هو المرشد يحكم ليه إحنا إيران ولا أيه

عاصفة غضب الشارع المصري تهز عرش مرسي
August 25, 2012

(محمد الحمامصي – ميدل ايست أونلاين)

شهدت عدة محافظات مصرية الجمعة مظاهرات حاشدة نظمتها عديد الحركات والائتلافات الداعية لإسقاط حكم المرشد العام للإخوان المسلمين الذي يمثله الرئيس محمد مرسي.

وانتظمت المظاهرات التي حملت شعار “الحفاظ على الهوية المصرية” بالقاهرة والجيزة والإسكندرية والسويس والدقهلية والمحلة الكبرى والأقصر، وشارك فيها مئات الآلاف من المصريين.

ورفع المتظاهرون هتافات تحمل عديد الشعارات منها: “الإخوان حرامية و بيقولوا إسلامية”، “الشعب يريد إسقاط الإخوان”، كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “مصر لن تكون إخوانية” و”يا الله يا الله.. اسقط مرسي واللي وراه”.

وانطلق الزخم الرئيسي لـ مظاهرات “24 أغسطس” من منطقة المنصة وقاده عضو مجلس الشعب المنحل محمد أبو حامد وعدد من القيادات والمهندس فتحي الصيفي رئيس اتحاد “24 أغسطس” للقوى الوطنية وغيرهما.

واخترق المتظاهرون شوارع مدينة نصر ومصر الجديدة والعباسية مشيا على الأقدام إلى قصر الاتحادية، في مشهد يؤكد نجاح أول الدعوات لإسقاط حكم الإخوان.

ورفع المتظاهرون الذين انطلقوا من أمام قبر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، أعلام مصر وصور عبد الناصر، وكتبوا أسفلها “نحن نحلم بمجد هذه الأمة وسوف نبنى هذا المجد”، كما رفعوا لافتات “مصر لن تكون إخوانية، لا للإخوان.. عايزنها دولة مدنية، هو المرشد يحكم ليه إحنا إيران ولا أيه”، مرددين “مرسى وحماس أيد واحدة”، “يا أبو دقن وبنطلون بعت مصر بكام مليون”، “الشعب يريد إسقاط الإخوان”، كما رفعوا صوراً مسيئة للرئيس محمد مرسى والمهندس خيرت الشاطر، فيما تسبب مرور المسيرة بشارع العباسية فى ارتباك مرورى.

واتحدت دعوات المتظاهرين حول عدد من المطالب منها حل الجمعية التأسيسية للدستور وإعادة تشكيلها من القوى الوطنية دون حصول أي فصيل على الأغلبية، وتقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين كمؤسسة مجتمع مدني وإعلان مصادر تمويلها، والإفراج عن شباب الثورة المعتقلين، والتأكيد على احترام القضاء واستقلاله وعدم المساس بالمحكمة الدستورية أو تقليص صلاحيتها.

كما دعا المتظاهرون الى حرية الصحافة والإعلام والى عدم غلق أي وسيلة إعلامية والالتزام بميثاق الشرف الصحفي والإعلامي ومحاسبة المتجاوزين.

وطالبوا بعدم المساس بالأزهر الشريف أو الزج به في الصراعات السياسية، مؤكدين على ضرورة أن يكون المرجعية الدينية للمسلمين، وعلى الاقتداء بوثيقة الأزهر التي أكدت على وطنية الدولة.

ودعوا الى تشكيل مجلس تشريعي مؤقت من القوى السياسية بعيدا عن المحاباة السياسية، وذلك وفق مبدأ المساواة والمصالحة الوطنية إلى حين الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب وإصدار قانون انتخابات مجلس الشعب والشورى بالنظام الفردي.

وذكر شهود عيان ان المسيرات الشعبية رغم سلميتها فإنها شهدت مظاهر عنف متنوعة، تراوحت بين غلق الطرقات وإطلاق النار وإلقاء لمواد متفجرة وللحجارة، مؤكدين ان المتسبب الرئيسي فيها هو مليشيات جماعة الاخوان المسلمين التي تحاول اجهاض كل مظاهرة سلمية تسلط الضوء على تجاوزات الاخوان ومطامعهم السياسية وتدافع عن حقوق الشعب المصري وعن مبادئ ثورته.

ورغم محاولات الاخوان اجهاض هذه المسيرات الحاشدة فإنها مازالت متواصلة وسط توقعات بارتفاع أعداد المظاهرين خاصة في العباسية ومصر الجديدة وتحديدا منطقة قصر الاتحادية حيث مقر الحكم.

واكد المتظاهرون أن لم ينجح التعتيم الإعلامي في حجب قيمة فعاليات 24 أغسطس/آب على أرض الواقع وتلبية المصريين لنداء الوطن حتى أن أعداد المشاركين في هذه المسيرات بلغ نصف مليون مواطن مصري في القاهرة وحدها، وما زال العدد مرشحا للزيادة.

ويرى مراقبون ان إصرار المتظاهرين على إسقاط جماعة الإخوان المسلمين والإطاحة برئيسها، يكشف مدى تضخم غضب الشارع المصري والنخبه الثقافية والإعلامية جراء سوء الأوضاع الاقتصادية ونتيجة استخدام الدين في تكفير وإحلال دم المعارضين واعتبارهم من الخوارج.