جئت لأبكي شهداء نيالا ولكن...

عبود نواي... يا ابن عمي
سلطان شيرا... يا خالي
هل تسمعونني؟؟
قاالوا لي ان الدم السوداني واحد فقلت بلا , وحملت دموعي واتجهت بها صوب مدينة نيالا الفتية
حاصرتني وسائل الاعلام من مقروءة ومرئية وهي تنقل لي المأسأة والتراجيديا
لا أكاد اصدق ان حكومة دراكولا والاربعين حرامي وصل بها الخوف والهلع لقتل مستقبل هذا الوطن وهي تفرغ رصاصها في صدر يافع لم يبلغ السادس عشر من عمره
اتجهت الي نيالا بصدر يغلى كالمرجل من القهر والعجز معا لأبكي:



غير ان خالي سلطان شيرا وابن عمي عبود نواي باقصي جبال التردا بجنوب كردفان كان لهم رأي اخر وهم يستصرخونني للرجوع بدموعي الي جبال النوبة
يا ترى من هذا الــ عبود نواي
ومن هو هذا الــ سلطان شيرا
حتي يحولان دون بكاء اهلي بدارفور؟؟؟

نترحم عليهم
ونضعهم وذويهم في حدقات العيون

في قرية قردود ابوضاكر التي تقع علي مسافة غير بعيدة من طريق الدلنج كادقلي نادى المنادى بان ابقار (موسى سليمان) قد سرقت فهبت القرية عن بكرة ابيها في تعقب الجناة . وكان في مقدمة من لبوا النداء سلطان شيرا هذا الفتى الابنوسي الذي يمشى واثقا من خطوه وهو يسبق الاخرين بمسافة, إلا ان عبود نواي الاخر كان له بالمرصاد فلم يكن هناك بد من التزاحم على المقدمة. حسب الجناة كل شئ بدقة متناهية ولكن فات عليهم شئ واحد لم يحتاطوا له جيدا. وهي ان بالقرية مجموعة من أمهر قصاصي الاثر . سريعا لحقوا بالابقار في وجهتها لمدينة الابيض. والابيض سادتي هو السوق المركزي لمثل هذه السرقات المنظمة خاصة بعد الفتوى الشهيرة وقتها من امام مسجد الجيش وامام مسجد الشيخ عبد الباقي في الابيض.. ان أموال النوبة ومواشيهم تعتبر غنائم حرب لانهم متمردين وخوارج ..منذها لم تتوقف الغارات على المنطقة. ولم لا وأموال النوبة ومواشيهم ستحل ضائقتك المالية وتقربك الي الله. والله اكبر ولله الحمد. ولان الجناة اخذوا على غرة فروا تاركين كل شئ. كان اللافت للنظر ان السارق ليس شخص او شخصين او حتى ثلاث. بل مجموعة كبيرة من الاشخاص المدججين باحدث الاسلحة. كان بأمكان اصحاب المواشي قتل الجناة خاصة وانهم اخذوهم على غفلة غير ان هناك قاعدة نشأ عليها اهل هذه المنطقة والتي تقول " ما تكتل حرامي عشان بهيمة"

هنأ الجميع بعضهم ورجعوا ادراجهم صوب جبال التردا التي من البعد كانت تقف بشموخ تصفق لهم وتفتح احضانها ليعودوا اليها سريعا. فتلك المنطقة لا تتحمل المبيت و لوللحظة من غير عبود نواي الذي حباه الله بنعمة حب الناس وقدرته المتناهية على زرع الفرح في قلوب الكبار والصغار بتعليقاته الساخرة والتي تعقبه ضحكته المجلجلة. اما قرية ظليطاية علي الجانب الاخر كانت تفاخر بقية القرى بــ سلطان شيال التقيلة والذي ما ان تواجد بين أهل الحي ألا وشعر الجميع بالأمن والطمانينة. كان سلطانا بحق إنقادت اليه رجاحة العقل وقوة الشكيمة لينهل الجميع من صفاء سريرته.
ولان الجناة لم يفعلوا ذلك بدافع الجوع او الفاقة كان القدر يخبئ لاصحاب المواشئ شيئا خارج نطاق توقعهم. حيث اعاد الجناة ترتيب انفسهم المدججة بكل انواع الاسلحة الثقيلة واعادوا الكرة عليهم وهم في طريق عودتهم يتسامرون.. وفتحوا عليهم النار في كل الاتجاهات فجاءت رصاصتهم لتخترق قلوب خيار القوم .. فقتل سلطان شيرا وهو يفدي بقية القوم وقتل عبود وهو يحاول حماية سلطان.
للمرة الثانية لم تكن حسابات الجناة من الدقة بمكان, وإلا لأدركوا ان هذه المجموعة من البسطاء المسالمين يمكن ان تحولهم لبركان ناسف متى ما أعتديت عليهم بمثل هذه الطريقة الجـبانة. ضف الي ان اغلبهم مجموعة من مرافيد الجيش او من الذين يولدون على الجندية بالفطرة يعرفون جيدا كيف تدار المعارك .. ودارت المعركة بين المجموعتين ليخسر الجناة للمرة الثانية ويلوذون بالفرار متقهقرين. هذه المرة صمم اصحاب الحق الاخذ بثأرهم فتعقبوهم وما ان تمكنوا منهم حتى ظهرت قوة عسكرية من اللاتوقع تأمر اصحاب الحق في الكف عن تعقب الجناة ..
اذن هي لعبة العسكر والحرامية ..
اوحاميها حراميها ..
ولك الله يا وطني

وساعود

شمس

واصل ونحنا قاعدين هنا

سلام ياشمس الدين اخوى

واصل سرد الحزن والملهاة التى يعيشها الوطن

اللهم تقبل شهداء نيالا وجنوب دارفور والنيل الأزرق واسكنهم الفردوس الاعلى

والهم آلهم وذويهم الصبر الجميل

وانتقم اللهم من القتلة الظالمين

تحياتى

التحية لك اخى العزيز شمس الدين زى مبيقول المثل الحى يلاقى
التحية لارواح شهداء مجزرة نيالا الباسلة
التحية لارواح شهداء دارفور فى المناطق النائية فى منطقة الواحة جوار كتم الصامدة امام هجمات التتار الجنجويد
التحية لشهداء معسكر كساب للنازحين .
ان الضحايا والقتلى فى مناطق كتم وماجاورها افظع من مجزرة نيالا لان الاعلام لايصل اليها وفد يكون الضحايا بالالاف .
التحية لشهداء جبال النوبة ولابطالها البواسل الصامدين فى مقاومة التطهير العرقى .
ماذا نحن فاعلون تجاه هذه المجازر اليومية؟

نتابع

السنوسي يا صاحبي
البركة فينا وفيكم

وربنا ينتقم من الظالم

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ السنوسي


" لاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد البهم طرفهم وافئدهم هواء" 41-42 سورة ابراهيم
هذا وعد الله في الاخرة ولكن عذاب الدنيا ات ات لامحالة وهذا النظام الغاشم الكئيب زائل لامحالة وسوف يعود السودان الي اهله باذن المولي تقبل الله كل شهداء نيالا والزمنا واياكم الصبر وحسن العزاء .

كلما ظننا ان للمأساة حد

تمددت حدود اخري

. . . . . . . . . .

لك الله يا وطني

Quote: كلما ظننا ان للمأساة حد تمددت حدود اخري . . . . . . . . . . لك الله يا وطني

لهم ألرحمه
وشتان ما بين دم ودم في هذا الوضع اللئيم