذكر شوقى بدرى الشاعر الرومانسى لورد بايرون بإعتباره مات شابا كالتجانى ولعل المقصود هو الشاعر جون كيتس وهو كذلك رومانسى.. مقال شوقى بدرى رغم تقادم عهده لكن حيوى جدا ويغرى بالعودة مجددا للتعليق ... وأخشى ان تضيع مناسبة مئوية التجانى ونحن فى سباق لعبة الكراسي لأجل إذلال وتجويع وإهانة الشعب السودانى فى ذكرى التجانى يامحمد عبدالجليل
|
Post: #8
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: صلاح عباس فقير
Date: 07-11-2012, 09:21 AM
Parent: #7
العزيزان محمد عبد الجليل أحمد الأمين السلام عليكم وشكراً لكما إذ تقفان عند التيجاني يوسف بشير! ذلك الرائد الكبير من رواد الثقافة السودانية! في لحظة نحن في أمس الحاجة فيها إلى أن نحاول استئناف ما بدأه أولئك الرواد الأوائل من حراك فكري، أزعم -على سبيل الافتراض- أن ثورة أكتوبر 1964 كانت من ثمراته الكبيرة! وممّن وفّى التيجاني وغيره من رواد نهضتنا الثقافية حقه: الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد، في (المأزق التاريخي)، تمنيت لو كانت عندي نسخة منه لأنقل ما نوّه به حاج حمد من دور ريادي لعبه التيجاني، وما تركه من أثر في الفكر السوداني! يااااه ذكرى التيجاني تُثير اللوعة والحزن على شابٍ موهوب، توفي وصدره يمور بالحسرة! اللهم اغفر له وارحمه، واسكب على قبره شآبيب الرحمة والرضوان!
|
Post: #9
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-11-2012, 01:35 PM
Parent: #8
يولمني شكي - التجاني يوسف بشير ما كنت أوثر فى دينى وتوحيدي خوادع الآل عن زادي ومورودي غررن بى وبحسبى أن راويتى ملأى هُريقت على ظمأى من البيد أفرغتها و برغمى انها انحدرت بيضاء كالروح فى سوداء صيخود ورحت لا انا عن مــائي بمنتهل مـاء ولا انا عن زادى بمسعود أشك ويؤلمنى شكى وابحث عن برد اليقين فيفنى فيه مجهودي وكـم ألوذ بمن لاذ الانام به وأبتغي الظـل فى تيهاء صيهود الله لي ولصرح الدين من ريب مجنونة الرأي ثارت حول معبودي ان راوغتنى فى نسكي فكم ولجت بى المخاطر فى دينى وتوحيدى --------------------------------------------------------------- حيا الله الاعزاء صلاح عباس فقير وأحمد الأمين أحمد والأستاذ شوقي بدري في خيط صاحب إشراقة مضى باكراً ولا زالت أمدرمان يسكنها السل والحسرة وتنهش كبدها الشمس وُيجعد وجهها الغلاء لكنها لا تموت (تدفن موتاها وتنهض) وتغني أنا الدره التزين بلدي ..
في إنتظار من يرفد الخيط بـ (المأزق التاريخي) .. الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد
|
Post: #10
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-11-2012, 03:18 PM
Parent: #9
فى مئوية التجانى يوسف بشير (1912-2012) تحية وإحترام ل: صلاح عباس فقير ومحمد عبدلجليل والرحمة والمغفرة للصوفى المعذب التجانى يوسف بشير عند مرور ربع القرن على رحيل التجانى (توفى العام1937 وهو عام مولد على المك ) أقامت جماعة الأدب السودانى (1962) (مهرجان التجاني يوسف بشير الشعري ) وتبارى أجود شعراء السودان القديم فى تدبيج الخرائد الجياد من بحر الرمل المتحرك وتدبيج المقالات والدراسات المتمحورة حول شعر التجانى ولعل أشهر تلك الدراسات هى (الجرح والقوس )التى قدمها الشاعر صلاح أحمد إبراهيم (ولد 1935 قبل عامين من رحيل التجانى وحدق فى الموت بباريس 17-أيار 1993) ولعل نادى أم درمان الثقافى الشهير كان المغنى الذى شهد فعاليات ذلك المهرجان . فى تلك الذكرى قام صاحب (الشرافة والنار ) فتى المجاذيب الأشهر محمد المهدى المجذوب بتحية تلك الذكرى العبقة وقتها لصاحب (إشراقة) بخريدة فلينظر إليها فى الشرافة والهجرة او نار المجاذيب (لبعد المصدرين عنى راهنا)- مثلما خلد كذلك فى إحدى ذينك المصدرين ذكرى شوقى وحافظ فى مهرجان ذكراهما الشهير بخريدة بها إشارة وتحية لكرمة إبن هانئ وهى دار ونزل أحمد شوقى (ت 1932)على نيل مصر ) !!!!! فى ذكرى كرمة إبن هانئ دار شوقى على نيل مصر أين (خلوة الكتيابى ) بأم درمان ولعلها خلوة الصبى المشار إليهاوبها درس التجانى الكتاب ؟ وأين (دهليز توفيق صالج جبرين ) بقلعة نوباوى بام درمان ؟ أين هذين المعلمين الراقيين فى ذاكرة وطنى الثقافية والحضارية راهنا ؟؟ مقال شوقى بدرى به عدة مفاتيح للكتابة على مهل فى ذكرى التجانى
|
Post: #11
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-11-2012, 06:18 PM
Parent: #10
فى مئوية الصوفى المعذب تجانى يوسف بشير (1912-2012) الأولى للذكرى والإنصاف فى العام 1987 حين مر نصف القرن على رحيل صاحب (توتى فى الصباح ) التجانى يوسف بشير لم ينتبه الغافلون لذلك الحدث المهيب فى حياة الأمم الراقية وقتها كان وزير الثقافة بالسودان الديمقراطى والذى صار لاحقا وزيرا للتربية فى عهد الترابى والبشير مشغولا بالحديث الفج عن إزالة التماثيل عن المتحف القومى السودانى القابع فى مواجهة (توتى فى الصباح) درة التجانى التى حفها البحر وأحتواها البر أو كماقال التجانى –رحمه الله –
بحجة الوثنية بل صارت إرثا جماليا يملكه كل البشر (حسب تصنيف اليونيسكو ) فلم تتنبه المؤسسات الثقافية الرسمية والمدنية بمافيها إتحاد الكتاب السودانيين يومها لحدث مرور نصف القرن على رحيل أحد أفضل شعراء السودان منذ الأزل هو التجانى يوسف بشير (1912-2012) . لكن شاعر( أمتى) محمد مكى إبراهيم(ولد العام 1938 أى عقب عام من رحيل التجانى ) كشاعر كان يقظ الذاكرة فتنبه لرمزية واهمية الحدث الثقافى الكبير فى ذاكرة (الفكر السوداني وتطوره ) وهومرور نصف القرن على رحيل شاعر (إشراقة ) فكتب عدة مقالات بملحق الأيام الثقافى عهد تحريره بواسطة الشاعر المقل إلياس فتح الرحمن عنوانها ( التجانى يوسف بشير هل يبقى معنا نصف قرن أخر ) مستهلها بعبارة (صغير عن ربع القرن رحل) أكد فى ثناياها أن التجانى خلال نصف القرن الأول(1937-1987) لرحيله قد إنتقم من معاصريه الذين حسدوه واهملوا عبقريته كماتجلى فى الدراسات والمقالات التى عالجت شعره عقب ظهور إشراقة مطبوعا عقب رحيله بنحو 18 عاما ....
|
Post: #12
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-12-2012, 06:01 PM
Parent: #11
فى مقالاته الماتعة فى مرور نصف القرن على رحيل صاحب (خلوة الصبى ) بجريدة الأيام 1987 تحت عنوا ن (التجاني هل سيبقى معنا نصف قرن اخر ؟) تمنى شاعر (أمتى) محمد المكى إبراهيم (ولد العام 1938 عقب تحديق التجانى فى الموت بعام ) وأقترح فى تلك المقالات إصدار طبعة أخرى منقحة لديوان إشراقة يتولى تحقيقها الشاعر الفذ عبدالله الشيخ البشير (رحمه الله وكان حيا وحييا وقت كتابة تلك المقالات الماتعات وقد توفى العام 1994 عقب تلك المقالات بنحو سبعة أعوام ) لعدة إعتبارات أوجزها فى الشاعرية الفذة لعبدالله الشيخ البشير وإحاطته باللغة العربية وحوشيها ومعرفته بالتجاني وعصره وبيئته التجانى وحبه لشعره خاصة إنه معهدى (نسبة للمعهد العلمى) أحد المكونات الهامة فى وجدان التجانى ونفسيته كماتجلى قصيدة المعهد العلمى ولعل صدر مطلعها : السحر فيك وفيك من اسبابه .................... وقد ندا عنى عجزها لخراب الذاكرة : إلى أن يقول: هو معهدى ولئن حفظت صنيعه فأنا إبن سرحته الذى غنى له ... أو كماقال ..
|
Post: #13
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-12-2012, 06:32 PM
Parent: #12
شيخ شعراء السودان عبدالله الشيخ البشير مرشح ود المكى لتحقيق ديوان إشراقة كان يقدم إضاءات نقدية رفيعة المستوى حول شعر التجاني بالإذاعة عبر برنامجه الشهير (من الأدب القومى ) ولقد تحدث بإسهاب عن النفس والنزوع التجديدى فى شعر التجانى كشاعر يقظة تحديدا حين فكك نص التجانى عبر تلك الخريدة التى قرظ فيها عبقرية فارس الحقيبة الشيخ إبراهيم العبادى محتفلا بمسرحيته (عائشة بين صديقين ) التى يخاطب فيها العبادى لواعج الحب وتمزقه . وقد أشار العبادى لتقريظ التجانى له فى حواره الطويل ه النادر مع الطيب صالح فى خواتيم الستينات من الاذاعة السودانية ... شيخ عبدالله الشيخ البشير – سقت جدثه الرياح - معلم لغة عربية وأدابها نادر على الطراز القديم من شاكلة الهادى ادم ومحمد عبدالقادر كرف (ت 1992 وهو صديق مقرب للتجانى ومن طبقته فى الرومانسية السودانية حسب طبقات جمال محمد احمد فى مقدمة (أسرار تمبكتو القديمة ) لعمر عبدالماجد ) و إدريس جماع (1922-1980) والناصر قريب الله (حدق فى الموت العام 1953) بعد ان خلد عين أربعات ببرغوث وأم بادر ببادية كردفان ) ورثاه المجذوب بخريده من جياد الرثاء كماحقق ديوانه وقدم له عقب رحيله (أنظر فضيلى جماع : قراءة فى الأدب السودانى الحديث ) ومحمد محمد على (ولد العام 1922). عمل شيخ عبدالله شيخ البشير مرشح ود المكى لتحقيق إشراقة التجانى ل بعدة ثانويات حكوميةوغيرها عهد قوة وسمو وتهذيب العلم والتربية بالسودان القديم ولعل من أشهر تلاميذه بحنتوب الجميلة (لها الرحمة)الشاعر الفذ محمد عبدالحى (1944-1989) وجيله الفريد وكذلك الشاعر فضيلى جماع وجيله الراقى بثانوية خورطقت (إن لم تخنى الذاكرة).....
بتحديق صاحب (المسيد) الشيخ عبدالله البشيرفى الموت يتبدد أمل شاعر (أمتى) محمد المكى إبراهيم فى خروج طبعة جديدة منقحة ل (إشراقة ) التجانى لكن الأمل يظل قائما طالما يعيش فى عصرنا (وقت كتابة المداخلة ) نفر من طبقة أستاذنا القديم بأداب الخرطوم د.حسين النور وهو كذلك ( صوفى معذب) كالتجانى يوسف بشير وعالم ثبت بارع فى النحو واللغة والأدب ومن المقربين لشيخه عبدالله الطيب (1921-2003) والشاعر الفحل محمد الواثق (إن صفا زمانه وطاب دهره ) وهو عالم نادر وعروضى فريد لكنه للأسف محاصر بثلوج المكان(المقبرة ) المسمى بالسودان !!!!وتلميذهما القديم اللمين البدوى (كاكوم) وهو رفيقى فى البؤس والدرس ود.حسين النور والواثق واللمين كاكوم قد لايوجد من يضارعهم فى تحقيق جديد لإشراقة التجانى والله أعلم .
|
Post: #14
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-14-2012, 09:06 AM
Parent: #13
الأخ/ أحمد الأمين أحمد .. تحياتي لك .. مثلك أتابع ما يكتبه الأستاذ/ شوقي بدري عن تاريخ أمدرمان الثقافي الاجتماعي بكاميرة قلمه ومنهجه السفوري الدفاق، فماذا يضيرنا لو رأينا عالمنا بجميع تفاصيله وعاهاته كما خلقه الله لنفقه، ربما كان ذلك أدعى أن يستقيم أمرنا ولكن الله غالب.
لماذا يلف الغموض سيرة التجاني .. وهو العبقري الذي لاقى ربه وعمره (27 سنة) وترك إشراقة وذكرى صوفي فيلسوف متمرد عرفته المنطقة العربية كشاعر رقم . لماذا تم فصله من المعهد؟! أيعقل أن تكون مجرد كليمة قالها أسيء تأويلها .. أم موقف فلسفي صارم أعلنه ذلك الفتى ضد الجمود ودفع ثمنه كحال جميع أهل الرؤى والمواقف .. لا يأخذون شيئاً إلا بحقه.
ذهب التجاني وربما بين ظهرانينا تجاني آخر يمشي في الأسواق ويشارك في المظاهرات ويعلن عــن موقفه لا يلو بأن (ظلم الحكم ياهو الظلم .. كان من جوامع كان كنيس) كما أبدع الراحل حميد ..
من حق تجاني على القادمين أن يستقصوا تجربته كما تفعل أعلاه .. وإشارتكم المهمة لما نشر في منتدى سودانفوراول حول هذه الذكرى العطرة.
من جانبي، لدي سبيل للإتصال مع صديقي وزميل دراستي "في أمدمان الأهلية الوسطى" محمد صديق عمر الإمام المحامي .. الذي كان قد جعل من مكتبه (منتدى إشراقة الأدبى) جلسة صباح كل يوم خميس على ما أذكر .. كما تعرفت مؤخراً على الشاعر عبدالقادر الكتيابي "إبن أخت التجاني" وربما يكون (محمد صديق وعبدالقادر) ومن حولهم ممن جمعهم بالتجاني صلات القربى والمكان والهم الأدبي المشترك قد قطعوا أشواطاً في التوثيق للتجاني. لو فعلنا سيكون لنا (أجر المناولة) حول تجربة التجاني يوسف بشير كواحدة من أهم المداميك الشعرية والثقافية في السودان.
|
Post: #15
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-14-2012, 11:33 AM
Parent: #14
كتب محمد عبدالجليل :
Quote: من جانبي، لدي سبيل للإتصال مع صديقي وزميل دراستي "في أمدمان الأهلية الوسطى" محمد صديق عمر الإمام المحامي .. الذي كان قد جعل من مكتبه (منتدى إشراقة الأدبى) جلسة صباح كل يوم خميس على ما أذكر .. كما تعرفت مؤخراً على الشاعر عبدالقادر الكتيابي "إبن أخت التجاني" وربما يكون (محمد صديق وعبدالقادر) ومن حولهم ممن جمعهم بالتجاني صلات القربى والمكان والهم الأدبي المشترك قد قطعوا أشواطاً في التوثيق للتجاني. لو فعلنا سيكون لنا (أجر المناولة) حول تجربة التجاني يوسف بشير كواحدة من أهم المداميك الشعرية والثقافية في السودان. |
تحية محمد للشاعر المجود عبدالقادر الكتيابى مرثية جيدة للغاية لخاله التجانى يوسف بشير ضمن رثائه للمجذوب ( ت1982) و المذهول جماع ( ت 1980 ) أشار فيها لخاله التجانى بالمسلول ربما فى ديوانه الأول ( رقصه الهياج ) وقد لايكون العنوان دقيقا للغاية ... التجانى بعمقه وعبقريته الفذة توفر على شعره ونثره الكثيرمن الادباء السودانيين والأجانب وتكاد تكون الكتب والدراسات التى كتبت عن التجانى بعد وفاته بزمن طويل جدا تفوق العشرين أوجز منها الكتب التى كتبها : 1- محمد عبدالحى (كتاب نقدى ) وتخصيص قصيدة عن التجانى فى حديقة الورد الأخيرة . 2- صلاح احمد ابراهيم دراسة نقدية. 3- فضيلى جماع قراءة نقدية فى قراءة فى الادب السودانى الحديث ( عضو منبر يضع فى بروفايله التجانى كشاعره المفضل ). 4- الدكتور احمد البدوى كتاب نقدى وإشارات عديدة 5- المحامى هنرى رياض كتاب نقدى 6- الدكتور عبدالمجيد عابدين كتاب نقدى 7- الشاعر السودانى احمد عبدالله سامى كتاب نقدى 8- الشاعر السودانى عبدالله الشيخ البشيرر كتاب نقدى هذا ماوعته ذاكرتى على عجل عن الكتب والمقالات التى كتبت عن شعر التجانى ...
|
Post: #16
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-14-2012, 12:08 PM
Parent: #15
فى مئوية التجانى الأولى (1912-2012) من المثقفين السودانيين الذين أهتموا كثيرا وتعلقوا بالتجانى يوسف بشير كشاعر (يقظة ) الأكاديمى الرفيع بروفسر : عبدالسلام نور الدين صاحب المؤلفات العميقة فى الفلسفة والشريعة والتصوف والعقل البدوى. . وهو باحث رصين وكاتب مجود فى صمت و مهتم بقوة بتجليات وتباين الهوية السودانية كونها إحدى مشكلات الحكم بالسودان إلى جانب تعلقه الشديد بالجزئيات الدقيقة المكونة لروح الأمة السودانية لذا تجده يكتب بحب ومتعة عن التراث الشعبى والفن والسياسة السودانية والشعر ولقد وقفت على الكثير من إشاراته الموجبة فى حق التجانى يوسف بشير كتبها برف: عبدالسلام نور الدين فى مظان متعددة وسياقات مختلفة تجلى فيها التجانى يوسف بشير فيقول :
.Quote: قد جمعت الصداقة الحميمة يوما بين حمزه الملك طمبل والتيجانى يوسف بشير رغم فارق السن بينهما . قد لازم حمزه الملك طمبل فراش مرض التيجاني حينما فر منه المعارف والأصدقاء خوفاً من داء السل الوبيل الذى نهش صدره ثم قضى عليه في النهايه ومع ذلك لم يكتب الشاعر والناقد حمزه الملك طمبل حرفا عنه بعد وفاته . لم يتخلف الشاعر الهادى العمرابى والشاعر محمد عبدالوهاب القاضي - الزملاء والأصدقاء والأقارب للتيجاني يوسف بشير عن ركب الذين تجاهلوا شعر التيجاني حياً وميتاً ثم لحق بشعرهم مالحق بشعره بعد ذهابهم |
. د.عبدالسلام نور الدين المصدر: النهر والظعينة عالم عباس وفضيلى جماع مقال منشور بأكثر من موقع إسفيرى . : (Quote: قد بدأ لى فى سنى 1965-1966حينما كنت مدرسا بالتقدم الإعدادية التى تقع على مشارف البكرى أن إسم المسالمة قد أطلق فى بدايات تشكل المدينة (أم درمان)على أيام المهدية وبعدها على المنطقة التى تنبسط الأن شمال (تمنة) المحطة الوسطى القديمة من حى السوق التى تقع بين شارع (العدنى)- (الثورة بالنص ) شرقا والشنقيطى غربا إلى مابعد مدرسة وكنيسة الأقباط شمالا وقد شملت أيضا ذلك الشريط القصير الذى احتلته شركة سنجر للتطريز والتفصيل والحياكة حيث الهمت خرائدها العاملات بها والمتعاملات معها الشاعر التجانى يوسف بشير حين التحق بها محصلا ويطل هذا الشريط شبه المستطيل على الطريق (الشاقية الترام ) الذى ينبثق من المحطة الوسطى .... |
و يقول لله دره:
Quote: (إذا أنطلقت من المحطة الوسطى أم درمان –حينما عرفت بهذا الإسم) شمالا سالكا شارع العدنى متجها صوب حى العمدة فكل المساكن التى تقع شمالك تسمى المسالمة نسبة إلى الأقباط المسيحيين الذين تحولوا إلى غلإسلام إبان المهدية ثم أعترى تلك المنطقة بعد هزيمة الدولة المهدية تبدل فى الأطيان والعمران البشرى إذ وفدت مجموعات قبلية من شمال السودان كالعمراب! الجعليين التى تنتمى إليها أسرة التجانى يوسف بشير والهادى العمرابى واحمد عبدالوهاب القاضى واخرون ) |
ويقول عن (عبقرية المكان ) والتجانى تحديدا : (رغم ذلك التسلل الذى تكلل بالنجاح حافظ الحى العريق على إسمه المهدوى القديم – المسالمة- وحافظ أيضا على تسامحه الدينى وتواصله الإجتماعى وعلى خصوبته الناشطة فى إنجاب النوابغ من الشعراء والفنانين والمفكرين والمربين كالتجانى يوسف بشير وعبدالرحمن الريح وإبراهيم عوض وميرغنى المامون . ... (المصدر: أنظر عبدالسلام نورالدين : مأمون عوض أبوزيد –من حى العرب إلى مقابر البكرى – الحلقة الثانية (مقال) صحيفة الحداث السودانية الخميس 3 محرم 1432 ملاحظات : يلاحظ ثبات ذاكرة جغرافيا د.عبدالسلام ربما بفعل الترحال فى جغرافيا تغيرت كثيرا منذ بداية العقد الثامن للقرن العشرين المنصرم رغم ذلك ........ يلاحظ نسبة عبدالسلام (وهو بصير بالأنساب) التجانى لعشيرة العمراب رغم أن المتواتر لدينا أنه أى التجانى ينسب للكتياب وهم هل علم وكتاب مثل مجاذيب الدامر قوم عبدالله الطيب والمجذوب حسب ماقرأنا فى المنهج المدرسى قديما !!!!
فى ذكرى جغرافيا التجانى يستدرك د.عبدالسلام وينحو للتهويم مرة أخرى وتبديل المصطلح الإثنى مستبدلا (العمراب ) ب ( الكتياب ) مسببا حيرة وربكة لى شخصيا فى معرفة هل التجانى –رحمه الله عمرابى ام كتيابى!!!) –حسب السائد والمتواتر فى تعريفه المدرسى بكتب المحفوظات بالمدارس السودانية ربما قديما؟؟؟ أم أن العمراب هم ذاتهم الكتياب (مثلما الرشايدة (نسبة لهرون الرشيد هم ذاتهم الزبيدية (نسبة لأمهم زبيدة زوج هرون الرشيد وأم الأمين ) يقول د.عبدالسلام : (وشيئا فشيئا تمايزت المسالمة القديمة وتوزعت إلى المظاهر والعرب والكتياب وحى السوق ) أنتهى ( مصدر سابق) ، ثم يستطرد مرة اخرى بتعميم مربك فى ذكر مناقب حى المسالمة ( حيث الظبية الحالمة ) بمفهومه العريض وافضاله على الوجدان والجمال السودانى فيقول : (رغم ذلك التسلل الذى تكلل بالنجاح حافظ الحى العريق على إسمه المهدوى القديم – المسالمة- وحافظ أيضا على تسامحه الدينى وتواصله الإجتماعى وعلى خصوبته الناشطة فى إنجاب النوابغ من الشعراء والفنانين والمفكرين والمربين كالتجانى يوسف بشير وعبدالرحمن الريح وإبراهيم عوض وميرغنى المامون . ( مصدر سابق ) .... توجد مفاتيح عديدة فى ثنايا مقتطفات وإشارات د. عبدالسلام نور الدين تصلح للحديث عن شعر التجانى ومصادر إلهامه وعبقرية المكان الذى أنجبه وشحن ذهنه بماشحن ومنها البيت الذى شهد مولده وهذا البيت تحديدا إن كان معمار أم درمان وقت مولد التجانى يصلح للبقاء لأكتسب قيمة أدبية وسياحية وثقافية مثل البيت الذى شهد مولد الروائى الفكيتورى شارلس ديكنز العام 1812 اى قبل مولد التجانى بمئة عام بالضبط ولازال هذا البيت موجودا ويزار ككعبة ثقافية مثل المنزل الذى ولد به شكسبير وغيره من ادباء المم الحية التى تقدر الإبداع والكلمة وعبقريات بنيها خلافا لأمة التجانى الجاحدة وكذلك خلوة الكتيابى (خلوة الصبى ) وغير ذلك
|
Post: #17
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-15-2012, 09:31 AM
Parent: #16
كلما أقرأ قصيدة الشاعر عبدالقادر الكتيابي (إبن أخت التجاني) .. التي منها:
على كـيفي ... أرقع جبتي أولا أرقعها.. أطرزها من اللالوب .. ألبسها على المقلوب. أخلعها .. على كـيفي ......................................... ........................................... سأبقى ما حييت أنا على كــــــيفي إلى أن تطهر الدنيا وينزل سيدي عـــيسى لأن طريقتي في الحب يا وطني على كـيفي ...
أتذكر قصيدة المعهد العلمي للتجاني يوسف بشير :
السحر فيكَ وَفيكَ مِـن أَسبابـه دَعـة المـدل بِعَبقـري شَبابـه يا مَعهدي وَمَحط عَهد صِباي مِن دار تَطرُق عَـن شَبـاب نابـه قسم البَقاء إِلَيـكَ فـي أَقـداره مَن شادَ مَجدك في قَديـم كِتابـه وَأَفاضَ فيكَ مِن الهَـدي آياتـه وَمِن الهَوى وَالسحر ملء نِصابه اليَوم يَدفَعُنـي الحَنيـن فَأَنثنـى وَلهان مُضطَرِبـا إِلـى أَعتابِـهِ سَبق الهَوى عَيني في مِضمـاره وَجَرى وَأَجفَل خاطِري مِن بابة وَدَعت غَض صِباي تَحتَ ظِلاله وَدَفنت بيض سني في مِحرابـه وَلَقيت مِن عنت الزيود مَشاكِـلاً وَبَكيت مِن عمرو وَمِن أَعرابـه نَضرت فَجرسنـي مِـن أَندائِـهِ وَاِشتَرَت ملء يَديء مِن أَعنابِـهِ رَفع الشَباب إِلَيكَ مِـن أَقلامِـهِ عَمـدا مركـزة عَلـى آدابِــهِ وَتَسابَقوا لِلمَجـد فيـكَ وَكُلنـا علق بِحَق المَجـد مِـن طُلابـه حَتّى يَكون المَجد وَهُوَ مصـوح في الأَرض مُنقَلب عَلى أَعقابـه صُوراً مُوَثَقة العَرى في ناشيء حدث مُصورة عَلـى أَعصابِـهِ وَالمَجد أَجدَر بِالشَبـاب وإنما لِلناس موجـدة عَلـى أَصحابـه هُوَ مَعهَدي وَلَئن حَفظت صَنيعه فَأَنا اِبن سرحته الَّذي غَنـى بِـهِ فَأَعيذ ناشئة التُقـى أَن يرجفـوا بِفَتى يَمت إِلَيـهِ فـي أحسابه ما زِلت أَكبَر في الشَباب وَأَغتَدي وَأَروح بَينَ بخ وَيا مَرحى بِـهِ حَتّى رَميت وَلَستُ أَول كَوكَـب نَفس الزَمان عَلَيهِ فَضل شِهابـه قالوا وأرجفت النُفوس وَأَوجفـت هَلَعاً وَهاجَ وَماجَ قُسـور غابـه كفر اِبن يوسف مِن شَقي وَأَعتَدي وَبَغى وَلَسـتُ بِعابـئ أَو آبـه قالو احرقُوه بل اصلبوه بل انسفوا للريح ناجس عظمه وإهابه وَلَو ان فَوق المَوت مِن مُتلمـس لِلمَرء مـد إِلَـي مِـن أَسبابـه
وأتوقف لدى (ولست بعابيء أو آبه) .. وها هو الأخ أحمد الأمين يحفر ويأتينا بنبع ثبتٍ هو البروف عبدالسلام نورالدين متناولاً مكونات البيئة التي احتضنت عبقرية التجاني وساهمت في تغذيتها ببديع الرؤى والمعاني .. المسالمة وما حوت في قلبها وما حولها من جمال وتاريخ وانسجام وإبداع .
حقاً تلك منطقة استثناء شاء القدر أن أقضي فيها غالب سني خضرة ونضرة العمر، من القلعة شرقا مروراً بزريبة الكاشف والشارع الذي يأتي من المحطة الوسطى ويمضي شرق دكان العدني (الجنن النسوان) مروراً بشارع الكنيسة قلب المسالمة النابض الملهم للتجاني والمفعم بالراحة النفسية لكل المارين بإحسان عبر دروبه النظيفة إذ ذاك .. وتنتهي السياحة بشارع الشنقيطي الصاخب.
