صوت وردي، شعر: موسى أحمد مروِّح

كلاسيكية جديدة في وصف صوت تهراقا الغناء السوداني


كالبَرْق فاجأ ليلَ الرُّوحِ، فانْكَشَفَتْ


أسرارُهُ في مُرُوجٍ من خيالاتي


تحدَّرتْ في كهوفِ الحِسِّ، صاخِبةً،


جداولُ السِّحرِ، يَعلُو مَوْجُها العاتي


تَسلْسَلتْ في نهارِ الوعيِ معجزةٌ


شفيفةُ الماءِ، من نبْعِ البهاءاتِ


كأنه الفجرُ يَسْرِي في مَهامِهَ: مِن


أدنى الوجودِ إلى أقصى المداراتِ


كوْنٌ تدَوْزنَ فيه الصبحُ ثم تلا


بأجمل اللحنِ من سِفْرِ المساءاتِ


فَخِِلْتُ قد نبَتَتْ في الروحِ أجنحةٌ


فهَوَّمَتْ في فضاءاتِ الفضاءاتِ


ورفرفَتْ في حياتي، مِن أناقتِهِ،


أطيافُ وردٍ وأسرابُ الفراشاتِ

بهيجةً، تَتَبارَى في الجَمالِ، كما


قد مَسَّها الحبُّ من بعدِ المُناجاةِ


يَسْرِي كما العِطرُ في أنْفِ الزمانِ فما

أرْضٌ من البَوْحِ لم تُشرِقْ بآياتِ


مَزْجٌ من الذهَبِ،الفيروز. لؤلؤهُ

زمرّدٌ تاهَ في لونِ النُجَيماتِ


إنْ شِئتَ قلْتَ من الأرْضِينَ جَوهرُهُ


أوْ لا، فلا بُدَّ مِن نَحْوِ السماواتِ

كما عهدناك دائما مبدع

قصيدة رائعة ومعبرة

لك كل الود عزيزي موسى

شكراً يا دكتور.
لا عدمنا ذوقك ومحبتك.

وَصْفٌ بَدِيعٌ وتَخْلِيدٌ ذائِعٌ رائِعٌ لائِقٌ لِفنانٍ باذِخٌ يسْتحِق
مِنْ شَاعِرٍ مَجِيدٍ مُجِيدٍ بارِعٍ مُروِّحٍ هُوَ صدِيقِي العزيز

