الاحداث الاخيرة مثالا: هل نجحت حكوماتنا فى خلق امة من الرعاع ؟؟؟

لا ينكر اثنان ان محتوى الفيلم الذى اثار كل هذه الضجة يحمل من الاساءة ما لا يمكن ان يحتمل
ولا يتناطح عنزان ان هذا الفيلم فارغ المضمون لم ينتج اساسا الا لهدف واحد وهو ما وصلنا اليه
من نتيجة حتى اليوم عبر الاحداث التى نتابعها بذهول فى عالمنا العربى والاسلامى .
لكن اذا اخذنا تسلسل الاحداث منذ بدايتها سنصل الى نتيجة بسيطة جدا

حسب متابعتى
هذا الفيلم ليس حديثا وانما تم انتاجه ومحاولة عرضه قبل اكثر من تسعة اشهر بالتمام والكمال
ثانيا هذا الفيلم ولفقر محتواه وركاكته وافتقاده لابسط مقومات العمل الفنى لم يجد قبولا عند اى دار عرض امريكى
ثالثا تم عرض الفيلم تقريبا قبل تسعة اشهر فى احد دور السينما ولم يحضره الا عدد قليل ربما كانوا فقط هم منتجوه
وبعض المشاركين فيه ولم يجد اى اقبال ولم يعرض مرة اخرى
رابعا فشل تسويق الفيلم وبطريقة مقصودة الاهداف تم عرض اجزاء منه على موقع اليوتيوب
خامسا تلقف هذا الفيلم وبمحض الصدفة احد المتشددين المصريين وهو يتابع اعلانا قديما للفيلم بموقع اقطاب المهجر
وهم متشددون مصريون من الاقباط كونوا دولة فى المهجر
سادسا بعد مرور تسعة اشهر استضافة قناة الحافظ المصرية هذا المتشدد وتم عرض مقاطع من الفيلم وكانت هذه اول مرة
يسمع فيها العرب والمسلمون بوجود فيلم بهذا المعنى
سابعا خرجت مظاهرات فى مصر عقب هذا البرنامج وعبر المظاهرات المصرية انتبه المسلمون فى بقية الدول
ثامنا خرجت مظاهرات فى ليبيا هوجم على اثرها مقر السفارة المصرية قتل خلالها اربعة افراد من بينهم السفير الامريكى
تاسعا خرجت مظاهرات فى تونس تعرضت خلالها القنصلية الامريكية الى النهب والسلب والحرق
عاشرا خرجت مظاهرات فى السودان تعرضت خلالها سفارتا المانيا وبريطانيا للاعتداء وقتل على اثرها ثلاثة سودانيون

الاهم من كل ذلك وجتى تاريخ هذه المظاهرات
لم ينتبه احد لوجود هذا الفيلم ولم يتعدى الامر الا المشاركين فيه
حتى المقاطع المعروضة على موقع اليوتيوب وحتى تاريخه لم يشاهده سوى اعداد
قليلة ربما يحسبون على اصابع اليد الواحدة ..
عقب ردود الافعال حدث الاتى :
تابع المقطع المعروض على اليوتيوب ما يقرب من 2 مليار شخص على مستوى العالم
خلال يومين فقط حين ان المعروض وخلال تسعة اشهر لم يتابعه سوى قلة تعد على اصابع اليد
وجد المخرج والمشاركون فى الفيلم شهرة ربما تنقذهم مستقبلا من الفشل والاحباط

الاحداث الاخيرة مثالا: هل نجحت حكوماتنا فى خلق امة من الرعاع ؟؟؟
بكل اسف نعم كبيرة جدا