كانت حاجة آمنة "امرأة فاضلة نقيم في منزلهم" نحن مجموعة من التلاميذ من فقراء الريف تحدثنا عن قلعة الفتيحاب وسهلة صالح جبريل والعمراب والكتياب والشناقيط والمجموعات التي قطنت زريبة الكاشف حديث العارفين، كنا نسمع غير مبالين بقصصها التي تحكيها بكثير من الحيوية والزهو. كنا لسنوات عديدة في نفس المنطقة التي عاش فيها التجاني ومبدعين كُثر ولكن ليس بعبقرية المكان وحدها يُبدع الإنسان، حفظنا تضاريس هذه المنطقة وتجولنا مشياً في أذقتها الضيقة وبيوت طينها وكم شققناها بالباصات التي كانت تأتي من ريف أمدرمان في ذلك الوقت محملة بالدجاج والحمام والبيض والروب والماعز والآمال التي لا تتحق أبداً .
|
Post: #18
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-16-2012, 12:02 PM
Parent: #17
كتب الأستاذ احمد الامين أحمد:
شيخ عبدالله الشيخ البشير – سقت جدثه الرياح - معلم لغة عربية وأدابها نادر على الطراز القديم من شاكلة الهادى ادم ومحمد عبدالقادر كرف (ت 1992 وهو صديق مقرب للتجانى ومن طبقته فى الرومانسية السودانية حسب طبقات جمال محمد احمد فى مقدمة (أسرار تمبكتو القديمة ) لعمر عبدالماجد ) و إدريس جماع (1922-1980) والناصر قريب الله (حدق فى الموت العام 1953) بعد ان خلد عين أربعات ببرغوث وأم بادر ببادية كردفان ) ورثاه المجذوب بخريده من جياد الرثاء كماحقق ديوانه وقدم له عقب رحيله (أنظر فضيلى جماع : قراءة فى الأدب السودانى الحديث ) ومحمد محمد على (ولد العام 1922). عمل شيخ عبدالله شيخ البشير مرشح ود المكى لتحقيق إشراقة التجانى ل بعدة ثانويات حكوميةوغيرها عهد قوة وسمو وتهذيب العلم والتربية بالسودان القديم ولعل من أشهر تلاميذه بحنتوب الجميلة (لها الرحمة) الشاعر الفذ محمد عبدالحى (1944-1989) وجيله الفريد وكذلك الشاعر فضيلى جماع وجيله الراقى بثانوية خورطقت (إن لم تخنى الذاكرة).....
|
Post: #19
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-17-2012, 08:55 AM
Parent: #18
كتب الشاعر المصري الدكتور إبراهيم ناجي:
في مهرجان عام 1946 أقيم في مدينة القاهرة وصفه الأستاذ الدكتور إبراهيم ناجي بأنه شكسبير وادي النيل وأشاد به الدكتور مظفر سعيد من جامعة الأزهر . وقال عنه الأستاذ أحمد غلوش انه نابغة الشعراء أما نحن في السودان فنكاد نذكره ، كما تعودنا مع نوابغنا . ==========================================================
مقال الأستاذ/ شوقي بدري (أعلاه) والذي أورده الأستاذ أحمد الامين أحمد تضمن إشارة لمهرجان 1946 بالقاهرة في تخليد ذكرى التجاني (بعد سبع سنوات من وفاته) يرحمه الله، ولعل إحتفال شعراء مصر وبعض رموز حركتها الثقافية في ذلك الوقت توضح أننا أمام حالة إبداعية سودانية خانها ضعف إنتباهنا وتوثيقنا.
لقد كتب عنه كبار أدباء مصر .. كما كتب عنه الدكتور / إبراهيم ناجي صاحب العودة:
هذه الكعبة كنا طائفيها والمصلين صباحاً ومساء كم سجدنا وعبدنا الحسن فيها كيف بالله رجعنا غرباء دار أحلامي وحبي لقيتنا في برود مثلما تلقى الجديد أنكرتنا وهي كانت إن رأتنا يضحك النور إلينا من بعيد .................... .................... هتف القلب بجنبي كالذبيح وأنا أهتف يا قلب اتئد فيجيب الدمع والماضي الجريح لما عدنا! ليت أنا لم نعد
|
Post: #20
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: munswor almophtah
Date: 07-17-2012, 09:16 AM
Parent: #19
هو معهدى ومحط عهد صباى ودفنت بيض سنى فى محرابه
اللهم أعطى أستاذى الدكتور المعز الدسوقى الصحه والعافيه فقد كان يفعل فى تلك القصيدة الأفاعيل ويخرج من صخر جودتها صورا وتماثيلا رائعات ويتمادى فى الإسهاب عن عبقرية التجانى وفيلسوفيته الباهره وعظمة إعتداده بمعهده وإبداء الوفاء النبيل الجم تجاهه ذلك المعهد الذى كان منهلا عب التجانى منه ومن أساتذته الكثير المثير الخطر. الأخ الرائع محمد عبدالجليل كلما راج وماج بهذه الملجة القوم جئتنا يا عزيز بالشديد القوى فمن منا لا يستوقفه التجانى ومن منا لا تستوقفه رائعته المعهد العلمى ذلكم التجانى حظوة نادره خص الله بها هذا الوطن المكلوم المظلوم التحايا لك وأنت قابض على جمر التثقيف بثبات لا زعزعة فيه ولا نوازع ضعف أو جهل دار تماما بما تفعل - والمجد لك وللسودان وللتجانى الزمار البديع
منصور
|
Post: #21
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-17-2012, 11:03 AM
Parent: #20
فى عبق و (عبقرية المكان ) -حسب مصطلح جمال حمدان -الذى غذى وجدان التجاني يوسف بشير (1912-2012 ) كتب محمد عبدالجليل
Quote: ويأتينا بنبع ثبتٍ هو البروف عبدالسلام نورالدين متناولاً مكونات البيئة التي احتضنت عبقرية التجاني وساهمت في تغذيتها ببديع الرؤى والمعاني .. المسالمة وما حوت في قلبها وما حولهامن جمال وتاريخ وانسجام وإبداعحقاً تلك منطقة استثناء شاء القدر أن أقضي فيها غالب سني خضرة ونضرة العمر ، من القلعة شرقا مروراً بزريبة الكاشف والشارع الذي يأتي من المحطة الوسطى ويمضي شرق دكان العدني (الجنن النسوان) مروراً بشارع الكنيسة قلب المسالمة النابض الملهم للتجاني والمفعم بالراحة النفسية لكل المارين بإحسان عبر دروبه النظيفة إذ ذاك .. وتنتهي السياحة بشارع الشنقيطي الصاخب... |
. فى مئوية وذكر وذكرى التجانى والبحث عن المغانى البكر التى شكلت وجدانه بأ مدرمان يطفو على الذهن من القراءات القديمة المهتمة بالتجاني مقال للمسرحى والسياسى والأكاديمى السودانى د.خالد المبارك صاحب (رث الشلك ) و (ريش النعام) وكتاب أخر بالشكسبيرية الفخمة !!!حول الدراما العربية ندا عنى عنوانه راهنا عندما كان معنا فى: صف الجوع الكافر لان الصف الأخر يزخر بثقل الأوزار
اوكماقال الرجل المحترم سيدى مظفر النواب . حيث كتب بوضوح منتصف تسعين القرن الماضى بمجلة (الطريق) التى كان يصدرها إتحاد الديمقراطيين السودانيين بالمانيا يقول أن من أحلامه التى أجهضها العميد عمر البشير وسنوات حكمه الطويله كان مشروعه للإحتفال برموز مضيئة من الشخصيات الأدبية السودانية فى القرن العشرين منها تحديدا التجانى يوسف البشير (1912-1937) الذى يصادف هذا العام الميلادى 2012 مئة عام على مولده وذكر خالد المبارك وقتها أنه كان يحلم ويخطط بتحريك الجهات المعنية بإصدار عملات معدنية وطوابع بريد (حسب تقليد الامم الحية بأوربا تحديدا) تحمل صور التجانى يوسف البشيروغيره من رموزنا المضيئة وتوجيه طلاب العمارة والمساحة بجامعة الخرطوم على رفع هندسى ومساحى للمنزل الذى شهد مولد التجانى وربما خلوة الفكى الكتيابى حيث درس الكتاب الحكيم ومحا لوحه على (نارها المباركة –حسب وصف المجذوب لنار المجاذيب فى مقدمته تلك.) .... وقت تلك الأحلام المشروعة التى أجهضها طول سنى حكم البشير كان الحديث سهلا ياأيها المسرحى السودانى صاحب (ريش النعام) و(رث الشلك )!!لكن الفعل الأن صعب يا د. خالد المبارك رغم أنك مستشار إعلامى لحكومة تملك كل كنوز السودان المادية عبر الموارد والجبايات ومص دم الفقراء رغم ذلك لن ولم تجرؤ على تحريك مؤسساتها بتخليد ذكرى التجانى يوسف بشير فى مئويته الأولى !!!!! إذا نظر د. خالد المبارك الأن من نافذة مكتبه بسفارة السودان ببلاط القديس جيمس الذى يدفع ريعه دافع الضرائب بوطن التجانى يوسف بشير لرأى بوضوح وستمنستر أبى حيث مرقد عظماء الأدب البريطانى فى (ركن الشعراء ) حيث قام الإنجليز كما راينا عبر الثورة الرقمية كيف أحتفلت السلطة رسميا بوضع إكليل زهور على ضريح إبن العصر الفيكتورى الروائى شارلس ديكنز الذى صادفت مئويته الثانية (1812-2012) !!!مئوية التجانى الأولى (1912- 2012 ) ولافرق فى العبقرية بين ديكنز والتجانى سوى إنتماء الأخيرة لأمة جاحدة ومثقوبة الذاكرة أرخص أمر عندها إزدراء بنيها من المبدعين معذرة يامحمد عبدالجليل البوست للذكرى والتذكير والتذكر فى ذكرى التجانى وليس سوى ذلك رغم الخروج والقسوة وجرح التأريخ !!! لى عودة يامحمد (إن لم يسترد الله أمانته) لشوقى بدرى وإبراهيم ناجي تحديدا حول التجاني
|
Post: #22
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-18-2012, 09:01 AM
Parent: #21
المنصور صديق الزمان الأول .. السنين اتواتحن بلحيلهن وعقبان جاتهن هموماً تطول ليلهن، والوطن ينادي أن هلموا قبل أن يصيح الديك ثلاث مرات .. نصيبنا يا صديقي (صدى السنين الحاكي) .. ودرويش يصدح (تحب بلاداً وترحل عنها!)
المعهد العلمي جزء عزيز من مخزون الذاكرة ودهشة مستمرة يخفق لهاويحيا بها القلب المكدود ولا زالت عبارة نيتشه عن سقراط (وضع أسس العقل الجاف وقضى على رطوبة الخيال وعبق الأساطير .. فليس بالحقيقة وحدها يحيا الإنسان، بل بالإخطاء والأوهام والسفر المجهول)، التجاني الطالب الشاب .. مثل الحلاج ومحمود محمد طه رأى ما لا يرآه غيره .. فكتب ساخراً (لو أن فوق الموت من متلمس للمرء مد إلي من أسبابه) وحق لـ د. المعز الدسوقي أن يدهش ويدهشكم بتأمله لقصيدة المعهد العلمي، يستولدها الصور والتماثيل ويظل يدقق ويبقى لديها مزيد.
المنصور : أحساس شديد بالغفلة التي تودي بأهلها للتقصير .. ونبقي في خندق رفض الهزيمة نستعين بإستدعاء التجاني وصحبة (غرسوا النواة الطاهرة) .. فالنبني لهم بيوتاً في قلوب شباب الوطن حتى يهييء الله الواقع الذي يضع التجاني وصحبه في مكانهم اللائق.
|
Post: #23
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-18-2012, 11:32 AM
Parent: #21
لنبقى في رحاب عوالم التجاني ريثما يعود الاستاذ أحمد بشهادات الدكتور إبراهيم ناجي والاستاذ شوقي بدري وغيرهما ممن وقفوا لدى ما أبدع التجاني، رغم أن كثير من الشهادات تؤكد أن التجانــي لم يُبحث إلا كما (السيف في غمده)، فهنالك ضبابية كثيفة تلف تفاصيل هذا الفتى الصوفي الفيلسوف الشاعر الذي عاش ربع قرن عميق وذهب يلفه حزن ما لاقى من (عنت الزيود).
|
Post: #24
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: ibrahim fadlalla
Date: 07-18-2012, 12:18 PM
Parent: #23
الأستاذ الفاضل ، محمد عبد الجليل تحية وسلام ...
Quote: لم يُبحث إلا كما (السيف في غمده) |
قلت فأصبت كبد الحقيقة ..الشعراء الأدباء الكتاب العلماء المغنين ..هم قادة الوعي وهم مؤثر هام في تشكيل هوية الشعوب ووعيها القومي ..وقيمها وأخلاقها .. هم من جعلونا نكون مختلفين ، ويقول عننا الآخرون بأننا " شعب مختلف "
فلا أقل من أن نرتفع من وهدة " تخلفنا المتطاولة " ..ونوثق لهم ونتدارسهم نستل سيرتهم وأعمالهم من غمد النسيان ..سيوفاً بريق نشهرها في وجه واقعنا المدلهم ..
وإنه من المخجل أن نكون في عصر الثورة المعلوماتية الكبرى .. أمة تحمل تاريخها على شفاه الشيوخ ، يموت بموتهم أو يهدر بخرفهم ... فتخرج أجيالنا القادمة ..منبتة تماماً عن ماضيها ..شائهة منبوذة
شكرا لك وللأستاذ أحمد أمين ، وأنتما تحملان قلم التوثيق لرموز الأدب السوداني.. عذرا على الإطالة وشكرا للجميع ...
|
Post: #25
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-19-2012, 10:51 AM
Parent: #24
الأخ الأستاذ/ إبراهيم فضل الله - تحياتي لك ورمضان كريم
التجاني حالة فلسفية شعرية لافتة مضى وعمره 25 عاما، أرى أنه لم يجد حقه من الدرس. عرفته الساحة الثقافية المصرية واحتفت به وعملت على تخليد ذكراه 1946 ، كما لقي إنتاجه الشعري والنثري الكثير من الاهمال، وحتى طبعات إشراقته الأولى حفلت بأخطاء تحدث عنها الناس .. ذاع صيت قصيدته العهد العلمي التي كتبها بُعيد طرده من المعهد، وهذا حدث يضمر الكثير ويتطلب التحقيق في أكثر من ظاهر ما جرت به الأقلام التي تناولت الحدث . بقية إنتاج التجاني ظهر منه (شيء وغابت أشياء).. وتجاني منا كالشابي من التوانسة فلماذا لا نرفع شأو نجومنا ومبدعينا ليكونوا عصاتنا نتوكأ عليها ونحن نشهد (البنات فاتوك) في الصاروخ الفات.
قبل حوالي شهرين فتحت خيطاً بعنوان هل نحن حقاً "شعب مختلف" ربما إن كنا لم نعد.
لا زال ما نقوم به من محاولات للتوثيق هو أقرب لتجميع ما نشر هنا أو هناك أو حديث جرى على لسان أحد من عرفوا التجاني .. وهذا بعيد مما يمكن أن يحقق الفكرة . لعل في مقترح الاستاذ أحمد الامين أحمد - لو وجد طريقه للتنفيذ - أن يكون سانحة للتوثيق لهذا العلم السوداني الكبير بجعل داره مزاراً معرفياً مؤهلاً وتوجيه الباحثين والمختصين بإعادة هذه الصفحة المشرقة لإستكناه تجربة إبداعية رائدة صرفتنا عنها الخطوب ثم الغفلة في بلادي حيث الواقع يكذب كثير من الدعاوى الواهمة.
|
Post: #26
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-19-2012, 11:37 AM
Parent: #25
كتب محمد عبدالجليل :
Quote: لنبقى في رحاب عوالم التجاني ريثما يعود الاستاذ أحمد بشهادات الدكتور إبراهيم ناجي والاستاذ شوقي بدري وغيرهما ممن وقفوا لدى ما أبدع التجاني، |
من المتواتر أن ديوان( إشراقة) كمخطوطة قد سافر إلى مصر التى عشقها التجانى وحياها كمستودع للثقافة وقد إزداد عليه عسرا أو كماقال دون صاحبه بغية طبعه بالقاهرة لكن المؤكد أن الديوان قد عاد مخطوطا دون أن يطبع وهنالك روايات عديدة تروى أن الشاعر المصرى الرومانسى الشهير إبراهيم ناجى قد أطلع على المخطوطة بالقاهرة وربما أفاد منها فى إنتحال بعض القصائد كما تحدث بعض الأدباء أن شاعر (الأطلال) إبراهيم ناجي قد فرح جدا وأندهش بأشعار التجانى بمخطوطة إشراقة وأنه قد قرأ الكثير من شعرها على بعض المثقفين بمصر. ولقد تحدث أحد الأدباء السودانيين بإسهاب عن ذلك فى برنامج تلفزيونى 2008 لكنه توقف للأسف إسمه (الخرطوم تطبع ) عن التجانى يوسف بشير فى حلقة ضيفها الدكتور عادل عثمان الهادى المحاضر بقسم اللغة العربية بكلية الأداب جامعة الخرطوم . بذات المستوى من الشك حول إنتحال بعض قصائد التجانى من قبل شعراء مصريين مشهورين يدور جدل حول قصائد لإدريس جماع (1922-1980 ) كتبها سنوات دراسته بدار العلوم بمصر لم تظهر ضمن (لحظات باقية ) وقد نسبها البعض لأنفسهم ربما لذهول (أعتذر عن الوصف ) إدريس جماع وظروف مرضه المشهور (أعتذر مرة قبح مفردات وصفى ) ... كتب المؤرخ المحترم شوقى بدرى :
Quote: الشيء الذي لا يعرفه الكثيرون ، هو أن التجاني كاتب عميق وناقد أدبي وسياسي . عمل كمصحح وكاتب في مجلة ملتقي النيلين مع العم سليمان داؤود منديل وكتب في مجلة الفجر لصاحبها عرفات. ثم عمل صحفيا في مجلة أم درمان مع مؤرخ السودان الأستاذ محمد عبد الرحيم.. |
السؤال ماهى طبيعة العلاقة الأدبية بين التجانى يوسف بشير والمؤرخ السودانى محمد عبدالرحيم صاحب "نفثات اليراع " تحديدا حول مقالات كان التجانى يكتبها لمجلة أم درمان دون تذييلها بإسمه ربما نسبت لاحقا لذات المؤرخ دون تمحيص ولم تدرج ضمن الأعمال النثرية الخاصة للتجاني التى ظهرت فى كتاب الأعمال النثرية للتجانى من إعداد محمد عبدالحي والبشير البكرى ( إبن أخت التجاني ) ؟؟؟ سؤال مفتوح فى ذكرى مئوية التجانى (1912-2012) حول تجربة التجانى كمحرر صحفى بمجلة أم درمان تحديدا مع المؤرخ محمد عبدالرحيم ؟؟؟.. علما أن كتابة المقالات دون توقيع صاحبها عليها أمر شائع فى مجرى الصحافة بالسودان ( فى العقد الرابع من القرن الماضى الذى شهد السبع سنوات الأخيرة من عمر التجاني ) وقد نبهنا الدكتور محمد عبدالحي فى كتابه بالانجليزى Conflict & Identity أن المحجوب كشاعر ومفكر وسياسى كان يكتب بعض إفتتاحيات مجلة الفجر دون توقيع إسمه عليها وقد أتكأ عليها عبدالحي كمرتكزات فكرية تعكس فكر وأراء المحجوب (1909 – 1976 ) . يمكن لأى متعمق فى دراسة الأسلوب فرز أى مقال للتجانى عبر الإستناد على قاموسه واسلوبه النثرى والشعرى ..
|
Post: #27
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-21-2012, 10:29 AM
Parent: #26
الاخ - أحمد الأمين أحمد - تحياتي لك ولزوار الخيط جميعا .. رمضان كريم وكل سنة والاماني تتحقق وأمر الوطن يستقيم .. رحم الله التجاني يوسف بشير وصحبه ممن جعلوا لنا ذكرا طيباً في العالمين .. ويتواصل التوثيق.
|
Post: #28
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: MAHJOOP ALI
Date: 07-22-2012, 01:41 AM
Parent: #27
الاخ احمد الامين احمد سلام واحترام نحن غير معنيين براي ع.ع. أ ... الذي يغلب الاني ويرتجئ المنافع في كل سطر يخطه ، فلا يمكن الاستشهاد به لان قلمه والغ في تراهات العنصرية ففي حين مواجهة اشرف اقوام السودان لصلف الانقاذ كان يتسلي بادب القبلية ويزيدها حطب !!!!!! التيجاني قيمة سامية لاتنتمي للسائد او مقتضيات السياسة او ضرورة المرحلة ، فالتجاني نبئ من انبياء الامة السودانية لا يجوز اثبات دوره باقوال الانبياء الكذبه
|
Post: #29
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: عبدالله الشقليني
Date: 07-22-2012, 11:33 AM
Parent: #28
التجاني يوسف بشير
(1)
التجاني يوسف بشير شاعر رومانسي بحق ، ولما أزل في البحيرة الصافية التي صنع من" توتي بالصباح " حديقتها السماوية من طين وشاطئ وطيور وشجر .هذا العملاق الذي ذهب في عُمر العشرينات يقارب سن رحيل " الشاعر مصطفى بطران " . وهي في ظن الكاتب والقاص " عثمان حامد سليمان " أن الرحيل المُبكر للكثير من الشعراء والملحنون والمطربون السودانيين في زمن المستعمر ، كانت مؤامرة كُبرى . وأن هنالك سرقة تمت في مصر لشعر إدريس جمّاع كما تمت سرقة ألحان " الخليل " في مصر أيضاً . * كان العام 1937 هو ذات العام الذي رحل فيه أحد قادة "1924 " وهو صاحب " الفجر " : عرفات محمد عبد الله ، وأن التجاني يوسف بشير ومحمد أحمد محجوب والكثيرون من شباب ذات العصر كانوا من كُتاب " الفجر " و في شغفهم بالثقافة ، وإقامة المنتديات للقراءة والنقد هي التي طورت ملكاتهم وصقلت إبداعهم ، وهو أيضاً تمّ بشأن تطور أغنية العاصمة في ذلك الزمان . قيل أن " التجاني يوسف بشير " كان هو المحرر الحقيقي " للفجر " . كان مجتهداً ، نهم الإطلاع ، كثير الكتابة . عميق الحفر في اللغة بين المعاني والألفاظ . غزير الكتابة الصحافية ، دون أن يظهر اسمه !! * نذكر بأن البروفيسور " محمد المهدي بشرى " كان له مبحثاً عن التجاني يوسف بشير في مرحلة دبلوم معهد الدراسات الأفريقية والأسيوية – جامعة الخرطوم في أواخر السبعينات . * تحية للسامق ، كشجرة طيعة ، تُميلها الرياح ، ويغسلها الندى . كانت إسهاماته في وجداننا أكثر عمقاً مما نحسب . رقة شعره ، ودُنياواته التي يصنعها تبتني أعشاشاً من أوكار الطيور المغردة في سماء الثقافة السودانية ، في عهد الحاكم العام " سايمز " الذي اهتم كثيراً لأمر الثقافة مشجعاً لها ، بل شجع تلقي السودانيين دراسات في بريطانيا وبيروت وإنشاء الدور الثقافية . (2) عندما كتبنا عن لقاء شعر التجاني يوسف بشير بألحان وغناء عثمان حسين في محراب النيل : * عندما جلستَ سيدي للحن "محراب النيل "التي صاغها الشاعر " التجاني يوسف بشير" من بعد سنوات مرت على رحيله.جلست أنتَ مع ملائكة النغم ، تتجول معها في بَهو خيالك الوثاب . تقفز أنتَ بين الرُبا وفي ذهنك مسبحٌ يملأ الأفق هو "سليل الفراديس "يزحف على صدره بطول الوطن من أقصاه إلى أدناه ،جاءنا من أعالي الينابيع من هضاب القارة الإفريقية وعَبَرَنا إلى الأبيض المتوسط . بسط رحيقه للخضرة والعُشب والشجيرات والأشجار ، وأرضاً للفلاحة وماء من السماء يُحيي به أهلنا جنة دُنياهم إن رَغِبوا .ويُفسحوا للنِعَم وهي تلتفُّ من حولنا لعلنا ننتبه أن الكون أكثر رحمة مما كُنا نَحسب. جلست أنتَ يا "عثمان " في قممك العالية ونسجتَ لحن سجادة العُمر الغنائي : أنت يا نيل يا سلسلُ الفراديس -- نبيلٌ موفقٌ في مَسارِك حَضنتك الأملاك في جنةِ الخُلدِ -- ورفَّتْ على وَضئ عُبابِك وأمدّت عليكَ أجنحةً خضراً -- وأضْفَتْ ثِيابَها في رِحابِك فتحدَّرتَ في الزمانِ وأفْرَغتَ -- على الشرقِ جنةً من رُضابِك * عرَّجتَ بنا السلالم الموسيقية لأقصى رُدهات الرقة ثم هبطتَ بنا إلى أدنى عتبات الغلظة. تصطفي النقائض وتستنفر التآلُف بين الأشتات . قرَّبت لنا قصة النيل العظيم المختبئة في بطون الأساطير القديمة والديانات الأوَل وهي تُراوح مكاناً بين الخوف والرهبة والرزق الممدود والفيضان الغضوب ساعة ائتمار الجداول عليه في الخريف فيخرج بعنفوانه ، يضرب بأجنحته الأُفق. جلست سيدنا أنتَ وشربتَ من رياحين الشوق والوجد والمحبة للنيل وهو يشق التلال والهضاب و صَنَعَ الأحراش والغابات والآكام من الصحارى الجرداء . * حفرتَ سيدي في المناطق الرخوة مكاناً لحرير الوجدان وأقمشته اللدنة .جئتَ تُآخي شاعرنا " التيجاني " وتُقاسمه محبته للسلسبيل الفضي البهيج . جمَّلتَ أنتَ وُجداننا . فرشت دَواخِلنا لمراقد الهناء وتوسدتَ وسادة العِشق الرومانسي . التقيت بدُرَّة الشاعر" التجاني " التي "حفها النيل واحتواها البرُ " ، " صحا الدُجى من غِمده وتَغَشاكَ في الأسرّةِ فَجرُ ". ذاك بشعره الأخاذ وأنتَ تنحت الموسيقى من الموج المُتلاطِم .ثم تفككت تُربة الإبداع لتُنبِت سُنبلةً ثم شجرة باسقة بأغصان النغم الشجي (3) كتب الدكتور حيدر إبراهيم في أحد مقالاته عن الخفاض الفرعوني للعقل السوداني وهو يعدد المحطات : أطلقت المؤسسة الدينية المحافظة حملتها ضد الفكر الحر والعقل مبكرا، واستلت سيف التكفير منذ عهد الشاعر العظيم التيجاني يوسف بشير : قالوا وأرجفت النفوس وأوجفت هلعا وهاج وماج قسور غابه كفر ابن يوسف من شقيّ واعتدي وبغي ولست بعابئ أو آبه قالوا احرقوه بل اصلبوا بل انسفوا للريح ناجس عظمه وإهابه ولو أن خوف الموت من متلمس للمرء مد اليّ من أسبابه (4) ابتدرت إدارة سودان فور أول الحفاوة بالذكرى المئوية للشاعر الكبير بهذا الملف :
http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.p...%E6%D3%DD+%C8%D4%ED% D1&sid=b2536214ddccfd3cc18d94620dcc651d
*
الشكر الجزيل للصديق محمد عبد الجليل والأكرم : أحمد أمين على هذه البادرة *
|
Post: #30
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: عبدالله الشقليني
Date: 07-22-2012, 05:43 PM
Parent: #29
إلى العلا في ذكرى الباسق
|
Post: #31
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: محمد أحمد الريح
Date: 07-22-2012, 11:51 PM
Parent: #30
ولافرق فى العبقرية بين ديكنز والتجانى سوى إنتماء الأخيرة لأمة جاحدة ومثقوبة الذاكرة أرخص أمر عندها إزدراء بنيها من المبدعين ]
ألا رحم الله التجانى والصديق الأستاذ عبد الله الشيخ البشير وأمطر على قبريهما وقبور بقية العقد الفريد من مبدعينا شآبيب الرحمة والغفران.
