السودان بلد الاحزان

السودان بلد الاحزان


09-01-2012, 01:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=400&msg=1346503338&rn=0


Post: #1
Title: السودان بلد الاحزان
Author: عثمان فضل الله
Date: 09-01-2012, 01:42 PM

السودان بلد الاحزان

بقلم : محمد الفكي سليمان

عندما التفت احمد فواد نجم الي الزائر الاجنبي لينقل له وجهه نظره في بلاده اشار باصبعه (شايف دول وكان يشير الي عشرات المصريين الذين يسيرون في الشارع- دول مش مصريين دول مجرد ناس مضطهدين) وللجمله الف معني وهذه الحكايه من مصر قبل الثوره طبعا اتذكر هذه الجمله برنيين موجع وانا في ميدان جاكسون انتظر المواصلات مع مئات الالاف من امثالي ممن فروا من جحيم الحرب الاهليه وجفاف الريف وخلوه من الامل والذكري.اصحاب الحافلات الصغيره يغلقون ابواب حافلاتهم ويرددون الجمله ماراجعين ويتوقف السيل البشري من الاندفاع وتبدا اللعنات ثم يفتح الكمساري الباب بعد اقل من دقيقه وينادي يندفع الناس مره اخري يسقطون بعضهم فوق بعض وتندلق حاجاتهم البائسه،اكياس الطماطم والصحف الاجتماعيه التي تنشر احزانهم وتبيعهم الوهم وتعطي كل واحد منهم احساس جميل فهو علي الاقل لم تغتصب ابنته اوتخونه زوجته ويتحسس عنقه الذي لم يجز بالسكين.الكمساري يقهقه في سعاده بالغه عندما يري عورات اخوته المساكين واحذيتهم البائسه وسراويلهم التي لم تصمد مع التدافع ،الكمساري ورئيسه المباشر سعادتهما بالغه فهما مضطهدين من اصحاب الجبايات الكبيره وليس في حياتهما مايسر الركاب يصلون الي بيوتهم في معكوس قول درويش الطريق الي البيت اجمل من البيت- في البيت يواصلون مسلسل اضطهاد الابناء والزوجات في صاله المغادره بمطار الخرطوم عندما اودع صديق وهو في رحلته الابديه نحو المجهول اشعر بالاسي والمصير المجهول الذي ينتظره فهو بدون تعليم يوهله للمنافسه في سوق العمل ، ليس معه سوي ذكريات عن جامعه الخرطوم التي كانت كما انه بدون عزوه في الداخل تدركه اذا قادته قدماه وزل في بلاد الفرنجه ولوكانت له عزوه لما هرب اصلا من جحيم حياتنا اليومي المتفاقم، نودعه وليس لنا مانهديه سوي الامنيات، لايمكننا ان ننصحه بطبيعه الحال ان يبقي في الوطن الذي تغيرت ملامحه تماما عشرات من الاصدقاء والشباب والاهل اختطفتهم المنافي للعمل في الخليج واروبا حتي سيدني البعيده ،الموهبون من امثالهم لايمكنهم البقاء فالشباب في بلادنا ليس امامهم سوي الحزب الحاكم اوسكه الحشيش، حتي الاحزاب التاريخيه يريد سادتها ان يرثها الابناء فاين المفر؟ مشاريع التغيير الكبيره واثمانها الفادحه، التظاهرات،التظاهرات، والفصل من الدراسه،الاعتقال،التضييق في العمل ومايتبعه من غضب الوالدين وياوالده دينك كم؟ دين الوطن كمين؟ مشاريع التغيير الكبيره تحولت الي تسويات صغيره ومبتذله وحقيره لاتحترم دم او تضحيه او كل من بات مسهد بالامل مئات من الاصدقاء يسالون عن الهجره كأن هذا الوطن وطن شخص اخر غيرهم،دفاعاتنا اصبحت مثيره للسخريه، اتجنب جدالهم،هم دائما علي حق ونحن علي امل،لديهم ارقام ولدينا اضغاث احلام،حجتهم قويه فالسيف اصدق انباء من الكتب .الاطباء منهم قالوا لامانع لدينا من العمل دون مرتبات من اجل الوطن اليس هذا ماتنادون به رسل الانسانيه؟ عندما تكون في المستشفي وتعلم ان الشخص الموجود امامك سيموت لانه لايملك ثمانيه جنيه (اقل من دولار ونصف) وانت طبيبه المعالج ايضا لاتملك لانك وقعت وثيقه عمل دون مرتب هذا المنظر يتكرر علي مدار الساعه، الاتعتقد ان مثل هذا الوطن يدفع بك نحو الجنون بالطبع ليس لديك ماتقوله لا احد يتحدث عن الحب والزواج والامل،الاولاد يسالون عن املاك البنت ووظيفتها وراتبها وماتستطيع ان تقدمه لهم، وهل بالامكان السكن معهم في منزلهم ، وهل لديها اشقاء في الخليج وعن امكانيه تقديم عقد عمل اوحتي زياره. البنات ايضا يسالن عن عمل الشاب وراتبه وحوافزه وعمل والده واشقائه وميراثه المنتظر.