بين مرسى – والصادق – وينستون شيرشل – وعمر بن عبد العزيز

السيد مرسي رفض حكم المحكمة الدستورية وأدخل مصر في (جحر ضيق) والحمد لله ان استجاب لصوت العقل وقبل بالحكم وإلا كانت العواقب وخيمة ربما قد تؤدى إلى محاكمته وبالتالي إلى عزله لأن القانون يعطى مجلس الشعب بأغلبية الثلثين أن يصدر قراراً بمحاكمة الرئيس ويحال الأمر للمحكمة الدستورية لتتم المحاكمة الجنائية على ضوء المواد بمخالفة تنفيذ حكم من احكام المحكمة . ولما كان مجلس الشعب المنوط به قرار الإحالة للمحاكمة محلولاً فالسلطة التشريعية بنص الإعلان الدستوري المكمل تؤول سلطات التشريع للمجلس العسكري الأعلى والذي هو على استعداد لإصدار قرار الإحالة ، وفي النهاية تصبح مصر بلا رئيس وبلا مجلس شعب ، كما ان مجلس الشوري سوف يحل وكذلك الجمعية التأسيسية سوف تحل وتصبح البلاد قد خلت للمجلس العسكري الأعلى .

وفي عام 1966م أدخل السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء وقتها البلاد في جحر ضيق ايضاً عندما رفض حكم المحكمة الدستورية والقاضي بعدم دستورية قانون حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان ، فقد اعتبر السيد الصادق المهدي أن الحكم هو حكم تقريري وغير ملزم للبرلمان حيث أن البرلمان كما يقولون سيد قراره ، وبالمقابل ردت المحكمة الدستورية بتوجيه الشرطة بألا تتسلم أي بلاغ يتم تقديمه بالمخالفة لقانون حل الحزب الشيوعي، وبالفعل طرد نواب الحزب الشيوعي وخاصة المترشحين بإسمه ، وبهذا الموقف تسممت الأجواء السياسية وانزوى الحزب الشيوعي وبدأ التخطيط إلى أن جاء نميري وأدخلنا في (......... وزه) .
وبالمقارنة جرى موقف مشابه في انجلترا ولكن التعامل كان حضارياً راقياً يجعلنا نتحسر على انفسنا رغم وجود اساطين وفقهاء في الفقه الدستوري ، ففي انجلترا كان الاستعداد للحرب العالمية الثانية قد جرى على قدم وساق وكانت هنالك قاعدة ينطلق منها الامريكان والانجليز للهجوم على المانيا وكانت القاعدة بالقرب من قرية مما جعلها عرضة لأصوات وأزيز الطائرات فأزعج ذلك سكانها ولم تكن امامهم إلا ان يرفعوا دعوى امام المحكمة مطالبين بترحيل القاعدة وبالفعل حكمت المحكمة بترحيل القاعدة وما ان صدر الحكم حتى هرع القائد العسكري ورئيس اركانه إلى مستر شيرشل رئيس الوزراء واخبروه بحكم المحكمة فزعين فقال لهم (ينفذ حكم المحكمة ولو نخسر الحرب) .
وفي موقف أخر كان لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز انحياز تام للحق فعندما أمر معاونيه بهدم منزل إمرأة لكي يمر بناء سور احد المساجد دون اعوجاج تظلمت المراة لأمير المؤمنين عمر وعندما استبان له صحة حجتها أمر بهدم السور واعادة أرض المرأة اليها ، حينها قال معاونوه كيف يهدم المسجد من اجل قطعة ارض لأمرأة فقال لهم أمير المؤمنين (يعوج المسجد ولا يعوج الحق) ، وهدم السور .

تحياتى استاذ مدنى

Quote: وأدخلنا في (......... وزه) .

وما زال