أجزل الشكر والتقدير للأفاضل محمد عبد الجليل وأحمد الأمين على تنبيه هذه الأمة الغافلة عن تكريم مبدعيها.
|
Post: #32
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-23-2012, 11:15 AM
Parent: #31
Quote: الاخ احمد الامين احمد سلام واحترام نحن غير معنيين براي ع.ع. أ ... الذي يغلب الاني ويرتجئ المنافع في كل سطر يخطه ، فلا يمكن الاستشهاد به لان قلمه والغ في تراهات العنصرية ففي حين مواجهة اشرف اقوام السودان لصلف الانقاذ كان يتسلي بادب القبلية ويزيدها حطب !!!!!! التيجاني قيمة سامية لاتنتمي للسائد او مقتضيات السياسة او ضرورة المرحلة ، فالتجاني نبئ من انبياء الامة السودانية لا يجوز اثبات دوره باقوال الانبياء الكذبه |
تحية وإحترام عميق للأخ –محجوب على شكرا انك تقرأ ما أكتب من مداخلات فى منبر حوار مفتوح لأشخاص فى مواقع وأيدليوجيات مختلفة .. خذ مما أكتب مايتماشى مع أرائك واترك الباقى لأخرين لهم أراء ومواقع أيدليوجية مختلفة ... التجانى يوسف بشير (1912-2012 ) صار بإرثه الجمالى الضخم والمؤثر جزء من الذاكرة والتأريخ السودانى بل الإنسانى كذلك عليه يصعب أن ننظر إليه بمنظار السياسى وعراكنا اليومى ومنع الإستشهاد بشخص معين مثل بروف : عبدالله على إبراهيم وغيره ممن نختلف معهم فى مواقف سياسية معينة علما أن الدكتور عبدالله على إبراهيم كمفكر واديب واكاديمى من قلة من السودانيين أهتموا بالتجانى يوسف بشير وشعره فى فترات مختلفة من تمرحلاته الأيدليوجية وإشارتى لحديثه عن التجانى التى لاترى أنها تعجبك (وهذا من حقك ) كتبها الدكتور عبدالله على إبراهيم فى فترة سابقة للإنقاذ طويلا ربما فترة وجوده بعضوية الحزب الشيوعى قبل خروجه وظهرت فى كتاب (أنس الكتب ) الصادر العام 1985 ومجمله مقالات حول التأليف السودانى . أى ذكر وكتابة عن التجانى يوسف بشير تسقط من مرجعيتها كتابات صلاح احمد إبراهيم ومحمد المكى ومحمد عبدالحى واحمد البدوى وهنرى رياض وعبدالله على إبراهيم وغيرهم من السودانيين الذين كتبوا عن التجانى يوسف بشير كمبدع سودانى (أكرر سودانى ) تعتبر كتابة لاقيمة لها... أفهم موقفك من مواقف د. عبدالله على إبراهيم فى بداية الإنقاذ والعنصرية وأتفق معك فى ذلك لكن فى ذكرى التجانى يوسف بشير يصعب على شخصيا تجاوز الإستشهاد بقامة أدبية مثل عبدالله على إبراهيم الذى قرأت له الكثير مماكتب حول إشراقة . الإسقاط الأيدليوجى والمحاكمات الفكرية تفسد كتابة التأريخ وتحوله ل ( ركن نقاش ) بجامعة سودانية ... بخصوص عبدالله على إبراهيم وإعتماده كمرجع سئل المفكر السودانى جمال محمد أحمد (1916-1986 ) فى حوار عن رايه فى محمود محمد طه (بعد مقتله 1985 ) فأجاب جمال : (Quote: محمود محمد طه رجل واسع الإطلاع وكثير القراءة عليه يجب التأمل فى كل كلمة يقولها |
) أو كماقال (راجع :كتاب فى سيرة جمال محمد احمد سرة شرق إعداد على عثمان محمد صالح وبشير سهل واخرون ) بذات الدرجة عبدالله على إبراهيم (دون إسقاط سياسى ) رجل واسع الإطلاع بأكثر من لسان لذا أحترم شخصيا مايكتبه حتى إن أختلفت معه سياسيا لان من يقرأ كثيرا ثم يكتب مثل عبدالله على إبراهيم يصعب عدم إعتماده كمصدر رغم إضطراب موقفه السياسى وصعوده وهبوطه حسب المراحل . أخيرا و على المستوى الخاص أنت يامحجوب على ضمن قلة من اعضاء المنبر احترمهم كثيرا لانك تتميز بشجاعة وقوة فى إبداء رايك دون خوفف او مجامة ولك الود والتقدير . ويامحمد عبدالجليل مازال ملف التجانى مفتوحا للقراءة والتأمل إن شاء الله . وبحضور أستاذنا عبدالله الشقلينى ومحمد أحمد الريح (إزدان البوست والنور تجلي ) او كماقال ذلك السراج الوهاج ياأستاذنا الشقلينى !!!
|
Post: #98
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-15-2012, 01:15 PM
Parent: #32
كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد
بحضور أستاذنا عبدالله الشقلينى ومحمد أحمد الريح (إزدان البوست والنور تجلي ) او كماقال ذلك السراج الوهاج ياأستاذنا الشقلينى !!!
|
Post: #35
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-23-2012, 01:24 PM
Parent: #31
كتب الأستاذ محمد أحمد الريح:
ولافرق فى العبقرية بين ديكنز والتجانى سوى إنتماء الأخير لأمة جاحدة ومثقوبة الذاكرة أرخص أمر عندها إزدراء بنيها من المبدعين ]
ألا رحم الله التجانى والصديق الأستاذ عبد الله الشيخ البشير وأمطر على قبريهما وقبور بقية العقد الفريد من مبدعينا شآبيب الرحمة والغفران ===============================================================
الاخ الأستاذ/ محمد أحمد الريح :
تحياتي لك،
يا له من فرق .. ليس بين عبقرية ديكنز وتجاني
بل بين الوفاء والجحود
تم تقديم ديكنز في أبهى صورة للعالم عبر كل اللغات .. ولا زال ديوان إشراقة ينتظر التدقيق اللغوي بعد أن طوف لسبعة عقود بين أيدي كثيرة في مصر والسودان .. رغم الحديث عن أن النسخة الأصلية بخط يده موجودة..
|
Post: #33
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-23-2012, 12:33 PM
Parent: #29
الأخ العزيز عبدالله الشقليني .. تحياتي لك وكل سنة والوطن ماض في عزمه مستقيما على جادة رفض الظلم من حيث جاء ..
محزن أن يختزل التجاني في كلمة قيل أنه ترتب عليها فصله من المعهد العلمي أو في ديوان لا زال ينقح بجهد المهتمين الأفراد .. وحكاوى من (راؤه أو سمعوا عنه من مجايليه) وأهلـه واصدقائه، وقد سقط كثير من أعماله الشعرية والنثرية من ثقب الإهمال المقيم ولا زلنا نعض إصبع ليت الواهي دون عمل منهجي يستعيد للوطن - بحق - تجربة أحد نجومه الكبار في ذلك الوقـت المبكر من مسيرة الإبداع الشعري والنثري في بلدي (بلدي التاريخ ما دمنا حزانى) تقتلنـا الحيرة في مآلاته حتى قاب عام واحد .. فقد كان قبل عام واحد مليون ميل مربع واصبح الآن ... وكان يتمشدق بأنه ليس كالآخرين فتقاصر عنهم في كل شيء، حتى في وضوح واستقامة لغة التعبير عن رفض واقع لا يليق بشعب حي .. (كان قصدي أن أكتب عن التجاني ولكني ....) فمعذرة.
|
Post: #34
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: عبدالله الشقليني
Date: 07-23-2012, 12:58 PM
Parent: #33
الأكرم : الأستاذ / محمد عبد الجليل تحية طيبة وكثير ود أذكر أني قرأت لأحد مُجايلي الشاعر التجاني يوسف بشير حديث مفصل عن صور من حياته ، الصحافية والشعرية . وذلك في أحد أعداد مجلة الدوحة ( القديمة ) التي كانت تزخر بضروب المعرفة الثقافية . ولكن العدد ليس بيدي . كانت فيه تقليله من شأن إجهاده ، كأنه يسابق عُمره القصير . ولم يهتم كثيراً بآثار داء الصدر . حتى كسر قوته . كان كثيف القراءة ، ويكتب كثيراً بقدر ما يقرأ . يرتدي الجلباب والعمامة ، التي له طريقته المميزة في لفها على رأسه . لتوتي أثرها في تنشئته ، وفي مناخها وصفاء حياتها وهي جزيرة حفها النيل ، وتجد كثيرين من أبنائها إلى اليوم وقد تملكه حب الشعر والغناء في لياليه يحيونها على شواطئه . نعرف أن ذاكرتنا مثقوبة كما تفضل سعادة العميد ( محمد أحمد الريح ). لقد تأذينا بالثقافة الشفهية ، فلم يعنى الكثيرون من المبدعون أو رفاقهم بالتوثيق . لقد كان التجاني صحافي في المقام الأول وشاعراً منذ نشأته الأولى . كان مميزاً برؤاه في الحياة . وتلك ما تميز المبدعين عن غيرهم . إنه لا يرضى أن يتصالح مع الحياة التي يحيا ، يريد تغييرها وتطويرها . وتلك أزمة كل المبدعين الذين اغتالتهم الحياة قبل تجسيد رؤاهم واكتمال أنموذجها . لك الشكر على هذه المبادرة ، وللأكرم : أحمد أمين شكري الجزيل على اهتمامه بثراء الملف . *
|
Post: #36
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: الشامي الحبر عبدالوهاب
Date: 07-23-2012, 01:56 PM
Parent: #34
الاخ محمد عبدالجليل الاخ احمد امين وضيوفكما الكرام وانتم تخوضون في هذا البحر الزاخر في ذكراه المئوية فلي مبحث قديم بمشاركة اخوة كرام يتناول جزئية هامة وحساسة من هذا الشاعر المرهف الملهم احب ان ادلو بها
هل كفر التجاني يوسف بشير
|
Post: #38
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-25-2012, 09:16 AM
Parent: #36
الاخ الشامي الحبر عبدالوهاب .. تحياتي لك وشكرا على الإضافة الضافية والتطواف العميق في عوالم التجاني الثرة
برح الشك فآمنت ولكن في ريبة ورياء
كتب التجاني الفتى العبقري ليبقى .. لقد كان يرنو (لأفق بعيد). أقعدته الظروف عن السفر إلى مصر ولم تكتف .. حاصرته (موجدة) بعض من حوله في موهبته العالية: والمجد أجدر بالشباب وإنما للناس موجدة على اصحابه
والشعر هبة من الله على رأي الشاعر الراحل محمد عبدالحي
أجمع الناس ويثبت الواقع أن التجاني جاء للمعهدالعلمي من بيت علم ودين (بيت الكتياب) .. واختلفوا حول الازمة التي حاصرته وتسببت في طرده من المعهد وذهبوا في ذلك مذاهب عديدة ربما تقصر كلها عن ما يحتمله شعــره المحلق من رؤى ، ومن الاسباب التي راجت عن طرده من المعهد ما يلي:
- شبه شعر شوقي بالقرآن الكريم. - رأيه بأن الفرق بين شعر شوقي وشعر حافظ كالفرق بين القرآن والكتب السماوية الأخرى. - الفرق بين شعر شوقي وشعر حافظ كالفرق بين القرآن وكلام البشر. - بعض ما بثه في اشعاره .. مثل:
آمنت بالحسن بردا وبالصبابة نارا وبالكنيسة عقداً منضدا من عذارى وبالمسيح ومن طاف حوله واستجارا إيمان من يعشق الحسن في عيون النصارى
الشك: أشك ويؤلمني شكي وأبحث عن برد اليقين فيفنى فيه مجهودي
وغير ذلك من إشارات فلسفية بثها بإنسجام في أشعاره
لا بد من الاخذ في الإعتبار الزمان والمكان (الواقع الاجتماعي الثقافي) في سودان العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين في بقعة الإمام المهدي لنظر هذه التجربة الشعرية الفلسفية الجديرة بالخروج بها من التبسيط ويعتبر التجاني أحد حجار زوايا الإبداع في وطن يصارع ليتشكل فيزداد بعدا.
تلقيت مذكرات أحد زملاء التجاني .. سأضمن هذا الخيط الجزء الذي يناسب مئوية ذكرى الميلاد من تلك المذكرات .. ولكم التحية.
|
Post: #37
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-24-2012, 12:30 PM
Parent: #34
كتب الأستاذ/ عبدالله الشقليني:
لقد تأذينا بالثقافة الشفهية ، فلم يعنى الكثيرون من المبدعين أو رفاقهم بالتوثيق . لقد كان التجاني صحافي في المقام الأول وشاعراً منذ نشأته الأولى . كان مميزاً برؤاه في الحياة . وتلك ما تميز المبدعين عن غيرهم . إنه لا يرضى أن يتصالح مع الحياة التي يحيا ، يريد تغييرها وتطويرها . وتلك أزمة كل المبدعين الذين اغتالتهم الحياة قبل تجسيد رؤاهم واكتمال أنموذجها .
=============================================================================================
يمكن لو تم تركيز التوثيق لكتابات التجاني الصحفية واستقصاء كتاباته الشعرية أن يكون في هذا أضافة لفكرة التوثيق للتجاني في مئويته .. لا سيما وأن هنالك جوانب مهمة في حياته(رؤاه في الحياة ورفضه للواقع ونشدانه التغيير والتطوير) .
أرى أن التوثيق للتجاني وحصر ما أبدع شعراً ونثرا ومن ثم تحليل كتاباته تلك ربما يكون أبلغ وأصدق في إضاءة تجربته من المصادر الأخرى للتوثيق للتجاني. إن خصوصية التجاني كشاعر مبدع ومتصوف وصاحب موقف معلن دفع ثمنه علناً، كل ذلك قد يجعل قراءة تجربته خارج نصوصه المباشرة صعبة و(حمالة أوجه) إن لم تكن مستحيلة.
شخصية لديها خصوصية قد تجعل القراءات حولها مختلفة وربما متناقضة .
|
Post: #39
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-25-2012, 11:41 AM
Parent: #37
تحية محمد عبدالجليل و الحبر الشامى وجميع المتحلقين حول (نار التجانى يوسف بشير ) يقتبسون شهابا من لظاها الموحي .. المقتبس أدناه تلخيص محاضرة أجريت بالبحرين قبل أشهر تقريبا وتزامنت صدفة مع مئويته الأولى 1912-2012 وقد جرى نشرها بصحيفة سودنايل الإسفيرية وكذلك صفحة مقالات وتحليلات بهذا الموقع سودانيزاونلاين وقد أحتفظت بها فى فلاش مع مواد اخرى تهتم بالتجانى فى مئوئيه الأولى ولاحظوا مدى ثقافة الاستاذ بدر الدين السيمت صاحب المحاضرة ( لأ أعرفه شخصيا ) وقوة إلمامه بمصطلح التجانى وبيئته والمصطلحات الصوفية عموما كذلك يمتاز أسامة بابكر حسن الذى لخص المحاصرة بقدة تحريرية فذة نقلتنا عبر سرده للبحرين حيث وقائع المحاضرة عن التجاني ... لاحظت كذلك نسبة صاحب المحاضرة التجاني يوسف بشير لحي الركابية بام درمان وهنا يختلف مع البروف: عبدالسلام نورالدين الذي ينسبه لفريق العمراب وحبذا او تكرم أستاذنا عبدالله الشقلينى او محد عبدالجليل كأبناء أم درمان جغرافيا بتحديد مكان سكن التجانى بدقة وكذلك خلوة الكتيابى بدقة لأن أثر كأمكنة عبقرية يصعب فصله عن فهم شعر التجاني
الوجه الآخر للشاعر التيجاني يوسف بشير .... الأستاذ بدر الدين السيمت يستنطق مضامين الإشراق من نصوص " إشراقة"
أسامة بابكر حسن،، " Quote: عُرف التيجاني يوسف بشير كشاعر، إلا أن الوجه الحقيقي الآخر له لم يتم تناوله وسبر خفاياه الإشراقية والكتابة عنها بتعمق، وتأتي هذه المحاضرة كمحاولة لتفكيك رمزية ديوانه إشراقة متلمسةً الوصول لوجهه الآخر الذي كان يعتمل في روحه التي تعتبر بحق حسب تقديري إحدى مقومات الجمال في السودان" هكذا ابتدأ الأستاذ بدر الدين السيمت تأملاته في نصوص التجاني الشعرية في محاضرة اُقيمت بالنادي السوداني بمملكة البحرين على شرف وداع سعادة سفير السودان محمد محمود أبو سن، تناول فيها المحاضر المضامين الإشراقية التي كانت تنتاش روح التيجاني يوسف بشير من خلال أشعاره التي تعبر عن محاولات الترقي الروحي للوصول لكمالات الإشراق أحياناً والإصطدام أحياناً كثيرة مع ما كان سائداً من مفاهيم آنذاك حسب ما خلص إليه أستاذ السيمت في قراءته التي اعتمدت على التأمل واستنباط مقاصد التيجاني من النص الشعري فقط دون اللجؤ إلى أسلوب النقد بالاستعانة بما كُتب من سيرة ذاتية عن الشاعر، وذكر بأن حادثة فصل التيجاني من المعهد العلمي لم توثق أسبابها بالدقة المطلوبة، وأن هذه الحادثة شكلت إحدى ظواهر بدايات الهوس الديني الذي أضحى السودان يعانيه. وأشار الأستاذ السيمت إلى أن العديد من الكتب صدرت بشأن التيجاني منها كتاب الدكتور عبدالمجيد عابدين " التيجاني شاعر الجمال"، وكتاب " الشاعران المتشابهان"، كما قُدمت العديد من رسالات الماجستير حول شعره وشاعريته، وتم تكريمه في العديد من المهرجانات الأدبية، إلا أنني حينما تأملت في ديوانه "إشراقة" أدركت أن التيجاني ظُلم إذ لم يتم إبراز وجهه الحقيقي، وقد أدرك التيجاني ذلك الظلم وأبرزه في أشعاره " الأدب الضائع"، في دلالة إلى أنه لم يُفهم وأن رسالته لم تُستوعب على الوجه الدقيق. وبمنأى عن شاعرية التيجاني وشعره ولغته وتجديده ومشاعر الإنسانية والحب والجمال التي تضوع من أشعاره إلا أنني أجده صاحب تجربة روحية عميقة عاشها وأودعها كلمات ديوانه إشراقة، بل كانت أشعاره لا تعبر عن شيء سوى هذه التجربة الروحية، وبجانب نبوغه المبكر رغم صغر سنه والنضج اللغوي والصوفي الذي اتسمت به نصوصه فقد حاول وضع لبنات أساسية لبناء السودان الحديث فهو أول من تحدث عن " ملء فراغ الحماس" قبل بداية الحركة الوطنية ومؤتمر الخريجين ويُستشف ذلك في عدد من نصوصه، فبجانب النصوص الشعرية الدالة على مسلكه نحو الإشراق فهناك نصوص تنصح ببناء سودان يقوم على الفكر. إضافة إلى ذلك فإن كافة من كتبوا عن التجاني - ولهم تقديرنا العميق- تناولوه بالشرح من أوجه كثيرة إلا أنهم لم يتمكنوا من إدراك البعد الحقيقي له والإضافة التي أضافها للسودان وللغة العربية وللإنسانية كافة. ودلل الأستاذ السيمت أن التيجاني أكد على التعرف عليه من خلال أشعاره التي تجري كثيراً من نصوصها بأنه صوفي معذب: أنا إن متُ فالتمسني في شعري تجدني مدثراً برقاعه في يميني يراع نابغة الفصحى وكل امرءٍ رهين يراعه وهو بذلك يردد مسلك التصوف " المرء مطوي تحت لسانه فتحدثوا تعرفوا"، وهكذا يودع التيجاني نفسه في شعره وعلى الباحث عنه أن يلتمسه فيه دون سواه، ويقتضي ذلك إما أن يكون الباحث في ذات درجة حالة التجاني العقلية أو في حالة أعلى منه حتى يدرك مقاصد أشعاره ودلالاتها، ففي القرآن " تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم" أي أن فهم أي مسألة يلزم الحيادية والوصول أولاً إلى منطقة ومكان سوى، وكذلك في أدبيات التصوف الإسلامي " أنا التنزيل يعرفني ابن فني"، وقول إبن الفارض " ولاح سر خفي يدريه من كان مثلي" فالمشابهة للحالة العقلية في قول التيجاني وفي هذين القولين توضح مقاصده التي كان يرمي إليها. إشراقة: يؤكد الأستاذ السيمت أن التيجاني عنى بـ "إشراقة" التي أطلقها على ديوانه نفسه النورانية ووصف ذلك في قوله " هي نفسي إشراقة من سماء الله"، ووصف نفسه بـ " الشعاع" ووصفها بـ " اللهيب"، ووصفها بـ" الحنين" وأجمل ذلك بقوله " هي نفسي إشراقة من سماء الله، وقال: قطرات من الندى رقراقة يُصفق البِشرُ دونها والطلاقة قطرات من الندى حيرى مطرقات في الدجى مبراقة تترسلني في جوانب آفاقي شعاعاً أسميته إشراقة وأشار الأستاذ السيمت إلى أن كل من لديه تجربة في إشراقات النفس "الملهمة" يشعر بأشعة حسية ومعنوية، وفي هذا المجال يقول النابلسي " وهمت بوجدي لما فهمت رموزه فهئنا للبرق اللموع اُسايرُ". والمح إلى استخدام التيجاني كلمات الأملاك والشذى والروض والجنان والأزهار ومهرافة الأقلام وطرير الشباب التي أصبحت كلمة شعبية مما يعد إثراءً للذوق العام، ويدل على أنه كان يشعر بين حناياه بالجمال والحسن الذي يشرق على العارف من إلهامات النفس الملهمة وهي نفس ملائكية، كذلك كان التيجاني يستخدم كلمات فصيحة غير متداولة الاستعمال إلا أن القارئ يجد الإلفة معها ولا يشعر بغرابتها إلا إذا نُبه إليها مثل رهام وصهيود. وتطرق المحاضر إلى شك التيجاني وعزاه إلى أن إشراقات التيجاني كانت تتناقض مع خلفيته الثقافية " بين اثنتين اُسر أم أبكي قبس اليقين وجذوة الشكك"، وقال بأن التيجاني حاول الوصول دون جدوى إلى برد اليقين " اشك يؤلمني شكي وابحث عن برد اليقين فيفنى فيه مجهودي"، ويقول الأستاذ السيمت أن برد اليقين لا يأتي بالمجهود وإنما اليقين هو الذي يأتيك " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"، وبرد اليقين يقع في رحاب النفوس العليا المطمئنة والراضية والمرضية وقد كان التيجاني في نهايات النفس الملهمة. وذكر الأستاذ السيمت رغم أن التيجاني يوسف بشير عاش في حي الركابية بأم درمان الذي تواجدت فيه بعض الطرق الصوفية وارتاد الخلوة وحفظ القرآن لكنه لم يلتزم بالتصوف في طريقة بعينها ولم يكن له شيخ وإنما سار في طريق التأمل والإشراق لوحده.
هذا وقد تركنا جوانباً عدة في المحاضرة التي استمرت ساعة و45 دقيقة أملاً في نشرها عبر الوسائط المسموعة في القريب العاجل، فبالرغم من أنها عكفت على الجانب الإشراقي في أشعار التيجاني يوسف بشير إلا أن المستمع إليها سيجد دعوات الاصلاح التي دعا إليها التيجاني وتبني المعرفة للنهضة ما يؤكد أنه أدرك وخشي مبكراً المآلات التي سيؤل إليها السودان إن استمر في مسيرته دون بناء معرفي وروحي أصيل وقد حدث ما خشيه التيجاني: حسن قيام الشعب واشرئبابه والوثبة الأولى وظفر شبابه لكني وددت لو أن بعض معارف شيدت فقام بها على اشرئبابه |
|
Post: #40
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-27-2012, 04:03 PM
Parent: #39
كتب شوقى بدرى :
Quote: وكما ذكر مبارك إبراهيم صديق الشاعر ومن المولعين بشعره والذي ساعد في إخراج ديوان الشاعر (إشراقة) في عام 1955 .، ذكر إن عمل التجاني في سنجر كانت فترة الهام بالنسبة للشاعر ، إذ كان التجاني يقابل حسان اليهود والأرمن والنصارى كزملاء في عمله . أو عند تحصيل أقساط ا لشركة ، لأن الأقباط والأجانب كانوا اغلب الزبائن .قال التجاني :
آمنت بالحسن بردا وبالصبابة نارا وبالكنيسة عقدا منضدا من عزارا وبالمسيح ومن طاف حوله واستجارا إيمان من يعبد الحسن في عيون النصارى |
وكتب بروف : عبدالسلام نور الدين :
Quote: ذلك الشريط القصير الذى احتلته شركة سنجر للتطريز والتفصيل والحياكة حيث الهمت خرائدها العاملات بها والمتعاملات معها الشاعر التجانى يوسف بشير حين التحق بها محصلا ويطل هذا الشريط شبه المستطيل على الطريق (الشاقية الترام ) الذى ينبثق من المحطة الوسطى... |
يدور سؤال قديم عن علاقه شاعر الاشراق التجانى يوسف بشير بالصليب ونحو ذلك وهل كان يهوى حسناء من الاقباط قوم ماريا عليها السلام ؟ عموما علاقه التجانى بحسناوات الاقباط امر حقيقى مبعثه الاحساس العالى جدا عنده بالجمال الذى يزين وجوه بعض حسناوات المسالمه التى لاتبعد كثير عن موطن اقامته بفريق الكتياب ثم مكنه عمله فتره ما فى حياته القصيره المضطربه متحصلا ماليا لشركه سنجر للخياطه (رايت مقر الشركة شرق سوق الجلود بسوق ام درمان القديم قبل سنوات طويلة جدا ) قد مكنه من الاختلاط شبه اليومى بالطائفه القبطيه بالخرطوم وامدرمان وبحرى التى كان جل بناتها هن زبائن هذه الشركه كما أشار لذلك الناقد السودانى فضيلى جماع فى مقاله القديم عن التجانى –أنظر قراءة فى الادب السودانى الحديث صدر العام 1991 بسلطنة عمان – ولعل هذا ما حدا به عشق حسناوات النصارى والتغنى بهن فى شعره.. "
فى الواقع بنات النصارى وجمالهن النوعى !! الاخاذ شكلا نبعا ثرا لشعر الكثير من شعراء السودان فى النصف الاول من القرن العشرين والعقد الذى تلاه فقصيده شاعر الحقيبة الكبير سيد عبدالعزيز ( ولد العام 1903 وفى رواية العام 1905 ) وتوفى منتصف سبعين القرن الماضى ( يا مداعب الغصن الرطيب) من وحى رؤيته حسناء من الاقباط راها سيد تلعب بغصن مكتظ بالزهور فى المقرن ذات اصيل بعيد فى عيد من أعياد الأقباط " راجع حلقه لحقيبه الفن سجلها المبارك ابراهيم مع سيد عبدالعزيز" . كما أن النهر العاتى خليل فرح شخصيا كتب (زهره روما ) خلى جات مرنوعة الصافية كالدينار فىى القوام مربوعة الخد تقول جلنار .... فى فتاه مسيحيه إغريقيه تعيش بالخرطوم لكن الخليل قابلها فجاءه أثناء زياره له للقاهره وذكروا ان والدها الاغريقى الذى يحس بالفن وهو سليل حضاره التماثيل الضخمه قد منح الخليل خمسين جنيها من الذهب جراء فرحه بتلك القصيده لكن الخليل رفض المبلغ!!!!!رغم فقره المادى. (راجع حقيبة الفن تقديم المبارك إبراهيم حوار مع زول إسمه something بدرى أحد ندماء الخليل ) . ولعل من المحدثين من شعراء السودان الذين تشببوا بالقبطيات اللائى عشن فى السودان هو العاقل فى عصر المجانين الشاعر الكبير محجوب سراج ( من حي العرب ذات بيئة سيد عبدالعزيز والتجانى يوسف بشير ) الذى كتب اكثر من أغنيه فى حسناء اغريقيه احبها كثيرا لكن شغلها زواجها عنه ومنها : لوبتفتكر الليالى بداوى جرحى ولا تانى ترجع الأفراح لقلبى لا لا الى أخر اللحن الجميل الذى شدا به وسيم الطلعه ابراهيم عوض رحمه الله وسقاه والتجانى والخليل من الكوثر... التجانى شق نهر التشبب بجمال النصارى وسار خلفه سيد ومحجوب سراج وشعراء أخرون بعضهم عاش فى مدن إقليمية بها حضور نوعى واضح للأقباط كأتبرة حيث تغنى الأتبراوى بأغنية بها ذكر لمارى جرجس وعيسى المسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم كذلك محمد اللمين تغنى بأغنية (مسيحية ) لكن يظل التجانى هو الرائد فى التغنى بجمال الصليب على صدور العابدين قبل التحول الديموغرافى فى بيئة المدن السودانية الكبيرة ومنها ام درمان منذ أن بدأ معول نميرى (له الرحمة ) فى تفكيك نسيج الجياة العقائدية والإجتماعية والإقتصادية بالسودان مما حدا لهجرة الكثير من الإخوة السودانيين الذين يؤمنون بسيدى المسيح عليه السلام وروح القدس
|
Post: #41
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-28-2012, 11:13 AM
Parent: #40
كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:
لاحظت كذلك نسبة صاحب المحاضرة التجاني يوسف بشير لحي الركابية بام درمان وهنا يختلف مع البروف: عبدالسلام نورالدين الذي ينسبه لفريق العمراب وحبذا لو تكرم أستاذنا عبدالله الشقلينى او محمد عبدالجليل كأبناء أم درمان جغرافيا بتحديد مكان سكن التجانى بدقة وكذلك خلوة الكتيابى بدقة لأن أثر كأمكنة عبقرية يصعب فصله عن فهم شعر التجاني
=================================================================================================================
الاخ الأستاذ / أحمد الامين أحمد - تحياتي وشكري على رفدك المستمر للخيط بـ (الكثير المثير الخطر) ولا زال لدى التجاني معان بكر صاغها في تلك الدروب بين بيوت الطين وشركة سنجر، شاب تعلق قلبه بالمستحيل ، لم يلهه فقر ولا مسغبة عن التحليق فــــي عوالم الجمال المنقى.