اصبحت نقاشات الزواج والحب مثل مناقصات وعطاءات ترسو بامر المدير العام وغابت عنها الحكمه والمنطق الاذكياء هم من ينافقون مدرائهم ويشاركون في عمليات الفساد وتامين مستقبلهم وتقديم مساعدات للاسره الممتده سوي كانت مساعدات ماليه مباشره او تعيين ابن او صهر في منصب معقول ليشارك معك في عمليه الفساد والنهب، من يرفض المشاركه في هذه المسرحيه العبثيه يوصف بالعجز والجبن والضعف وتضرب حوله عزله ويدفع تجاه الجنون وكثيرا ماتسمع عباره(ادوهو فرصه لكن هو عوير ساكت مابسرق)اصبحت مثل هذه العبارات يوميه وعاديه ايضا .الاصل هو الفساد والاستثناء هو الشرف والترفع وطلب العيش بعزه البنات الجميلات يحصلن علي الوظائف بسرعه اكبر في كافه المرافق همس تسمعه هنا وهناك وربما اسعدك الحظ فلحظته لتطابق الهمس وتصدق الرويا،الشباب محبط وعاطل عن العمل ومن يحصل علي وظيفه يصاب بخوف لامثيل له خشيه فقدانها، خوف قد يمنعه من الحياه الكريمه التي هي سبب البحث عن الوظيفه وله الف عذر، في سبيل الاحتفاظ بالوظيفه تجد الشاب يهجر كل رفاقه العاطلين اذ ينشا خوف خفي داخل الحاصل علي الوظيفه تجاه زملائه الذين لم يحالفهم الحظ .ربما كانت لديهم مشكلات سياسيه او اجتماعيه وفوق ذلك سيرهقونك بمطالبهم التي لن تنتهي كونك صاحب امتياز ومرتب.الشباب سيكرهونك بالتاكيد عندما تواجههم بهذه الحقائق،جمع كبير ممن عرفتهم كسرت الوظيفه جبارتهم في وصف للدكتور عبد الله علي ابراهيم للمتعلمين السودانيين، الوظيفه نفسها لم تامنهم من جوع اومن خوف ،اصحاب المواهب الصغيره يتحكمون في كل شي وبينهم حلف خفي ولغه مشتركه وافكار متطابقه ، اصحاب الافكار الجديده الخلاقه والمواهب المميزه يصبحون ماده للسخريه والتندر تمهيدا لوضعهم في خانه المتمردين حتي يسهل اطلاق النار عليهم بنص القانون .في السياسه ،الثقافه،الفكر،الاعلام،المنابر، المسرح، السلك الدبلوماسي والتجاره والاماره كلهم اقارب بالدم والمصاهره والتشابه والتطابق نقرا صحف الصباح ومعاركها ومطالبها، اين الامنيات والحقائق والافكار والمشاريع، صفحات كبيره يستعرض فيها الكتاب ذواتهم وندفع نحن واحد جنيه ولانقرا فكره جديده اوبيت شعر ولايرتقي اسلوبنا، تدفع بالصحيفه لجارك في الحافله دون مقابل فيرفض اخذها،تكتشف انه اذكي منك، لديه مخزون من الحزن يكفيه ويشقيه لماذا اذن يحمل عنك الصحيفه؟ اتذكر عمر العبيد طالب الاداب النشط وعضو لجنه اتحاد طلاب جامعه الخرطوم المفاوض الذكي والهادي وهو الان يعمل في تحويل الرصيد بالدندر ، عندما طالب عمه بان يحضر له صحيفه من السوق فاحضر له عمه صفيحه فارغه فضحك عمر العبيد ولكننا ادركنا بعد طول زمان كم كان هذا الرجل خبير بشؤون دنيانا واحتياجاتنا الحقيقيه احزاب اليسار بها شيخ واحزاب اليمين بها شيخ وللاحزاب التاريخيه ساده وللساده ابناء ينتظرون دورهم في الرياده والسياده والمجد،وللحزب الحاكم شيخ وجنرالات وعسس، ليس هنالك سوي الهروب للماضي والتغني بحياه السلف والانكفاء نحو الجماعات التي تعدك بالجنه-الدنيا الفيها اتعرفت- رويدا رويدا نتخفف من حملنا الليبرالي ونغرق في بحر من التطرف سيهدم ماتبقي في يوم قريب راديو الحكومه يغني كل يوم، ليس غناء محمد المكي ابراهيم. وينقل احاديث المسؤوليين ودعوتهم بالصبر، لا احد يسمع، ليس لدي اي فرد طاقه لتحمل المزيد، الذهب الذي سيجعل حياتنا فردوس تماما مثلما فعل البترول، المشاريع الزراعيه ، والبرنامج الثلاثي الذي جعل مجنون يتعلق ذراعي دون سائر خلق الله في السوق العربي ويستحلفني مامعني البرنامج الثلاثي ! يومها لم اجد امامي سوي اصطحابه الي الجامعه عساه يجد اجابه اوجذوه من نار في محاضره محافظ بنك السودان المنصوبه في قاعه الشارقه الحكومه تقول كل شي تمام، والمعارضه قلبها مع الشعب وبطنها مع النظام وملايين الناس في بلد ال727 ميل مربع وهي ماتبقي من بلد شكل منقه ينتظرون وينتظرون.الي متي؟