ردود الافعال التى خرجت كانت حسب المعلن انتصارا للرسول الكريم ودفاعا عن الدين
لكن كيف دافع هؤلاء عن الرسول الكريم ودينه ؟؟
بدات بمصر وفيها تم الاعتداء على السفارة الامريكية وترويع من فيها والتعرض لممتلاكاتها
وتبع ذلك توجيه اهانات وسباب لكل امريكا وحرق علمها وكذلك قام احد اشهر شيوخ مصر بحرق
الانجيل او التوراة لا اذكر ردا على الامريكان كما قال ..
الرسول ص والذى خرجوا من اجل الدفاع عنه لم يدعو ابدا الى كل هذا بل كانت دعوته تحمل
العكس تماما فان كان هناك فرد او افراد معينون ولهم اهافهم قد اساءوا للرسول ص وهم اصلا
غير مؤمنين به وبرسالته فان الالاف المؤلفة من المسلمين والذين يؤمنون بالرسول ورسالته ويعظمونه
كانوا اكثر اساءة له وللاسلام ..
وفى ليبيا كان الامر اكثر اساءة بقتل انفس بريئة لم تقترف ذنبا وهم بذلك اثبتوا لمن لا يعرف هذه الرسالة
ان الرسالة بالفعل همجية وارهابية وهذه اساءة اكبر لم تلحق بالرسول ص وحده وانما بالاسلام ككل وبمستقبل الدعوة
وفى السودان كان الامر اقبح واشنع والمسلمون يقتلون بعضهم بعضا ويعتدون حتى على الذين لم يسمعوا بهذا الفيلم
ولا دخل لهم به.
وفى تونس نهب وسلب وسرقة وحرق ولم يدعو الرسول ص لاى من هذا

الالاف التى خرجت فى كل تلك الدول وقامت بتلك الممارسات لم تكن اعداد يمكن تجاهلها
لا فى حجمها ولا فى نوعها ولا فى ممارساتها ..
وما جرى لا ينفصل عن اى حدث اخر تمت او تتم فى تلك الدول حتى تلك الداخلية
سياسية كانت او اجتماعية ولا تختص لا بالدين ولا بالمقدسات .. ما جرى امتداد
لممارسات وسلوك متبع فى التعاطى مع كل الاحداث وبعقلية القطيع
وهى نفس الكيفية التى تتم بها حشد الجماهير فى كل المناسبات وبالاخص تلك التى تختص بالحاكم
النقر على وتر العاطفة
ايا كانت هذه العاطفة وطنية كانت او دينية
ما يعنى ان الامر ليس مجرد رد فعل لحظى او رد فعل لقضية معينة وانما سلوك متجزر

هذا السلوك هناك من زرعه ورعاه وحرص على نجاحه ونجح فى حصد ما زرعه
شعوب المنطقة تعيش طوال تاريخها ديكتاتوريات وقمع وحكام محنطون
وكل هذه الحكومات تتبع سياسة واحدة تجاه شعوبها لان الاهم عند هذه الحكومات
لم تكن فى يوم من الايام لصالح وطن او مواطن وناما لصالح بقاءها ولاطول فترة ممكنة
واثر هذا التمسك بالبقاء لا يتوقف فقط فى حد البطش والتعذيب والقتل والكبت والفساد
والتفريط فى حقوق الوطن والمواطن والا لزال الاثر بزوال تلك الحكومات لتتحول البطش الى حرية
والفساد الى شفافية وقوانين رادعة والحقوق تحفظها الشعوب ..
لكن الخطورة تكمن فى ضرب العقول ومحاربة الوعى

فى العالم الحر المثقفون هم من يحملون لواء الوعى وهم من يساهمون فى تغذية تلك الشعوب
وفى عالمنا هناك حرب معلنة بين المثقف والحكومة واصبح كل مثقفى المنطقة مطاريد ومهجرون
ومن بقى منهم يعيش تحت سيف البطش والتسلط والكبت والمحاربة لان هذه الحكومات تعرف سلفا
ان بقاءها والوعى ضدان لا يلتقيان وان الوعى سلاح موجه اليها اولا ..
وفى العالم الحر تعتبر المعارضة قمة المساهمة فى الرقى بالوطن والتبصير وحفظ الحقوق
وفى دولنا المعارضة فى حد زاتها عمالة يجب محاربتها والعمل بقدر الامكان على التشنيع بها
ومحاولة ضربها والسعى الى اضعافها وتهميش دورها ..