لست إبن أمدرمان - كان ينبغي أن أكون - أنا من قرية النوبة شمال أمدرمان بحوالي 30 كلم وعلى قرب المسافة فشتـان بين العاصمة والقرى التي أوقعها القدر في (ضل العاصمة). قلت لصديقي الراحل الشاعر حميد .. ألاحظ أن أهل الريف في الغربـة بينهم أواصر قوية تلعب دورا مهما في التنادي لدعم مناطقهم بقوة وهذا الأمر لا ينطبق على قرانا الواقعة حول العاصمة قال: عشان إنتو واقعين في ضل العاصمة .. رحم الله توفيق صالح جبريل القائل:(يا دامر المجذوب لا أنت قرية بداوتها تبدو ولا أنت بندر) كلمة (حميد) تذكر بـ (ضبلنة خضار الضل) .. فكيف والضل ضل عاصمة وطنية ..
عودا للسؤال عن موقع دار (سكن) شاعرنا / التجاني يوسف بشير: في حي الركابية - الشارع المار من المحطة الوسطة شرق دكان العدني متجها لحي العمدة أما خلوة الكتياب فقد ذكر لي الاخ/ صديق الموج وهو من (مدعي الأمدرمانية) أنها كانت في الركابية في بعض الوقت، وتم نقلها وأصبحت غرب موقف الحافلات الواقع غرب البوستة بالشارع المؤدي لاستاد الهلال
ويتساءل المرء هل لازالت أم درمان بيئة تلهم الشعر .. و .. الثورة ؟!
شكرا الاخ أحمد الأمين أحمد على التصحيح .. وآمل أن تفعل دائماً .. فآفة التاريخ رواته
|
Post: #42
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-28-2012, 02:11 PM
Parent: #41
كتب أحمد الأمين:
فى الواقع بنات النصارى وجمالهن النوعى !! الاخاذ شكلا نبعا ثرا لشعر الكثير من شعراء السودان فى النصف الاول من القرن العشرين والعقد الذى تلاه فقصيده شاعر الحقيبة الكبير سيد عبدالعزيز ( ولد العام 1903 وفى رواية العام 1905 ) وتوفى منتصف سبعين القرن الماضى ( يا مداعب الغصن الرطيب) من وحى رؤيته حسناء من الاقباط راها سيد تلعب بغصن مكتظ بالزهور فى المقرن ذات اصيل بعيد فى عيد من أعياد الأقباط "
|
Post: #43
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-28-2012, 03:37 PM
Parent: #42
لوحة شرف ببعض أسماء الرموز السودانية التى أهتمت كثيرا ( من أيدليوجيات) مختلفة بالشاعر السوداني الكبير التجانى يوسف بشيرعبر العديد من المقالات والاسفار والإشارات :
الشاعر الكبير صلاح أحمد إبراهيم (1935-1993) كتب دراسة عن شعر التجانى عند مرور ربع القرن على رحيله
الشاعر الكبير محمد المكي إبراهيم كتب عدة مقالات بصحيفة الأيام العام 1987 عند مرور نصف القرن على رحيل التجانى
الأكاديمى البارز بروف : عبدالله على إبراهيم كتب عدة مقالات عن ديوان إشراقة بعضها فى كتابه (أنس الكتب -1985 )
صاحب المسيد الشيخ عبدالله الشيخ البشير -شيخ شعراء السودان له كتاب نقدى عن التجاني يوسف بشير وقد رشحه محمد المكي إبراهيم(1987) لتعهد إصدار طبعة جديدة منقحة من إشراقة لعدة أسباب أوجزها فى مقاله ذاك
|
Post: #44
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: MAHJOOP ALI
Date: 07-29-2012, 01:38 AM
Parent: #43
الاخ احمد الامين احمد سلام واحترام اختلف معك ،ولا ينتقص هذا الاختلاف من احترامي ومحبتي لك كفرد ، رغم ان مايجمعنا موقف عام لا ينتمي لجهة او عنصر او عرق ، موقف يتجلي بوعي ووسيلته الكتابة والتعبير لا الاصل والمنبت ، كثير من الرفاق والاخوة ،في سودانيز اون لاين ، تستهويهم البلاغة ويفتنهم تسخير المحسنات البديعية واعتلاء صهوة فنون اللغة فيجلبون مقالات د/ع.ع.ا كمحترف في فنون اللغة ويتغنون بحركاته الاكروباتية اللغوية التي تستجيب لمتطلبات ابي الاسود الدوؤلي وبحر الخليل وتنحر اقوام السودان علي عتباتهم , للمفكر حسين مرؤة كتاب (وجوه) فيه فصل بعنوان ( خسئت يا اب الطيب ) وابا الطيب هنا المتنبئ الذي اسمع من به صمما ، حسين مروة عربي قح واكاديميا يحمل درجة الدكتوراة لذلك موقفي من ع.ع.ا لاينتمي للايدلوجية او التصنيفات الضيقة بل للحس الانساني المحض المتمثل للقول الشائع ( القلم مابيزيل بلم ) ولك عاطر التحايا/B]
|
Post: #45
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-29-2012, 12:43 PM
Parent: #44
يحيى محمد عبدالقادر ولد في العام 1916م وتوفي في 19 يناير عام 2011 زميل التجاني في جريدة النيل كتب بعض لمحات عن ذكرياته مع التجاني ومما قال:
فقد كنت أحس بأنني قزم أمام عملاق.. دون أن أحاول مجرد محاولة الاعتراف بهذه الحقيقة. لقد كان في عرفي زميلا.. وكان يعاملني بهذه الصفة.. وكان كلانا يمسك القلم.. وكنا في عمر متقارب.. وكنا نتبادل أسرار الشباب.. ونجري في مضماره.. (غير أنه يحلق في سماء لا أملك لها أجنحة).. وكان الشعور بهذا النقص يفترسني في قسوة . ولم يحدث قط أن مدحت إنتاج التجاني في محضره أو مغيبه.. ولم أرض قط عمّن يمدح هذا الإنتاج .. ( وما أكثرهم ) .. بل كنت غالبا ما أبسط لساني ، فأعيب مقالاته التي كان ينشرها في النيل ( لأنها تعتمد على الفواصل) كالشعر ، ولا تتصل بواقع الناس ولا تعالج مشاكلهم الحاضرة .
|
Post: #46
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-30-2012, 11:29 AM
Parent: #45
قالوا وأرجفت النفوس وأوجفت هلعا وهاج وماج قسور غابه كفر ابن يوسف من شقيّ واعتدي وبغي ولست بعابئ أو آبه قالوا احرقوه بل اصلبوا بل انسفوا للريح ناجس عطمه وإهابه ولو أن خوف الموت من متلمس للمرء مد اليّ من أسبابه
|
Post: #47
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-31-2012, 01:06 PM
Parent: #46
كتب الأستاذ أحمد الامين أحمد:
وتطرق المحاضر إلى شك التيجاني وعزاه إلى أن إشراقات التيجاني كانت تتناقض مع خلفيته الثقافية " بين اثنتين اُسر أم أبكي قبس اليقين وجذوة الشكك"، وقال بأن التيجاني حاول الوصول دون جدوى إلى برد اليقين " اشك يؤلمني شكي وابحث عن برد اليقين فيفنى فيه مجهودي"، ويقول الأستاذ السيمت أن برد اليقين لا يأتي بالمجهود وإنما اليقين هو الذي يأتيك " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"، وبرد اليقين يقع في رحاب النفوس العليا المطمئنة والراضية والمرضية وقد كان التيجاني في نهايات النفس الملهمة.
|
Post: #48
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 07-31-2012, 05:54 PM
Parent: #47
Quote: كتب الأستاذ أحمد الامين أحمد:
وتطرق المحاضر إلى شك التيجاني وعزاه إلى أن إشراقات التيجاني كانت تتناقض مع خلفيته الثقافية " بين اثنتين اُسر أم أبكي قبس اليقين وجذوة الشكك"، وقال بأن التيجاني حاول الوصول دون جدوى إلى برد اليقين " اشك يؤلمني شكي وابحث عن برد اليقين فيفنى فيه مجهودي"، ويقول الأستاذ السيمت أن برد اليقين لا يأتي بالمجهود وإنما اليقين هو الذي يأتيك " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"، وبرد اليقين يقع في رحاب النفوس العليا المطمئنة والراضية والمرضية وقد كان التيجاني في نهايات النفس الملهمة. |
تحية وإحترام محمد عبدالجليل كاتب المقتبس الجميل اعلاه هو أسامة بابكر حسن الذى قدم إستعراضا لمحاضرة السيمت عن التجانى بالبحرين فله التحية فى مئوية التجانى .. ************************ كتب الأخ العزيز محجوب على :
Quote: الاخ احمد الامين احمد سلام واحترام اختلف معك ،ولا ينتقص هذا الاختلاف من احترامي ومحبتي لك كفرد ، رغم ان مايجمعنا موقف عام لا ينتمي لجهة او عنصر او عرق ، موقف يتجلي بوعي ووسيلته الكتابة والتعبير لا الاصل والمنبت ، كثير من الرفاق والاخوة ،في سودانيز اون لاين ، تستهويهم البلاغة ويفتنهم تسخير المحسنات البديعية واعتلاء صهوة فنون اللغة فيجلبون مقالات د/ع.ع.ا كمحترف في فنون اللغة ويتغنون بحركاته الاكروباتية اللغوية التي تستجيب لمتطلبات ابي الاسود الدوؤلي وبحر الخليل وتنحر اقوام السودان علي عتباتهم , للمفكر حسين مرؤة كتاب (وجوه) فيه فصل بعنوان ( خسئت يا اب الطيب ) وابا الطيب هنا المتنبئ الذي اسمع من به صمما ، حسين مروة عربي قح واكاديميا يحمل درجة الدكتوراة لذلك موقفي من ع.ع.ا لاينتمي للايدلوجية او التصنيفات الضيقة بل للحس الانساني المحض المتمثل للقول الشائع ( القلم مابيزيل بلم ) ولك عاطر التحايا |
تحية وشكر للاخ محجوب على للمزيد من التوضيح ورغبة فى المزيد من الحوار : قلت أن الكثيرمن الرفاق والزملاء بالمنبر يقومون بنقل مقالات عبدالله على إبراهيم بدافع الإفتتان بالبلاغة والمحسنات البديعية واللغة الاكروباتية وهلمجرا .. البوست هذا مفترع للإحتفاء بالتجاى يوسف بشير فى مئويته الاولى وأنا قمت بنقل مقتبس (اكرر مقتبس ) بدافع تأريخى توثيقى إحتفالى وليس لغوى لبروف عبدالله على إبراهيم فى سياق إشارته ل (إشراقة ) وأوردت كذلك مقال لشوقى بدرى وأخرين كالسيمت وأجريت إشارة لمحمد المكى وغيره من السودانيين الذين أهتموا بالتجانى عليه د.عبدالله على إبراهيم قد لا أذكره بهذا البوست إن لم يكن له إهتمام عميق بالتجانى يوسف بشير ... رغم ذلك يصعب تجاهل د. عبدالله على إبراهيم كباحث ومدقق فى أى مجال جاد يهتم بالادب والتأريخ والأنساب وعلم الأجناس وسحر اللغة وعناصر البلاغة و تراث البادية (تحديدا بادية الكبابيش تلك البادية النوعية عالية القيمة فى الحياة الجمالية والإقتصادية بالسودان القديم ) لان بروف عبدالله على إبراهيم له باع طويل وجهد أكاديمى وفكرى لاينكره أحد فى المجالات أعلاها رغم الخلاف معه فى موضوعات سياسية ومواقف أخرى .... أعترف أنا فى مئوية التجانى يوسف بشير أقتبست شهابا من نار عبدالله على إبراهيم عبر المقتطف الأول الذى أثار إنتباهك (وهذا من حقك ) بذات الدرجة أقتبست كذلك شهادة موجبة من بروف عبدالله فى حق الشاعر السودانى إسحق الحلنقى (راجع بوستى بهذا الربع : نقرشة على طنبور الصوت الراقى محمد وردي أو إلتماسة عزاء فى عصر النهيق ) لانى ببساطة شديدة لم أجد من كتب عن الشاعر الحلنقى أفضل مماكتبه بروف عبدالله على إبراهيم (راجع مقال لعبدالله على إبراهيم عن هجرة الحلنقى بأنس الكتب 1985 ) بذات الدرجة سوف أحتاج للإستشهاد بكتابات الدكتور عبدالله على إبراهيم إن تسنى لى الكتابة عن : المجذوب تحديدا ديوان القربان والبشارة والخروج ، عبدالله الطيب تحديدا ديوان أصداء النيل ، مكى شبيكة ، الشيخ على بيتاى ، البلابل وعشة الفلاتية ،خليل فرح وهلمجرا لانى حتى الراهن لم أقف على من كتب عن هؤلاء المبدعين افضل من الدكتور عبدالله على إبراهيم.. رغم أعلاه أختلف كثيرا مع الكثير من اراء ومواقف د. عبدالله مثلما اختلف كذلك مع الكثير من اراء ومنهج د. حسين مروة الذى ذكرته انت فى ردك رغم ذلك بمكتبتى المتواضعة جدا يوجد مؤلفه العميق (النزعات المادية ) جنبا إلى جنب مع بعض مؤلفات د. عبدالله على غبراهيم وقد أحتاج كذلك للإستشهاد بحسين مروة إن إستدعى السياق ذلك .. تحية وشكر وإحترام لك وللبروف : عبدالله على إبراهيم و الرحمة للتجانى وحسين مروة . ويامحمد عبدالجليل حتى نلتقى فى مداخلة أخرى عن التجاني فى مئويته الاولى (1912-2012) التى تصادفت –لسخرية الأقدار – مع المئوية الثانية للروائى الفيكتورى الخالد بقوة فى ذاكرة أمته الحية شارلس ديكنز (1812-2012)!!!
|
Post: #49
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-01-2012, 02:02 PM
Parent: #48
Quote: كذلك يمتاز أسامة بابكر حسن الذى لخص المحاصرة بقدة تحريرية فذة |
معذرة يا أحمد لك ولأسامة بابكر حسن فقد سجلت المقتبس المقتبس واكتفيت بـ كتب أحمد الامين احمد، رغم أني كنت أعرف ولكني واقع تحت حصار رمضان الصيف والغربة وأكثر أوجاع جايه من تالا الوطن فـ حتام يقتلنا الحنين إلى وطن ..
الاعزاء احمد الامين احمد ومحجوب علي - تحياتي لكما،
تابعت حواركما حول استدعاء بعض مساهمات عبدالله علي إبراهيم لهذا الخيط وقصدت ألا أتداخل، رغم اتفاقي مع الاخ أحمد الامين، فإسقاط مساهمة عبدالله علي ابراهيم قد لا تجوز والأمر التوثيق للتجاني يوسف بشير وقد مرت المئوية الأولى ولا زال عشب إشراقة محطوطبا، ولو كان التجاني في شعب آخر لملأت سيرته الآفاق .. ونواصل
|
Post: #50
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-02-2012, 11:07 AM
Parent: #49
Quote: التجانى شق نهر التشبب بجمال النصارى وسار خلفه سيد ومحجوب سراج وشعراء أخرون بعضهم عاش فى مدن إقليمية بها حضور نوعى واضح للأقباط كأتبرة حيث تغنى الأتبراوى بأغنية بها ذكر لمارى جرجس وعيسى المسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم كذلك محمد اللمين تغنى بأغنية (مسيحية ) لكن يظل التجانى هو الرائد فى التغنى بجمال الصليب على صدور العابدين قبل التحول الديموغرافى فى بيئة المدن السودانية الكبيرة ومنها ام درمان منذ أن بدأ معول نميرى (له الرحمة ) فى تفكيك نسيج الجياة العقائدية والإجتماعية والإقتصادية بالسودان مما حدا لهجرة الكثير من الإخوة السودانيين الذين يؤمنون بسيدى المسيح عليه السلام وروح القدس |
|
Post: #51
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 08-02-2012, 11:39 AM
Parent: #50
تحية محمد عبدالجليل فى مئوية التجانى يوسف بشير الأولى : يعتبر التجانى أكثر شاعر سودانى يتم تأليف الكتب وتدبيج المقالات عن فنه وقد شكل هاجسا ممتعا أنساب جدولا رقراقا كقطرات الندى تلك التى ذكرها ب(إشراقة) فى المشروع الجمالى للشاعر السودانى الكبير محمد عبدالحي (1944-1989) تجلى ذلك فى خريدة: هل أنت غير إشارة لمعت فى ليل الصحارى التى حاور فيها عبدالحى شعر التجانى فى (حديقة الورد الأخيرة ) الصادر العام 1984 إلى جانب تأليفه سفرا نقديا حول (الرؤيا والكلمات ) مستهلا إبحاره النقدى عبر خريدة التجانى (الموحى) كمدخل لفتح مغاليق شعره ويعتبر الشاعر عالم عباس محمد نور (ولد العام 1948) قاموس عبدالحي عن التجانى فى (الرؤيا والكلمات)بمثابة المفتاح الأساسى لفهم فكر وشعر عبدالحي نفسه !!!!!!
ويبدو أن عبدالحي قد قال خلال حياتة العامرة القصيرة (44 عاما ) كل مايود قوله عن التجاني (1912-1937) كشاعر وناثر وقد وصل مرحلة رفض فيها الحديث مجددا عن التجاني وشعره وكذلك المجذوب حيث أستبعد أسئلة طرحتها الصحفية رباب حسين (مجلة حروف) تختص برؤيته لهذين الشاعرين الذين ملأ عصرهما وشغلا الناس (مثل المتنبي كمالايخفى ).. قائلا : (أنا شاعر والتجانى شاعر اخر ) أنظر مجلة حروف العدد المزدوج عن عبدالحي .. نطمع فى مئوية التجانى يوسف بشير ونأمل من الجهات الثقافية بالداخل تخليد مئوية مولده (مثلما خلد الروس قبل صيف 2010 مئوية رحيل تولستوى ) ومثلما (طبعت وزارة الثقافة القطرية عدة دواوين شعرية لشعراء من السودان قبل أسبوع )
ومثلما خصص قوم شكسبير ها العام 2012 برمته للأحتفال بالروائى الفكيتورى شارلس ديكنز ونامل إعادة طبع إشراقة منقحا بأسعار زهيدة وطبع الكتب النقدية العديدة التى كتبها أبناء الأمة السودانية حول شعر التجانى وهى تربو على العشرة وفى مقدمتها (الرؤيا والكلمات) لعبدالحى ومؤلفات هنرى رياض والشاعر أحمد سامى عبدالله صاحب ديوان (الرمال الظامئة وأحد مديرى ثانوية خورطقت قديماوهو من عصر التجانى) وشيخ الشعراء عبدالله الشيخ البشير وهو من ذات البيئة العلمية التى انتجت التجانى بالمعهد العلمى .. التجانى رحمه الله أحترق صغيرا عن ربع قرن لكنه عاش معنا لقرن وسيعيش بعدنا فى الفكر والذاكرة لقرون مثل الملك الضليل وراعى الأبل والصنوبرى والطرماح وكشاجم ورؤبة وزهير وطرفة والبحترى والحطيئة والمعرى وهلم جرا
الشاعر السودانى الكبير محمد عبدالحي محمود 1944-1989 ) شكل له التجاني يوسف بشير هاجسا موحيا وكتب عنه خريدة فى حديقة الورد الأخيرة وكتابا نقديا وحقق بعض نثره كما نفى عنه (الصوفية ) وأدرجه تحت نهر (الرومانسية ) فى إحدى الحوارات ..
|
Post: #52
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: خالد الأيوبي
Date: 08-03-2012, 07:21 AM
Parent: #51
. . الصديق العزيز ... الأديب الأديب / أحمد الأمين
دعاني عنوان البوست للدخول .. و أيضاً توقعت أن ألتقيك هنا. فمثلك أين يكون إن لم يكن في مثل هذه الحدائق الغنا ..... يزرع الأزهار و الرياحين
التحية لك و لصاحب هذه الروضة الجميلة / محمد عبد الجليل وكل زوارها........ فهنا يطيب المقام في حضرة العبقري التجاني يوسف بشير و في رفقة كلماتكم الأنيقة
ورمضان كريم
..
|
Post: #53
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: عبدالله الشقليني
Date: 08-03-2012, 12:26 PM
أين تلك الدرة التي حفها النيل واحتواها البرُ.. كيف خلقت الرومانسية من توتي جنة .. وهي وطن حفي بالعائلة ولكنها محفوفة بأخطار التقاليد
تحيةللتجاني يوسف الشاعر والناقد *
|
Post: #55
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-05-2012, 01:02 PM
Parent: #53
كتب الأستاذ/ عبدالله الشقليني:
أين تلك الدرة التي حفها النيل واحتواها البرُ.. كيف خلقت الرومانسية من توتي جنة .. وهي وطن حفي بالعائلة ولكنها محفوفة بأخطار التقاليد ============================================================
الاخ الاستاذ/ عبدالله الشقليني - في حضرة صاحب إشراقة يطيب الغوص و توتي في الصباح (قصيدة التجاني) لا زالت تلهم وتضيف لكتاب الشعر السوداني .. فبإبداع التجاني لـ: يا درة حفها النيل واحتواها البر صحى الدجى وتغشاك في الاسرة فجر وصاح بين الربى الغر عبقري أغر وطاف حولك ركب من الكراكي غر ------------ ------------
فتح طريقا سلكه د. محمد الواثق من الاتجاه الآخر ورد عليه مصطفى طيب الاسماء وغيره ممن كتبوا شعراً ونثرا منافحين.
قلت: كيف خلقت الرومانسية من توتي جنة ؟
في إنتظار التفاصيل حول تجربة التجاني وقدرة الرومانسية على الخلق وتظل الحاجة للتمويه بالرؤى ماثلة ما بقي الوطن يتدحرج يا عبدالله.
|
Post: #56
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-05-2012, 02:53 PM
الأخ الأستاذ/ خالد الأيوبي .. تحياتي لك
كن قريبا فالعهد أن يستمر هذا الخيط حتى نهاية هذا الربع 30 سبتمبر 2012م .. ومن ثم نتابع ما يرد فيه من مقترحات وتوصيات بكل المتــاح فعزيز علينا ألا يرد دين التجاني من الإبداع المحض.
أتصلت قبل أيام بالصديق/ محمد صديق عمر المحامي بشأن هذا الخيط وأقترح أن أتصل بالشاعر عبدالمنعم الكتيابي (إبن أخت التجاني يوسف بشير) ووفر لي رقم جواله، وقبل ساعتين وجدته على علم بالأمر وقد خانتني مشكلة شبكة الجوال في الاستفاضة معه، كما علمت من عبدالمنعم أن المنبر لا يفتح معه وسأحاول أن أدير مسألة مساهمته بالإيميل.
|
Post: #54
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-04-2012, 02:22 PM
Parent: #51
كتب الأستاذ أحمد الأمين:
وتكاد تكون الكتب والدراسات التى كتبت عن التجانى بعد وفاته بزمن طويل جدا تفوق العشرين أوجز منها الكتب التى كتبها :
1- محمد عبدالحى (كتاب نقدى ) وتخصيص قصيدة عن التجانى فى حديقة الورد الأخيرة . 2- صلاح احمد ابراهيم دراسة نقدية. 3- فضيلى جماع قراءة نقدية فى قراءة فى الادب السودانى الحديث ( عضو منبر يضع فى بروفايله التجانى كشاعره المفضل ). 4- الدكتور احمد البدوى كتاب نقدى وإشارات عديدة 5- المحامى هنرى رياض كتاب نقدى 6- الدكتور عبدالمجيد عابدين كتاب نقدى 7- الشاعر السودانى احمد عبدالله سامى كتاب نقدى 8- الشاعر السودانى عبدالله الشيخ البشير كتاب نقدى ===========================================================
الاخ - احمد الامين احمد وزوار خيط : قرن مضى ولا زال - هو معهدي فلئن حفظت صنيعه
تحياتي لكم .. وسنواصل مع صاحب الإشراقة حتى يهييء الله لوطننا من شدته مخرجا
|
Post: #57
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-06-2012, 01:19 PM
Parent: #54
حيرة - التجاني يوسف بشير
بين أثنين أًسرُ ام أبـكى؟ قبس اليقين وجذوة الشك فى النفس حاجات وإن خفيت فلعلها ضربُ من النوك حبك القضاء شراكه ورمى للعقل منه بضيق ضنك وللعقل ينصب من حبائله نصباً معاقدها من الشوك أنا من فوادح ما تجر يدي أبـداً قنيصة ذلك الحبك مازلت أقطعه... ويعقدنى والمرء ... بين قلاقل ربك
|
Post: #58
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 08-06-2012, 03:13 PM
Parent: #57
كتب محمد عبدالجليل :
Quote: يا درة حفها النيل واحتواها البر صحى الدجى وتغشاك في الاسرة فجر وصاح بين الربى الغر عبقري أغر وطاف حولك ركب من الكراكي غر ------------ ------------
فتح طريقا سلكه د. محمد الواثق من الاتجاه الآخر ورد عليه مصطفى طيب الاسماء وغيره ممن كتبوا شعراً ونثرا منافحين.
