الزيت..!

هل يوجد تغيير في السودان ؟!
هل هناك ملامح ثورة في السودان ؟!
مشكلة السودان الكارثية كانت وأد الديمقراطية مرتين .. ولو استمرت الديمقراطية الأولى منذ ستينات القرن الماضي لما آل حال السودان على ما هو عليه الآن .. الديمقراطية كممارسة هي عملية تراكمية يعيشها الشعب على مدى حقب زمنية طويلة حتى يتلمس فوائدها ويشعر بثمارها وخيراتها كل مواطن – وإن كان – أميا وجاهلا وغير مثقف ولا يعرف ما معنى الكلمة أصلا .. الديمقراطية كشكل من أشكال الحياة لا يمكن أن يصمد في العقل الجمعي لأي مجتمع كشكل إيجابي ويرتبط في أذهان المواطنين بمترادفات الديمقراطية الأخري مثل الحرية .. الشفافية .. مؤسسية الدولة .. إلخ إلخ مالم يستمر لفترة طويلة .. ولجهل وأمية نسبة كبيرة من المواطنين السودانين ولغسيل المخ الذي مارسته الإنقاذ طوال ربع قرن فقد أصبحت الديقراطية هي العدو اللدود للإسلام .. وهنا أنا أتحدث عن جموع السودانين الذين لا يقرأون الإنترنت والصحف السيارة ولا يشاهدون القنوات الفضائية .. وهؤلاء هم ما نسميهم بالشعب

الشعب الذي يستطيع أن يزيح أي حكومة .. الشعب الذي من الممكن – لو واتته الظروف – أن يقود التغيير في السودان والذي يستطيع أن يكون حطب الثورة في السودان .. الشعب الآن للجهل والأمية الضاربة في أطنابه لا يستطيع أن يفهم معنى الديقراطية إلا كبديل للإسلام .. لشرع الله الذي غنت به الإنقاذ منذ قدومها على سدة الحكم ودغدغة به مشاعر (الشعب) .. الشعب الذي تفرّغ الآن من الطبقة الوسطى/ المثقفة/ المتعلمة/ التي تستطيع نشر الوعي بين المواطنين العاديين .. ليس عبر بوستات تفتح في منابر (الرأي والرأي الآخر) وفضاءات الفيس بوك وتويتر.. هذه الوسيلة لن تنجح في السودان .. هذه ليست الطريقة الأمثل والأسرع ولن تصل الرسالة لمن يستحقها

معظم الناس الآن تتذمر .. وتتململ من الإنقاذ ومن سياساتها ومن فسادها ولكن لماذا لم يكن الحراك في الشارع بنفس قوة مصر واليمن وبقية الدول ؟ لماذا لم يتفاعل الشارع كما حدث في الستينات والثمانينات حيث لم يكن هناك إنترنت وفيسبوك وتويتر ؟ ولا حتى أبسط أنواع التواصل ؟ لماذا تجاوب الشارع بكثافة كبيرة جدا ولم يخشى حتى بطش أجهزة نميري الأمنية ؟ حسنا .. في رأي المتواضع لأن مثقفي ذلك الجيل لم يفكروا في أنفسهم فقط كما هو يحدث الآن في السودان .. لم يتهافتوا على الهجرة وطلبات اللجوء السياسي والإغتراب في دول الخليج بل كانوا موجودين .. هناك .. مع الشعب ملتحمين بهم .. هم من كانوا يقودون التغيير من أرض الواقع .. هم من واجهوا أولا قذائف الغاز المسيل للدموع وتعرضوا للمواجهات الأولى مع العسكر في ذلك الوقت .

من المحبط والمؤلم جدا أن يفقد (الشعب) مثقفيه في هذا الوقت ولا يراهم إلا فئة بسيطة جدا عبر الإنترنت وبعض الفضائيات .. من المحبط والمؤلم لدرجة الموت .. أن نرى هذا الحراك الآن ولا يوجد من هم على رأس هؤلاء الحشود التي خرجت .. حتى شعارت تهتف بها لم تجد!