ليست صدفة ابدا ان يخرج كل الشعب السودانى كمثال فى مسيرات تنديد وتظاهرات
من اجل شيخ عجوز او طفل مجهول قتل فى قطاع غزة فى حين ان ذات الشعب ولا احد
من الذين خرجوا فى تلك المسيرات يقف مع نفسه متساءلا وماذا عن الالاف التى تقتل
يوميا داخل وطنه وفى حدود دولته المسلمة والدماء التى تسيل كل يوم فى اركان
دولته ان كانت دماء مسلمة او غير مسلمة ؟؟
وليس غريبا ان يقدم المصرى او الليبى روحه من اجل فيلم ######## لم يسمع به احد
ولا تقدم او تؤخر فى الاسلام وصورة الرسول ص ذرة فى حين انه خاضع قانع وراضى
بفساد حكامه وبطشهم وجرائمهم التى تسئ للدين اكثر ..

الخطاب الرسمى والشعبى التى تقدمه تلك الحكومات لشعوبها على مدار السنوات الطويلة
هذه نجح وبجدارة فى اختراق حاجز الوعى عند هذه الشعوب .. وحول هذه الشعوب الى قطيع
من الاغنام تسير حيث اتجاه العصا التى تهش بها ..
اعلام موجه ورخيص جدا وعلى موجة واحدة ترسل اشارات ومعانى ومفاهيم محددة
حتى باتت هذه الاشارات وبمرور الزمن من المسلمات عند الشعوب .
رجال دين مدجنون ضعيفى النفس يبيعون علمهم امام باب السلطان سعوا وباسم الدين
وبتحريف الايات والاحاديث فى تأهليه الحكام وجعله المعبود فى فهم الشعوب وخلق حصانة متينة
للحكام وستر عوراتهم والتبرير لفسادهم والمساهمة فى الحرب ضد الوعى والتقدم بفتاوى جاهزة
تكفر كل من يختلف مع الحاكم .
اجهزة قمعية تصادر حرية الفكر والراى قبل ان تصادر الاجساد باسم الوطن والوطنية وجعلت من
الحرية والعمالة وجهان لعملة واحدة وخلقت فى الشعوب خوفا ورهبة بحيث لا يفكر حتى فى البحث
عن الحقيقة .

شخصيا وعن قناعة لا ارى فى كل التحولات التى مرت بها دول فى المنطقة ثورات
ربما ان تلك الشعوب ملت من الصورة الواحدة المعروضة طوال سنوات
لكنها ابقت على نفس الاطار وقامت فقط بتغيير الصورة .. وربما هذه الصور التى
تم تركيبها حديثا اسوء بكثير من تلك الصور التى مللنا النظر اليها او انهما
وجهان لعملة واحدة فقط تم قلبها بواجهتها الاخرى .
مثلا لا فرق بين ان يحكمنى حسنى مبارك بديكتاتورية عسكرية او كما يسميها الاسلاميون علمانية
وبين ان يحكمنى محمد مرسى بديكتاتورية دينية اسلامية
ولا فرق ان يكبح حسنى مبارك حريتى وفكرى برجال امن وبلطجية
وبين ان يكبح مرسى ذات الحرية والفكر بفتاوى تكفير وتحريم مع كل مختلف

المشكلة عندنا لم تكن فى اى يوم من الايام فى الشخص الذى يحكم او فى الايدلوجية التى تحكم
لم تجدى الحكومات الاسلامية نفعا كما فعلت غيرها وما مر ويمر به السودان خير شاهد
ولن تنفع مصر انها غيرت لباسها من الزى العسكرى الى جبة الدرويش مرسى
نحتاج الى ثورة حقيقية تجتاح الشعوب قبل الحكومات

Quote: بكل اسف نعم كبيرة جدا

بكل اسف


تحياتى ضياء

#

من أجمل ما قرأت منذ زمن حول هذه الأزمة القديمة الجديدة ..





شكراً هشام ..

Quote: من أجمل ما قرأت منذ زمن حول هذه الأزمة القديمة الجديدة .. شكراً هشام ..

شكرا تيسير