Post: #2
Title: Re: السودان بلد الاحزان
Author: عثمان فضل الله
Date: 09-01-2012, 01:54 PM
Parent: #1

Quote: [لديهم ارقام ولدينا اضغاث احلام

Post: #3
Title: Re: السودان بلد الاحزان
Author: عثمان فضل الله
Date: 09-01-2012, 01:55 PM
Parent: #2

Quote: [وتعلم ان الشخص الموجود امامك سيموت لانه لايملك ثمانيه جنيه (اقل من دولار ونصف) وانت طبيبه المعالج ايضا لاتملك لانك وقعت وثيقه عمل دون مرتب هذا المنظر يتكرر علي مدار الساعه، الاتعتقد ان مثل هذا الوطن يدفع بك نحو الجنون

Post: #4
Title: Re: السودان بلد الاحزان
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 09-01-2012, 03:01 PM
Parent: #3

احزاب اليسار بها شيخ واحزاب اليمين بها شيخ وللاحزاب التاريخيه ساده وللساده ابناء ينتظرون دورهم في الرياده والسياده والمجد،وللحزب الحاكم شيخ وجنرالات وعسس، ليس هنالك سوي الهروب للماضي والتغني بحياه السلف والانكفاء نحو الجماعات التي تعدك بالجنه-الدنيا الفيها اتعرفت- رويدا رويدا نتخفف من حملنا الليبرالي ونغرق في بحر من التطرف سيهدم ماتبقي في يوم قريب راديو الحكومه يغني كل يوم، ليس غناء محمد المكي ابراهيم. وينقل احاديث المسؤوليين ودعوتهم بالصبر، لا احد يسمع، ليس لدي اي فرد طاقه لتحمل المزيد، الذهب الذي سيجعل حياتنا فردوس تماما مثلما فعل البترول، المشاريع الزراعيه ، والبرنامج الثلاثي الذي جعل مجنون يتعلق ذراعي دون سائر خلق الله في السوق العربي ويستحلفني مامعني البرنامج الثلاثي ! يومها لم اجد امامي سوي اصطحابه الي الجامعه عساه يجد اجابه اوجذوه من نار في
محاضره محافظ بنك السودان المنصوبه في قاعه الشارقه الحكومه تقول كل شي تمام، والمعارضه قلبها مع الشعب وبطنها مع النظام وملايين الناس في بلد ال727 ميل مربع وهي ماتبقي من بلد شكل منقه ينتظرون وينتظرون.الي متي؟

مقال موجع
لكنه حقيقى

Post: #5
Title: Re: السودان بلد الاحزان
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-01-2012, 03:13 PM
Parent: #4

