كينية زرعت 30 مليون شجرة تصبح أول امرأة أفريقية تفوز بجائزة نوبل للسلام

كينية زرعت 30 مليون شجرة تصبح أول امرأة أفريقية تفوز بجائزة نوبل للسلام


10-09-2004, 03:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=405&msg=1194861620&rn=1


Post: #1
Title: كينية زرعت 30 مليون شجرة تصبح أول امرأة أفريقية تفوز بجائزة نوبل للسلام
Author: Elawad Eltayeb
Date: 10-09-2004, 03:13 AM
Parent: #0

أوسلو: أشرف الخضراء - جريدة الشرق الأوسط
منحت جائزة نوبل للسلام لعام 2004 الى الكينية ونغاري ماثاي الناشطة في مجال حماية البيئة، التي بدأت معركتها ضد انحسار الغابات في بلدها قبل نحو ثلاثين عاما، لتصبح بذلك اول امرأة افريقية تحصل على هذه الجائزة. وفور ابلاغها بالخبر، قالت ماثاي ان حركتها «ضربة وقائية لحماية السلام والامن»، فيما قال اولي دانلوت مايوس رئيس اللجنة النرويجية لجائزة نوبل «السلام على الارض يعتمد على قدرتنا على ضمان بيئة حياتنا». وتابع «اضفنا ابعادا جديدة لمفهوم السلام. عززنا البيئة وبناء الديمقراطية وحقوق الانسان وخاصة حقوق المرأة».
وسطع نجم ماثاي على الساحة الدولية بسبب حملاتها ضد عمليات ازالة الغابات التي تدعمها الحكومة في كينيا منذ اواخر الثمانينات والتسعينات. وقالت بعد اعلامها بالنتيجة «انا مندهشة بشكل مطلق. ان حركتنا يمكن ان تكون ضربة وقائية لحماية السلام». وتابعت ماثاي لاذاعة «ان. ار. كي» النرويجية «عديد من الحروب في العالم يتم خوضها بالفعل بسبب موارد طبيعية. نحن نزرع بذورا من اجل السلام للحاضر والمستقبل معا». واوضحت ان زراعة الاشجار تبطئ من التصحر وتوفر مصدرا للطاقة ومواد البناء والطعام للاجيال المقبلة. وتابعت «انني مسرورة واحمد الله على كل شيء. سأواصل حملتي واطلب من الكينيين الانضمام الي». وتقول جماعة «الحزام الاخضر» التي اسستها ماثاي وغالبية اعضائها من النساء: انها زرعت نحو 30 مليون شجرة في مختلف انحاء افريقيا لمكافحة التصحر الذي غالبا ما يؤدي الى زيادة الفقر. ويقدر خبراء ان مستعمرين بريطانيين ومزارعين افارقة ازالوا نحو 75 في المائة من مناطق الغابات في كينيا على مدار 150 عاما وان نحو اثنين في المائة فقط من اراضي كينيا توجد به غابات حاليا.
وماثاي اول امرأة افريقية تفوز بجائزة نوبل للسلام، وهي المرأة رقم 12 التي تفوز بهذه الجائزة منذ منحها لاول مرة في عام 1901. وحصلت امرأة ايضا على جائزة نوبل للسلام في عام 2003 وهي المحامية الايرانية شيرين عبادي. فيما كان آخر افريقي تم منحه الجائزة هو كوفي أنان الامين العام للامم المتحدة الغيني الجنسية عام 2001 .
ولدت ماثاي في نيارا بوسط كينيا عام 1940 وتحمل شهادة الدكتوراه في العلوم البيولوجية، وترأس قسم التشريح بالطب البيطري في جامعة نيروبي. واسست جمعية الحزام الاخضر وغالبية اعضائها من السيدات للحد من التصحر. تهدف استراتيجيتها الى جانب حماية البيئة القائمة حاليا، الى تقوية اساس لتنمية بيئية مستديمة. وتعرضت للضرب هي وثلاث نساء اخريات الى حد فقد الوعي على يد الشرطة عام 1992 خلال مظاهرة في وسط نيروبي. كما تعرضت لاستنشاق الغازات المسيلة للدموع وتلقت تهديدات بالقتل من مجهولين وزج بها في المعتقل ذات ليلة لقيادتها مظاهرات.
ايضا ذهبت ماثاي للمحكمة مرات عديدة لوقف عمليات ازالة غابات على يد الحكومة السابقة بقيادة الرئيس دانيال اراب موي. وخسر موي السلطة في انتخابات 2002، والتي فازت فيها ماثاي بمقعد في البرلمان عن احزاب المعارضة الفائزة. وعينت ماثاي مساعدة لوزير البيئة ولكنها تقول ان ازالة الغابات مستمرة وهددت بالاستقالة من الحكومة. واكدت ماثاي مرارا ان عملية ازالة الغابات في كينيا «مسألة حياة او موت بالنسبة لهذا البلد.. الغابات الكينية تواجه الانقراض وهذه مشكلة من صنع الانسان».
واتاح كفاحها ضد ظاهرة انحسار الغابات التي تشكل احد عوامل الجفاف والفقر للسكان المحليين، توظيف عشرات آلاف الاشخاص، بينهم العديد من النساء في مشاتل «حركة الحزام الاخضر». وبالرغم من كل هذه الجهود، فان المشكلة تبقى خطيرة اذ لا تغطي الغابات اليوم سوى 7.1% من مجمل مساحة كينيا، في حين توصي الامم المتحدة بنسبة 10% على اقل تقدير. غير ان ماثاي لا تستسلم امام أي مشكلة، وهي التي طلقت زوجها بعدما انجبت منه ثلاثة اولاد لانه كان يلومها على كونها «متعلمة وبارعة ومتعنتة اكثر مما ينبغي وتصعب السيطرة عليها».
وعبرت منظمات البيئة العالمية، ومن بينها منظمة «غرينبيس» عن «سرورها» لمنح الجائزة للمرة الاولى الى ناشط من اجل البيئة. وقال المتحدث باسم الحركة مايكل تاونسلي «اننا مسرورون لاقرار لجنة نوبل النافذة بوجود رابط بين مخاطر تدمير بيئة الارض والامن العالمي». وأضاف في مقابلة اجرتها معه وكالة «فرانس برس»، ان غرينبيس مسرورة خصوصا لكون ماثاي هي التي تلقت المكافأة»، مشيرا الى ان «هذه المرأة عرضت حياتها للخطر على مدى عقود جراء نشاطها من اجل البيئة وحقوق الانسان في ظل نظام قمعي في كينيا». وقال «تم الاعتراف اخيرا بجهودها وجهود كل الذين عملوا في اطار «حركة الحزام الاخضر»، وهي تجد نفسها اليوم في وضع مختلف تماما».
وستسلم ماثاي الجائزة في العاشر من ديسمبر (كانون الاول)، في ذكرى وفاة مؤسس هذه الجوائز العالم السويدي الفرد نوبل. وتتضمن الجائزة ميدالية ذهبية وشهادة وشيكا بقيمة 1.1 مليون يورو. وفازت ماثاي بالجائزة التي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.36 مليون دولار) من بين عدد قياسي من المرشحين بلغ 194 .
المصدر: http://www.asharqalawsat.com/view/news/2004,10,09,259450.html