Post: #1
Title: حابل البيضان ونابل السودان
Author: ابو جهينة
Date: 08-30-2012, 10:10 AM
في كتاب لم ينزل الأسواق بعد ، أسمه ( عجائب البيضان على أهل السودان )، به ما به من لغة الدهماء وأدب الغوغاء وغبائن الهامش الذين يعيشون الضراء دون سراء. جاء في مقدمته : إن عجائب البيضان على أهل السودان واضحة وضوح القهوة في الفنجان وبائنة بينونة الذِّمّة في الميزان، و أنه في غبرة هذا الزمان ، توالد أهل السودان توالُد البعوض والضبان و تَرَسُوا كل أرجاء المكان و أختلط حابل الألوان بنابل الأبدان.
والعهدة على الراوي، بأن الهيفاء ابنة وهبي ( الغنُّوجة الشركسية ) قالت عندما رأتْ لفيفا من نسوتنا المشلهتات في سبيل عيش ٍكريم ولقمة تسد سوء الضيم، ووجوههن التي لفحتها شمس الصحراء يفترشن الأرض ويلتحفن السماء، قالت : معقولة هادولي حريم ؟ وعندما لم تجد الرد السديد الذي يُفحِم تساؤلها ال ب ل يـ د، أقنعتْ نفسها على نغمات أغنيتها الشهيرة : بوس الواوا، صَحِّي الواوا، وبعد أن قامت بمشاورة أبن دفعتها الراغب أبو علامة، تأكد لها أن (إِلْوَاوَا يمكن أن تكون من جزيرة ناوا )، وأنه بإمكانها أن تمد بوزها لتبوس أهلنا في حلفا فيصحو على طرقعتها سكان ديار الزغاوة. تنويه : لا علاقة للواوا إياها بالواو الضكر، لأن الغنوجة لا تستطيع أن تبوسه أو تصحيه.
|
Post: #2
Title: Re: حابل البيضان ونابل السودان
Author: ابو جهينة
Date: 08-30-2012, 10:21 AM
Parent: #1
وكالعادة المشمولة استنادا على المقولة التي مفادها أن: ( العهدة دائما على الراوي ) فإنه تفاديا لأي ملاحقة قضائية من ذوي الحقوق الفكرية، فإن الشاب ( أبو السيد ) شاب نوبي الهوية، ولكنه ناصع بياض البشرة والســجية ( وعيونه ( خُدُّر ) زى عيون الممثلة (زبيدة ثروت ) المصرية، كان يجلس على كرسي في مقهى بمدينة وادي حلفا يرتشف شايا أسودا بعد ليلة قضاها في ضيافة الفنجري (عيدروس) يحتضنان جركانة تُضاهي خمرتها خمرة باخوس، وأشياء أخرى تبهج النفوس. يومها بجانب أبو السيد في المقهى جلس اثنان من أبناء المنطقة يبحلقان في ملامحه المنمّقة، فقال أحدهما للآخر في أنِفَة وزندقة : القبطي دة ال جابو حلفا شنو ؟ IN GIBTEEG MIN HALFAL EKKIRO فضحك أبو السيد حتى إنبهلت نواجذه وأحمرّتْ خدوده ، وقال لهما بلغة نوبية يحسـده عليها العم الضليع ( بِرْكيّة ) : GIBTEELLON INAINGA ....................... ( ولكم أن تكملوا الجملة في محل النقط حسب أمزجتكم وقت قراءة هذه الجملة التي تقول ترجمتها : قبطي لمّا ...... أمك). قال أبو السيد هذه الجملة الغتيتة وهو يقوم بحركة عصبية من يده اليمنى بإتجاه الشابين تؤكد وتترجم جملته. وكادت أن تحدث معركة حامية ال و ط ي س لولا تدخل الأجاويد بالتهدئة والتحنيس، حيث أقنعوا الشابين بأن أبو السيد عندما تكون ( بايتة معاه ) فإنه ينقلب إلى إبليس وأن لسانه يتبرأ منه.
|
Post: #3
Title: Re: حابل البيضان ونابل السودان
Author: ابو جهينة
Date: 08-30-2012, 10:25 AM
Parent: #2
ثم جاء في إحدى فصول الكتاب، بأن العم ( صالحين ) الزول الفحل تزوج امرأة من (دار جعل) ورزقه المولى عز وجل البنين والبنات، وبما أن الأعمال بالنيات، فقد نصحه شيخه (أبْ جلحات ) بالتوجه إلى الجزيرة المروية، فالرزق يحب الخِفِّيّة، وكشحه بزخمٍ وافر من الدعوات. وهناك تزوج العم (صالحين) من امرأة بيضاء بهجة تسر الناظرين، حلبية تمتد أحماضها النووية إلى بلاد ما بين النهرين، إلا أن لهجتها تفوق لهجة (عشمانة بت عوضين)، وأيضا رزقه الله منها الذرية، وهناك عاش عيشة رضية ، و نسِىَ أو تناسَى زوجته الأوّلانية، إلى أن وافتْه المَنِيّة بعد عمر طويل ومديد، وتفرق نسله بين السافل والصعيد، فمنهم القروي ومنهم من هاجر ومنهم الأمدرماني، وحدَثَ أن أبن أخيه (أبو العز ) الشيوعي العلماني، بعد الخلاف في قسمة إرْث المال والمباني ، قال ذات فورة غضب وهو يضرب كفا بكف العجب : كلو منو، مرّة حلب ومرّة عرب. وحذّرَ الوارثين من سوء المنقلَب. وقد كان. وجاء في الأثر نقلا عن الفصيح ( الباتع سِرُّو ) : ( كلُّ ضب يدخل جُحْرُو ) ... إلا أن تلميذه الأديب قال أن أصل المثل : ( كل قرد يطلع شدرتو ) ... وبكل حسن نية، تساءل أحد المستجدين ( في عفوية): أليس هذا يندرج تحت : ( العرجا لِمُراحا ؟؟؟؟ ) فقال الملأ من ذوي الخبرة بأسرار الزرائب : ( لقد ولّى زمن العرجاوات ... كل ذات أربع أظلافٍ سليمة فقط ) ... ثم أشار أحدهم إلى أُذّنه.
|
|