احزاب اليسار بها شيخ واحزاب اليمين بها شيخ وللاحزاب التاريخيه ساده وللساده ابناء ينتظرون دورهم في الرياده والسياده والمجد،وللحزب الحاكم شيخ وجنرالات وعسس، ليس هنالك سوي الهروب للماضي والتغني بحياه السلف والانكفاء نحو الجماعات التي تعدك بالجنه-الدنيا الفيها اتعرفت- رويدا رويدا نتخفف من حملنا الليبرالي ونغرق في بحر من التطرف سيهدم ماتبقي في يوم قريب راديو الحكومه يغني كل يوم، ليس غناء محمد المكي ابراهيم. وينقل احاديث المسؤوليين ودعوتهم بالصبر، لا احد يسمع، ليس لدي اي فرد طاقه لتحمل المزيد، الذهب الذي سيجعل حياتنا فردوس تماما مثلما فعل البترول، المشاريع الزراعيه ، والبرنامج الثلاثي الذي جعل مجنون يتعلق ذراعي دون سائر خلق الله في السوق العربي ويستحلفني مامعني البرنامج الثلاثي ! يومها لم اجد امامي سوي اصطحابه الي الجامعه عساه يجد اجابه اوجذوه من نار في
محاضره محافظ بنك السودان المنصوبه في قاعه الشارقه الحكومه تقول كل شي تمام، والمعارضه قلبها مع الشعب وبطنها مع النظام وملايين الناس في بلد ال727 ميل مربع وهي ماتبقي من بلد شكل منقه ينتظرون وينتظرون.الي متي؟

أوجع من الوجع ذاتو يا سلمى !!

Post: #6
Title: Re: السودان بلد الاحزان
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-01-2012, 03:16 PM
Parent: #5

لاحظي الإشارة في الإسم يا سلمى !

( عثمان ) ( فضل ،، الله ) !

Post: #7
Title: Re: السودان بلد الاحزان
Author: عثمان فضل الله
Date: 09-01-2012, 04:37 PM
Parent: #6

مامون ازيك


مقال يجعلك تشعر بالغثيان والقهر والظلم

فقط للتنبية

انا مجرد ناقل المقال للكتاب الصديق (محمد الفكي سليمان)


تحياتي

Post: #9
Title: Re: السودان بلد الاحزان
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-01-2012, 04:50 PM
Parent: #7

Quote: انا مجرد ناقل المقال للكتاب الصديق (محمد الفكي سليمان)

يبقا عثمان ، ومحمد ، وفضل ، والفكي

كلنا في إنتظار ( نبي الله سليمان ! )


ألف سلامات لك وللصديق محمد الفكي سليمان .

Post: #8
Title: Re: السودان بلد الاحزان
Author: عثمان فضل الله
Date: 09-01-2012, 04:38 PM
Parent: #4

Quote: مقال موجع
لكنه حقيقى


بت الشيخ المبدعة ............ بلدنا كلها باتت موجعة

Post: #10
Title: Re: السودان بلد الاحزان
Author: Dr. Ahmed Amin
Date: 09-01-2012, 06:53 PM
Parent: #8


كل ما ذكر في المقال حقيقي و رغم كل هذه الجراحات والآهات لكن يبقى هناك أمل في غد مشرق
وســودان جميل يسع الجميع دون تفرقة ,
وذلك فقط عندما تتوحد كلمة السودانيون وتوجههم بأن لا حل الأ (بالتغيير) ..
فالشعوب المقهورة عندما تخاف من توصيل صوتها بقوة لن تجد أذن تسمع ولا أمل لها في مستقبل أفضل
بل ستزداد شقاء يوما بعد يوم حتى يصبح باطن الأرض خيرا من سطحها .. وهذا طريق الجبناء ..

لماذا يخاف الناس من المطالبة بحقوقهم وبغد أفضل ؟؟!!!
الحكومات تخاف أكثر من هدير اصوات آلاف الناس,
فقط كلمة السر للتغيير هي : (لا ترضى الهوان فأنت حـــر) والحكومة أتت لخدمة الشعب ورفاهيته
فإن لم تفعل يجب حينها إقتلاعها بقوة, فلتذهب الى الجحيم, لماذا يصبر شعب وهو يرى أن مستقبله ومستقبل أسرته
في خطــر داهم,


شكــرا كتير صاحب البوست ولكاتب المقال ..