موسى،،
~~~~~~~~
منتهى الإجادة والله،، صح لسانك وكل بدنك ياشقيق!!

Quote: يَسْرِي كما العِطرُ في أنْفِ الزمانِ فما أرْضٌ من البَوْحِ لم تُشرِقْ بآياتِ

يا للجمال .
انه وردي في عين أحد عاشقيه الكثر .
------------------------
سلمت يا موسى .

Quote: يا للجمال .

ياجميل!
لك التحية، أخي فتحي.

الصديق الجميل اللطيف/ عبد اللطيف
كيف أستطيع الزيادة على هذا؟
لك جميل المودة. دائماً.

هذا شعر قائله متمكن من كل أدوات الشعر وآثق من نفسه ويمتلك زخيرة
طبيعيه من المفرده والتواصيف وكأنى به إبن بيئة فصيحه ناطقة معبره
فالجرس والشكل ما أروعهما بموسيقة لا خلل فيها وترتيب موضوعى قفاذ
بمعان ذات سحر وجمال وتحمل مضمون عنوانها برفق كبير الشكر لك على إشراكنا
تلك القراءه لتلك القطعه الشعريه الفاخره وكل الذى أقوله أثق فيه
متحملا نتائجه ولك السلام.




منصور

Quote: الشكر لك على إشراكنا تلك القراءه لتلك القطعه الشعريه الفاخره

أهلاً يا أستاذ منصور.
أنا أيضاً أشكرك كثيراً على هذا الكلام الجميل.
أتابع باهتمام ما تكتبه عن باديتنا.
لك محبتي.

الحبيب موسى ليتك عدلتي لي (باذخٌ) إلى (باذخٍ)
عفواً للتغول على الضاد ،، ولكن لغتك ملهمة بحق

وشكري لأخي منصور المفتاح ان اجاد التعبير عني،،

Quote: الحبيب موسى ليتك عدلتي لي (باذخٌ) إلى (باذخٍ)

أهلاً ثانيةً يا صديقي.
كان واضحاُ أنه خطأٌ مطبعي.
محبتي دائمة.

Quote: يَسْرِي كما العِطرُ في أنْفِ الزمانِ فما أرْضٌ من البَوْحِ لم تُشرِقْ بآياتِ

أنْفِ

سلام ياموسي شكرا على هذا الجمال
أتذوق الشعر ولا أجيد صياغته بس أنف دي sounded a little odd to me فجربت قرأتها كم بضم الكاف...اهة أنفع ولا لع؟؟؟

أهلاً أستاذة عفراء.
شكراً على وقتك وعنايتك وتوقفك للتمعن والتذوق.

Quote: بس أنف دي sounded a little odd to me

هي كذلك إن فصلت المضاف عن المضاف إليه. الأنف لوحدها ليست كلمة شعرية، وربما كان ذلك مصدر ال oddity عندك.
ليس هناك شعر كثير في الأنوف مقابل العيون مثلاً (وجه ضاحك).
لكن فكرتي الرئيسة في هذه القصيدة هي أن صوت وردي يغزو الحواس الست، وأن الحواس الخمس ، خاصة الشم والسمع، اللتان لا نستطيع عادةً السيطرة عليهما بسهولة، تقفا عاجزتين أمام هذا الصوت الإلهي. بمعنى أخر، فإن حاسة شم الزمان تقف عاجزة عن منع عطر صوت وردي من الولوج إليها. كان يمكن أن أستخدم كلمة شم أو أحد اشتقاقاتها. لكنها كلمة غير شعرية صوتياً، حسب ذوقي.
هناك أيضاً تلاعب على التعبير "رغم أنف (الزمان)"، الذي أخذ منا وردي. هنا استخدام آخر لل"أنف" للتعبير عن التحدي والكبرياء.
ربما.

Quote: فجربت قرأتها كم بضم الكاف...اهة أنفع ولا لع؟؟؟

تنفعي، إذا قررتِ تغيير الموضوع من فكرة التحدي والكبرياء. لكن هذا سيتطلب هيكلاً حسياً مختلفاً للقصيدة، لأن الكُم ليس حاسة. كما أن فكرة الكم التي قد توحي بالتواضع أو الوضع الاجتماعي ستأتي بتداعيات هي لاشك مخالفة للوحدة النفسية للقصيدة.

.
لا أدري بأيكم أحتفل الآن أنا!

بالأسطورة وردي الذي رحل في هدؤ و حفله الســـــاهر لا يزال طفل ليله يحبو

أم بصديقي موسي أحمد مروح الذي ظهر أمامي فجأة هكذا من بعد غياب طويل؟ و الله مشتاقين ... الكويســة إنو الإبتســـامة هي نفسها الزمان ما إكتساها الشـــيب.


يا موسي ... ياخي ... شكرا علي النظم الجميل فقد عبرت عن الكثيرين منا .. إحساسنا وإرتباطنا الوجداني بالخالد فينا وردي وإبداعاته ...... و شكرا علي الظهور

خالد الزاكي (الأيوبي)
.

ياااااا للهول يا خالد الزاكي، ويا للصدفة السعيدة!!!
أين أنت يا رجل!
راسلني على إيميلي أو الفيسبوك (كلاهما في البروفايل).
ودعنا نبدأ المحادثة من الجريف غرب إلي القضارف وعمان، ثم إلي حيث أنت الآن.