قلت: كيف خلقت الرومانسية من توتي جنة ؟ |
قال التجاني يوسف بشير (1912-1937) وهو بصير بالشعر كماوصفه شيخ شعراء السودان عبدالله شيخ البشير فى حديثه القديم عنه ببرنامج (من الأدب القومي ) الإذاعى مناجيا (توتي في الصباح): يادرة حـــــفها النــــــــيل واحـــــــتواها الـــــــــــبر صـــحا الدجى و تغشاك في الاســـــــرة فـــــــــــــــجر وصــــــــــاح بين الربـــــــــي الغر عبقري اغـــــــــــر وطـــــــــاف حولك ركـــــــــب من الكراركي عـــــــــر كــــــــــم ذا تمــــــــــازج فــن على يديك و سحـــــــــر يخــــــــــــور ثور و تثغو شاة ونــــــــهق حــمـــــر والبـــــــــهم ثمـــــــــــرح و الزرع مونق مخضـــــــر لفــــــــــلك في جا نبيها كالدهر ما تســــــــــــــــــــتقر هــــذا شــــــــراع مكــــــر ودا شـــراع مفـــــــــــــــر يطـــــــــوى و الريـــــــــــح من هـــــــــناك تمــــــــــر وزورق يتــــــــــهادي وزورق يستحـــــــــــــــــــــــــر يرســــــــــي ويقلــــــــــــع و الشط هادي مستقـــــــر حـــــــــيا شبابك فيـــــــــــض من الرخاء يســـــــــــر كـــــــــم من المـزارع قوم شم العرانين صعـــــــــــر هبــــــــــــــوا سراعا اليها وليس منها مفـــــــــــــــر ذيــــــــــــــــاك يغرق في العشب جاهدا ما يقــــــــــر وذيـــــــــــــاك يعنية حــــــــــرت وذاك يعنية يـــــــذر وماج في الغبـــــــــــط نشء ملء النواظر حـــــــزر هنـــــــــاك فـــــــول وهذاك في السنابل بـــــــــــــــر وما تـــــــــــــعذر شئ ولا تعسر أمـــــــــــــــــــــــــر الأديب السوداني الثبت اللمين البدوى كاكوم وهو من أعلم الأحياء (وقت المداخلة) بشعر ونفسية وبيئة ومرجعية التجاني يوسف بشير ذكر فى ندوة بمنتدى الحروف بالدوحة شتاء 2011 أن التجانى تربطه علاقة وحى وإلهام وتأمل بجزيرة ( توتى فى الصباح ) وذكر أن التجانى كان يتأمل توتى وسحرها وشجرها وبساتينها وأمواجها وطيورها وخضارها ووجوهها وسماءها وسحبها لساعات طويلة وهو يرنو إليها بعين وبصيرة حاذقة من صخرة على شط أب روف الشهير بنيل ام درمان دأب على التردد عليها كثيرا ليختلى بنفسه من ضجيج الحياة وصخبها فهل قصيدة توتى فى الصباح من وحى تلك التأملات العميقة للتجانى وهو على تلك الصخرة النيلية خاصة انه أستهل القصيدة بحرف النداء للبعيد يا !!!؟؟ قرأنا قديما فى منهج الموازنات الأدبية بالمرحلة الثانوية مقارنة بين (توتى فى الصباح ) للتجانى و ( جزيرة توتى الباسمة ) للشاعر الرومانسى السودانى الناصر قريب الله (توفى العام 1953 ورثاه المجذوب ) وهو أى الناصر من ذات المكونات الجغرافية والصوفية والعلمية التى انتجت التجانى يوسف بشير وهى ام درمان – المعهد العلمى – الطريقة الصوفية بإختلاف فى الإنتماء ومثل التجانى يوسف بشير لم يشهد الناصر قريب الله صدور ديوانه الشعرى فى حياته بل صدر عقب أكثر من عقدين من وفاته فى منتصف السبعينات . وكان الناصر قريب الله اكثر حظا من التجاني إذ قام صاحب (الشرافة والنار ) محمد المهدى المجذوب (1919-1982) بتحقيق ديوان (الناصريات ) بنفسه وكتابة مقدمة تاريخية ونقدية وتقريظية ل ( الناصريات ) الذى صممه التشكيلى العالمي إبراهيم الصلحى (ولد العام 1930 ) لذا خرج ديوان (الناصريات ) بصورة أكثر صرامة ودقة وجمالا مقارنة بديوان (إشراقة ) الذى تم طبعه بإهمال شديد وشابه الكثير من الأخطاء ( صحح محمد عبدالحي بعض هذه الأخطاء فى صمت كما شهد بذلك بروف : عبدالله على إبراهيم – راجع أنس الكتب 1985 ) جزيرة توتي كجزيرة أشبه بالأسطورة لم نلتفت كثيرا كأمة فوضوية وشعب يبصق على الجمال لجمالها وقدسيتها المجازية ومكانتها فى الوجدان الدينى منذ الأزل كما شهد العلامة السودانى جعفر ميرغنى أنها بعض جغرافيا بنى إسرائيل كونها (مجمع البحرين ) الذى بلغه موسى الكليم بحثا عن الرجل الصالح فى سورة الكهف (برنامج إذاعى عن الحضارة السودانية ) لم نلتفت كثيرا لتوتى كجزيرة ساحرة وملهمة لأقصى درجة لنجذب لها السياح من كل فج عميق ليرفدوا إقتصادنا الفقير ولا اعرف من تنبه لها فى التشكيل والشعر والموسيقى سوى التجانى يوسف بشير (توتى فى الصباح ) والناصر قريب الله (جزيرة توتى الباسمة ) والشاعر المصرى السودانى إبراهيم رجب الذى كتب للموسيقار السودانى الشهير إسماعيل عبدالمعين : ياجزيرة توتى ياجنة فيكى السهران يتهنا ياجزيرة الشوق الخ فى حضور توتى فى (مئوية التجانى الأولى ) نقرأ لصنو التجانى فى الرومانسية الناصر قريب الله قصيدة (توتى الباسمة ) ومصدر القصيدة قوقل لذا قد يكون بها بعض الأخطاء الإسفيرية مثل (توتى فى الصباح ) أعلاه مع المعذرة لعدم توفر نسخ ورقية من إشراقة والناصريات حاليا عند الكتابة فى مئوية التجانى يوسف بشير الأولى .. قال الناصر قريب الله : جزيرة توتي الباسمة هـي فـي الـمـاء مـن صـمـيـم الشّعـــــاعِ جنةٌ للنُّهى ودنـيـا متـــــــــــــــــاعِ مسـرحٌ للهـوى الـبريء إذا جــــــــــــاش ومُوحـي الشّجـون فــــــــــــي الأضلاع حـاطَهـا النّيل والندى بذراعَيْــــــــــــه فصـان الـحـيــــــــــــــاةَ كلُّ ذراع حـاطهـا والسَّمـاءُ تـرنـو إلـيــــــــــه بعـيـونٍ مـن الضّيـاء الـمشــــــــــــاع كـالـمحـبِّ اللهـيف مدَّ يـديـــــــــــــه لعـنـاق الـحـبـيب يـــــــــــــومَ وداع وهـو غادٍ مـوفَّق الخطـــــــــــــــوِ أيّاً مـا جـرى نعـمةً عـلى الأصقــــــــــــاع صنع السِّحـرَ كفُّ هـاروتَ فـيــــــــــــــه فتحدَّى أيـــــــــــــــــــــاديَ الصُّنّاع لـم يـدع للسّمـاء مـيـزتَهـا العُلــــــياْ ولا للنجـوم سحـرَ الشعـــــــــــاع كـم لـذاتِ الـبُروج مـن صُورٍ فـــــــــــي وجهـه عبقـريَّةِ الأوضــــــــــــــــــاع عـاد فـيـه الضِّيـــــــــــاء تبرًا مذابًا فـي هـبـوطٍ لـمـوجه وارتفـــــــــــــاع مـوقفٌ أجَّج العـواصـفَ نـــــــــــــــاراً فهْي والعقـل فـي عـنـــــــــــيف الصِّراع إذ تـنـام العـواصـفُ النكْبُ حـــــــــيرى ثـمَّ تصحـو نسـائمـاً بعـد ســــــــــــاع ووفـود الطـيـور تسعى نشـــــــــــــاوَى بصدورٍ للشَّدْوِ ذات اتســــــــــــــــــاع غاديـاتٍ مع النسـيـم دعـاهـــــــــــــا للـتغنّي مـن الصـبـــــــــــــــابة داع نـبَراتٌ تخـالهـنَّ الأمـانـــــــــــــــي مشـتهـاةً تـرنُّ فـي الأسمــــــــــــــاع طربت تحتهـا الغصـونُ فـمـــــــــــــاست والأغانـي يُلِنَّ أقسـى الطبـــــــــــــاع ومـيـاه النـيل الكريـم يُرَجّعْـــــــــــن صداهـا لكل قـلـــــــــــــــــبٍ واع لـم تـمـاثل بســـــــــــــاعه وجهَ أخرى فهْي مـا بـيـن لَبْسٍة وانـــــــــــــتزاع هكذا يصنع الفتـون لهـا النِّيِــــــــــــل ـويـتلـو مـثـانـيَ الإبــــــــــــداع ويعـيـدُ الشّبـابَ فـيـهـا فتـــــــــــيّاً نـاهضَ الأمـنـيـات بعـــــــــــد الصِّراع يـا عـروسَ النـيلَيــــــــــــن إن فؤادي مـن قضـاء الهـوى وشـيكُ الضَّيــــــــــاع لـم تكـن مـنـيـتـي فراقَك لـمــــــــــا حـمـلـتْنـي إلـــــــــــــيْكِ ذاتُ الشِّراع تتـرامـى لـدى العبـــــــــــــاب وتلقَى عزمَ تـيّاره بصدر الشّجـــــــــــــــــاع فـي مـيـاهٍ تعـلـم الطـير مـنهـــــــــا رقَّةَ الشَّدْوِ طـيّبـاتِ الـمسـاعــــــــــــي قـرَّبتْنـي إلـيك فـي إبطـــــــــــــــاءِ ونأتْ بـي كـالسَّهـم فـي إســــــــــــراع قـرَّبتـنـي وبـيـن جنـبَّي قـلــــــــــــبٌ ونأتْ بـي وقـد جفـا أضلاعــــــــــــــي وإلى جنْبِيَ الصَّديـقُ الـذي يُشْـــــبه قـلـبـي فؤادَه فـي الْتـيـــــــــاع نـتسـاقى الـذكرى سُلافًا ونجنـــــــــــي نظرةَ الـحسن مـن جـمـال الـبقـــــــــاع آهِ لـو تعقب الزيـــــــــــــــارةَ أخرى بعـد أن قـد نعَى الـوصـالَ النـاعـــــــي مشهدُ الـحسنُ مـا تـمـلَّك قـلـــــــــــبًا فتلاشـت أحـزانه بـدفـــــــــــــــــاع مـا جنى الـحسن لامـرئٍ مـا جنـــــــــاه لفؤادي الـمضـاعَف الأوجـــــــــــــــاع أوردتـنـي الجحـيـمَ قبـلُ الغوانــــــــي وأنـا الـيـومَ فـي السَّعـير بِقـــــــــاع وحـرامٌ أن يـنقض القـلـبُ حـبـــــــــــاً آنستْهُ الضلـوع مـنذ الرضــــــــــــــاع فـاذا نـبَّهَ الصـبـاحُ الأزاهـيـــــــــــر ورَفَّ النسـيـم بعـد اضطجــــــــــــاع وتعـرَّى مـن الظلام أديـم الأرض والنـور ذاب فـوق القــــــــــــلاع وكأن الرمـال حـــــــــــــــلْيُ العذارى حـيـن أسفرنَ عـن سـواد القنـــــــــــاع لامعـاتٍ كأنمـا صقـل الفَجْـــــــــــــــر ـُ أعـالـي جـبـيـنهـا اللـــــــــــمّاع وتـنـاجت بك العصـافـير نشــــــــــــوى بـالصَّبـا والغصـونُ نشـوى سمـــــــــــاع وتـمشَّى القطـيع يلـتـــــــــــــمسُ الرِّزْق حثـيثًا إلى خـصـيب الـمـراعــــــــــي واغتدى القـومُ للـحقـــــــــــــول بعزمٍ لا يرى مـنفذاً إلـيـه الـتداعــــــــــي يبتـنـون الـحـيـاةَ للنـاس لا عــــــــن أثْرةِ النفس أو هـوى الأطمـــــــــــــاع فـاذكري زَوْرتـــــــــــــــي وحَيِّي فؤادي إنه طـائرٌ لـحسنك ســـــــــــــــــــاع.. التحية ل (توتى الباسمة ) عند (الصباح ) والرحمة للناصر قريب الله والتجانى يوسف بشير تحية لمحمد عبدالجليل وشكر وتحية للأخ –الصديق – خالد الأيوبى !!!
|
Post: #59
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-07-2012, 10:07 AM
Parent: #58
الأخ الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد .. صاحب فكرة هذا الخيط ورافده الرئيس حتى الآن، عبر توثيق وتنبيه محكم هنئاً للناهلين المهتمين بشأن الشعر والشعراء في وطن الجحود (نفديك بالأرواح نجود) ولا على كيفنا، فلا أرض غيره تجوز لنا وطن.
لقد نبهنا أحمد الأمين لإفادات الشيخ عبدالله الشيخ البشير وقيامه وصحبه (جماعة الأدب السوداني) بتخليد ذكرى التجاني بمناسبة مرور 25 عاماً على رحيله (1962م) في الخامسة والعشرين من عمره بداء الرئة.
كتب عنه أحمد الآمين: (داء الشعراء الرومانسيين في ملل ونحل وأمم مختلفة فأذكر التونسى الشابى والمصرى الهمشرى والرومانسى الإنجليزى السادس جون كيتس John Keats والذي حوّل قومه أصحاب الذاكرة الحية نزله القديم شمال غرب لندن إلى متحف ومزار يقصده المحبون من كل فج عميق ليشهدوا نتفا من مخلفاته كما خلدوا منزلا قديما كان يقيم فيه مع صديق له جنوب جسر لندن بمنطقة Southwark)
نواصل
|
Post: #60
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-07-2012, 11:34 AM
Parent: #59
تابع أحمد الأمين أحمد رحلته التوثيقية لتجربة التجاني يوسف بشير مذكراً بمقال الدكتور خالد محمد فرح بموقع سودانايل في يناير 2012م الذي أشار فيه إلى مرور قرن على مولد التجاني .
اللافت في المنهج التوثيقي للأستاذ أحمد الأمين حرصه على ذكر التفاصيل المتعلقة بموضوع التوثيق لتكتمل اللوحة .. ففي مداخلته التي أشار فيها لمقال السفير د. خالد محمد فرح، عّرف به موضحاً أنه ينتمي لطائفة الدبلوماسيين أمثال جمال محمد أحمد وذلك لتذكير الجميع أن المئوية الأولى لجمال محمد أحمد ستكون بعد أربعة أعوام تقريباً، ثم ذكر محمد المكي إبراهيم لينبه لمقالته التي كتبها بمناسبة مرور نصف قرن على رحيل التجاني، ثم صلاح أحمد إبراهيم ليرصد دراسته عن التجاني بمناسبة مرور ربع قرن على رحيله، ومن ثم عاد لذكر بقية عقد طائفة الدبلوماسيين : عمر عبدالماجد ونور الدين ساتى اللذين أراد ضمهما لطائفة الدبلوماسيين لكونهما من أصحاب (العمق وسعة المرجعية وتعدد الموضوعات وتنوعها) وأزجاهما التحية المستحقة.
|
Post: #61
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 08-07-2012, 06:59 PM
Parent: #60
تحية محمد عبدالجليل ويتواصل التحلق حول نار التجاني فى مئويته الأولى!!! كتب احمد اللمين : Quote: الشاعر السودانى الكبير محمد عبدالحي محمود 1944-1989 ) شكل له التجاني يوسف بشير هاجسا موحيا وكتب عنه خريدة فى حديقة الورد الأخيرة وكتابا نقديا |
هاهى القصيدة والشكر لقوقل فى عصر النسيان والفوضى واللهث هل أنتَ غير إشَاره: قراءة فى شعر التيجانى يوسف بشير
-1-
هلْ أنتَ غيْر إشارَة لمعَتْ علَى طُرق الصَّحارى
مَلَك’’ يزورُ معَ الظَّلامِ
لكيْ يفَاجِىءَ فى الدُّجَى أحْلَى العَذارى . -2-
همُ ما رأوا غيرْ الزَّمان ،
وما رأيتَ سوَى زَمانٍ نَاضرٍ
كالطَّفلِ فى الفردَوسِ يَمرحُ ،
رغْمَ رائحَةِ الحَنُوطِ
ورغْو رْملِ المقْبرهْ -3-
هُم ما رأوا غَيْر السُّقوطِ :
هُنا سقوط’’
أوْهُناكَ ،
وكانَ بالأمسِ السُّقوطُ ،
وفى غدٍ حَتماً يكُونُ :-
وما رأيتَ سِوى توهُّجِ حُمرة التُّفاحَةِ الأُولَى
وقد رجَعتْ إلى بيْتِ الغُصونِ المزْهِرهْ --
4
صَوتُ تجوْهرَ فى حَوافى الغيْبِ ،
صَمتُ عامر’’ كالشَّمسِ ،
مصْباح’’
تَوهَّج فى دَم اللُّغةِ القَديمةِ :
مُبْهماً كالحُلمِ ،
ماءْ
فى عُلبةِ البلُّورِ محْتَبس’’ ،
وروح’’ من لهيبٍ أزرقٍ
قَد أسْرجَتْها الشَّمسُ
فى كهفِ الدَّماءْ . -
5 غلبَ الحنينُ بها ، فَفاضتْ
واستحرَّت بُكْرةً تشْوى العِظَامَ ،
وتَحْرقُ الجسَد المعرَّى من كساءِ رَبيعهِ :
لكنَّ هذَا ليسَ وقتاً للبكَاءْ
هى لَمْحة’’ عبَرتْ وقَدْ رجعَ الَملاكُ بها إلى شَمْسِ الغِنَاءْ
القصيدة مثبته بديوان (حديقة الورد الأخيرة )
|
Post: #62
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-08-2012, 11:23 AM
Parent: #61
شكرا يا أحمد الامين على إيراد:
هل أنت غير إشارة لمعت ... ===========================
رحم الله التجاني يوسف بشير
يا لوعة تملأ الصحارى وطلسما يزحم القبورا كيف اتخذت العراء دارا ولم تكن تأمن القصورا؟ وكيف أقطعتها ديارا وكيف وسدتها الصخورا ! وكيف تستنفر العذارى ينثرن من حولك الزهورا !!•
كان نسيجاً فذا لم تلهه المكائد التي حاصرته وهو في نضرة الشباب عن التوق لدقائق المعاني ولم تنثني جسارته وهو يبدع:
آمنت بالحسن بردا وبالصبابة نارا وبالكنيسة عقدا منضدا من عذارى وبالمسيح ومن طاف حوله واستجارا إيمان من يعبد الحسن في عيون النصارى
جاء في مذكرات يحيى محمد عبدالقادر عن التجاني يوسف بشير زميله في جريدة النيل ما يلي:
كان كلانا يمسك القلم.. وكنا في عمر متقارب.. وكنا نتبادل أسرار الشباب.. ونجري في مضماره.. (غير أنه يحلق في سماء لا أملك لها أجنحة).. وكان الشعور بهذا النقص يفترسني في قسوة . ولم يحدث قط أن مدحت إنتاج التجاني في محضره أو مغيبه.. ولم أرض قط عمّن يمدح هذا الإنتاج .. ( وما أكثرهم ) .. بل كنت غالبا ما أبسط لساني ، فأعيب مقالاته التي كان ينشرها في النيل ( لأنها تعتمد على الفواصل) كالشعر ، ولا تتصل بواقع الناس ولا تعالج مشاكلهم الحاضرة .
يتواصل الاحتفاء بمئوية صاحب إشراقة
|
Post: #63
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-08-2012, 12:46 PM
Parent: #62
نعود لمتابعة درب التوثيق الذي خطه أحمد الامين أحمد حيث أورد مقال في مئوية التجاني يوسف بشير .. كتب :
مقال شوقى بدرى رغم تقادم عهده لكنه حيوي جدا ويغرى بالعودة مجددا للتعليق.
ما قاله أحمد الامين عن مقال الأستاذ شوقي جعلني (أمشي وأجيهو راجع) فما سطره الأستاذ شوقي بدري عن (شكسبير وادي النيل) يساهم في تقريب صورة التجاني لكون شوقي مجيد في التفاصيل وهو من أم درمان كما التجاني، كما أن شوقي موثق للتفاصيل الصغيرة حول رموز أم درمان ممن (عاصروا التجاني أو قابلوا معاصريه) وغالب الصيد في جوف التفاصيل الصغيرة وكتابات عبدالله الشيخ البشير الذي قال عنه شوقي:
لم أري أحدا مسكونا بحب التجاني وتقديسه مثل الأستاذ عبد الله البشير
ونواصل ..
|
Post: #64
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-09-2012, 10:59 AM
Parent: #63
كتب الأستاذ/ احمد الامين احمد:
عند مرور ربع القرن على رحيل التجانى (توفى العام1937 وهو عام مولد على المك ) أقامت جماعة الأدب السودانى (1962) (مهرجان التجاني يوسف بشير الشعري ) وتبارى أجود شعراء السودان القديم فى تدبيج الخرائد الجياد من بحر الرمل المتحرك وتدبيج المقالات والدراسات المتمحورة حول شعر التجانى ولعل أشهر تلك الدراسات هى (الجرح والقوس )التى قدمها الشاعر صلاح أحمد إبراهيم (ولد 1935 قبل عامين من رحيل التجانى وحدق فى الموت بباريس 17-أيار 1993) ولعل نادى أم درمان الثقافى الشهير كان المغنى الذى شهد فعاليات ذلك المهرجان .
فى تلك الذكرى قام صاحب (الشرافة والنار ) فتى المجاذيب الأشهر محمد المهدى المجذوب بتحية تلك الذكرى العبقة وقتها لصاحب (إشراقة) بخريدة فلينظر إليها فى الشرافة والهجرة او نار المجاذيب (لبعد المصدرين عنى راهنا)- مثلما خلد كذلك فى إحدى ذينك المصدرين ذكرى شوقى وحافظ فى مهرجان ذكراهما الشهير بخريدة بها إشارة وتحية لكرمة إبن هانئ وهى دار ونزل أحمد شوقى (ت 1932)على نيل مصر ) !!!!! فى ذكرى كرمة إبن هانئ دار شوقى على نيل مصر
أين (خلوة الكتيابى ) بأم درمان ولعلها خلوة الصبى المشار إليها وبها درس التجانى الكتاب ؟ وأين (دهليز توفيق صالج جبرين ) بقلعة نوباوى بام درمان ؟ أين هذين المعلمين الراقيين فى ذاكرة وطنى الثقافية والحضارية راهنا ؟؟
|
Post: #65
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 08-09-2012, 01:44 PM
Parent: #64
تحية محمد عبدالجليل والرحمة للتجانى فى مئويته الأولى (1912-2012) : من الكتب التى أهتمت بالتجانى كشاعر وناثر وصدرت بعد وفاته بسنوات طويلة بواسطة نقاد وادباء سودانيين وعرب : 1- كتاب (دراسات فى شعر التجانى ) وحوى المقالات والدراسات التى تم تقديمها لمهرجان التجانى يوسف بشير الشعرى الأول الذى أقامته جماعة الأدب السوداني برئاسة الشاعر الكبير عبدالله الشيخ البشير العام 1962 ويلاحظ ان جماعة الأدب السودانى جل أفرادها من تيار التقليدية فى الشعر والحياة والكثير منهم من خريجى المعهد العلمى المؤثر الأقوى فى نفسية التجانى رغم فصله عنه 2-كتاب (التجاني شاعر الجمال) للدكتور عبدالمجيد عابدين وهو اكاديمى مصرى عمل محاضرا بكلية الأداب جامعة الخرطوم سنوات طويلة وله إهتمام قوى بالادب السودانى وقد حقق ديوان الحردلو الكبير . من النقاد العرب الذين اهتموا بالتجانى على مستوى الكتابة الناقدين :عبده بدوي ومحمد مصطفى هدارة. 3- كتاب ( الشاعران المتشابهان ) ل: أبوالقاسم بدرى وهو مقارنة بين التجاني والشابي المتشابهين فى الرومانسية والرحيل المبكر بداء الصدر ويلاحظ أن عبدالله الطيب (1921-2003) قد أجرى موازنة نقدية بين التجانى والشابى فى الجزء الأول من مؤلفه الضخم ( المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها ) وقد شهد أن التجانى أشعر من الشابى ( راجع الطبعة الأخيرة الصادرة عن دار جامعة الخرطوم للنشر وليس طبعتى الحلبى بمصر او الكويت لان عبدالله الطيب فى الطبعة الأخيرة فى حياته عن دار النشر قد تراجع عن الكثير من من أرائه فى الطبعات الأخرى وعدل الكثير !!ويلاحظ ان عبدالله الطيب لم يتعرض فى مؤلفه ذلك سوى لقلة من الشعراء السودانيين منهم التجانى وكرف ( معاصرر للتجانى بالمعهد العلمى ويسبقه بعام فى العمر ولم يصدر ديوانه بعد رغم رحيله العام 1992 ) كما تعرض عبدالله الطيب فى ذات المصدر لقصيدة (محراب النيل للتجانى ) التى صدح بها الفراش الحائر عثمان حسين ووازن بينها وقصيدة (النهر الخالد ) لشوقى التى غناها محمد عبدالوهاب . . 4- هنرى رياض المحامى أصدر كتاب ( التجانى يوسف بشير شاعرا وناثرا ) ويحوى المقالات النثرية التى كتبها التجانى بمجلة النهضة لصاحبها محمد عباس أبوالريش وتبلغ 12 مقالا بعضها أجزاء غير مكتملة لفشل هنرى رياض فى العثور على بعض أعداد المجلة فى ظل غياب التوثيق والفوضى الفكرية بالسودان ويلاحظ أن محاولة هنرى رياض لملمة تراث التجانى النثرى سابقة لمحاولة د. محمد عبدالحي عهد توليه إدارة مصلحة الثقافة السودانية تحقيق الأعمال النثرية الكاملة للتجانى والتى ظهرت فى كتاب يحوى 21 مقالا نثريا للتجانى . تحدث بروف : عبدالله على إبراهيم بإسهاب عن تجربة عبدالحي وهنرى رياض فى التعامل مع نثر التجانى (راجع مقال له بمجلة كلية الاداب جامعة الخرطوم 1981 وكتأب: أنس الكتب 1985
|
Post: #66
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: ibrahim fadlalla
Date: 08-09-2012, 02:14 PM
Parent: #65
سلام على دوحة التوثيق ...بلابلها المغردة ... سلام أخي محمد عبد الجيليل و أحمد أمين ..وشكرا تعاهدكما لهذا الخيط بالرعاية والسقاية ...
وهذا دلوي بين الدلاء
Quote: كتاب : «حياة التجاني من شعره»
يعتبر الأستاذ محمد الحسن علي فضل من الجيل الذهبي للمعلمين السودانيين الذين نهلوا من العلم في مصر «كلية دار العلوم 1956م ».. وتشبعوا بالثقافة العربية، وأخذوا من كل تياراتها قديمها، وحديثها، وأستاذنا محمد الحسن يرحمه الله يكتب القصة بجانب كتابته للنقد والمقال الصحفي.. وله مجموعة قصصية تحت الطبع.. وكتابه هذا عن التجاني يوسف بشير يعتبر من الكتب الجيدة التي تناولت هذا الشاعر العظيم.. والعنوان نفسه عنوان جاذب وحداثوي بحيث إن الأستاذ الناقد لا يتناول الجانب الشخصي من حياة هذا الشاعر وإنما يدرس نصوصه وحياته ونفسيته من خلال النصوص التي كتبها، وهذه الدراسة تعتبر دراسة نصية سايكولوجية وهي مدرسة حديثة في تناول الجانب المنسي في حياة الكاتب من خلال تحليل النص، وسبر أغواره وتفكيك شفراته وقد تكون هذه الشفرات قد جاءت تلقائية وعفوية من الكاتب.. وقد قال الأستاذ الناقد محمد الحسن في مقدمته لهذا الكتاب «وبالاختصار سيجد القارئ أن كل ديوان التجاني مذاب في هذه الدراسة، وهذا المنهج الذي اخترته عامداً يختلف عن منهج الدراسات النقدية المتعارفة حيث مزجت النقد بالتحليل والشرح والموازنة في كثير من المواقف وبدلاً من أن أكتفي ببيت أو بيتين من الشعر للاستشهاد، سجلت بعض القصائد بأكملها ثم حللتها ونقدتها.
|
منقول من بيداء قوقل ..
|
Post: #67
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: ibrahim fadlalla
Date: 08-09-2012, 02:30 PM
Parent: #66
مواصلة لما سبق :
Quote: كتب الأستاذ أحمد الأمين:
وتكاد تكون الكتب والدراسات التى كتبت عن التجانى بعد وفاته بزمن طويل جدا تفوق العشرين أوجز منها الكتب التى كتبها :
1- محمد عبدالحى (كتاب نقدى ) وتخصيص قصيدة عن التجانى فى حديقة الورد الأخيرة . 2- صلاح احمد ابراهيم دراسة نقدية. 3- فضيلى جماع قراءة نقدية فى قراءة فى الادب السودانى الحديث ( عضو منبر يضع فى بروفايله التجانى كشاعره المفضل ). 4- الدكتور احمد البدوى كتاب نقدى وإشارات عديدة 5- المحامى هنرى رياض كتاب نقدى 6- الدكتور عبدالمجيد عابدين كتاب نقدى 7- الشاعر السودانى احمد عبدالله سامى كتاب نقدى 8- الشاعر السودانى عبدالله الشيخ البشير كتاب نقدى |
رسائل جامعية شعر التيجاني يوسف بن بشير : دراسة أسلوبية / تقدم بها عبد الله حامد جاد الله ; إشراف مبارك حسن خليفة، محمود عبد الله الجادر
http://www.albabtainlibrary.org.kw:8888/ipac2...&source=~!production
|
Post: #68
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-11-2012, 09:29 AM
Parent: #67
الاعزاء أحمد الامين وإبراهيم فضل الله .. تحياتي لكما
قبل يومين أتصلت على الأخ الشاعر / عبدالمنعم الكتيابي (إبن أخت التجاني يوسف بشير) وأكد على رغبته المساهمة في هذا الخيط (سودانيزونلاين محجوب في السودان) وقد وفرت له محتويات الخيط بالايميل وأتوقع أن تصل مساهمته قريباً.
|
Post: #69
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-12-2012, 01:30 PM
Parent: #68
كتب الأخ الأستاذ/ أبراهيم فضل الله :
وهذا دلوي بين الدلاء
Quote: كتاب : «حياة التجاني من شعره»
يعتبر الأستاذ محمد الحسن علي فضل من الجيل الذهبي للمعلمين السودانيين الذين نهلوا من العلم في مصر «كلية دار العلوم 1956م ».. وتشبعوا بالثقافة العربية، وأخذوا من كل تياراتها قديمها، وحديثها، وأستاذنا محمد الحسن يرحمه الله يكتب القصة بجانب كتابته للنقد والمقال الصحفي.. وله مجموعة قصصية تحت الطبع.. وكتابه هذا عن التجاني يوسف بشير يعتبر من الكتب الجيدة التي تناولت هذا الشاعر العظيم.. والعنوان نفسه عنوان جاذب وحداثوي بحيث إن الأستاذ الناقد لا يتناول الجانب الشخصي من حياة هذا الشاعر وإنما يدرس نصوصه وحياته ونفسيته من خلال النصوص التي كتبها، وهذه الدراسة تعتبر دراسة نصية سايكولوجية وهي مدرسة حديثة في تناول الجانب المنسي في حياة الكاتب من خلال تحليل النص، وسبر أغواره وتفكيك شفراته وقد تكون هذه الشفرات قد جاءت تلقائية وعفوية من الكاتب.. وقد قال الأستاذ الناقد محمد الحسن في مقدمته لهذا الكتاب «وبالاختصار سيجد القارئ أن كل ديوان التجاني مذاب في هذه الدراسة، وهذا المنهج الذي اخترته عامداً يختلف عن منهج الدراسات النقدية المتعارفة حيث مزجت النقد بالتحليل والشرح والموازنة في كثير من المواقف وبدلاً من أن أكتفي ببيت أو بيتين من الشعر للاستشهاد، سجلت بعض القصائد بأكملها ثم حللتها ونقدتها.
