اولويات الانقاذ .. غير اولويات الوطن والمواطن !!!

( انطلاق المصنع التجريبى لبنجر السكر بولاية الجزيرة )
جاء هكذا كخبر على الشريط فى تلفزيون الانقاذ!

فكرة هذا المصنع ودراسة جدواه والذى ينفذ اليوم فى ولاية الجزيرة قام بها احد ابناء الولاية الشمالية وتحديدا من منطقة ( كرمة البلد ) وهو خبير متخصص فى مصانع السكر وعمل بمصنع سكر الجنيد لاكثر من 30 عام .

قام هذا الخبير وبمشاركة احد زملائه بدراسة جدوى متكاملة لانشاء مصنع لانتاج سكر البنجر بمشروع البرقيق الزراعى والجمعيات التعاونية الزراعية المحيطة به وذلك فى عهد السيد عادل عوض سلمان والى الشمالية السابق وكانت الدراسة ناجحة بنسبة اكثر من 95 % .
فور انتهائهم من دراسة الجدوى قاموا بمقابلة السيد الوالى بها فى مكتبه بدنقلا باعتباره اعلى جهة تنفيذية بالولاية , لكنه القى بها فى درج مكتبه الى ان غادر الولاية , لان مهمته واولوياته التى اتى من اجلها كانت غير ذلك , فقط اتى اليها من اجل ( سد كجبار وماادراك ما سد كجبار) !

بعد مغادرة عادل سلمان الولاية عقب انتخابات الخجة التى اتت بالسيد فتح خليل واليا لها, نما الى علمنا بان السيد الزبير بشير طه والى الجزيرة الحالى علم بقصة هذه الدراسة وبمن قاموا بها واستدعاهم فى ولايته وطلب منهم بتطبيقها هناك( ولاية الجزيرة ) وهكذا نسمع اليوم بانطلاقة هذا المشروع بولاية الجزيرة !

عدم رغبة الحكومة سوى كانت ولائية او مركزية فى اقامة مشروع مثل هذا فى الولاية الشمالية وتحويل فكرته الى ولاية اخرى , هل هى نوع من العقوبة للانسان النوبى الذى رفض سد كجبار وخاصة دراسة الجدوى معمولة لهذا المصنع فى مشروع فى منطقة نوبية وبواسطة شخص نوبى رغم انى لا اعرف وجهة نظره فى قيام سد كجبار من عدمه؟

ولاية الجزيرة او الاقليم الاوسط بجغرافيته السابقة هو اقليم السكر فى السودان لوجود كل مصانع السكر القديمة والحديثة فيه عدا مصنع حلفا الجديدة الذى يقع فى ولاية كسلا بشرقنا الحبيب .


منذ الاستعمار التركى والبريطانى والدولة المستقلة فى 56 وحتى تاريخه لا يوجد غير مصنع واحد معطل او يعمل باقل من طاقته فى الولاية الشمالية وهو مصنع تعليب التمور والصلصة فى كريمة والذى تم انشاءه بمنحة روسية فى ستينيات القرن المنصرم ايام حكم الفريق ابراهيم عبود ضمن مجموعة مشاريع روسية قامت على مستوى السودان !

مصنع مثل هذا هو التنمية بعينها و كان بامكانه توفير فرص عمل لعدد مقدر من ابناء الولاية وكان سيصبح جزء من مشاريع التنمية التى تطلع عليها ابناء المنطقة وجزء من الاستقرار لابناء المنطقة .... لكن عند الانقاذ التنمية هى الاغراق والتنمية هى التشريد والتنمية هى الحاق الضرر بمواطن المنطقة .. عليه يروجون زورا وبهتانا وبكل ما اوتوا من قوة بان بناء السدود هى التنمية , ماشاء الله نعم التنمية تنمية الانقاذ!

السدود غير انها اغراق لمنطقة بكاملها بنخيلها وزرعها وارضها وانسانها وتاريخها , كم من فرص عمل سوف يقدمها مثل ما سيقدم مصنع السكر؟

ابناء وبنات وطنى الشرفاء هذا النموذج الماثل امامكم مثال حى لكذب المؤتمر الوطنى التى تدعى تنمية المنطقة ببناء السدود , وان هذه السدود كما قلنا ونقوله مرارا وتكرارا لا علاقة لها بمصلحة المنطقة وانسانها !