رحيل الكاتبة الفرنسية كاترين ليبرون ّذات العبارة المبهرة ّ

رحيل الكاتبة الفرنسية كاترين ليبرون ّذات العبارة المبهرة ّ


08-23-2012, 00:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=400&msg=1345677348&rn=0


Post: #1
Title: رحيل الكاتبة الفرنسية كاترين ليبرون ّذات العبارة المبهرة ّ
Author: زهير عثمان حمد
Date: 08-23-2012, 00:15 AM

غيب الموت منذ يومان الروائية الفرنسية كاتــرين ليــبرون، عن عمر 61 عاما، وفق ما أعلنه ناشــرها (لو سوي)، بعد إصابتها بمرض في الرئة «ناضلت ضده في السنوات العـشر الأخيرة من حياتها»، وأضـاف بيان أصدره ناشرها «كان أسلوبهــا يزاوج بين المقاطع الموسيقية الطويلة وبين الحديث الشعبي العـادي، وكانت ثقافتها ومرحها وتطلباتها السياسية وقوتها في التحليل.. تعــطي كتــبها نبرة مختلفة جدا تجعـلها قريبة من فوكنر كما من بعض الكتاب الروس».
عرفت ليبرون الشهرة الجماهيرية الكبيرة مع روايــة «مقهى زمرمــان» التي صدرت العام 2001، وكــانت الكاتبة حازت العام 1992 جائزة «غونكور» للقصة القصيرة. وبالإضافة إلى الرواية والقصة، تنوعت أعمال ليبرون، إذ كتبت أيضا للمسرح وبعض الأبحاث الأدبية، وعملت مستــشارة أدبية في بعض دور النشر. وكان آخر كتبها رواية «الانكليزية» التي صدرت مطلع العام الحالي، وقد وصفتها الصحافة الفرنسية حين صـدورها بالقول «رواية غريبة ساحرة ذات سحر خفي (مثل كاتبــتها) تـدور في إطار محطة للاستحمام على شاطئ النورماندي».
ولدت ليبرون العام 1951 في مدينة «كروزو أون سون واللوار»، وهي مدينة عمالية، في كنف عائلة من الأطباء والموسيقيين، وقد بدأت حياتها كممرضة في قرية «شارونت – ماريتيم»، قبل أن تنتقل إلى الكتابة، وقد استفادت من هذه التجربة لتروي عبر سلسلة من البورتريهات عن شخصيات عالجتها، لتجعل منها لاحقا رواية «أناس من العالم» (2003، جائزة لوي – غيو) التي توصف بأنها «أكثر كتبها إقلاقاً». بيد أن أكثر نجاحاتها الجماهيرية كانت رواية «مقهى زمرمان» التي تروي قصة زوجين، تتقاطع حياتهما مع «كونشرتو كلافوكان» لباخ، وقد وجد النقاد يومها أنها رواية تقترب من مناخ حياة فرجينيا وولف التي تحدثت عن «كانتور لايبزيغ». في روايتها هذه، نجد أيضا هذا السحر الخفي، الهادئ، الناعم، لكن القوي في الوقت عينه، الآسر من دون أن يخرج عن مناخ البساطة التي تميزت بها كتاباتها. هذا المناخ هو أيضا ما نجده في قلب مجموعتها القصصية «ثلاث حارسات» التي حازت «غونكور» للقصة العام 1992.
يكفي أن نقرأ فقط عناوين كتبها لنعرف الانشغالات التي عملت عليها ليبرون في كتبها: «برج الحقل»، «استير بلاد ما بين النهرين»، «جلوس أرملة لوقا»، «حركة دانتيلا»، «عابر اللوار»، «وجه العدو الجميل»، وهذه الأخيرة عبارة عن استعارة جميلة تحكي ألم الانتقال من الطفولة إلى سن النضج والرشد، من الجهل إلى المعرفة، ومن الخيال إلى الواقع، وقد صدرت قبل عامين. يومها تحدثت ليبرون عن الكتاب قائلة: «لا أميز الحياة عن الفن، لا أتخيل للحظة ما كانت عليه حياتي بدون الموسيقى والرسم... والأدب الذي أعتبره فنا. كل مظاهر الحياة تشكل بالنسبة إليّ نوعاً من الفن تجعلنا نفكر، نحللها نؤولها، نحاول فهمها، إذ تجلب لنا عاطفة ما، أي أنها تثير الذكاء بقدر ما تثير الحساسية، وهذا ما لم استطع فصله يوماً، بعضه عن البعض الآخر، في حياتي»...
هذا الفصل، قد يكون حدث اليوم مع موتها المبكر الذي يأخذ هذا الصوت الشعري الجميل في الرواية الفرنسية الحديثة.
(عن «لوفيغارو») ترجمة الاخت سميه