منقول من بيداء قوقل ..
|
Post: #70
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-13-2012, 11:57 AM
Parent: #69
أَنتَ يا نَيل يا سَليل الفَراديس
أَنتَ يا نَيل يا سَليل الفَراديس نَبيل مُوَفق في مَسابك ملء أَوفاضك الجَلال فَمَرحى بِالجَلال المَفيض مِن أَنسابك حَضَنتك الأَملاك في جَنة الخُ لد وَرقت عَلى وَضيء عبابك وَأَمدت عَلَيك أَجنِحَة خَضرا ء وَأَضفَت ثِيابَها في رِحابك فَتَحدرت في الزَمان وَأَفرَغَت عَلى الشَرق جَنة مِن رِضابك بَينَ أَحضانك العراض وَفي كَف يك تاريخه وَتَحت ثِيابك مخرتك القُرون تَشمر عَن سا ق بَعيد الخطى قَوي السَنابك يَتوثبن في الضِفاف خِفافاً ثُمَ يَركضنَ في مَمَر شِعابك عَجب أَنتَ صاعِداً في مَراقي ك لِعُمري أَو هابِطاً في اِنصِبابك مجتلى قُوة وَمَسرَح أَفكا ر وَمَجلى عَجيبة كُل ما بِكَ كَم نَبيل بِمَجد ماضيكَ مَأخو ذ وَكَم ساجد عَلى اَعتابك عَفَروا نَضرة الجِباه بِبرا ق سَنى مِن لُؤلؤي تُرابك سَجداً ذاهِلين لا رَوعة الت اج وَلا زَهو إِمرة خَلف بابك وَاِستَفاقوا يا نَيل مِنكَ لِنغ ام شَجى مِن آلهي ربابك وَصَقيل في صَفحة الماء فَضف اض نَدي ممصر مِن أَهابك وَحُروف رَيّانة في اِسمك الن يل وَنَعمى مَوفورة في جَنابك فَكَأن القُلوب مِما اِستَمَدَت مِنكَ سَكرى مَسحورة مِن شَرابك أَيُّها النيل في القُلوب سَلام الخُل د وَقف عَلى نَضير شَبابك أَنتَ في مَسلَك الدِماء وَفي لا نفاس تَجري مُدَوياً في اِنسيابك إِن نَسينا إِلَيك في عزة الوا ثق راضين وَفرة عَن نِصابك أَو رَفَلنا في عَدوتيك مَد لين عَلى أُمة بِما في كِتابك أَو عَبدَنا فيكَ الجَلال فَلَما نَقض حَق الزِياد عَن محرابك أَو نعمنا بِكَ الزَمان فَلم نَب ل بَلاء الجُدود في صَون غابك
|
Post: #71
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-15-2012, 02:02 PM
Parent: #70
ستظل إشراقة مشرقة ويتواصل إستقصاء المهتمين بعد مئة عام من ميلاد صاحبها الذي مضى في العام 1937م، فدراسات محمد عبدالحي وعبدالله الشيخ البشير وصلاح أحمد ابراهيم وعبدالله علي إبراهيم .. وذكريات معاصري التجاني التي ذخرت بالكتابة عن أعمال له نشرت بأسماء آخرين أو بأسماء مستعارة والغموض الذي لف أسباب فصله من المعهد العلمي وغير ذلك عن سيرة هذا العملاق حري بالبحث فالفشل (لم يهبط إلينا من السماء).
|
Post: #72
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-16-2012, 11:25 AM
Parent: #71
الصوفي المعذب
هذه الذرةُ كم تحملُ في العالم سراً!
قف لديها وامتزج في ذاتها عمقاً وغورا
وانطلق في جوِّها المملوءِ إيمانا وبرّا
وتنقَّلْ بين كبرى في الذراريِّ وصُغرى
ترَ كلَّ الكون لا يفتر تسبيحاً وذكرا
وانتش الزهرةَ, والزهرة كم تحمل عطرا
نديتْ واستوثقتْ في الأرض إغراقاً وجذرا
وتعرتْ عن طرير خضِلٍ يفتأ نضرا
سلْ هزارَ الحقل من أنبتَهُ وردا وزهرا
وسلِ الوردةَ من أودَعَها طيباً ونشرا
تنظرِ الروحَ وتسمعْ بين أعماقِكَ أمرا
* * *
الوجودُ الحقُّ ما أوسع في النفس مداهْ
والكونُ المحضُ ما أوثق بالروح عُراهُ
كلُّ ما في الكون يمشي في حناياه الإلهْ
هذه النملة في رقتها رجعُ صداهْ
هو يحيا في حواشيها وتحيا في ثراهْ
وهي إن أسلمتِ الروحَ تلقّتْها يداهْ
لم تمت فيها حياةُ اللهِ إن كنْتَ تراهْ
* * *
أنا وحدي كنت استجلي من العالَمِ همسَهْ
اسمع الخطرة في الذر وأستبطنُ حسَّهْ
واضطرابُ النور في خفْقتِهِ أسمعُ جرسَهْ
وأرى عيدَ فتى الوردِ واستقبلُ عرسَهْ
وانفعالُ الكرمِ في فقعتِهِ أشهدُ غرسَهْ
ربِّ سبحانَك! إن الكونَ لا يقدر نفسَهْ
صغْتَ من نارِكَ جِنِّيَّهُ ومن نورِك إنْسَهْ
* * *
ربِّ في الإشراقةِ الأولى على طينة آدمْ
أممٌ تزخرُ في الغيبِ وفي الطينة عالَمْ
ونفوسٌ تزحم الماءَ وأرواحٌ تحاومْ
سبَّحَ الخلقُ وسبّحْتُ وآمنْتُ وآمنْ
وتسللْتُ من الغيبِ وآذنْتُ وآذنْ
ومشى الدهرُ دراكا ربذ الخطو إلى منْ...?
* * *
في تجلياتك الكبرى وفي مظهر ذاتِكَ
والجلا الزاخر الفياضُ من بعض صفاتِكْ
والحنانُ المشرقُ الوضاحُ من فيضِ حياتكْ
والكمالُ الأعظم الأعلى وأسمى سبحاتكْ
قد تعبدتُكَ زُلفى ذائداً عن حُرماتِكْ
فَنِيتْ نفسي وأفرغْتُ بها في صلواتِكْ
* * *
ثم ماذا جد من بعد خلوصي وصفائي
أظلمت روحي ما عدت أري ما أنا راء
أيهذا العثير الغائم في صحو سمائي
للمنايا السود آمالي وللموت رجائي
آه يا موت آه يا يوم قضائي
قف تزود أيها الجبارمن زادي ومائي
واقترب إن فؤادي مثقل بالبرحاء
***
يا نعيما مشرف الصفحة يساقط دوني
نضرت في قربه نفسي وزايلت غضوني
فمشت قائلة الشك إلي فجر يقيني
قضت اللذة فاسترجعها لمح ظنوني
واسترد النعمة الكبري من الدهر حنيني
من تري استأثر باللذة واستبقي جنوني؟
***
أذني لا ينفد اليوم بها غير العويل
نظري يقصر عن كل دقيق وجليل
غاب عن نفسي إشراقك والفجر الجميل
واستحال الماء فاستحجر في كل مسيل
رجع اللحن الي أتاره بعد قليل
واختفي بين ظلام المزهر الكل العليل
|
Post: #73
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-16-2012, 02:07 PM
Parent: #72
كتب الأستاذ/ احمد الامين احمد:
من الكتب التى أهتمت بالتجانى كشاعر وناثر وصدرت بعد وفاته بسنوات طويلة بواسطة نقاد وادباء سودانيين وعرب : 1- كتاب (دراسات فى شعر التجانى ) وحوى المقالات والدراسات التى تم تقديمها لمهرجان التجانى يوسف بشير الشعرى الأول الذى أقامته جماعة الأدب السوداني برئاسة الشاعر الكبير عبدالله الشيخ البشير العام 1962 ويلاحظ ان جماعة الأدب السودانى جل أفرادها من تيار التقليدية فى الشعر والحياة والكثير منهم من خريجى المعهد العلمى المؤثر الأقوى فى نفسية التجانى رغم فصله عنه 2-كتاب (التجاني شاعر الجمال) للدكتور عبدالمجيد عابدين وهو اكاديمى مصرى عمل محاضرا بكلية الأداب جامعة الخرطوم سنوات طويلة وله إهتمام قوى بالادب السودانى وقد حقق ديوان الحردلو الكبير . من النقاد العرب الذين اهتموا بالتجانى على مستوى الكتابة الناقدين :عبده بدوي ومحمد مصطفى هدارة. 3- كتاب ( الشاعران المتشابهان ) ل: أبوالقاسم بدرى وهو مقارنة بين التجاني والشابي المتشابهين فى الرومانسية والرحيل المبكر بداء الصدر ويلاحظ أن عبدالله الطيب (1921-2003) قد أجرى موازنة نقدية بين التجانى والشابى فى الجزء الأول من مؤلفه الضخم ( المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها ) وقد شهد أن التجانى أشعر من الشابى ( راجع الطبعة الأخيرة الصادرة عن دار جامعة الخرطوم للنشر وليس طبعتى الحلبى بمصر او الكويت لان عبدالله الطيب فى الطبعة الأخيرة فى حياته عن دار النشر قد تراجع عن الكثير من من أرائه فى الطبعات الأخرى وعدل الكثير !!ويلاحظ ان عبدالله الطيب لم يتعرض فى مؤلفه ذلك سوى لقلة من الشعراء السودانيين منهم التجانى وكرف ( معاصرر للتجانى بالمعهد العلمى ويسبقه بعام فى العمر ولم يصدر ديوانه بعد رغم رحيله العام 1992 ) كما تعرض عبدالله الطيب فى ذات المصدر لقصيدة (محراب النيل للتجانى ) التى صدح بها الفراش الحائر عثمان حسين ووازن بينها وقصيدة (النهر الخالد ) لشوقى التى غناها محمد عبدالوهاب . . 4- هنرى رياض المحامى أصدر كتاب ( التجانى يوسف بشير شاعرا وناثرا ) ويحوى المقالات النثرية التى كتبها التجانى بمجلة النهضة لصاحبها محمد عباس أبوالريش وتبلغ 12 مقالا بعضها أجزاء غير مكتملة لفشل هنرى رياض فى العثور على بعض أعداد المجلة فى ظل غياب التوثيق والفوضى الفكرية بالسودان ويلاحظ أن محاولة هنرى رياض لملمة تراث التجانى النثرى سابقة لمحاولة د. محمد عبدالحي عهد توليه إدارة مصلحة الثقافة السودانية تحقيق الأعمال النثرية الكاملة للتجانى والتى ظهرت فى كتاب يحوى 21 مقالا نثريا للتجانى . تحدث بروف : عبدالله على إبراهيم بإسهاب عن تجربة عبدالحي وهنرى رياض فى التعامل مع نثر التجانى (راجع مقال له بمجلة كلية الاداب جامعة الخرطوم 1981 وكتأب: أنس الكتب 1985
=======================================================================
كل عام وأنتم بخير .. ويتواصل الخيط
|
Post: #74
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 08-16-2012, 04:41 PM
Parent: #73
Quote: الاعزاء أحمد الامين وإبراهيم فضل الله .. تحياتي لكما قبل يومين أتصلت على الأخ الشاعر / عبدالمنعم الكتيابي (إبن أخت التجاني يوسف بشير) وأكد على رغبته المساهمة في هذا الخيط (سودانيزونلاين محجوب في السودان) وقد وفرت له محتويات الخيط بالايميل وأتوقع أن تصل مساهمته قريباً. |
تحية محمد عبدالجليل فى الأواخر من هذا الشهر وأنت على مرمى حجر من البيت العتيق فلاتنسانا والتجانى بالدعاء والترحم والعتق من جهنم. عسى أن نسمع مساهمة من عبدالقادر الكتيابى وهو كلك إبن شقيقة التجانى كذلك خاصة ان عبدالقادر الكتيابى هو إمتداد حقيقى للتجانى فى الشعر والشاعرية والتواضع الإنسانى وعبر عبدالقادر كشاعر وإنسان تحقق حلم التجانى فى السفر لأرض الكنانة مستودع الثقافة مصرا التى إزدادت عليه عسرا وقد إزداد حبه له حيث تبدل العصر ومفاهيم الأسرة الدينية المحافظة ( بيت الكتياب ) وتمكن عبدالقادر بعد سنوات من حديق خاله التجانى فى الموت بعقود من السفر لمصر والدراسة هناك محققا حلم خاله المجهض الذى تم إعادته قبل عقود طويلة من رصيف محطة الخرطوم كى لايسافر لمصر التى كانت محط اماله لتلقى العلم والنهل من الثقافة ... نرجو ان نسمع إفادة فى مئوية التجانى من الشاعر الكبير عبدالقادر الكتيابى هذا وقد علمت من قوقل أن الدبلوماسيين السودانيين قد أقاموا شهر يونيو الماضى حفلا فى ذكرى مئوية التجانى يوسف بشير خاطبه الشاعر الدبلوماسى د.عمر عبدالماجد صاحب ديوان (أسرار تمبكتو القديمة ) الذى قدم له شيخ الدبلوماسيين السودانيين جمال محمد أحمد بمقدمة نقدية تقريظية رفع فيها عمر عبدالماجد لمصاف نجوم فجر الرومانسية السودانية كالتجانى يوسف بشير والهادى العمرابى كما قدم الدكتور عمر الصديق ورقة عن التجانى فى ذلك الحفل .. هذه البادرة فى تذكر التجانى فى مئويته داخل وطنه تحسب إيجابا لطائفة الدبوماسيين السودانيين الذين رفدوا الادب السودانى بأكثر من رمز خالد فى الفكر السودانى عموما ... وعسى أن ينتبه لهذه الذكرى التى لا تتكرر سوى مرة كل قرن فى حياة الأمم –مئوية التجانى - إتحاد الكتاب السودانيين (إثنان من أعضائه البارزين من عائلة التجانى يوسف بشير المقربين ) كما أن أتحاد الكتاب السودانيين يدعى كثيرا انه يحتفى بحرية الفكر والتجانى من أشد ضحايا حرية الفكر بالسودان !!!! والمراكز الثقافية بالسودان تحديدا مركز عبدالكريم ميرغنى بمدينة التجانى ام درمان وهو غير بعيد من الركابية حيث نشأ وترعرع التجانى والمسالمة حيث أستلهم (وحى جمال عيون النصارى ) وكليات الأداب بالجامعات السودانية وأخص جامعة الخرطوم وجامعة أم درمان الإسلامية تحديديا لعراقتهما ووجود أكثر من أكاديمى رفيع بهما يمكنه الإحتفاء بهذه الذكرى على مستوى الجامعة والوطن عموما أما المؤسسات الرسمية بالسودان فهى عندى فى سبات أهل الكهف و ك ل ب هم باسط ذراعيه بالوصيد رغم تولى صديق المجتبى إبن شقيقة التجانى لسنام وزارة الثقافة الولائية أو الإتحادية قبل سنوات وهو كذلك شاعر لكن هل سيحتفل بمئويته الأولى بعد عقود أحد من الأحياء وقتها مثلما نحتفل اليوم بشاعرية خاله التجانى يوسف بشير كشاعر فذ وملهم عاش معنا لأكثر من قرن عبر قوة وجمال قصيده دون ان تزكيه جهة او حزب رسمى ؟؟ تنبيه : التعديل المتكرر مرده محاولة التفريق بين عبدالمنعم و عبدالقادر الكتيابى وانا أكتب من دون مسودة ومرجع عموما أعنى صاحب ديوان رقصة الهياج وإن صح هو عبدالقادر فليعلم أنه من أكبر شعراء السودان حاليا وهو مقل جدا ومتواضع لأبعد درجة ويرتفع بقوة شعريا لمصاف عالم عباس ومحمد محى الدين رغم قلة ظهوره إعلاميا .. وقد شاهدته شتاء العام 1984 يقرأ شعرا فى ليلية ثقافية بالجامعة من ضمن ماقرأ وقتها قصيدة جميلة بها حضور للتجانى وصاحب الشرافة و جماع
|
Post: #75
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-20-2012, 12:38 PM
Parent: #74
Quote: وعسى أن ينتبه لهذه الذكرى التى لا تتكرر سوى مرة كل قرن فى حياة الأمم –مئوية التجانى - إتحاد الكتاب السودانيين (إثنان من أعضائه البارزين من عائلة التجانى يوسف بشير المقربين ) كما أن أتحاد الكتاب السودانيين يدعى كثيرا انه يحتفى بحرية الفكر والتجانى من أشد ضحايا حرية الفكر بالسودان !!!! والمراكز الثقافية بالسودان تحديدا مركز عبدالكريم ميرغنى بمدينة التجانى ام درمان وهو غير بعيد من الركابية حيث نشأ وترعرع التجانى والمسالمة حيث أستلهم (وحى جمال عيون النصارى ) وكليات الأداب بالجامعات السودانية وأخص جامعة الخرطوم وجامعة أم درمان الإسلامية تحديديا لعراقتهما ووجود أكثر من أكاديمى رفيع بهما يمكنه الإحتفاء بهذه الذكرى على مستوى الجامعة والوطن عموما أما المؤسسات الرسمية بالسودان فهى عندى فى سبات أهل الكهف و ك ل ب هم باسط ذراعيه بالوصيد رغم تولى صديق المجتبى إبن شقيقة التجانى لسنام وزارة الثقافة الولائية أو الإتحادية قبل سنوات وهو كذلك شاعر لكن هل سيحتفل بمئويته الأولى بعد عقود أحد من الأحياء وقتها مثلما نحتفل اليوم بشاعرية خاله التجانى يوسف بشير كشاعر فذ وملهم عاش معنا لأكثر من قرن عبر قوة وجمال قصيده دون ان تزكيه جهة او حزب رسمى ؟؟ |
الاخ - أحمد الامين أحمد - العيد مبارك عليك والمعاك كلهم .. أعاده الله والوطن قد تعافى .. عبدالقادر كان في الرياض وأقام أمسية مشهودة في أدبي الرياض وقد التقيته عدة مرات إبان وجوده في الرياض وتصدق عليه أوصافك أعلاه تماماً.
لم أتلقى مساهمة عبدالمنعم بعد، وسوف أحاول الاتصال ب/ عبدالقادر رغم أن سودانيزونلاين محجوب في السودان .. فك الله أسره ..
الشكر لـ د. عمر عبد الماجد ولكل من احتفى بالتجاني - طيب الله ثراه - في مئويته، ولا ننسى قوقل من الشكر فقد وفر ما لا نستطيع الوفاء به لو كان دينا علينا.
|
Post: #76
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-21-2012, 10:43 AM
Parent: #75
هُم ما رأوا غَيْر السُّقوطِ :
هُنا سقوط
أوْهُناكَ ،
وكانَ بالأمسِ السُّقوطُ ،
وفى غدٍ حَتماً يكُونُ
وما رأيتَ سِوى توهُّجِ حُمرة التُّفاحَةِ الأُولَى
وقد رجَعتْ إلى بيْتِ الغُصونِ المزْهِرهْ
|
Post: #77
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-22-2012, 12:04 PM
Parent: #76
الشاعر التجاني يوسف بشير
مائة عام على مولدك .. ثلاثة أرباع القرن على رحيلك .. وأمدرمان لا زالت تتمدد ترهقها قتره وتجربتك الإبداعية تثير الجدل في أروقة الأدب السوداني من خلال أكثر الأقلام رصانة وتمحيصا ومن أصحاب تلك الأقلام من قضى نحبه ومن ينتظر ولا زال هنالك من يقف للكتابة الابداعية بالتوجس الضار .. ويشيح عن بعض شعرك:
آهِ لو تعلم المساجدُ كم ذا أجهدت بينها الصبابةُ أمرد آه لو تعلم المساجدُ كم ذا خفقت بينها جوانح أدرد ولقد تعلمُ الكنائس كم أنف مدل بها وخد مورد ولقد تعلم الكنائسُ كم جفن وكم جمال منضد
|
Post: #78
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-23-2012, 11:31 AM
Parent: #77
رفع الشَباب إِلَيكَ مِـن أَقلامِـهِ عَمـدا مركـزة عَلـى آدابِــهِ وَتَسابَقوا لِلمَجـد فيـكَ وَكُلنـا علق بِحَق المَجـد مِـن طُلابـه حَتّى يَكون المَجد وَهُوَ مصـوح في الأَرض مُنقَلب عَلى أَعقابـه صُوراً مُوَثَقة العَرى في ناشيء حدث مُصورة عَلـى أَعصابِـهِ وَالمَجد أَجدَر بِالشَبـاب وَأَنمـا لِلناس موجـدة عَلـى أَصحابـه هُوَ مَعهَدي وَلَئن حَفظت صَنيعه فَأَنا اِبن سرحته الَّذي غَنـى بِـهِ فَأَعيذ ناشئة التُقـى أَن يرجفـوا بِفَتى يَمت إِلَيـهِ فـي احسابـه
يا لها من جسارة تلك التي وسمت مواقف التجاني وهو في شرخ الشباب معبراً عنها بشعر مغاير معنى ومبنى ليس (بعابيء أو آبه) طارحاً الاسئلة الفاتحة لأبواب الريح والعافية.
|
Post: #79
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-25-2012, 10:30 AM
Parent: #78
حلت الذكرى الثالثة والعشرون لصاحب العودة إلى سنار الشاعر الدكتور محمد عبدالحي .. 1944 - 1989م ولد محمد بعد رحيل التجاني بسبع سنوات .. وهو من الذين استوقفتهم تجربة التجاني وكتب عنها:
الرؤية والكلمات قراءة في شعر التجاني يوسف بشير
رحم الله التجاني يوسف بشير ومحمد عبدالحي محمود ..
================================================= وعبدناك يا جمال وصغنا -- لك أنفاسنا هياما وحبا ووهبنا لك الحياة وفجرنا -- ينابيعها لعينيك قربى وسمونا بكل مافيك من -- ضعف جميل حتى استفاض واربى
|
Post: #80
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 09-13-2012, 11:24 AM
Parent: #79
تحية وتقدير محمد عبدالجليل يبدو ان حجب الموقع من قبل أعداء الكلمة بوطن التجانى قد حال بيننا والكثير من المساهمات التى كانت قد ترد من داخل الوطن .. لذت بالأرشيف فوجدت المساهمة الممتعة هذه للسفير الروائى جمال محمد إبراهيم كتبها هذا العام الذى صادف المئوية الأولى للتجانى : احتفاءٌ الدّبلوماسيّةِ بمئويّةِ التجاني يُوْسف بشيْر .. بقلم: جمال محمد إبراهيم الثلاثاء, 29 أيار/مايو 2012 23
Quote: أحيَا الدبلوماسيّون والسّفراءُ السودانيون ذكرى الشّاعر التجاني يوْسف بشير في مئويتهِ التي تُصادف عام 2012، وذلك في أمسيةٍ مُميّزةٍ في نادي الدّبلوماسيّ في الخرطوم يوم الأحد الموافق السابع والعشرين من مايو الجاري. شاركَ معهدُ عبد الله الطيب مُمثلاً بمُديره الدكتور الصّديق عُمر الصّديق، إذْ ألقى محاضرةً بالغة العمقِ، مُحلاة بجميلِ الكلامِ عن الشاعرِ الرّاحلِ في "وجودهِ المُغاير" ، مثمناً بذله الشعري السابق لعصرهِ ، منوّهاً بسموّ شعرهِ وتفرّده برغم ما لقي من جحودٍ ونكرانٍ واتهامٍ في فكره وشعره . ولقد أمّ الفعالية جمعٌ كبيرٌ من الدبلوماسيين والناشطين الثقافيين، بينهم شعراءٌ وأكاديميون ونقادٌ وصحفيون، نساءاً ورجالا من أهل الثقافة والإبداع ومن المُهتمّين، أثروا الأمسية بمداخلات ذات عمقٍ وأثرٍ ومبادرات، فكانوا حضوراً بهياً زاهيا، وكأنّ ساعات الليل الثلاث ثواني في الزمان الضنين . خلصتْ الأمسيةُ إلى ضرورةِ العكوفِ على إبداعِ الشاعر الرّاحل بهدف ضبط وتحقيق ديوانه، تحقيقاً رصيناً مُحكما، إلى جانب نثره الذي لم يُلتفت إليه كثير التفات، ثمّ من بعد يتعهّد السودانيون على إجلاس الشاعر مكانه المُستحق في ساحة الشعر العربي. وإنْ كان صنوهُ الشّاعرُ التونسيّ الرّاحل أبو القاسم الشابي، قد لقيَ من التكريمِ قبلَ وبعدَ رحيلهِ، فأعلى أهلوهُ في تونس مِن شأنِهِ فَصوَّروهُ في عُملتهم الوطنية، فليسَ أقلّ مِن أنْ يكونَ احتفاؤنا بالشّاعرِ التجاني بمثلِ احتفاءِ تونس بشاعرهِم، وأنّ الواجبَ أنْ نُعيد شاعرَنا التجاني إلى وجدانِ السّودانيين ، وأن تخرُج آثارُهُ الشعرية والنثرية إلى الناسِ، فقد رحلَ بعدَ عُمْرٍ قصيرٍ كأنّهُ يستدني موعداً معَ خلودٍ ينتظرهُ بعدَ الرَّحيل. أدارَ الأُمسيةَ باقتدارِ شاعرٍ وبروحِ سفيرٍ حاضرِ البديهةِ الدكتور عمر عبد الماجد، وقد أثنى الحضور على الدبلوماسية حسن صنيعها في الإحتفاء بالشاعر الراحل.
الخرطوم 28 مايو 2012 |
المصدر: أرشيف صحيفة سودنايل الالكترونية...
|
Post: #81
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-30-2012, 12:27 PM
Parent: #80
Quote: خلصتْ الأمسيةُ إلى ضرورةِ العكوفِ على إبداعِ الشاعر الرّاحل بهدف ضبط وتحقيق ديوانه، تحقيقاً رصيناً مُحكما، إلى جانب نثره الذي لم يُلتفت إليه كثير التفات، ثمّ من بعد يتعهّد السودانيون على إجلاس الشاعر مكانه المُستحق في ساحة الشعر العربي. |
الاخ - احمد الامين احمد - تحياتي .. وشكرا على رفد الخيط بما كتبه جمال محمد إبراهيم عن مساهمة الدبلوماسية السودانية وأعتذر عن الغياب ..
سعدت بنصيحتك بأهمية نقل خيط التجاني يوسف بشير .. قرن مضى ولا زال هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. المجلجلة عبر القرون .. في وطن يتنكب الجادة ويمضى (أبد الدهر بين الحفر) ..