قمت بإدخال بعض التعديلات:
-- جداولُ السِّحر بدلاً من جداولٌ منه
-- لؤلؤهُ بدلاً من لؤلؤةٌ
-- بهيجةً بدلاً من بهيجةٌ
-- "الذهب، الفيروز." بدلاً من "الذهب/الفيروز،"

تحية خاصة لكل القراء الذين توقَّفوا وقرأوا حتى وإن لم يتركوا تعليقاً.

Quote: كالبَرْق فاجأ ليلَ الرُّوحِ، فانْكَشَفَتْ أسرارُهُ في مُرُوجٍ من خيالاتي تحدَّرتْ في كهوفِ الحِسِّ، صاخِبةً، جداولُ السِّحرِ، يَعلُو مَوْجُها العاتي تَسلْسَلتْ في نهارِ الوعيِ معجزةٌ شفيفةُ الماءِ، من نبْعِ البهاءاتِ كأنه الفجرُ يَسْرِي في مَهامِهَ: مِن أدنى الوجودِ إلى أقصى المداراتِ كوْنٌ تدَوْزنَ فيه الصبحُ ثم تلا بأجمل اللحنِ من سِفْرِ المساءاتِ فَخِِلْتُ قد نبَتَتْ في الروحِ أجنحةٌ فهَوَّمَتْ في فضاءاتِ الفضاءاتِ ورفرفَتْ في حياتي، مِن أناقتِهِ، أطيافُ وردٍ وأسرابُ الفراشاتِ بهيجةً، تَتَبارَى في الجَمالِ، كما قد مَسَّها الحبُّ من بعدِ المُناجاةِ يَسْرِي كما العِطرُ في أنْفِ الزمانِ فما أرْضٌ من البَوْحِ لم تُشرِقْ بآياتِ مَزْجٌ من الذهَبِ،الفيروز. لؤلؤهُ زمرّدٌ تاهَ في لونِ النُجَيماتِ إنْ شِئتَ قلْتَ من الأرْضِينَ جَوهرُهُ أوْ لا، فلا بُدَّ مِن نَحْوِ السماواتِ

شكرا أيها الشاعر الحاذق ...قلت فأجدت ..ولا أملك من أدوات الحكم والتقييم
إلا ذائقة بسيطة ..تطرب لكل جميل ...وقد أطربها نصك البديع ...

Quote: شكرا أيها الشاعر الحاذق ...قلت فأجدت ..ولا أملك من أدوات الحكم والتقييم إلا ذائقة بسيطة ..تطرب لكل جميل ...وقد أطربها نصك البديع

وشكراً أستاذي ابراهيم فضل الله على هذه الكلمات المعبرة المتقنة.
لك تقديري الكبير.

هذا تمرين نقدي/حسي/معرفي بسيط ،سنُجري فيه مسحاً لغوياً على مستوى سطح القصيدة:
هل هناك مفردات معينة في هذه القصيدة لم تعجبكَِ؟
ما هي؟ ولماذا؟

جـمال الـشـعـر فى صدقه
صـدق فى الإحـسـاس يسـتـولـد الــتـعابـيـر
وصـدق فى الـتعـبـير يعكس عـمق التجربة
وصـدق فى الـنـبـرة التى تـمـوسـق النـظـم
وصدق فى الأخيلة التى تقود وعى المتلـقى
وصدق فى الـشـعـور يـنـساب مع الكلـمات

وقـد جـمـعت كل ذلك يـاصديـقى حتى
إسـتولـدت الأخيلة فى عـقـولـنا ونحـن
نـقـرأ مـنـبـهـريـن بـتـبدل الـمشهـد فى
لـحـظات ولـما نـكـمـل الـبيت الـواحـد

كالبَرْق فاجأ ليلَ الرُّوحِ، فانْكَشَفَتْ
أسـرارُهُ في مُـرُوجٍ مـن خـيالاتـي

فـمن ليل مدلهم إلى ضوء برق يخطف الأبصار
إلى أسـرار ولـكـنها تكـشـفـت فى مـروج خضر
مـمتدة مـلـموسـة ولـكنهـا ولـيـدة خـيال

لله درك يارجـل!

وهـذا ضـرب مـن القصيد يدلل عـلى طول
باعـك فى الـشـعـر؛ إذ يـخـتـلف عـن ذلـك
الـنمـط فى التعبير الذى سـلكت فى ديوانك
عـند حـد الشـذى والـبهار والذى تؤكـد فيه
عـمق إحساسك كـما فى:

لأن الخير يألـفنى
يبشرنى ويعزفنى
أغـان فى مساماتى

أو إخيتيار التـعابير كما فى:

دروبا مشـيت بها باحثا
عن شـروق أكـيـد
عـن مـفـردات أطوعـها


لله درك، لله درك يـاصـديـق!

رمتنا بوسطن اليوم بفلذات أكبادها.
مرحباً بالصديق الحبيب البروفسور عبد الرحمن ابراهيم.
الرجل الضارب في التاريخ الذي يعيش في المستقبل.
الألمعية والأريحية تمشيان بين الناس.
العالِم المتواضع الذي رفعه أدبه وذوقه وإبداعه درجات.
ثم الشاعر والناقد الذي يطوِّع الأفكار كيفما شاء.
فيلخِّص المُعقَّد في بساطةٍ هي نفسها بالغة التعقيد.
شكراً على هذه الإشارات المضيئة حباً وعمقاً وبصيرةً ابداعية.
ودمتَ.

الأستاذ موسى
هذا بوح صادق صادف روعة صوت تهراقا الفن

دمتم

Quote: الأستاذ موسى هذا بوح صادق صادف روعة صوت تهراقا الفن دمتم

شكراً، أستاذ أبوجهينة.
على اهتمامك وتعليقك المُحْكم.
شرّفتَ هذا الخيط بحضورك.
لك مودتي.

موسى

من أجل عشاق وردي الكثيرين