كــيــــف تــكــون مــنــاضــلاً « فــيســــبــوكــيــاً » ؟

لكي تكون مناضلاً على الفيسبوك، وتوحي لأصدقائك بأنك مناضل حقيقي، ينبغي عليك اتباع خطوات معينة لإتمام شروط النضال الفيسبوكي.

أولاً: رفاقك في النضال

ابدأ بإضافة كل من يضع صورة لجيفارا أو لينين، أو الذين يكتبون على حائط المجموعات الخاصة بالنضال. أضف أي شخص مناضل ، لا حاجة بك إلى معرفته، ولا يشترط أن تكون قد التقيته من قبل.

*ملاحظة: بعد إضافة ما يكفي من المناضلين إلى لائحة أصدقائك، تصبح إضافة المزيد منهم مسألة أسهل، إذ تظهر في الصفحة الرئيسية لائحة بأشخاص لديهم عدد من الأصدقاء المشتركين.

ثانياً: صورة «البروفايل»

قلما يضع المناضل الفيسبوكي الحقيقي صورة شخصية له، أكثِر من الصور التي تحمل عبارات مثل: «تضامناً مع…» أو «لا لـ…»، أو صور لمناضلين لا تعلم عنهم شيئاً*، أو لم تسمع باسمهم من قبل، وإن لم تجد أي صورة ملائمة تظهرك كمناضل، التزم بصورة جيفارا أو مهدي عامل.

*ملاحظة: ليس بالضرورة أن تكون قد قرأت أي كتاب لمهدي عامل أو حسين مروة لتضع صورته عندك. يمكنك الاستعانة برفاقك كي تجد صوراً تفي بالغرض.

ثالثاً: ما يكتبه المناضل

المناضل الفيسبوكي يبقى على اتصال دائم بصفحته وبمجموعات النضال على الفيسبوك، لذلك عليك مراقبة ما يكتبه رفاقك المناضلون ونسخه على صفحتك.

اكتب مقولة لأحد المناضلين، أو مقطعاً من أغنية ثورية ، ثم انتظر «اللايكات». وعندما يطرح رفاقك موضوعاً ما على الساحة الفيسبوكية، راقب رأيهم وتبنّ الرأي نفسه. كن معادياً لجميع أنواع التمييز والعنصرية والطائفية والتعصب القومي والاستغلال والإمبريالية والرجعية والرأسمالية. امدح الزعماء، مثل القائد الخالد الأعلى الموقر المبجل ستالين، وترحّم على أرواحهم وأعلن الحداد على أمثال آية الله كيم جونغ إيل.

*ملاحظة: استعن بالأغانى الوطنية بين الحين والآخر، لكي يظهر ذوقك الثوري أمام الرفاق.

رابعاً: نقاشاتك الفيسبوكية

أثناء مناظراتك استخدم لغة ساخرة دائماً لكي تكون على حق، وأكثر من الكلمات الطويلة المعقدة، لا ضرورة بأن تفهم معناها.

خامساً: اكتب بالأحرف العربية

ليس لأنك حريص على اللغة العربية، بل لأن أغلب الرفاق يكتبون بالأحرف العربية، لا ينبغي أن تظهر كجاهل أمام المثقفين.

سادساً: انتقد «ع أبو جنب»

وجه كافة انتقاداتك إلى «الدولة»، وكأن «الدولة» هي مكتب واحد . ولا تحاول أن تطرح حلولاً، عليك بالانتقاد فقط.

سابعاً: انشر دعوات التظاهرات

لا شك بأن الفيسبوك هو أفضل وسيلة للدعوة إلى التجمع، لذلك يتوجب عليك كمناضل فيسبوكي بأن تنشر دعوات التظاهر لقضايا ربما لا تعني لك شيئاً أو لم تعلم بأمرها قبل أن ينضم إليها الرفاق على الفيسبوك.

*ملاحظة: لا ضرورة إلى أن تحضر فعلياً إلى التظاهرة، يكفيك الانضمام إليها على الفيسبوك.

ثامناً: انشر المقالات

اقرأ عناوين مقالات الصحف*، فإذا وجدت عنواناً لمقال أعجبك، أو آخر يتضمن عبارات ملفتة، انشره على الفور، لا تضع وقتك في قراءته، لن يسألك أحد إن كنت قد قرأته أم لا.

*ملاحظة: استعن بالصحف ، فجميع المناضلين يقرؤونها.

تاسعاً: لا مجال إلا للنضال

إذا كنت مناضلاً فعلياً، لا تنشر إلا ما يتعلق بالقضية، فالفيسبوك بالنسبة للمناضل ليس مساحة للتواصل الاجتماعي ونشر الأخبار الشخصية والتفاعل مع الأصدقاء والأقارب، وإنما أداة جماهيرية ثورية لنشر الوعي الثوري والتواصل مع كوادر الثورة الإلكترونية المستمرة، فلا تفرط بهذه الوسيلة التي تساهم في كسر شوكة الإمبريالية بكتابتك عن موضوع لا يتعلق بالكادحين والمستغلّين (بفتح الـ غ).

عاشراً: لا تقبل النقد

المناضل الفيسبوكي لا يقبل النقد، فهو عضو فاعلٌ في صفوف الثورة الإلكترونية، يبقى على صفحته ساعات وساعات يناضل من غرفته الدافئة شتاءاً والمبرّدة صيفاً، يرى في النقد ثورة مضادة، وينظر إلى من ينتقده على أنه انتهازي وخائن للقضية ولأحلام الجماهير.

اعتبر هذه اللائحة كالوصايا العشر، اتبعها ولا تنس أي جزء منها مهما طننتَ بأنه بسيط، فكل تفصيل مهما بدا سخيفاً يصنع فارقاً، لن تلاحظه ربما، ولكن رفاقك المناضلين سيلاحظونه فينهالون بالثناء على جهودك.

دمتَ للنضال في ساحات الفيسبوك.

تحية ثورية إلكترونية.