لماذا لم يُحتفى بالتجاني كما ينبغي .. هل لناموس الإبداع سقف يُخرق؟!
|
Post: #82
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-01-2012, 12:36 PM
Parent: #81
كتب الأستاذ/ عبدالله الشقليني:
قيل أن " التجاني يوسف بشير " كان هو المحرر الحقيقي " للفجر " . كان مجتهداً ، نهم الإطلاع ، كثير الكتابة . عميق الحفر في اللغة بين المعاني والألفاظ . غزير الكتابة الصحافية ، دون أن يظهر اسمه
|
Post: #83
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 10-01-2012, 01:48 PM
Parent: #82
التجانى يوسف بشير فى مئويه مولدة 1912-2012 .. بقلم: د. احمد عكاشه احمد فضل الله
الأحد, 30 أيلول/سبتمبر 2012 19:40
تحية محمد عبدالجليل لازالت الأسافير السودانية تحتفل بمئوية التجانى يوسف بشير أدناه مقال جديد لدكتور أحمد عكاشة أحمد فضل الله منشور بموقع سودانايل اليوم الإثنين 1- 10 - 2012 تبقى شهران على إنصرام المئة الأولى لمولد التجانى
د. احمد عكاشه احمد فضل الله /باحث فى الثقافه السودانيه
Quote: جاءت وفاة الشاعر بعد ربع قرن من مولدت 1937لقد انتقل الشاعر الى رحمه الله وهو فى عنفوان شبابه ورغم قصر العمر خلف اشعارا لاتزال تردد وتحبذ الى حد كبير وعد التجانى من اهم شعراء السودان طوال القرن العشرين وابان الوجود القصير فى الحياة عرف الشاعر المرض الصدرى و التشكيك فى عقائده وارائه والتشريد وضيق ذات اليد وعلى الرغم من كل ابتلاء استطاع التجانى يوسف يشير احتلال موقعا هاما بين الشعراء السودانين والعرب ونظم شعرا يشهد له بالانشاد العذب والبلاغه وسمو الخيال وعمق الفكر وعنى الشاعر عند نظمه ببعض المشكلات الفكريه والفلسفيه وتناول موضوعات من بينها الحب وجمال الطبيعه والداء والمعاناة والموت وبعض مسائل الفكر والتأمل والتفلسف كان للتجانى يوسف بشير الوعى الزائد وهو العامل الذى ادى الى تحويل الشاعر الى ما يعرف بsolitary poet الشاعر المتوحد وكذلك التاسك والغارق فى التفكير والمتهم بمصادر شعرة ونظمه وكذلك كان التجانى على الدوام متأملا وهذا امر دلت عليه قصيدته فى الموحى مثالا ومابين الاقرار بعظمه شاعريته وباهميته فى التاريخ الاولى للشعر السودانى فى القرن العشرين وكذلك ضمه الى قائمه اصحاب الروائع من الشعراء العرب فى تلك الفترة الباكرة من القرن العشرين كتاب الروائع لشعراء الجيل الذى اصدرة محمد فهمى وفى بدايات قرض الشعر قوبل شعر التجانى يوسف بشير بنتائج مختلطه وعلى الرغم من هذا كان الشاعر مدركا لجودة نظمه وتالقه واذ يشير الشاعر نفسه الى الاديب المضيع من بنى الدنيا والى ادب ملؤة الحياة و الى شعر مفعم بالسمو فى اوضاعه وحقا لم يقر باهميته كشاعر وبمكانته الرفيعه فى التاريخ الادبى للشعر السودانى المعاصر لم يقر بهذا ابان حياته وكذلك لم يلمس التجانى يوسف بشير ابان حياته الا القليل من الاهتمام بطموحاته كاديب وشاعر شاب وبعد موته تحول التجانى يوسف يشير الى مايعرف ب anthologized poet الشاعر يتناول شعر نقدا وتحليلا فى المجلات والدراسات الادبيه ومن بعد تم نشر ديوان شعر اشراقه فى طبعات متباعدة ومتعددة اذ صدرت فى الاعوام 1949 1959 1964 1967 1973 , 2010 وتوجد الروايات المتباينه حول صباة القلق وتمرد على المسلمات من الاراء او المقررات الدراسيه وفيما يتعلق بارائه ازاء الشعر والادب العربى وكذلك اشير الى نهمه الزائد فى اقتناء وقراءة الكتب ولعل خياراته فيما يتعلق بالكتابه كانت ايضا مثار جدل ومن الوقائع التى تشير الى الخصومه والاعتراض والجدال وطرح اراء غير مالوفه الامر الذى الدى الى نقطاع الدراسه وبدء التثقيف الذاتى كل هذا يشير الى امكانيه ان التجانى يوسف بشير جسد مفهوم ماقد يعرف ب dissenting aesthetics الجماليات المخالفه او غير المالوفه او المعترف بها ومن بين اهم مايدل على هذا مايلى الفردانيه individualism التى كان الشاعر نفسه يشير اليها وهى فردانيه ماثلت تلك التى توفرت لدى الشعراء الرومانسيين فى اروبا القرن التاسع عشر فمثلهم سعى التجانى الى ايجاد فكرة رئسيه لكل عمل ادبى وعمد الى تناول المشكلات الروحيه وظواهر ما وراء الطبيعه وشغف بالجمال الانثوى واولع بل قدس الطبيعه كذلك مثله مثل شعراء الرومانسيه الاوربيه واعنى بالمجاز ####phor وبالغه المجازيه وبالتخيلات والصور الشعريه imagery وارتقى بالبيان واساليب النظم dictionواهتم على نحو كبير بالموضوعات الشعريه themesوعنى بالنغمات والواقع الصيغى tones وحرصه على شخصيه الامورpersonification التقيد بالشعر والشاعريه رفض القيم المقيدة فكريا وعقائديا وجماليا مع محاوله توفير نوعا من الcounter culture الثقافه المضادة على ان تشتمل هذة الثقافه المغايرة على فطنه شاعريه حريصه وجادة وفعاله وقد ادت هذة الفطنه الى بروز اشعار تبطن الهزوء وتعمر بالسخريه المطلقه وحوت الجديد من المفردات الرفض الواضح للتحول الى مايعرف بالشاعر المعبود الشاعر الايقونى اذ انه لم يالف القبول بالثوابت او بالمؤسسات التقليديه وبالجماليات المتعمده وقد كانت الجماليات المتمردة الى جانب العلة كنت عوامل وراء اللغه الجماليه والصور الشعريه القويه والناشطه والبيان واساليب النظم غير المالوفه والتجاوزات الواضحه والتشاؤم الذى لا يوجد منه خلاص بين ولا توجد معادله فكريه او تعابير او كلمات ما تمكن من الاحاطه التامه للمزج المكثف والحميم للمشاعر والعواطف والفكر الذى شكل حدسيه وبدهيه شعر التجانى يوسف بشير لقد عرف التجانى ابان سنوات عيشه على قصرها المعاناة وانعدام الامال وعلى الرغم من ذلك كان قادرا على الفرح والسعادة ونعلم ايضا انه درسه على نحو غير منتظم و انه افصح عن اراء غير مالوفه وهذا امر دل على انه الشاعر كان على الدوام منغمسا فى التفكير والتامل وكذلك ادى فصله من المعهد العلمى الى بعض الاضطراب فى حياته الاجتماعيه وادى الى امتهان اعمالا بعيدة عن الادب والشعر ورغم عنت الحياة والفقر والداء استطاع ان ينظم اشعارا تضمنت مقاطع عظيمه القوة وفى منتهى اللحنيه واحتوت على مقاطع فى الوصف قل ان يوجد مثيل لها وشكل بعضها جهودا جبارة فى القوة الفكريه وجسدت بمقدرة فائقه العواطف الانسانيه وكانت هناك الكثير من العوامل التى ادت الى يعتبرة العرب والسودانيون شاعرا مجيدا ومن بين هذا سعه وصدق ارائه فيما يتعلق بالروابط فيما بين الناس روعه وامتياز اشعار خاصه التى كانت تتعلق بالجمال والعاطفه البشريه لقد كانت من الكمال والغنى وكانت الاصوات فى اغلبها رخيمه وشجيه وكانت بعض الفاهيم التى اوردها على نحو بالغ من الاجلال والاهميه والى جانب التقدير الواضح لشعر لاحظ محبو شعر وكذلك النقاد ان المنظور الذى شكل لب التجربه الفكريه والادبيه للتجانى يوسف بشير هو وعى الشاعر بالشمول والاجبار داخل انظمه التعليم والبحث والتثقيف التى خبرها وكذلك احس التجانى بانه امرؤ على خلاف واضح مع تلك الانظمه وكان لهذا الادراك اثرة على النهج الشعرى للتجانى يوسف بشير اذ جافى ذاك النهج التجريب استمرار المعرفه من التجربه واتخذ الشاعر منطلقا لشعر اقرب الى المتافزيقيا وتجنب كل المعارف البرغماتيه وكان التحدى الماثل امامه هو ايجاد او نظم شعر ممتع واعادة وظيفه الشعرالى عهدة الباكر ولطبيعته الاصليه ولهذا اهتم بالخيال والميل الى ماهو شعرى وماهو سخرى وماهو ضمنى ودعم لغه النظم على نحو جعلها قويه ومعبرة وهذا ماجعل شعرة يصل لمراتب عليا ومنذ منتصف الاربعينيات من القرن العشرين جرى الاعتراف البين ببراعه التجانى يوسف بشير فى نظم الشعر وكذلك تم الاقرار بعظمه موهبته واطلع الكثيرون على حقائق عيشه الذى كان زاخرا بالمعاناة والامتحان والتحديات التى واجهت الشاعر وهو يخوض عباب الحياة فى بدايات القرن العشرين وقبل حلول الاربعينات من القرن الماضى كان هنالك سنوات من الاهمال الادبى بواسطه النقاد ومن بعد اكتسب الشاعر الاعتراف الواسع كشاعر بارز وقمه ادبيه وشمل الاهمال الادبى التجاهل او عدم اعطاء الاهتمام الكافى للشاعر او لشعار وشمل الاهمال ماهو اجود نظما واكثر روعه وجمالا من اشعارة او من ابياتها وكان هنالك الاخلال المتعمد بمعانيها والصرف الممعن فىسوء النوايا والتعمد لبعض الاشعار والنقد غير القاسى لفكارة او ارائه فيما تتعلق بالشعر ونظمه او فيما يتعلق المشكلات الثقافيه وبعضها عومل اكليشهات مرهقه او احكاما فى منتهى التعميم او انها تتضمن مفاهيم ليس من الفلسفه بمكان بل تشبههاوببلوغ مراحل الا عتراف به كقمه شعريه سارت المزاعم بان بعض اشعار هى فى واقع الامر اشعارا فلسفيه وتوجد الاسباب المتعددة الى رقى فكر شعر التجانى يوسف بشير وشمل مايلى ان التجانى يوسف بشير عامل الشعر على اساس انه حقيقه ملموسه مثله مثل كل شئ يوجد فى الدنيا ولهذا كان لديه الاحترام الكبير والتحبذ التام للشعر ولهذا منح التجانى شعرة تفردا واخضع اشعارة لاقوى التحديات وتجنبا للاوهام عمد التجانى على طرح مشكلات رئيسيه على نحو شاعرى خاص به فهم التجانى الفساد والطغيان الناجمين من تعاظم الاثر الاستعمارى كذلك ادراك التنافر بين قيم السودانيين وقيم الغرب بل احس الشاعر بالغياب التام للمثل وعوضا عن ذلك خلف سودانا شاعريا ومثاليا لقد قادة احساسه و كذاك رقته كشاعر لتحدى المجتمع الذى عاش فيه على الرغم من قصر العيش فقد تفص مجرى الاحداث وبحث عن مغزى كل حدث على نحو غير مالوف او تقليدى وقد جعلت هذةالعوامل شعر التجانى يوسف بشير صعب الادراك ونعلم ان شعرة قد لقى عداواة كثيرين من الاقران والادباء غير انه يجب علينا ان نتذكر ان الشاعر كان على قناعه بانه كان يعيش فى عهد كان ابانه كل شئ يتغير فى المجالات الاخلاقيه والسياسيه والفلسفيه لقد كان شعر التجانى عامرا بالافكار والتى كانت هادرة على نحو يكفى لاختراق كل الحواجز لتوفير شروحا لكل حدث واستخلاص عبر منه ولم يكن التعبير الشعرى عند التجانى مقتصرا على النظم بل كان يشكل على الودام جهدا لوصف العقل والاحاسيس وقد كان التجانى ينسج الكلمات مع الخيال والعاطفه والاحاسيس والاحلام والامال وكان شعر التجانى مهتما بضرورة ادراك الخصائص القدسيه للادراك والاحاسيس والفكر والتامل همه الصوفى كان التجانى ينشد تقويه عزمه و زيادة ادراكه لذاته واراد ان يحملها الى ماهو ابعد من الحياة اليوميه لقد نجح التجانى فى تحويل ذاته التى كانت بعض الشئ سلبيه ومشكله وملقيه باللوم على ذاتها وتجرأ بالشكوى تحوليها الى مشاهدة الخصائص القدسيه والتخلص من الافكار والاحكام غير الصافيه والتوافق مع الحقيقه هذة هى حقيقه ماهو فلسفى و صوفى فى اشعارة تدل شعارة ايضا على ان الاذن الشاعرة للتجانى يوسف بشير كانت لديها المقدرة على تميز الاصوات الصادرة من حفيف الكون كان يسمع الضحكات الخافته للازهار والعشب والنباتات والاشجار وكان يميز خرير المياه واناشيد الطير وهى اصوات سبق ان سمعها كل من تاثر بالرومانسيه الغربيه والعربيه العائدة الى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين واستمر فى سماع تلك الاصوات من بعد التجانى العباسى والناصر قريب وجماع والكثير من شعراء شعر الغناء والعاطفه فى سودان القرن العشرين غير ان ماميز شعر التجانى هو ادراكه واحساسيه اشعارة مما يسمى poetic sensibility وهى الحساسيه التى لم تتوفر لكثير من اقرانه شعراء القرن العشرين كان قادرا على تحريك الوجدان واثارة التساؤل فيما يتعلق بكافه امور الحياة الانسانيه وكان نظمه الشعر مبنى على عمليه من التفكير العميق وترابط الشاعر وشعر والبئيه |
|
Post: #84
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-04-2012, 09:57 AM
Parent: #83
التجانى يوسف بشير فى مئويه مولده 1912-2012 .. بقلم: د. احمد عكاشه احمد فضل الله =================
شكرا أحمد الامين على إيراد مقال د. أحمد عكاشة في مئوية مولد التجاني .. لقد حالفني التقصير حتى الآن في رفد هذا الخيط حتى في حد تجميع ما كتب هنا وهناك في مئوية التجاني .. وحاصرتني المشاغل عن التواصل المثابر مع من يُظن فيهم أنهم سيضيفون جديداً ويضيئون بعض ما أكتنف مسيرة التجاني الشاعر الفيلسوف المبدع من غموض .. ولكن العشم ثابت ويزيد في أن كل هذا سيوفى بعض حقه "فكله مستحيل" وقد أنتقل الخيط لربع جديد .
|
Post: #85
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-10-2012, 12:01 PM
Parent: #84
انشودة الجن
قم يا طرير الشباب غنِِ ِ لـنا غنِِ ِ يا حلو يا مستطاب أنشــودة الجن وأقطف لى الأعناب وأمـلأ بها دنى من عبقري الرباب أو حرمِ ِ الفن ِ سح فى الرُبى والوهاد واسترقص البيدا وأسكب على كل نـاد ما يسحر الغيدا وفـجر الاعـواد رجعـاً وترديدا حتى ترى فى البلاد من فرحةٍ عيدا وامسح على زرياب واطمس على معبد وأمش ِ على الاحقاب وطُف على المربد وأغشى كنار الغاب فى هدأة المرقد وحدث الأعراب عن روعة المشهد صور على الأعصاب وأرسم على حسي جمـالك الهياب من روعة الجرس ِ واستدنِ ِ باباً باب وأقعـد على نفسي حتى يجف الشراب فى حافةِ الكأس
|
Post: #86
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-11-2012, 01:41 PM
Parent: #85
خلال سنوات عمره القصير الطويل 25 عاماً بحساب السنوات قليل ولكنها بحساب ما أبدع التجاني يوسف بشير وهو يجابه واقع الفقر والمكابدة والمعاناة والكيد .. تجعلنا نقول وا أسفا (وأي فتى أضاعوا)
والأمم الحية تتخذ من مثل التجاني ملهماًوشاحذا
|
Post: #87
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 10-11-2012, 07:19 PM
Parent: #86
|
Post: #88
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 10-11-2012, 07:38 PM
Parent: #87
حين غشيت هذا الخيط تمنيت ان اجد من كانوا من ابناء المعهد العلمى الى جانب التجانى يوسف بشير فهو كما اعلم خرجت منه اكوان من المعرفة متجلية فى العديد من الادباء والشعراء فوجدتنى فى غير مقامى فعذرا اخى محمد وتحية واحتراما
|
Post: #89
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 11-30-2012, 05:42 PM
Parent: #88
تحية وإحترام الأستاذ محمد عبدالجلبل . وعام مئوية التجاني الأولى (1912-2012 ) يوشك على الإنصرام لازالت الأسافير تحتفل بهذا الحدث الثقافى الذى كان من المؤكد ( يهتز له عرش أبوللو على قمة الأولمب ) إن كان التجانى –رحمه الله - منتميا لإحدى مدن اليونان قديما !!! أدناه مقال جديد (لنج ) نزل اليوم 30 –نوفمبر 2012 بسودانيل للروائى والسفير السابق جمال محمد إبراهيم .. وهو اى جمال إحدى الأسماء التى ورد ذكرها بخيطك البدع هذا كونه أحتفل قديما ( ربما فى يونيو الماضى برحيل التجانى عبر بوابة الدبلوماسيين ) . لاحظت ( ربما صدفة او توارد للخواطر وجود الكثير من الأسئلة المفتوحة حول التجانى بمقال الروائى جمال جرى فتحها سابقا بهذا البوست واؤكد الأمر مجرد توارد خواطر وإنتباه لأسئلة محورية حول مكانة التجانى فى ضمير وذاكرة امته الجاحدة جدا ... هاهو مقال الروائى جمال محمد ويعقبه ملاحظات :
التجاني يوْسُف بَشيْر: مَـائـةُ عــامٍ مِــن النِّســيان .. بقلم: جمَال مُحمّد إبْراهيْم الخميس, 29 تشرين2/نوفمبر 2012
Quote: (1 ) مائة عام على مولدك أيها الرائع وأنت لا تزال بيننا. . وقفتُ أمام حديقة تقع في مداخل سوق الخرطوم 2 ، تحجب عنك كثافة الشجار الواقفة والمتسلقة، الزاهية والآيلة إلى الذّبول، رؤية ما يخفى بداخل هذه الحديقة، التي كانت يوما ما ، وقبل نحو اقل من عقدين من الزمان ، تحمل إسم شاعر إسمه "التجاني يوسف بشير"، وربّما لا تزال تحمل، ولكن كأنّ الكتابة في ذاكرة الوطن صارتْ كتابة على رملٍ ، لا نحتاً في الصخر كما يُظن. "التجاني يوسف بشير" . . ؟ أجل .. ليسَ مِن أثرٍ إلا الصّدى وقليل من الناس في الجوار يصِفون لك الطريق إلى سوق الخرطوم 2. دوّار "التجاني يوسف بشير". إذاً فلا لافتة تدلّك، ولا مُنتدى يقوم في أنحاء الحديقة، وبها ما بها من متسع يمكن أن يؤمه الناس، وبها ما بها مِن ثراءٍ في الوردِ والزّهر والاخضرار الرّاسخ في الأنحاء. تلك الطبيعة وقد تماهَى معها "التجاني" في غنائياته للطبيعة والحدائق الغناء، هي هنا قصيّة عنه ، يتيمة بين طريق وطريق ، لا يقف إليها رائح أو غادي ، بل تدوي ماكينات السيارات المهرولة بهدفٍ أو بلا هدف، وأبواقها تعوي بلا أدنى تقدير لقداسة أو مهابة أو موهبة لإسم الشاعر الذي سجلوا اسمه على جانب الحديقة في الخرطوم 2. كأنها صارت منفىً لشاعر أمّة تتناسى تاريخها. . كأنّ "التجاني"كان يعرف. كأنّهُ رأى يوماً، أنّ مَن يلتمّسه لن يتلقّاه في طريــــقٍ أو مَحَلٍ أو حديقة . مَن يلتمسهُ سيلاقيهِ بين قوافيهِ مُقيماً ..أبدا.
أنـا إنْ مِـتّ فالتمسْنــي في شِعري تَجدْنـي مُدَثّـراً برقــاعِـه
ما رأيتُ نفوراً عن المكانِ على إطلاقه، أصدق من بيتِ الشِّعر الذي جاء من "التجاني"، وكأنّي بهِ يُعبّر عَن استغناءٍ عن الحياة بكاملها ، فهو إلى زوال، بل وإلى هجرةٍ إلى "لا مكان"، ولكنه عند "التجاني" هوَ التوق إلى بقاءٍ وخلودٍ في قوافيه وقصائده. هناك يقيم شاعر عظيم ، شامخاً في "إشراقه".
( 2 ) كتبَ عن "التجاني" الدكتور عبد المجيد عابدين، وكتب محمد محمد علي، وعبد الله البشير، وأحمد عبدالله سامي غيرهم وكان آخر الكاتبين بدر الدين هاشم وعبد الهادي الصديق والدكتورمحمد عبدالحي. الذي رحل في عشريناته، غضّ الإهاب، يسابق أيامه والعلة توهي عظامه ، تدارس كبار الأدباء كتاباته الشعرية والنثرية ، فكانت العبقرية تطلّ في ثناياها، ساطعاً ضوءها. الذي وصلنا من شعر "التجاني" هو الذي حواه ديوانه الوحيد والذي طبع بعد وفاته بسنوات : "إشراقة" . ولكن أيكون ذلك كل شعر التجاني؟ كان الأخطل- في زعم مجايليه في العصر الأموي- "يقرطم"، حتى صار شاعراً فحلا. . وليست القرطمة غير نظمٍ فطير لا يرقى أن يُسمع من قائله. لو نظرتَ شعر التجاني لرأيت ما يُعجب، إذ على صغر سنه، ما عرفتْ القرطمة طريقاً إلى نظمه. حينَ عرضَ المبارك إبراهيم، سادن غِناء الحقيبة القديم، "مخطوطة "إشراقة" على كبار شعراء مصر وأكثرهم كانوا مِن جماعة "أبوللو" مجدّدي الشعر الرومانسي في تلك الحقبة، أسرتهم رقة الشعر ورصانته. ثمّ ما لبثوا ان استبقوا "إشــراقة"- في انبهارهم- حرزاً لديهم لسنين عددا، وما خرجت للناس إلا بعد جهدٍ وعُسر شديدين. شاعت أوانذاك شبهات وشكوكٌ، حول من استبقوا مجموعة التجاني الشعرية، وكأنّهم انتهبوا شيئاً منها، أو على أوهن تفسير رغبوا أن لا يخرج ذلك الشعر إلى الناس، غيرة واستصغارا مِمن نظمه من أهل السودان، الذين ينظر الكثيرون من أهل مصر إليهم، نظراً ينكر عليهم تعلقهم بالعروبة- ليس لأصولهم، وذلك أمر مفروغ منه- بل لثقافتهم أيضا. أحاطت الريّب بكثيرين ولكن لا يجزم أحد، ولا من أصدقائنا الشعراء من أقربائه : عبد القادر وعبد المنعم الكتيابي وصديق المجتبى، أنّ ثمّة من طالت يده إلى شعر "التجاني".
( 3 ) في السنوات الوسيطة من القرن العشرين، لم يكن الغناء باللغة العربية الفصحى، أمراً مثيراً أو يثير عجبا لدى الناس. سمعنا من غناءِ الحقيبة في الثلاثينات، "عروس الروض" لشاعر لبنان في المهاجر الأمريكية، الياس فرحات. تغنّى بها " الحاج محمد أحمد سرور" وقتذاك ولا نجزم إن كان تولى تلحينها، أم أن أهل الحجاز قد سبقوه إلى ذلك. للحجاز في سنوات العشرينات والثلاثينات بدائع في الموسيقى، وورد أن أشهر مطربيهم "حسن جاوا" أعطى بأدائه الفذ لقصيدة الياس فرحات، شهرة طبقت آفاق العالم العربي . "سرور" كان مقيما لفترة في الحجاز ثلاثينات القرن الماضي. ولقد يلاحظ المتابعون أن كثير من غناءِ المطربين في السودان في تلك السنوات وما تلاها، كان بقصائد عربية، بل لعلها كانت الأكثر رواجاً إلى سنوات الستينات. من برزوا في تلك الفترة من المطربين سيد خليفة وعثمان حسين ، وكلاهما نهلَ من شعر التجاني الرّصين، غناءاً بديعاً، رَسَخ وقعهُ في الأذن السودانية إلى لحظة كتابتي هذه. أبدع المطربان في انشادهما "في محراب النيل" و"طرير الشباب". لربّما لو التزم مطربونا بذلك النسق من الغناء، وقد استذوقته الأذن السودانية، لارتدنا عبره آفاق الشرق والغرب بأفصح غناءٍ وأعذب موسيقى. أحزن أن لا أسمع مطربا يغرّد بلسانٍ مستعربٍ فصيح، إذ الثقافة اكتسابٌ مباح، لا جينات تورّث بالدم وتستحصن بالعرق. خشيتي من خشية الكثيرين، أن يعمد ناشئة المطربين، في غنائهم باللغة العامية لا يفرقون بينَ الغين والقاف ويخلطون الذال بالزاي، ويسحقون الثاء بالسين، دون أن ترمش لهم عينٌ، فيعمدون إلى تثبيت اعوجاجِ اللسان بتشويهِ النّطقِ بما يستهجنه الذوق الللغوي السليم. متى يأتني "فرفور" أو عاصم البنا أو طه سليمان أو خالد محجوب أو أحمد الصادق، بمثل ما تغنى به أبو داؤود من جميل شعر محمد محمد علي : "هل أنتَ معي"؟ أو عبد الكريم الكابلي لقصيدة الراحل صديق مدثر "ضنين الوعد"..؟ أو صديقنا الفنان حمد الريّح لرائعة صلاح أحمد إبراهيم "مريّا" . . ؟ كثيرة هي أمثلة الغناء الرصين في سنوات الستينات تلك. وأقول لك يا قاريء العزيز، أنّ ديوان التجاني يوسف بشير"إشــراقة"، لا يخلو مما يمكن مَوْسقته بمزاجٍ سوداني، فيرتقي بذائقتنا إلى مستوىً عالٍ بمثل ما تفاعلنا مع قصيدة "طرير الشباب" وقد تغنّى بها سيد خليفة، فأطرب أيّما إطراب. .
( 4 ) يرى كثيرون أن ضعف احتفائنا بمبدعينا، الأدباء والشعراء والمطربين والموسيقيين ، يعزى لميولٍ "بنـائيـة" إلى روحِ التصوّف التي تعلي من إيمانٍ راسخٍ بخلود نترجّاه في "يوم الدّين"، لا في أيام الدّنيا الموقوتة. إذْ خردلات الدنيا الفانية، هيَ مَحضُ سرابٍ آفل، ولا ينبغي للظمئآن - ما بلغ به الظمأ- أن يحسبهُ ماء. كنتُ قد أشرت في مقالٍ سابقٍ عن بعض شعراء الحقيبة، ونوّهت، أنْ قد حانَ أن نحتفي بهم ذلك الإحتفاء الذي يُليق، كأنْ نتعهّد تلك المنازل التي أقام فيها أولئك المُبدعين، فنحيلها متاحفَ تُخلّد أعمالهم، وتحفظ ذكراهم، وتجدّد في الوجدان، شأناً يُثري عناصر ومكوّنات هويّةٍ، نَجـدّ كلّ الجـدِّ للإمساك بأعنّتها، فيكون حصادنا بعدذاك، سهماً في بناءِ صرحِ التماسكِ الوطني. . قل لي، عزيزي القارىء: كم عدد مَن يعرف اليوم المَسكَن الذي أقام فيه "خليل فرح" في نواحي "أم درمان"، وجادت قريحته فيه بلحن "عزة في هواك". .؟ أو اين أقام إبراهيم العبّادي وهو ينظم مسرحية "المك نمر" وجلّ بدائع شعره المغنّى. .؟ أو أينَ يقع مسكن "كرومة"، وهو كَرْمةُ فنِّ الغناءِ البديعِ في زمانهِ، أو اينَ مقام "الحاج سرور"، وهل صار مزاراً فنياً من مزارات إبداع أهل السودان وفاءاً لإسهامه الباذخ، أو اين أقام "إبراهيم عبد الجليل" بُلبل السودان، وما برح المغني الكبير ذاكرتي وذاكرة صديقي في المهاجر البعيدة، الدكتور مصطفى مدثر، وقد كادَ أن ينساه أكثرنا مع المنسيين المغيبين عن وجدان الناس . .؟ أين "أولاد الموردة". أينَ "زنقار". . ؟ هل يتذكر أهل الطرب والغناء هذه الأيام، أن يهيأوا مكاناً لمثل هؤلاء الخالدين، من قبل أن يكون لاتحادهم داراً على شط النيل، لغنائهم جامعاً، ولموسيقاهم موئلا. .؟
وأسأل مع السائلين، وقد كاد ذكر التجاني أن يذوي، أين كان مقامه . . ؟ أينَ "الخلوة" التي درس فيها "التجاني يوسف بشير". .؟ ليتهم وضعوا لوحة أو لافتة تحدّث أنه "تعلم هنا شاعرٌ إسمه التجاني يوسف بشير". أين المعهد العلمي الذي اتهموه فيه في عقيدته. . ؟ ليتهم حدّثوا الناسَ بلافتة متواضعة أنّ شاعراً خالداً مرّ من هنا . . أينِ سكنِ، وأينِ أقام، وأين مكاتب نفثات اليراع التي أسهم التجاني بقلمه في تحريرها..؟ أين كرسيه ؟ أين حقيبته ؟ أين قلمه ..؟ كثيرون قد لا يرون من جدوى لما أقول، ولما أعدّد، ويغيب عن بصرِهم أن هذه المُمسكات - على وهنها- هي التي تشدّنا جميعاً إلى وطنٍ نرى في مراياه كيف يشكل الإبداع مصادر تلهم التماسك والترابط والتماهي، لا مُسبّبات للتنازع والتناحر وكسر أطرافه وأقاليمه. الذي أحزنني الآن ليس تفريطنا في احتراز ما يحفّز ذاكرة الوجدان أن تتماسك فحسب، بل تفريطنا حتى في اصطناع ما يمكن أن نحتال به على اهمالنا ونبقي عبره مبدعينا في نظر أجيال ستأتي بعدنا، ماثلا أمامهم مجداً خالدا. "التجاني يوسف بشير" ، صار دوّاراً تشرف عليه شرطة المــرور، ولا يعرف لا الدائرين حول الــدوّار بسياراتــهم وبإشــاراتهم المرورية، وصافرات عرباتهم ودويّها، ولا نواطير الطريق بأزيائهم ونجومهم المذهبة، أنّ الإسم هو لشاعرٍ من أكثر شعراء البلاد لمعاً، وأشدّهم تناولا لمثاقفاتهم، وأعمقهم نطقاً بوجدانه الأصيل ، ديناً ودنيا.