مقارنة بسيطة جدا بين ذلك الشاب الذي تضعه قناة الجزيرة كـ لوقو للثورة المصرية وهو يهتف محمولا على الأعناق (مصر أمانة واللي يخونها جبــان) وبين شعارات سمعتها في زمرة ما سمعت من هتافتنا هنا (لا لا للغلاء خبزا خبزا للفقراء) أدركت حينها أن هذه التحركات في الشارع لا أحد يفكر لها .. لا أحد يخطط ويضع لها الشعارات التي تحرك (الشعب) وتجعله يتجاوب ويتفاعل مع هذا الحراك .. لماذا؟! لأن تلك الطبقة المثقفة التي تستطيع القيام بهذا الدور آثرت نفسها وتمسكت بحياة الرغد هناك في دول المهجر . والإكتفاء فقط بالتواصل (معنا) عبر الإنترنت والفضائيات !!

زماااااااان سنة الفين وواحد والفين واتنين لحدي الفين وسبعة بكتب زي الكلام دا بتلموا فيني المناضلين يناضلوا ويقزعوني بما لم ينزل من نعوت حتي تم تتوجي كامير ظلام البورد
حتي انت يا ود جبريل في بداياتك اخدت ليك فيني نضالة نضالتين في مثل هذا الحديث , والذي تكتبه اليوم بتجرد

اديتوا الواحد احساس بانه سابق زمانه

اديك عينة من بوستات علي هذه الشاكلة عشان تآمن ..

كلامك صاح محمد عمر جبريل
أنا أسكن فى أمبدة حيث المسحوقين والمقهوررين والبروليتاريا. أتنقل بواسطة المواصلات العامة. وفى عملى فى المستشفيات الحكومية ألتقى أيضا بتلك الفئات.
باختصار أنا منصهر معهم فأنا منهم. لذا تجدنى أفهم تطلعات من حولى وأمانيهم.
فكرت أن أجرى لقاءات اصورها بالفيديو وانشرها على اليوتيوب لاناس لا يملكون قوت يومهم بل لا يملكون قوت ساعة ولسانهم يلهج بالثناء على ألحكومة. لو نالوا عضوية هنا لنافسوا ود الباوقة والشفيع فى دفاعهم عن الحكومة. والسبب كما قلت أنت فى تفشى الجهل وغياب الوعى وغسيل المخ الذى جرى على مدى يقارب ألربع قرن.
بالاضافة لانفصام الطيقة المثقفة والمستنيرة عن تلك القواعد.
والجوع والغلاء لن يحركهم كتهديد المذبوح بالسلخ. من خرج ومن سيخرج هم الطيقة المتوسطة.

يا هلا أساسي ..

Quote: حتي انت يا ود جبريل في بداياتك اخدت ليك فيني نضالة نضالتين في مثل هذا الحديث , والذي تكتبه اليوم بتجرد اديتوا الواحد احساس بانه سابق زمانه

ما حصل ناضلت فيك لسة ... لكن خلي البوست الجاي ينزل بعنوان الهروب الكبير - الجزء التاني- بعد داك بوريك النضال على أصولو

___

شكلنا كلنا ها نهرب زي ناصر البطل ..!

كلامك ده حقيقة يا ود جبرين
كان ذكرت في بوست اخر و قبل كم اسبوع رأيي في المظاهرات الحالية
هنا:Re: حتمية سقوط حكومة الكيزان الحالية
لكن خلونا نشجع الآلاف الطلعت دي وما نثبط الهمم ونشوف النهاية شنو.
لانه اذا سكتنا عن الحق يبقى نحن بنساهم مع الانقاذ في الجريمة.

ولاّ رايكم شنو يا ود جبرين و اساسي و د.أمبدة ؟