تزوير التاريخ

نعاصر في السودان
أكبر عملية تزوير للتاريخ
من قبل عصبة من العسكريين المتمردين على أصول العسكرية
والدكتاتوريين القائمين على ظهور المتخاذلين
تناصرهم عصبة من الأصوليين
والوصوليين
وسدنة لأنظمة عسكرية ولثيوقراطية
سادت ثم بادت

لكننا ما دمنا أحياء

فسنقول كلمتنا

لن يتساوى أبداً
القاتل والمقتول
الجلاد والشهيد
الظالم والمظلوم

لن يتساوى ابداً

التاريخ الذي تكتبه الأقلام المأجورة
والتاريخ الذي تخطه الدماء

فهذا تاريخ يكتب في صحف تذهب إلى المجارير مع أصحابها
وذاك تاريخ تستوعبه القلوب والعقول ويبقى شاهداً تتناقله الأجيال
ما بقيت
قيم العدالة
والحرية
والمساواة

الشعوب العظيمة
لا تساوم
في قيم الحرية
والعدالة
والديمقراطية

والأنظمة التي جاءت
على ظهور الدبابات
لن يكسبها أي صندوق اقتراع
ولا أي انتخابات صورية

شهادة شرعية
تقيها غضب الشعوب
وتمرد القابضين على الجمر

لن نفتأ نقع في نفس الأخطاء
نفس الشخوص والمشاهد والأمنكة

نفس الصياغات والخطابات والتصفيق والتظاهرات والافتات

وما زلنا ندور في نفس المكان

تضيق الحلقات حول خصر الوطن
ويتجاوزنا الزمن
وتخطو الشعوب الفتية من حولنا وتهرول
نحو السلام والأمن والرخاء

فمتى نواجه أنفسنا بالحقائق المجرردة
ونعترف بالأخطاء
ونحاسب من أجرم دون هوادة
حتى نضع أنفسنا في المسار الصحيح

لكن كيف سنتحرك في الاتجاه الصحيح
ونحن نغالط أبسط الحقائق التي تجاوزها من سبقونا
ونسمح بل نشارك ببساطة فيما يحدث
دون أن نسأل أنفسا
ماذا تركنا للجيل القادم من فواصل بين الحق والباطل
ونحن نمجد القتلة وندفنهم في نفس مقابر الوطن بينما نحن لا نعرف حتى أين مقابر الشهداء
دون أن نميز بين حرمة الموت وحرمة الحقيقة


لا أحد يستطيع أن يقود أمة مسلوبة الإرادة ليحقق أي مجد
ولكي يكون الانجاز هو إنجاز أمة
لا بد من أن تكون هي صاحبة القول والفصل
وذلك لا يتأتي إلا بتأمين
الحكم الرشيد
الذي ينبني على الحرية والديمقراطية والمساواة أمام القانون
والدستور النابع من إرادة الجماهير

يجب أن نعرف اين أخطأنا ونعترف ونحاسب دون مجاملة
لكي نسير نبدأ المسير في الطريق الصحيح

لا حياة لمن تنادي!!!