( 5 ) قبل أشهرٍ قليلة، تذكّر نفرٌ مِن المبدعين والغاوين ممّن يتبعون الشعراءَ مِن أمثالنا، في منتدى أقامه "نادي الدبلوماسي" في الخرطوم، أن لـ"لتجاني يوسف بشير" مئوية حلّتْ بحلول عام 2012 ، وأن المناسبة تقتضي أن نرتفع بمسئوليتنا فنجد للشاعر الفذّ مكاناً تحت شمس الألفية الثالثة الماثلة، فقد انطوى قرنٌ كامل على ميلاده. قال صديقنا الدكتور الأديب الناصعُ البيان: الصِّدّيق عُمر الصدّيق أنّهُ عاكفٌ على تحقيق ديوان "إشــراقة"، واستعجبَ كيف لم ينجز تحقيق هذا الديوان الفريد، طيلة هذه السنوات الطويلة، والديوان منذ الأربعينات بين أيدينا؟ إني أحثهُ هنا أن يسرع قبل انقضاء العام الحالي ليخرج ديوان "إشراقة"، ليكون جائزة لنا في إشراق العام الجديد. على كثرة الأسماء التي أطلقتْ على أمكنةٍ وطرقاتٍ ومعالم عديدة في مدينة "أم درمان"، لا أرى مَعلماً واحداً فيها، يحمل إسم "التجاني يوسف بشير"، وهو الذي ولد فيها، وتعلّم في خلاويها، وتشرّب العلم والأدب في معهدها، وتوظّف في مكاتب شركاتها، وكتب في صحفها ومجلاتها، حتى كلّ واعتلّ وفارق الدنيا في مقتبل شبابه، وفي صدره المعلول توقٌ لمصر وما كُتبَ له أن يزورها، وشعرٌ يفور بدواخله فوران المرجل في غليانه، والتهاب اللافا الدفين في أحشاء صخوره . لو كان الأمر بيدي لأطلقت إسمه، لا على طريقٍ فيها، أو مكاناً عرفه "التجاني" يوماً، أو حديقة تجالس بعض المُبدعين فيها سرارا، بل لأطلقته على كامل المدينة. . فنقول عنها : هذه مدينة "التجاني يوسف بشير |
يقول الأستاذ جمال ويطرح سؤالا : ". . .
Quote: في السنوات الوسيطة من القرن العشرين، لم يكن الغناء باللغة العربية الفصحى، أمراً مثيراً أو يثير عجبا لدى الناس. سمعنا من غناءِ الحقيبة في الثلاثينات، "عروس الروض" لشاعر لبنان في المهاجر الأمريكية، الياس فرحات. تغنّى بها " الحاج محمد أحمد سرور" وقتذاك ولا نجزم إن كان تولى تلحينها، أم أن أهل الحجاز قد سبقوه إلى ذلك. للحجاز في سنوات العشرينات والثلاثينات بدائع في الموسيقى، وورد أن أشهر مطربيهم "حسن جاوا" أعطى بأدائه الفذ لقصيدة الياس فرحات، شهرة طبقت آفاق العالم العربي . "سرور" كان مقيما لفترة في الحجاز ثلاثينات القرن الماضي... |
أغنية (عروس الروض ) ليست للحاج سرور ولاعلاقة له بتلحينها ... هذه ألأغنية من تلحين الموسيقار السودانى إسماعيل عبدالمعين وقد عثر على نص الاغنيةبواسطة الشاعر والملحن السودانى أحمد إبراهيم الطاش ( من شلة حسن عطية ) فى مجلة إسمها (فتاة الرافدين ) وبعد تلحينها أعطاها لعصفور السودان إبراهيم عبدالجليل لكنها اشتهرت عند زنقار لان الاخير ملأ بها أسطوانة بصوته ... مصادر : 1- إسماعيل عبدالمعين برنامج كتاب الفن الإذاعى . 2- كتاب على المك عن عبدالعزيز داؤود .ا
يقول السفير جمال :
Quote: بمثل ما تغنى به أبو داؤود من جميل شعر محمد محمد علي : "هل أنتَ معي"؟ |
الشاعر الصحيح للأغنية ليس هو محمد محمد على (سودانى ) بل هو الشاعر المصرى محمد على احمد الذى كتب لاعبد لحليم أغنية (على أد الشوق ) ...والأغنية لحن برعى العام 1957 بالقاهرة . مصادر : 1- عبدالعزيز محمد داؤود برنامج كتاب الفن الإذاعى . 2- كتاب على المك عن عبدالعزيز داؤود .. الرحمة للتجانى فى مئويته الأولى والشكر الجزيل للأستاذ محمد عبدالجليل الذى أبتدر هذا الخيط المتواصل فى ذكرى التجانى .
|
Post: #90
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-01-2012, 08:43 AM
Parent: #89
الأخ أحمد الأمين أحمد .. تحياتي لك .. قضيت شهراً كاملاً بين نوبتنا وأمدرمان أمدرمان لم تعد المدينة التي تقرض الشعر قرضا حسنا.. حتى حدائق الموردة لا تستنشق فيها إلا روائح بطون السمك .. السوق وما حوله والكنيسة وسوق العناقريب والتشاشين مناطق أصبحت مزدحمة بالفقراء الكدادين .. محل سوق الطواقي أصبح موقف عربات وغسيل عربات .. مدينة أصبح الفتى الجنوبي فيها غريب الوجه واليد واللسان .. سبحانه مغير الأوطان من سعة إلى ضيق ومن تسامح مطلق إلى تكشيرة فاقعة لا تسر .. شهراً كاملاً لم أتصل فيه بمحمد صديق عمر الأمام ولا عبدالمنعم ولا عبدالقادر الكتيابي .. ذكرت في خيط آخر أني ما أن وصلت حتى دخلت في برنامج جديد .. شتان ما بين الأماني وواقع الحال الما بسر .. فالنغني ولنشعر دون أن ننسى خفض سقف الأماني في وطن الهزيع الأخير من الأدلجة...
أحمد الخيط خيطك .. ولينوبني أجر قراءة ما أبدع المبدعون.. رحم الله التجاني: أنـا إنْ مِـتّ فالتمسْنــي في شِعري تَجدْنـي مُدَثّـراً برقــاعِـه
|
Post: #96
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-08-2012, 11:03 AM
Parent: #90
حيرة التجاني وعذاباته أمنية يتوق إليها أصحاب الهمم العالية (يرومون صعود الجبال) يتوقون للنهل من مياه لا ظمأ بعدها أبداً ..
|
Post: #92
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-03-2012, 12:14 PM
Parent: #89
الأخ الأستاذ /أحمد الأمين أحمد .. تحياتي لك .. وشكراً مجدداً لإيرادك مقال الروائى والسفير السابق جمال محمد إبراهيم الذي أصبحت أمشي وأجيهو راجع .. فالرجل قد لامس وجع عصب إهمالنا لمبدعينا حتى الكبار مثل التجاني يوسف بشير بلغة تحي وتميت .. لك الشكر على المقال والملاحظات وعلى إثرائك الدائم لهذا الخيط الذي يستحق أكثر مما نفعل.
|
Post: #91
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-02-2012, 10:16 AM
Parent: #88
سلمى .. تحياتي، ربما كان التجاني نسيج وحده (فيلسوف متجاوز للنواميس السائدة) وسط أبناء جيله من طلبة المعهد العلمي في ذلك الوقت .. لهذا لاقى ما لاقى (لو أن فوق الموت من متلمس للمرء مد إليّ من أسبابه) .. كل ذلك والتجاني الشاب (ليس بعابيء أو آبه) ..
|
Post: #93
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 12-03-2012, 01:48 PM
Parent: #91
Quote: الأخ الأستاذ /أحمد الأمين أحمد .. تحياتي لك .. وشكراً مجدداً لإيرادك مقال الروائى والسفير السابق جمال محمد إبراهيم الذي أصبحت أمشي وأجيهو راجع .. فالرجل قد لامس وجع عصب إهمالنا لمبدعينا حتى الكبار مثل التجاني يوسف بشير بلغة تحي وتميت .. لك الشكر على المقال والملاحظات وعلى إثرائك الدائم لهذا الخيط الذي يستحق أكثر مما نفعل. |
تحية محمد عبدالجليل دافعى لجلب المقال لبوستك الهام هو تشابه المقال مع مجمل ماطرح فى البوست منذ فتحه قبل أشهر بصورة تجعل المقال كأنه تلخيص للبوست وأرجو إعادة قرأة البوست بهدوء والمقال وقارن المحتوى . ثانيا : جمال محمد إبراهيم إسم بارز فى الرواية والدبلوماسية السودانية وإتحاد الكتاب السودانيين عليه أندهش لوجود أخطاء معرفية ( أغنية عروس الروض ) و (أغنية (هل أنت معى ) فى عصر فضاء مفتوح للمعرفة وسهولة الحصول على المراجع لرجل كاتب كبير مثله ...
|
Post: #94
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-04-2012, 10:47 AM
Parent: #93
Quote: جل .. ليسَ مِن أثرٍ إلا الصّدى وقليل من الناس في الجوار يصِفون لك الطريق إلى سوق الخرطوم 2. دوّار "التجاني يوسف بشير". إذاً فلا لافتة تدلّك، ولا مُنتدى يقوم في أنحاء الحديقة، وبها ما بها من متسع يمكن أن يؤمه الناس، وبها ما بها مِن ثراءٍ في الوردِ والزّهر والاخضرار الرّاسخ في الأنحاء. تلك الطبيعة وقد تماهَى معها "التجاني" في غنائياته للطبيعة والحدائق الغناء، هي هنا قصيّة عنه ، يتيمة بين طريق وطريق ، لا يقف إليها رائح أو غادي ، بل تدوي ماكينات السيارات المهرولة بهدفٍ أو بلا هدف، وأبواقها تعوي بلا أدنى تقدير لقداسة أو مهابة أو موهبة لإسم الشاعر الذي سجلوا اسمه على جانب الحديقة في الخرطوم 2. كأنها صارت منفىً لشاعر أمّة تتناسى تاريخها. . كأنّ "التجاني"كان يعرف. كأنّهُ رأى يوماً، أنّ مَن يلتمّسه لن يتلقّاه في طريــــقٍ أو مَحَلٍ أو حديقة . مَن يلتمسهُ سيلاقيهِ بين قوافيهِ مُقيماً ..أبدا.
أنـا إنْ مِـتّ فالتمسْنــي في شِعري تَجدْنـي مُدَثّـراً برقــاعِـه
ما رأيتُ نفوراً عن المكانِ على إطلاقه، أصدق من بيتِ الشِّعر الذي جاء من "التجاني"، وكأنّي بهِ يُعبّر عَن استغناءٍ عن الحياة بكاملها ، فهو إلى زوال، بل وإلى هجرةٍ إلى "لا مكان"، ولكنه عند "التجاني" هوَ التوق إلى بقاءٍ وخلودٍ في قوافيه وقصائده. هناك يقيم شاعر عظيم ، شامخاً في "إشراقه". |
شكرا أخي أحمد الأمين .. ليت تصويباتك تجد طريقها لمتن المقال وليد كاتبه لوضع الاشياء في نصابها وسد نقص القادرين على التمام. سأعيد قراءة الخيط مرات - إن شاء الله - ففي القراءة المعمقة اليقين على جميع الصُعد لا يغير في النتيجة أن القراءة بالنسبة لي فرض لازم خارج ساعات كسب القوت الضرورية وما أطولها وأبيخها ولله الحمد . مساء أمس وبعد يوم عمل صاخب توجهت للنادي الأدبي بالرياض وصلت متأخرا (ساعة كاملة) كانت أمسية النادي حول الأدب الموريتاني دعي لها (مقدم - وثلاثة أدباء موريتانيين ملتحين) جاءوا في كامل زيهم الشعبي .. لاحظت بعد دقائق من وصولي المفارقة البائنة بين العنوان وما يتحدث به هؤلاء الشيوخ .. كأنهم أرادوا أن يقولوا ما دمنا في ارض مالك فالنتحدث بما يريد .. غاب عنهم أن أدبي الرياض قد ظــــــــل يتطور بوتائر معقولة وأن للمرأة مكانة لا بأس بها في فعالياته ولجميع أبناء الجاليات بالمملكة عربية وغير عربية .. غاب عنهم ذلك فكثرت في حديثهم كلمات أرض البيضان وأرض السودان (السود) وهذا عربي قح .. حتى لتشعر أنها كلمات مقحمة أعدت لتقال جاز المقام أم لم .. أنبرى لهم أستـــاذ أدب عربي قدموه بأنه عميد كلية كذا .. بجامعة كذا، قال: أنا ما عميد .. عمدتوني كيف؟! تحدث لخمس دقائق عن لماذا فقه صرف في ندوة عن الأدب .. لم نسمع شيء عن الأدب الموريتاني .. سمعنا بعض الشعر وعلاقة الفقهاء بالشعر .. ولكن أين القصة .. أين الرواية .. أين كثير من أجناس الشعر التي سادت في بعض الوقت في موريتانيا .. وجاء بأمثال منها .. أين الروائي الموريتاني العالمي فيما تناولتم وأنتم تتحدثون عن الأدب الموريتاني .. أخشى أن يكون قد أسقط لعدم إتفاقكم ما ما أبدع .. كان ينبغي أن يذكر .. لماذا لم تغيروا العنوان وتجعلوه شيئاً غير الأدب الموريتاني؟! أجابوه ثلاثتهم بأننا استفدنا مما ذكرت .. حمدت الله أني دلفت بعد تردد على أدبي الرياض لأسمع ما سمعت رغم تكرار عرب أقحاح .. وبيضان .. وسودان بلا مبرر .. ولم يكن هنالك وقت لترتيب الذهن والتداخل .. كما أن بعض المتداخلين لم يقصروا .. ثم ماذا إن استدعى البعض التاريخ بخيره وشره لسد نقص هزائم الحاضر ! هذه المداخلة جاءت هكذا إن لم تجدوا فيها هدفاً .. فأعتبروها من باب (لزوم ما لا يلزم).. ورغم جميع ما ذكر فقد خرج غالب الحضور وهم يعتقدون أنهم سعداء بسماع صوت موريتاني في أدبي الرياض ونواصل مع التجاني فلقد لاقى من عنت الزيود مشاكلا يرحمه الله.
|
Post: #95
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-05-2012, 12:36 PM
Parent: #94
التجاني يوسف بشير .. عالم من حيرة لا تفغر الفاه بل تعصف الذهن وتوقد جذوة القلب الكبير لتلامس عوالم الراحة الكبرى المستحيلة .. يقول التجاني :
حيرة بين أثنين أًسرُ ام أبـكى؟ قبس اليقين وجذوة الشك فى النفس حاجات وإن خفيت فلعلها ضربُ من النوك حبك القضاء شراكه ورمى للعقل منه بضيق ضنك وللعقل ينصب من حبائله نصباً معاقدها من الشوك أنا من فوادح ما تجر يدي أبـداً قنيصة ذلك الحبك مازلت أقطعه... ويعقدنى والمرء ... بين قلاقل ربك
|
Post: #97
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-11-2012, 03:11 PM
Parent: #95
مازلت أقطعه... ويعقدنى والمرء ... بين قلاقل ربك
|
Post: #99
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-16-2012, 12:19 PM
Parent: #97
ربِّ في الإشراقةِ الأولى على طينة آدمْ أممٌ تزخرُ في الغيبِ وفي الطينة عالَمْ ونفوسٌ تزحم الماءَ وأرواحٌ تحاومْ سبَّحَ الخلقُ وسبّحْتُ وآمنْتُ وآمنْ وتسللْتُ من الغيبِ وآذنْتُ وآذنْ ومشى الدهرُ دراكا ربذ الخطو إلى منْ...؟
|
Post: #100
Title: Re: قرن مضى ولا زال – هو معهدي فلئن حفظت صنيعه .. - التجاني يوسف بشي
Author: احمد الامين احمد
Date: 12-27-2012, 12:57 PM
Parent: #99
قبل إنصرام عام (مئوية التجانى يوسف بشير (1912-2012 ) ب (مقدار مايروى حوضا ) الشاعر الكبير جدا محمد المكى إبراهيم (ولد بعد عام من رحيل التجانى ) يذكره
كالورد ينفح بالشذى حتى أنوف السارقيه .. بقلم: محمد المكي إبراهيم
الأربعاء, 26 كانون1/ديسمبر 2012 19:24
مهداة الى السفير الشاعر جمال محمد ابراهيم
Quote: يمثل التجاني يوسف بشير دوحة باسقة في حديقة الشعر السوداني ويمثل ديوانه الوحيد منهلا عذبا سائغا لاجيال الادباء والشعراء السودانيين.والتجاني بحياته القاسية وموته الباكر يحتل في خاطري موقع الفرنسي آرتور رامبو الذي كتب اروع اشعاره وهو دون العشرين وقضى بقية عمره الشريد في التجارة والمغامرة بعيدا عن الأشعار والأفكار ومات في السابعة والاربعين بينما اختطف الموت شاعرنا العبقري قبل ان يبلغ الثلاثين. في الذكرى المئوية للشاعر الضخم جدد الأدباء السودانيون حزنهم على ذلك العبقري وعلى أضرابه من أدباء السودان ومظاليمه وجددوا – دون قصد- حزنهم الشخصي على ذواتهم التي تنتظر مع التجاني مائة عام أخرى من النسيان كما قال الشاعر /الروائي/ السفير جمال محمد إبراهيم. والواقع إن ما جرى للتجاني هو حقيقة نوع من النسيان الا انه نسيان متقطع تتخلله صحوات متيقظة سرعان ما تستسلم للذهول. وبين المحو الاثبات عاشت ذكرى الشاعر العظيم قريبا من المائة عام بين الاحتفاء الشكلي الذي لايقوم على أساس والاهتمام النقدي الذي يبلور الذات الشاعرة ويقدمها للجمهور نقية ومصقولة كالجوهرة. حظي التجاني بالاحتفاء الحقيقي مرتين :الأولى حين تنادي ادباء السودان قريبا من عام 1959 لتجديد ذكراه فقدموا للجمهور القارئ مجموعة من الدراسات والاضاءات ساعدت كثيرا في تفهم الظروف الحياتية التي اخرجت من حناياه ذلك الشعر العظيم.وعلى عكس تقاليدنا الشفاهية جمع المحتفون بالتجاني كلماتهم ودراساتهم في كتاب مطبوع نشروا طبعته الاولى على الملأ فأصبح واحدا من اهم المراجع حول شعره الجميل. إلا أن ذلك المرجع الهام غدا مع مرور الوقت أندر من الكبريت الأحمر أوإذا شئت أندر من النزاهة بين السياسيين . وكانت المرة الثانية حين التفت الشاعر الكبير محمد عبد الحي الى أدب التجاني وبذوق الشاعر واطلاع الاكاديمي كتب محمد شعرا ونثرا عن التجاني وأدبه وأضاف الى آثاره الشعرية مجموعة من المقالات والدراسات الواردة في كتاب نفثات اليراع منسوبة الى المؤرخ الكبير محمد عبدالرحيم وهي في واقع الامر من إنشاء التجاني وذلك استدلالا بلغتها المستمدة من قاموس التجاني وافكارها القريبة جدا من الافكار التي تليق بشاعر حداثي من طرازه.وقد مضى عبد الحي ابعد من ذلك حيث اتفق مع نفر من عشيرة التجاني الادنين على مراجعة وضبط ديوانه الذي تلاعبت به ايدي الناشرين البيروتيين فلم يعنوا بضبطه وتنقيحه وعلى العكس نشروا له عدة طبعات مليئة بفوادح الاخطاء. وكان اعتقادي دائما ان مراجعة التجاني تحتاج لشاعر آخر يتوافر له الى جانب المعرفة اللغوية والعروضية حس الشاعر وخياله ليتخيل مقاصد التجاني ويعبر عنها ليس فقط بسلاسة لغوية وانما ايضا برهافة شعرية وسلامة عروضية ولم يكن هنالك من هو أقدر على ذلك من عبد الحي الذي اضاف لكل تلك المتطلبات محبة صافية للشاعر الراحل عبر عنها وهو يناديه في واحدة من روائع اشعاره:هل انت غير إشارة؟؟ * *
في اوائل هدا العهد الانقادي فوجئنا بتحويل دوار نمرة اثنين الاول(باعتبار الثاني هو ابراهيم احمد والثالث هو أوزون) الى حديقة تحمل اسم التجاني يوسف بشير ولكنه سرعان ما اتضح الهدف الحقيقي لتسوير الدوار واطلاق الاسم فقد كان وراء ذلك مقاصد تجارية هدفت الى تحويل الدوار بكامله الى مقصف يبيع لرواده اصنافا من المأكول والمشروب وتقول بعض الروايات أنه سرعان ما تبين عدم ملائمة المكان للغرض التجاري فهو منطقة عبور تسعى المركبات لاجتيازها بأسرع ما تستطيع نظرا لزحامها الشديد وبعد أشهر معدودات اقفل المقصف ابوابه مخلفا ورائه صحراء صغيرة مكان النجيل الدي كان يغطي المكان.وهكدا فقدنا ما كان يمكن ان يكون واحة ظليلة تحمل اسم شاعرنا الآثير وتخلد ذكراه.ومن بعد تلك الطفرة القاسية لم يظهر من يجد في نفسه الشجاعة لتكرار تلك التجربة اوإعادة محاولتها.الا ان سفيرنا الشاعر يدعونا الى أمر أقرب منالا في مقاله مثار الحديث وهو قطعة ادبية رائعة اختار لها عنوانا بالغ الاثارة والجمال:"مائة عام من النسيان".ويريدنا الشاعر الرقيق ان نضع لوحات تدكارية في الاماكن التي عاش فيها او درس فيها كبراؤنا المستحقين للتخليد وفي حالة التجاني بالذات يرى ان توضع تلك اللوحات في الفصل الدي كان يدرس فيه من معهد علمي امدرمان او مكان جلوسه في ميدان المالية يتأمل الزهور او المطبعة التي خدم فيها مع المؤرخ الكبير الشيخ محمد عبد الرحيم وهكدا دواليك مع بقية الكبراء والعظماء. لقد اذكرتني هده المقترحات زمنا آخر وسفيرا آخر هوالصديق فاروق عبد الرحمن وكيل الخارجية في عهد الانتفاضة وكنا قد عقدنا بيننا ميثاقا ثقافيا ايام الدراسة بباريس فكنا نخرج معا للمسارح والمعارض الفنية وكان الفاروق يتذمر كثيرا حين يجدنا السود الوحيدين في تلك المحافل ويسعد وينشرح حين يجد سودا غيرنا قد قصدوا المكان.وحين آذنت شمس اقامتنا الباريسية بالافول قررنا ان نزور كل معالم المدينة السياحية حسب جولات منشورة في دليل سياحي مزود بالخرائط يعرف باسم دليل ميشلان.وهو دليل مطابق لرؤيا الشاعر السفيرجمال إذ يأخدك من شارع الى شارع منوها انه في هذه العمارة أو تلك ولد العالم فلان والاديب فلان وهنالك أقام لينين في غرفة صغيرة بالطابق الاخير وهنالك شوهد المهدي بن بركة آخر مرة على قيد الحياة وفي كل ذلك ما فيه من تقديم المدينة لزوارها ولاطفالها ومن هم مثلهم في سن التلقي والتعليم. وهو اقتراح نير أجمل ما فيه انه يسير التنفيد على ايدي منظمات المجتمع المدني.وكنت قد كتبت في مرة سابقة عن الشارع الذي خصصه سكان امتداد ناصر للراحل العزيز البروفسور على المك فقد اطلقوا اسمه على احد شوارع الحي بعد ان اقعدنا السعي مع الحكومة والحكوميين لاطلاق اسمه على احد شوارع امدرمان التي احبها وخلدها في أدبه العظيم.ولا أدري اذا كان ذلك القرار الشعبي ساريا او انتزعته يدا حكومةلا تعترف الا باسماء الصحابة والصحابيات المشهور منهم والمغمور.
ومع ذلك فانه غريب حقا ما جرى للتجاني فهو قد خصه الله دون الأدباء الآخرين بعزوة أسرية من ألمع الوجوه في الحياة الأدبية.فهو الخال المباشر للشاعر عبد القادر الكتيابي وهو بدوره اديب مرموق وشخصية اجتماعية متوازنة تنعم باجماع متعدد الوجوه فهوشاعر حداثي كبير وبنفس الوقت شاعر مبدع من شعراء الأغنية السودانية المعدودين وكانت له علاقات متميزة بنفر من أهل الحكم على راسهم وزير ثقافة الخرطوم الأسبق الأستاذ سيد هارون وهو رجل ثقة خاصة وهو ممثل الحزب الوطني الاتحادي على المستوى الولائي. ومن عزوة التجاني من نفس الدرجة الاستاذ عبد المنعم الكتيابي الذي احتل لسنوات عديدة مقعد الامين العام المساعد لاتحاد الكتاب السودانيين. وليس اقل منهما في القرابة والاحتفاء الاستاذ الشاعر محمد المجتبى وكان بدوره وزير دولة للثقافة وذلك إلى جانب نفر كريم من ابناء وبنات اسرة الكتياب المولعين بأشعار وآثار عميدهم العبقري .وقد دعاني اولئك الاماثل الى حفل تكريم بدارهم العامرة بأمدرمان وشهدت منهم كرما فياضا يليق بتلك السلالة الكريمة وقد قدموني الى احد خئولتهم ظني أنه المهندس بشير الذي قالوا انه قد قام بتنقيح ديوان التجاني ومع ذلك لم يظهر الديوان المنقح حتى اليوم.وانني لارجو ان يتم طبع الديوان المنقح بكميات وافرة ويجري إهداؤه الى كل مدارس السودان ومعاهده ولاتقل لي ان تلك النسخ ستضيع فدلك هو بالضبط ما نريده للتجاني ان ينتشر أثره الباقي بين الناس على طريقة ابو ماضي في قوله كالورد ينفح بالشدى حتى أنوف السارقيه اود في نهاية الكلام ان ادعو أبناء أسرة الكتياب الكرام وأصدقائهم وكافة محبي التجاني إلى قيادة مسعى شعبي يسهم في تخليد ذكرى كبيرهم العظيم وهم أهل لذلك وهم عليه لقادرون.واود ان ازجي للسفير الشاعر جمال محمد ابراهيم تقديري العظيم لمبادراته الثقافية الممتازة وخاصة مبادرته الحالية دفاعا عن حق التجاني على أجيالنا التي رفدها بلغة ممتازة وخيال شعري خصيب |
. * المصدر:سودانايل
|
|