سوداني في إنتظار "غودو"

لا أدري لماذا تذكرت هذه المسرحية التي درسناها بالجامعة منذ أكثر من عشرين عام وهي مسرحية " في إنتظار غودو" Waiting for Godot التي تمثل قمة وروعة ما عرف بمسرح السخف Theater of the Absurd للكاتب العالمي صمويل باكيت. وتدور أحداث المسرحية حول الجدل الفارغ بين كل من فلاديمير واستراجون أثناء فترة إنتظارهما لشخص يدعى "غودو" وبغض النظر عن من هو هذا الرجل فإن كل المسرحية تحكي عن فلسفة إنتظار المجهول .. تذكرت تلك المسرحية التي تشابه حالنا نحن السودانيين منذ عقود مضت ... من بالداخل ينتظرون التغيير للأفضل ومن بالخارج من مغتربين ومهاجرين يحلمون بالعودة للوطن الجميل. وأثناء فترة إنتظارنا جميعا بتنا نمارس الكثير من السخف والأعمال التي تشبه كثيرا ما كان يقوم به فلاديمير وصديقه على سبيل تضييع الوقت وقتل الزمن إنتاظرا لغودو.
متى نخرج من دائرة هذا الفراغ القاتل التي تكرر نفسها ونعتق أنفسنا من حصار الإنتظار الواهم إلى أفق العمل والإنتاج والإستمتاع بالحياة والإنطلاق إلى آفاق أرحب ... آفاق بعيدة .... بعيدة عن واقعنا المؤلم....

ربما يكون غودود هو إتفاقية سلام نهائي بين السودان وجنوبه